أكثر من عشرة آلاف حساب تابعة لحزب الله  اقفل في المصارف اللبنانية  , وهاجس التوطين يقلق اللبنانيين

 

النهار :

سارعت الامم المتحدة أمس الى وضع حد فوري لتفسيرات لبنانية ساخطة لتقرير وضعه الامين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون تحضيراً لاجتماع في ايلول المقبل حول "التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين"، فنفت نفياً قاطعاً أي اتجاه لديها الى حمل لبنان على تجنيس اللاجئين السوريين أو توطينهم. ووقت كان مجلس الوزراء يعيد التشديد بالاجماع على "رفض التوطين وأي سياسات تقوم على استيعاب النازحين في أماكن وجودهم"، أثار صدور الموقف التوضيحي الفوري عن الأمم المتحدة تساؤلات عن الملابسات التي دفعت وزارة الخارجية الى استنفار الحكومة حول تقرير بان كي - مون قبل استيضاح الامم المتحدة وممثلتها في لبنان ومن ثم بناء موقف فوري عليه.
وأفاد مراسل "النهار" في نيويورك علي بردى ان الأمانة العامة للأمم المتحدة نفت ما أوردته وسائل إعلام عن تقرير دولي يدعو الى توطين لاجئين سوريين في لبنان، مؤكدة أن "أحداً في المنظمة الدولية، وخصوصاً الأمين العام بان كي - مون، لا يدعو لبنان الى امتصاص اللاجئين السوريين أو اعطائهم الجنسية". واعترفت مجدداً بأن لبنان "يستضيف هؤلاء بحس هائل من التكافل وبتكاليف باهظة مالياً أو اجتماعياً أو بنيوياً أو سياسياً".
ورداً على سؤال عن تقارير إعلامية في لبنان تتعلق بتقرير الأمين العام للأمم المتحدة بعنوان "بأمان وكرامة: التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين" الذي أعد للإجتماع الرفيع المستوى في 19 أيلول الخاص بمعالجة التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين، قال الناطق بإسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك خلال مؤتمره الصحافي اليومي إن "التقرير ونطاق توصياته عالميان"، موضحاً أنه "لا يشير بالإسم الى أي بلد محدد،وهو يسعى في المقام الأول الى تشجيع مزيد من العمل الجماعي وتقاسم أفضل للمسؤولية من الدول الأعضاء لمعالجة التحركات الكبيرة من اللاجئين والمهاجرين. وأكد أن التقرير يتصدى لتحدي البلدان المضيفة للاجئين لفترات طويلة، ويدعو الى اتخاذ تدابير لدعم المجتمعات المحلية المضيفة بصورة أفضل، بغية تعزيز الاندماج الاجتماعي ومكافحة التمييز".
وشدد على أن التقرير "لا يروج، في أي حالات محددة، للتوطين أو اعطاء الجنسية للاجئين". وتلا فقرة من نص التقرير جاء فيها أنه في الحالات التي لا تكون فيها الظروف مؤاتية لعودة اللاجئين، يحتاج اللاجئون في الدول المضيفة الى التمتع بوضع يسمح لهم بإعادة بناء حياتهم والتخطيط لمستقبلهم. وينبغي أن تمنح الدول المضيفة للاجئين وضعاً قانونياً وأن تدرس أين ومتى وكيف تتيح لهم الفرصة ليصبحوا مواطنين بالتجنس" (الفقرة 86)، مشيراً إلى أن "هذا يتماشى والفقرة 34 من معاهدة اللاجئين لعام 1951". ولفت الى أن الأمين العام "مدرك لحقيقة كون منح المواطنة لغير المواطنين هو في كل دولة من شأن السياسات والقوانين الوطنية". وأكد أن الأمم المتحدة "لا تسعى الى الإدماج المحلي كحل للاجئين السوريين في لبنان"، مذكراً بأن الأمين العام بان كي - مون "ركز خلال زيارته الأخيرة، على أن موقف الأمم المتحدة لا يزال أن الخيارين المتاحين هما عودة اللاجئين الى سوريا عندما تصير الظروف مؤاتية أو إعادة توطينهم في بلد ثالث" وأن "الحل المفضل للاجئين هو العودة الى بلادهم، عندما تسمح الظروف بذلك". وأعلن أن الأمم المتحدة "ستدعم عودتهم الى سوريا وإعادة دمجهم في بلدهم الأصلي. وفي غضون ذلك، تتكفل المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين خيارات إعادة توطين اللاجئين الأكثر ضعفاً خارج لبنان، وتعمل على مسارات أخرى من أجل السماح للاجئين السوريين بالذهاب الى بلدان ثالثة".
وسئل هل الأمين العام مستعد لتعديل اللغة الواردة في تقريره، فأجاب بأن "الواضح هو أن أحداً في الأمم المتحدة، وخصوصاً الأمين العام، لا يدعو لبنان الى امتصاص اللاجئين السوريين أو اعطائهم الجنسية"، مع العلم أن "لبنان يستضيف هؤلاء بحس هائل من التكافل وبتكاليف باهظة على البلاد، أكان مالياً أو اجتماعياً أو بنيوياً أو سياسياً"، مضيفاً أن "الرسالة هي ان على المجتمع الدولي واجب القيام بالمزيد من أجل دعم لبنان". وشرح أن "الفكرة هي أن هناك خيارين، أما أن يذهب اللاجئون الى بلدهم عندما تسمح الظروف، وهذه غير متوافرة، وإما إعادة توطينهم في بلدان ثالثة". وكرر أن "أحداً لا يجادل في أن لبنان يتحمل مسؤولية لا دولة أخرى تتحملها من حيث عدد بعدد اللاجئين".
ورداً على سؤال آخر، قال إن "التقرير كتب برؤية عالمية. ومن المفهوم أن تنظر البلدان الى التقرير من منظورها المحلي. ما نقوله هو أن أنظروا الى التقرير من منظور عالمي". وأفاد أن الأمم المتحدة على تواصل مع الحكومة اللبنانية في هذا الشأن.
وعلمت "النهار" ان ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ستزور اليوم وزير الخارجية جبران باسيل ثم رئيس الوزراء تمام سلام وستدلي بتصريح عما أثير في شأن منح اللاجئين الجنسية.
وقالت مصادر نيابية مواكبة لهذ الموضوع لـ"النهار" إن التقرير الذي جرى الحديث عنه وزع في 21 نيسان الماضي وهو موجه الى الجمعية العمومية للامم المتحدة تحضيراً للاجتماع الدولي في 19 أيلول، ويتعلق بقضية تشمل ربع مليار لاجئ من أنحاء العالم. ولفتت الى ان المادة 86 من التقرير غير الملزم تتضمن عبارة "(...) ينبغي ان تمنح الدول المستقبلة للاجئين وضعاً قانونياً وأن تدرس أين ومتى وكيف تتيح لهم الفرصة ليصبحوا مواطنين بالتجنّس"، مما أثار الريبة في لبنان، الأمر الذي أوضحته الامم المتحدة أمس وستوضحه أكثر اليوم.

