شهدَ ملفّ "العسكريين المخطوفين" تطوّرَين بارزين، الأوّل استبشر الأهالي منه خيراً بعدما أوقف الجيش المسؤولَ الإرهابيّ لتنظيم "داعش" في عرسال سامح البريدي، فاعتبروا أنّ هذا التوقيف قد يحمل لهم أيَّ جديد عن مصير أولادهم التسعة المخطوفين لدى "داعش". إلّا أنّ سماء التفاؤل سرعان ما لبَّدتها غيوم التخوّف من اهتزاز الوضع الأمني في عرسال والجوار، بعدما ثأرَ معروف حميّة والدُ العسكري الشهيد محمد، لدماء ابنِه وقتلَ حسين محمد الحجيري ابنَ شقيق رئيس بلدية عرسال السابق، مصطفى الحجيري الملقّب بـ"أبو طاقية".

الشهيد محمد حميّه هو الجندي الذي أعدمته جبهة النصرة في كانون الأوّل 2014 برصاصة في الرأس، بعدما كان مِن بين العسكريين الذين خطفَتهم في عرسال في آب من العام نفسه.

وفي تشرين الثاني 2015، أوقفَت مديرية المخابرات الإرهابي السوري علي أحمد لقيس الملقّب بـ"أبو عائشة" الذي بايَع "جبهة النصرة"، وقد اعترفَ بقتل الشهيد حميّه، قبل محاولتِه مغادرةَ لبنان مستخدماً جواز سفر مزوّر.

إلّا أنّ والد الشهيد معروف حميّه كان قد لوَّح بالثأر مراراً لدماء ابنه، معتبراً أنّ الموقوف شخصٌ مأمور، والرأسُ الكبير "أبو طاقية"، وأمس نفّذ ما سمّاه "بتحقيق الوعد".

وفي التفاصيل...

بينما كان الشاب حسين محمد الحجيري موجوداً في رأس العين - بعلبك، استدرجَه معروف حميّه؛ ويَروي هذا الأخير لـ"الجمهورية": "كِنت "عم كزدِر" على العين، وسمعتُ صدفةً كلاماً عرساليّاً فمررتُ بجانب الشخص المتحدّث وقلتُ له: "يعطيك العافية، حابِب إتعرّف عليك، تعا طلاع معي لنكزدِر شوَي"، وعندما تأكّدتُ منه مئة في المئة أنّه ابنُ بو علي العصفور "نفّذتُ حكم الله فيه". وتابَع: "بنفسي أحضرتُه إلى أمام قبر الشهيد ابني"، وقلت له "إذا استفاقَ الشهيد، بتِركَك طيّب، وإنْ قام إبني أعيدك حيّاً، للأسف إبني تحت التراب وما كان بوسعي إلّا الثأر له".

(الجمهورية)