اللجان
على صعيد آخر، قررت اللجان النيابية المشتركة في جلستها الثالثة التي عقدتها أمس لمناقشة قانون الانتخاب حصر النقاش بالنظام الانتخابي المختلط وستشرع في درس هذا النظام في جلستها المقبلة في 26 أيار. ولم تتجاوز الجلسة أمس حدود تسجيل المواقف المعروفة للكتل النيابية وسط حملة حادة على قانون 1960.

 

الحريري
وكانت للرئيس سعد الحريري كلمة مساء أمس في مجمع "بيال" خلال العشاء السنوي لمنتدى بيروت السادس للفرانشايز (بيفكس 2016) والذي أقيم في بيروت، في الذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز، أكد فيها ان "الاستثمار في لبنان لا بد ان يُنظر إليه على انه استثمار طويل المدى، ويوضع في إطار الفرص الواعدة التي سوف تنشأ حكماً عند انتخاب رئيسٍ للجمهورية وعودة الانتظام إلى عمل المؤسسات الدستورية. وهذه مناسبة لأؤكد أمامكم أهمية انتخاب الرئيس ووضع حدٍ للفراغ ". وقال: "أتعهد أمامكم أني سأبقى متمسكاً بنموذج العيش المشترك والوحدة الوطنية والمناصفة والاقتصاد الحر القائم على شركة تكامل بين القطاعين الخاص والعام، وسأبقى متمسكاً بخط الاعتدال والانفتاح ومشروع بناء الدولة المدنية الحديثة، وبالحريات الفردية والدينية والسياسية والفكرية، ليبقى لبنان رسالة ونموذجاً لكل النجاحات الإنسانية والسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم "لو شو ما صار".

 

المستقبل :

على بُعد يومين من المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية والتي ستجري الأحد في محافظتي الجنوب والنبطية وتتزامن في قضاء جزين مع انتخابات نيابية فرعية لملء المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب السابق ميشال الحلو، تتسارع في عاصمة الجنوب صيدا التحضيرات لهذا الاستحقاق كما تتسارع وتيرة الحركة الانتخابية لمرشحي اللوائح الثلاث المتنافسة على مقاعد المجلس البلدي الـ21، وهي: لائحة «إنماء صيدا« برئاسة المهندس محمد السعودي والمدعومة من تيار «المستقبل« و«الجماعة الإسلامية« والدكتور عبد الرحمن البزري، ولائحة «صوت الناس« برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري«، و«لائحة أحرار صيدا« برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار.
ويمكن توصيف وضع اللوائح الثلاث انطلاقاً من برامجها وبياناتها الانتخابية على الشكل التالي: بالنسبة للائحة إنماء صيدا لا تُعتبر انتخابات الأحد معركة ربح وخسارة وإنما معركة إحداث الفرق الذي يوازي ما استطاع المهندس محمد السعودي مدعوماً من تيار «المستقبل« وحليفه «الجماعة الإسلامية« والدكتور عبد الرحمن البزري من تحقيقه على مستويات ثلاث

- على صعيد العمل البلدي اليومي من خلال متابعة قضايا الناس وهمومهم الحياتية والخدماتية سواء بشكل مباشر بشخصه أو من أعضاء المجلس البلدي، أو غير مباشر من خلال اللجان المتخصصة المنبثقة عن المجلس، في البيئة كما في الصحة كما في الأنشطة كما في الشؤون الإدارية والإعلام، يضاف اليها عناية خاصة أولتها البلدية للعمال والصيادين بتكليف أعضاء فيها بالتخفيف من معاناتهم والسعي لدعم قطاعاتهم وحمل قضاياهم المطلبية المحقة. - على صعيد المشاريع الإنمائية الكبرى، من خلال المتابعة اليومية لهذه المشاريع مع الوزارات المختصة أو الصناديق الداعمة وبمؤازرة من نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري وملاحقة كل مراحل الدراسات والتلزيم والتمويل والتنفيذ وصولاً الى الإنجاز، وفي مقدمها تخليص صيدا من مشكلتها البيئية المزمنة بإزالة جبل النفايات وإقامة حديقة مكانه

- على صعيد موقع ودور المدينة كعاصمة للجنوب وللعيش الواحد، من خلال العمل كبلدية لكل المدينة بكل تنوعها الروحي والسياسي والحفاظ على عيشها المشترك والعلاقات الطيبة والمميزة مع جوارها جنوباً وشرقاً وشمالاً، وعلى علاقتها التاريخية والنضالية بالقضية الفلسطينية كعاصمة للجوء الفلسطيني منذ النكبة وحاملة لقضايا وهموم الشعب الفلسطيني وشريكة له في تضحياته في سبيل الأرض والعودة.

«صوت الناس»
بالمقابل تنطلق لائحة «صوت الناس« من تقديم نفسها معبرة عما تعتبره وجع الناس ومن برنامج انتخابي يقارب الإنماء بعناوين تشكل في قسم كبير منها جزءاً من الخطاب السياسي لداعميها أي «الناصري« و«اللقاء الوطني الديمقراطي«، وهي تراهن على تقليص الفارق معتمدة على ما تعتبره عوامل استجدت تجعل من انتخابات 2016 مختلفة عن انتخابات 2010 التي وصل فيها الفارق بين اللائحتين الى حوالى 10 آلاف صوت لصالح لائحة السعودي مع نسبة اقتراع عالية حينها

«أحرار صيدا»
اما لائحة «أحرار صيدا« غير المكتملة والتي انسحب منها مرشح أمس، فترتكز في خوضها للمعركة الانتخابية الى أنها بذلك تسجل موقفاً وحضوراً لحالة تمثل جواً إسلامياً معيناً في المدينة يتشكل من مؤيدين للشيخ أحمد الأسير وهيئة علماء المسلمين وبعض الشخصيات التي تدور في فلكهما.
وتعتبر أوساط صيداوية مراقبة لحركة اللوائح وبرامجها الانتخابية أن التنافس الانتخابي البلدي بين ثلاث لوائح هو أمر طبيعي في استحقاق ديموقراطي، وأنه في الوقت نفسه يشكل فرصة للناخبين لاختبار مدى ملامسة برنامج كل لائحة لهمومهم وقضاياهم الحياتية وإنماء مدينتهم، لكن مقياس نجاح هذا البرنامج أو ذاك بمقدار ابتعاده عن السياسة وقربه من الإنماء وهو ما ينطبق بحسب هذه الأوساط على برنامج لائحة «إنماء صيدا« برئاسة المهندس محمد السعودي.
جزين والتباس التحالفات
في جزين، لم يسبق لعروس الشلال جزين أن شهدت استحقاقاً انتخابياً بهذا القدر من التعقيد والالتباس الذي تشهده المدينة عشية انتخاباتها البلدية وفرعيتها النيابية لملء المقعد الماروني الشاغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو، حيث يتنافس على هذا المقعد سبعة مرشحين. لكن المفارقة في هذين الاستحقاقين المتلازمين أن التوافق العوني القواتي مسيحياً تحول الى حلف انتخابي جزينياً شق العائلات وأربك الحلفاء!. 
فنيابياً يدعم هذا التحالف المرشح أمل أبو زيد بوجه مرشحين آخرين لهم حضورهم السياسي أو العائلي أو الخدماتي للمنطقة في مقدمهم نجل النائب السابق سمير عازار ابراهيم عازار وكميل سرحال والعميد صلاح جبران أو من المرشحين الجدد مثل باتريك رزق الله وميشال الحلو وانطوان كرم.. 
لكن تقاطع الاستحقاق النيابي مع البلدي أعاد خلط الأوراق بين الحلفاء أنفسهم أو داخل الفريق الواحد نفسه سواء كان «التيار الوطني الحر« أو «القوات اللبنانية«، فتداخل العائلي بالسياسي وطغى عليه
فتحالف القوات والعونيين ومعهما النائب زياد أسود والوزير السابق ادمون رزق يدعمون رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش رئيساً للبلدية، ويواجه هذا التحالف معارضة من داخل التيار العوني نفسه يمثله غازي الحلو الذي يميل للتحالف مع كميل سرحال. بينما تبدي القاعدة القواتية في جزين عدم رضاها على التحالف مع العونيين باعتباره لم يعطِ «القوات« حقها وحجمها الطبيعي في المنطقة خصوصاً في ساحل جزين، وهو ما ترجم أخيراً بمطالبة «القوات« بضم مرشح جديد لها الى اللائحة

الديار :

هل قال الاخضر الابراهيمي لوليد جنبلاط في باريس «لبنان انتهى، تدبروا اموركم...؟» كيف تتدبر امورنا؟
الذين يلتقون الديبلوماسي الجزائري العتيق، والمعتق، يسمعون منه تذكيره لهم بما قاله، لدى قيامه بمهمته في سوريا، من ان الحرائق السورية ستنتقل الى دول الجوار وتفعل بها ما تفعل النار بالهشيم...
امامهم يستعرض ما يحدث في تركيا التي تتزعزع اتنياً وطائفياً، مع توقعات بانقلاب عسكري لاعادة ترميم ما يمكن ترميمه، وفي العراق لا يعرف احد اين هي الدولة واين هي اللادولة، وفي الاردن «مملكة على صفيح ساخن». ماذا عن لبنان؟ انتهت دولة لبنان الكبير او تكاد، يستدرك، لكن امام اللبنانيين فرصة...
ما ينقل عن الاخضر الابراهيمي ان اللبنانيين اعتادوا على الغرق في القضايا الصغيرة، دون الالتفات الى القضايا الكبيرة، وسواء كانت على ارضهم أم في المحيط. هكذا كانوا عشية الحرب الاهلية في عام 1975، وهم الآن في وضع أشد تعقيداً، وأشد خطورة، بكثير...
الابراهيمي ليس من القائلين بتسوية وشيكة للأزمة في سوريا. لا أفق زمنياً للأزمة. لبنان يستضيف اكثر من مليون ونصف مليون، ونحو نصف مليون فلسطيني. بعد عشر سنوات سيكون هناك نصف مليون اضافي، ما النتيجة؟
الخراب في سوريا هائل، اكثر من هيروشيما هناك، والابراهيمي الخائف على لبنان يرى ان ما يعني الاوروبيين ان يبقى النازحون حيث هم، اوان يتم نقلهم الى مناطق في الخليج العربي والعراق دون اي اعتبار للمخاطر التي يمكن ان تتعرض لها الدول المعنية المجاورة لسوريا، لا سيما الاردن، ولا سيما لبنان الذي قام أساساً على توازنات ديموغرافية وطائفية محددة، حتى اذا ما تزعزعت او انهارت هذه التوازنات، قامت دولة جديدة في لبنان...
دولة فيديرالية لبنانية - سورية ـ فلسطينية، اما الامم المتحدة، في نظر الابراهيمي فتنظر الى الامور عن بعد، والمنظمة الدولية غالباً ما تعكس مصالح الدول الكبرى التي لا يعرف الى اي مدى تبدو معنية بزوال بعض الدول او ببقائها، بعدما بدأت تسمع في اوروبا عبارات من قبيل «مائة عام لسايكس - بيكو تكفي». في هذه الحال، لا بد من انتاج أو «فبركة» دول جديدة وحتى مجتمعات جديدة...
وبعيداً عن الأسلوب اللبناني إياه في الخلط بين مقاربة المخاطر، والحساسيات الشخصية أو السياسة، علمت «الديار» ان مراجع لبنانية عليا بدأت باستيضاح عواصم كبرى ما اذا كان تقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والذي ينتهي فيه الى الطلب من الدول المضيفة للنازحين ان تمنحهم «وضعاً قانونياً، وان تدرس أين ومتى وكيف تتيح لهم الفرصة ليصبحوا مواطنين بالتجنيس»، يعكس تقييماً شخصياً للمشكلة أم أنه يعكس وجهة نظر القوى الكبرى...
في كل الاحوال، ماذا يستطيع لبنان أن يفعل؟ التصدع الدراماتيكي في الداخل، وضغوط الأزمات الاقليمية فوق التصور، وفراغ أو شلل كارثي في المؤسسات، فيما الاهتمام الاميركي بلبنان، وان قيل لابقائه كغرفة عمليات في المرحلة المقبلة، يرتبط بالحيلولة دون تنظيم الدولة الاسلامية من اختراق الداخل اللبناني، والوصول الى شاطئ البحر الابيض المتوسط..
وحين تسأل «الديار» وزيراً بارزاً حول الاحتمالات التي تحيط بلبنان يكاد يسلم بـ «اننا لا نملك سوى سياسة النعامة»، ازمات المنطقة الهائلة، والاخضر الابراهيمي نفسه يرى في ملايين النازحين الذين توزعوا بين تركيا ولبنان والاردن، عاملاً مؤثراً او ربما كان حتمياً، في تغيير البنى السياسية وحتى «القومية» لبعض الدول.
هذا فيما تنقل مراجع روحية اجواء سوداوية من الفاتيكان الذي يراهن على توافق اميركي - روسي «جدي» لتسوية الازمة السورية، وان كانت كل المؤشرات تؤكد ان الازمة ستنتقل، بكل حمولتها الى العهد الجديد في الولايات المتحدة، لانه هو من يصنع او يشارك في صياغة قواعد اللعبة في نظام اقليمي محتمل كما في النظام العالمي الجديد...

ـ مبادرة أم محاولة؟ ـ

الانظار الآن الى «مبادرة» الرئيس نبيه بري. الاوساط السياسية تسأل ما اذا كانت هذه مبادرة ام محاولة لفك ارتباط الازمة الداخلية بالازمات الاقليمية. رئيس المجلس هو من تحدث طويلاً عن معارك «س - س» اي سوريا والسعودية، قبل ان يراهن على انقشاع في العلاقات بين الرياض وطهران ينعكس على الساحة اللبنانية. اي انفراج بعيد جداً...
الآن، وقت العصا السحرية، ولكن هل يمكن لهذه العصا ان تصل الى السعودية وايران اللتين الصراع بينهما الى تصاعد، وبطبيعة الحال الترددات الاقليمية لهذا الصراع الى تصاعد؟ لبنان عالق في الوسط، لكن الرئيس بري الذي يحفظ عن ظهر قلب ما قال قرار المجلس الدستوري حول حتمية الذهاب «فوراً» الى الانتخابات النيابية ما ان تزول الظروف الامنية لا يستطيع ان يبتعد، ولو قيد انملة، عن النص وعن روح النص.
مصادر عين التينة تؤكد ان هناك دعماً داخلياً وخارجياً للمبادرة، اي داخل، وحيث يختلط الحابل بالنابل في مزايدات سياسية وحزبية تفتقد الحد الادنى من المسؤولية، واي خارج حين ينقل مصدر ديبلوماسي لبناني عن جيفري فيلتمان قوله «عندما نعلم من هو رئيسنا المقبل نعرف من هو رئيسكم المقبل».
وفي الوسط السياسي كلام من قبيل ان رئيس المجلس يعتبر ان كل القادة السياسيين، وعلى رأسهم القادة الموارنة، في ازمة، وهذا ما قد يدفعهم الى مساندة اي محاولة لحل الازمة الكبرى.
هل هذا يكفي لاحداث ديناميكية سياسية (وحتى سيكولوجية) تدفع باتجاه حل للازمة بعيداً عن الاوضاع الاقليمية التي تلقي بثقلها على الداخل اللبناني؟

ـ فزاعة الستين ـ

رئيس المجلس مناور بارع، اطلق «فزاعة الستين» في وجه من دأبوا عى اعتباره «القانون القاتل». سامي الجميل وصفه بـ «المجزرة للتمثيل الصحيح»، وان كانت اكثر من جهة سياسية تعتبر ان ما جرى في الانتخابات البلدية قد هز التحالفات الجامدة الى حد بعيد، اي ان لبنان مقبل على مرحلة جديدة من خارطة القوى.
فزاعة الستين جعلت النواب «ينشطون» داخل اللجان المشتركة في اتجاه «القانون المختلط»، قد تستقر المعادلة على 64 نائباً على النظام الاكثري و64 نائباً على النظام النسبي. الوزير السابق زياد بارود لو يرى ان لبنان مؤهل للأخذ بديموقراطية افلاطون، لا بأس بالنصف ديموقراطية، وان كان رسم معمارية عملانية للقانون المختلط يستلزم الكثير من الدقة والجهد.
والطريف ان تقول بعض الاوساط السياسية ان الرئىس بري الذي اعتبر ان الاصطفاف الثنائي (8 و14 آذار) في موت سريري، يراهن على المناصفة في النتائج، لا اكثرية ولا اقلية، حصانان لجر الجمهورية، او جناحان للتحليق بهما بعدما ادت 11 عاماً من التناحر الى دفع البلاد الى حافة الهاوية.
العمليات الحسابية التي يجريها الخبراء تستبعد المناصفة، ولكن دون ان تكون هناك اكثرية موصوفة.

ـ الحلقات المفقودة ـ

تبعاً لمنطوق المبادرة، فان المبادرة هي عبارة عن سيناريو من حلقات، الذين اعترضوا عليها قالوا ان ثمة حلقات مفقودة فيها، كيف يمكن للقوى التي عجزت على مدى عامين او اكثر عن انتخاب رئيس للجمهورية ان تتمكن من ذلك الآن؟
الثابت ان العماد ميشال عون لن يتزحزح عن موقعه مهما قال الخصوم ان معركة جونية هزت عرش الجنرال، المدينة التي علقت فيها لافتة «عاصمة المسيحية المشرقية» كانت اختباراً صعباً وعاصفاً للجنرال. البعض يرى ان ثمة خللاً في «غرفة العمليات» او ان هناك من نصب كميناً لرئيس تكتل التغيير والاصلاح، والى حد التأكيد ان جهات خارجية فاعلة عملت على محاصرته، وحتى على محاولة دفعه الى خارج الحلبة الرئاسية.
بطبيعة الحال، الرئيس سعد الحريري لن يتخلى عن النائب سليمان فرنجية، وهناك في الكواليس من يسأل من هو «المرشح الخفي» في مبادرة رئيس المجلس...؟

ـ الخروج من الدوامة الاقليمية ـ

اوساط عين التينة تتكتم حول «الخلفيات الاستراتيجية» للمبادرة، ومراجع سياسية تقول ان الرئيس بري اذكى بكثير من ان يطلق المبادرة الا اذا كان مدعوماً من جهات خارجية تعتبر ان لبنان ينبغي ان يخرج من الدوامة الاقليمية لأن الوضع فيه لم يعد يحتمل. رئيس المجلس قال بالحرف الواحد ان الوضع لم يعد يحتمل.
المبادرة تقول بجلسة لانتخاب الرئيس المتفق عليه في اليوم نفسه الذي تنتخب فيه هيئة مكتب المجلس، جهات سياسية. وتسأل ماذا كان الرئيس بري ينتظر ان تهبط اعجوبة ما من المدخنة...
التيار الوطني الحر يذكّر بأن الطرح الخاص بانتخاب مجلس نيابي قبل رئيس الجمهورية هو «طرحنا». ولكن ماذا اذا تراجع عدد نواب التيار؟ وماذا اذا حدث تبدل دراماتيكي في خارطة القوى؟

 

الجمهورية :

لم يكن ينقص لبنان الغارق في أزمات استحقاقاته الدستورية وما تثيره من مضاعفات على مؤسساته وفي ظلّ الفسَح من الأمل التي يتيحها النجاح في إنجاز جولات الانتخابات البلدية، حتى بَرزت أزمة النازحين السوريين التي صعَّدها تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي يقترح توطينَهم وتجنيسَهم في لبنان وبقيّة الدول المضيفة، ما استدعى موقفاً رسمياً جامعاً يرفض هذا الاقتراح، عبَّر عنه مجلس الوزراء. على أنّ هذه التطوّرات لم تحجب استمرار القوى السياسية في درس مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري على وقع التحضير للجولة الثالثة من الانتخابات البلدية التي تشمل هذا الأحد محافظتي الجنوب والنبطية، وقد أكّد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ«الجمهورية» قائلاً: «لا خوف أبداً على الانتخابات البلدية في صيدا، وكلّ الإجراءات الأمنية واللوجستية مُتّخَذة على أعلى المستويات». علماً أنّ الأنظار تتّجه اليوم إلى الضاحية الجنوبية حيث سيكون للأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله مجموعة مواقف يعلنها في أسبوع القائد العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين. بعد جلسات متتالية شابَتها انتكاسات، شهدَ مجلس الوزراء أمس جلسة هادئة، وتمكّنَ في خطوة لم يتّخذها منذ زمن بعيد، من تسجيل إجماع على موقف موحّد، تمثّلَ في رفض مقترحات الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لجهة رفض تجنيس النازحين.
وأكد «التمسك بالدستور والإجماع اللبناني على رفض التوطين، وأي سياسات تقوم على تشجيع استيعاب النازحين في أماكن وجودهم، في اعتبار أنّ الحلّ الوحيد لأزمة النزوح هو بعودة السوريين السريعة إلى وطنهم، وهو ما يتناقض مع مفاهيم العودة الطوعية والاندماج والتجنيس».
وفي ملف النازحين السوريين، أخذ مجلس الوزراء برأي وزير العمل سجعان قزي بأن يَصدر قرار موحّد عنه بتكليف وزير الخارجية جبران باسيل إجراءَ الاتصالات المناسبة للحصول على توضيحات حول موقف الامين العام للامم المتحدة. وسيلتقي باسيل اليوم ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، التي استدعاها لتوضيح ما ورد في تقرير الأمين العام حول مسألة تجنيس النازحين في الدول المضيفة.
وكان قزي قال قبَيل بدء الجلسة إنّه منذ العام 1948 «لم يتجرّأ مسؤول دولي على طرح موضوع توطين الفلسطينيين، فكيف للامين العام أن يذكر سبعَ مرّات كلمة تجنيس السوريين في تقرير من 26 صفحة، وهذا تحَدٍّ للسوريين وليس للّبنانيين فقط».
حكيم
وقال وزير الاقتصاد آلان حكيم لـ«الجمهورية»: «إنّ اجتماع مجلس الوزراء اليوم كان إيجابياً جداً، أوّلاً لأننا أنهينا جدول الاعمال إلّا بعض البنود التي احتاجت الى بعض الاتصالات، والأهم من ذلك أنّه كانت هناك وحدة المجلس على موضوع عدم توطين النازحين السوريين ورفض أيّ سياسة تؤدّي الى توطينهم، وهذا الأمر يُصرَف على صعيد الدولة ككل بمجلسَي وزرائها ونوابها».
وأضاف: «إنّ موقف السيّد بان واضح جداً، وهو يطلب اتّخاذ خطوات تؤدي إلى تجنيس السوريين، فلا أحد يهزأ منّا، فنحن لا نتحدّث عن شركة خاصة، نحن نتحدّث عن الامين العام للأمم المتحدة».
باسيل وحرب
وإثر الجلسة، شنَّ وزير الخارجية جبران باسيل خلال دردشة مع الصحافيين حملة على وزير الاتصالات بطرس حرب، وقال: «منذ أكثر من شهر ونحن نطلب إدراجَ موضوع وزارة الاتصالات على جدول الأعمال.
هناك مدير عام يحتلّ مركزَين بخلاف القانون. وفي ملفّ الإنترنت غير الشرعي بمعزل عن التحقيق القضائي، من الواضح أنّ لدى الدولة سعات إنترنت وهي قادرة على تأمين خدمة أوسع من الانترنت للمواطنين، ولذلك علينا مساءلة المدير العام عن هذه السعات».
وأشار إلى أنّ وزير الاتصالات وقّع عقداً مع «أوجيرو» خلافاً للقانون الذي ينص على أنّه يجب عرض العقد على مجلس الوزراء. وأكّد أنّ تجديد عقود تشغيل الخلوي يحتاج الى موافقة مجلس الوزراء، وليس صلاحية الوزير بمفرده لكي يجدّد هذه العقود شهراً بعد شهر.
وتحدّث باسيل أيضاً عن «مخالفات وزير الاتصالات للعقد الخلوي مع الشركات وقال: «يجب ان يطرح الملف على مجلس الوزراء، وأنا طلبتُ من رئيس الحكومة وذكّرته بالتزامه، ولكنّ الوزير حرب يصرّ على إرجاء الموضوع الى ما بعد الانتخابات البلدية، لنعاود طرح الموضوع على مجلس الوزراء
لا تعيينات
وقد أقرّ مجلس الوزراء جدول أعماله من دون أن يتناول بنود التعيينات المؤجّلة إلى ما بعد الانتخابات البلدية، علماً أنّه ناقش بند تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان لكنّه قاربَه من نقطة اتّباع الآلية أو عدمها. وبنتيجة النقاش، تمّ الاتفاق على أن لا حاجة لاعتماد الآلية لأنّه يحق لوزير الإعلام تعين مدير عام للتلفزيون، أمّا أعضاء مجلس الادارة فلا يتبعون أصلاً للآلية كونهم غير متفرّغين.
ولم يتطرّق مجلس الوزراء الى ملف العقويات الاميركية ضد «حزب الله»، وذلك ترجمة لتفاهم على معالجته بهدوء بعيداً من الأضواء.
سَد جنّة
وأثار وزير البيئة محمد المشنوق في مستهلّ الجلسة موضوع استئناف أعمال قطعِ الأشجار في سَد جنّة، على رغم طلب وزارة البيئة وقفَ هذه الأعمال إلى حين صدور قرار عن مجلس الوزراء.
وكان المشنوق طلبَ مِن وزارة الطاقة وضعَ تقرير عن الأضرار البيئية المترتّبة عن أعمال هذا السد، فجاء الرد بنتيجة الدراسة التي أعدّتها شركة خاصة أنّ هذا المشروع لا يراعي المعايير البيئية والصحّية والجيولوجية.
وعلى رغم نفي وزير الزراعة أكرم شهيّب إصدارَه قرار يَسمح بالاستمرار في قطع الأشجار واجَهه وزير البيئة ومعه عدد من الوزراء بقرار صادر عن وزارة الزراعة يجيز قطعَها حتى نهاية حزيران المقبل. وتقرّر تأجيل البحث في هذا الموضوع الى الجلسة المقبلة وإدراجه في جدول الأعمال.
وأوكل الى وزير البيئة الطلبَ من محافظ المنطقة وقفَ أعمال قطعِ الأشجار الى حين اتّخاذ مجلس الوزراء قراراً في هذا الصدد. وعند سؤال شهيّب عن هذا الأمر في نهاية الجلسة، أجاب باستياء: «إسألوا وزيرَ البيئة».
وقرّر مجلس الوزراء صرفَ مبلغ 28 مليون دولار لتمويل تجهيزات المطار.
الإتحاد الأوروبي
وفي موقف رافقَ ردّ لبنان الرسمي عبر مجلس الوزراء أمس الذي رفضَ مضمون تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن تجنيس السوريين حيث يقيمون، قال رئيس لجنة الموازنات في البرلمان الأوروبي جان ارتيوس «إنّ الاتحاد الأوروبي لا يدعو أبداً إلى توطينهم، بل يدعو إلى تفادي أيّ تشنّج في العلاقات مع الدول المضيفة». وأضاف: «مِن أولويات الاتحاد تحفيز التنمية الاقتصادية لخفضِ البطالة وزيادة الاستثمارات وتسهيل التجارة من خلال المشاريع المدروسة».
وكان ارتيوس تحدّثَ في مؤتمر صحافي بعد ظهر أمس في مقر البعثة الأوروبية في بيروت عن أوضاع النازحين السوريين في لبنان والأردن «البلدين الاكثر تأثّراً بالأزمة السورية والأكثر استيعاباً لأعداد النازحين»، وقال: «هذا يحَمّل البلدين أعباء اقتصادية كبيرة تضاف إلى أزماتهما المالية الموجودة أصلاً».
وكشفَ ارتيوس عن أرقام جديدة وضَعت لبنان في لائحة أكثر الدول استيعاباً للنازحين، وقال: «يبلغ عددهم في الأردن 650 ألف نازح مسجّل لدى الدوائر الرسمية، غير الأعداد الموجودة بطريقة عشوائية، أمّا في لبنان فيبلغ عدد النازحين السوريين المسجّلين مليونين ومئة ألف نازح، إضافةً إلى إعداد كبيرة غير مسجّلة رسميا».
ولفتَ إلى أنّ «الاتحاد الأوروبي يَبذل جهداً كبيراً لدعم تلك البلدان في مسألة النازحين، وقد بلغَت مساعدة الاتحاد للبنان منذ بدء عام 2011 مليارين وتسعمئة مليون يورو».
قانون الانتخاب
في غضون ذلك، وفيما لا تزال الأطراف السياسية تدرس مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأخيرة والقاضية بالتوافق على قانون انتخاب ويَليها انتخابات نيابية مبكرة ومِن ثمّ انتخابات رئاسية ولو بمن حضَر، وفي حال تعذّر التوافق على قانون، تُجرى الانتخابات وفق قانون الستين، عاد قانون الانتخاب الجديد مجدّداً إلى النقاش في اللجان النيابية المشتركة التي ستجتمع مجدداً في 26 أيار الحالي، بعدما اتّفق في جلستها أمس على حصر النقاش في اقتراح بري المختلط، وفي الاقتراح المشترك للمختلط الذي تقدّمت به «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» والمسيحيون المستقلون والحزب التقدّمي الاشتراكي.

اللواء :

شكّل تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والذي اقترح فيه بإجراء توطين النازحين السوريين في لبنان، والذين تتعامل معهم الأمم المتحدة بوصفهم لاجئين، مع علم المجتمع الدولي أن مقدمة الدستور اللبناني تنص في الفقرة «ط» على أن «أرض واحدة لكل اللبنانيين. فلكل لبناني الحق في الإقامة على أي جزء منه والتمتع به في ظل سيادة القانون، فلا فرز للشعب على أساس أي انتماء كان، فلا تجزئة ولا تقسيم ولا توطين».
وبنتيجة المداولات، أكد مجلس الوزراء «على التمسّك بهذه الفقرة، ورفض أية سياسات تقوم على تشجيع استيعاب النازحين في أماكن تواجدهم»، في إشارة إلى تقرير بان، «واعتبار أن الحل الوحيد لمشكلة النزوح هو عودة السوريين السريعة إلى وطنهم، وهو ما يتناقض مع مفاهيم العودة الطوعية والاندماج والتجنيس».
وموقف مجلس الوزراء هذا، سيكون على طاولة اللقاء الذي استدعى إليه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلة بان في لبنان سيغريد كاغ.
وعلمت «اللواء» من مصدر ديبلوماسي لبناني أن الوزير باسيل سيطلب استيضاحاً رسماً، وسيبلغ الديبلوماسية الدولية رفض لبنان الصريح لما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وسيبلغها هذا الموقف باسم الحكومة اللبنانية الذي اتخذ بالإجماع في مجلس الوزراء.
وفي المعلومات أن الرئيس تمام سلام سيعلن هذا الموقف نفسه في القمة الإنسانية العالمية التي تبدأ الثلاثاء المقبل في اسطنبول.
وقبل الاجتماع، أوضح الناطق باسم بان أنه من غير المطروح منح الجنسية للنازحين السوريين في لبنان، مشيراً إلى أن العمل قائم على فرص إعادة الاستقرار خارج لبنان.
ويأتي هذا الاشتباك اللبناني - الدولي في وقت ما زالت فيه أزمة العقوبات الأميركية على حزب الله لم تنقشع بعد، وآثر الرئيس سلام عدم الخوض فيها باعتبار أنها تعالج بين رئيس الحكومة ووزير المال وحاكم مصرف لبنان، وفق الأطر المقبولة في القوانين اللبنانية والدولية.
وفيما كانت اللجان النيابية تحاول إيجاد نقاط التقاء بين المشاريع المطروحة للتوصل إلى قانون جديد للانتخاب، في ضوء مقاربة التسوية التي اقترحها الرئيس نبيه برّي في طاولة الحوار في جلستها الأخيرة، ودلّت النقاشات إلى أن ممرين إلزاميين يتحكمان بالموقف: فإما السير بالقانون المختلط (نسبي وأكثري) وإما قطع المناقشات النيابية واعتماد قانون الستين، على أن تتوضح الصورة، قبل العودة إلى طاولة الحوار في 21 حزيران المقبل.
وفي هذه الأجواء تتجه الأنظار اليوم إلى الصورة التي ستتخذها الإنتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية، وإن كانت صورة النتائج شبه واضحة، سواء في صيدا أو جزّين أو مراكز الأقضية من صور إلى النبطية إلى بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا.
وإذا كانت بلديات مناطق نفوذ «أمل» و«حزب الله» بحكم المحسومة لصالحهما على فوز أكثر من 30 بلدية بالتزكية والتفاهم على تقاسم الحصص البلدية، انطلاقاً من تفاهم 2010 المبني على نتائج انتخاباب الـ2004.
وفي هذا الإطار، شدّد الشيخ نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» على أن تفاهم الانتخابات البلدية إيجابي وترك ارتياحاً على مستوى كل القرى، داعياً إلى أوسع مشاركة في الاقتراع لمواجهة لوائح الشخصيات الحزبية من «أمل» و«حزب الله» ولوائح الحزب الشيوعي وشخصيات يسارية ووطنية مستقلة، وتلك المدعومة أو تلك التي رشحتها حركة «مواطنون ومواطنات في دولة» التي يرأسها الوزير السابق شربل نحاس ولا سيما في صيدا وصور وبنت جبيل.
كما تتجه إلى ما سيكشفه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في حفل تأبين مصطفى بدر الدين عند الخامسة من عصر اليوم وتتعلق بحقائق جديدة تتعلق بظروف اغتياله.
وتوقع مصدر حزبي مقرّب أن تحمل الكلمة التأبينية للسيد نصر الله مفاجآت في معلومات جديدة كشفت عنها التحقيقات تكشف عن تورّط جهات وربما دول في عملية الاغتيال وتوقيته وفقاً لمعلومات المصدر الحزبي.
مجلس الوزراء
استمرت جلسة مجلس الوزراء أربع ساعات وغاب عنها فقط وزير الصحة وائل أبو فاعور الذي عاد مساءً إلى بيروت من الكويت.
وكان الحاضر البارز في الجلسة هو الموافقة على طلب وزارة المالية إصدار سندات خزينة لتسديد الديون المترتبة على الدولة إلى المستشفيات ونقل اعتمادات من احتياطي الموازنة إلى موازنة رئاسة الحكومة ووزارات أخرى، فضلاً عن تغطية بدل تعويض نقل لوزارة الإعلام لتغطية الانتخابات البلدية وأوضحت مصادر وزارية لـ«اللــواء» أن أجواء مريحة سادت مناقشات الجلسة التي أظهرت وحدة الموقف في ما خص رفض التوطين والخطوات التي تؤدي إلى ذلك، كاشفة أن وزير العمل سجعان قزي هو أول من أثار الموضوع انطلاقاً من المواقف التي صدرت في هذا الصدد.
وأفادت المصادر ان توافقاً جرى على إن الموضوع بحاجة إلى متابعة وتشاور وهو ما سيكون حاضراً في القمة الإنسانية العالمية التي تستضيفها اسطنبول بين 22 و24 أيار الحالي، كما أن الوزير جبران باسيل سيجري سلسلة إتصالات ومشاورات حول موقف الأمين العام للأمم المتحدة، فيما لفتت وزيرة شؤون المهجرين أليس شبطيني إلى تمادي المجتمع الدولي بالمس بسيادة لبنان.
وقالت المصادر ان الأجواء الإيجابية والتوافقية ترجحت في تمرير عدد كبير من بنود جدول الأعمال في حين ان ملفي النفايات وسد جنة طرحا من خارج الجدول، من قبل وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم ووزير البيئة محمّد المشنوق.
وعلم ان وزير الإعلام رمزي جريج أثار ملف تعيينات مجلس إدارة تلفزيون لبنان من زاوية هل يجوز اعتماد آلية جديدة في التعيينات أو عرض الأمر على مجلس الخدمة المدنية، فأكد وزراء طرح آلية جديدة، في حين طلب آخرون دعوة المرشحين أسماء جديدة وشابة تملك خبرة أوسع.
وتقرر عرض الموضوع في الجلسة المقبلة أو التي تليها على ان يكون القرار لمجلس الوزراء.
إلى ذلك، أوضح وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر لـ«اللــواء» ان مجلس الوزراء وافق على صرف اعتمادات لتجهيزات المطار تبلغ قيمتها 28 مليون دولار، على أن تنصرف وزارة الأشغال وهيئة الطيران المدني إلى تحضير دفتر الشروط لإرساله قريباً إلى إدارة المناقصات.
وعلمت «اللــواء ان مجلس الوزراء أقر مراسيم لوزارة التربية والتعليم العالي بشأن الملاك في الوزارة وتعيين من نجحوا في مباريات الخدمة المدنية منذ فترة وملء الشواغر خصوصاً أن هناك من سيحال إلى التقاعد قريباً.
اللجان المشتركة
ولعلّ ما وضعه المشاركون في جلسة اللجان في طبعتها الثالثة أمس، في إطار التقدم، لجهة الإتفاق على حصر النقاش بالقانون المختلط الذي يجمع الأكثري للنسبي (والذي يترجم بالإقتراح المعروف بإسم إقتراح بري للمناصفة 64 للنسبي و64 للأكثري، والإقتراح الثلاثي : أي المستقبل والقوات والإشتراكي لجهة 68 للأكثري و60 نائباً للنسبي)، حيث لم يفرض المشروع المقدم من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (النسبية و15 دائرة إنتخابية)، نفسه في المواقف المتباعدة للكتل، هذا التقدم لم يأت بجديد، بل هو ما كانت اللجنة المصغرة على مدى ما يقارب ثلاثة اشهر بأعضائها العشرة إتفقت على مبدئه – وإن غاصت في تفاصيله والشيطان يكمن في التفاصيل – دون أن تنتج أي تغيير يذكر في وجهة نظر كل فريق من قانونه الإنتخابي، فكيف هو الحال مع ما يقارب 50 نائباً أو اكثر أو أقل، ومع يقينٍ أن هذا العقد الذي تنتهي مفاعيله الدستورية نهاية شهر أيار الحالي، لن يثمر قانوناً أو مسودة له، بما يعني أنه وبعيداً من الردود المنتظرة على طروحات الرئيس بري، ستبقى النقاشات تدور في فلك المراوحة، بإنتظار العقد العادي الثاني في منتصف شهر تشرين الأول المقبل وإن كانت ستتجه الى عقد جلستين أسبوعياً إبتداءً من حزيران.

الاخبار :

أعلن حزب الله وحركة أمل، مساء أمس، أسماء أعضاء لائحة التنمية والوفاء في النبطية باحتفال في الحسينية. الدعوات التي وجّهها ناشطون في الماكينة الانتخابية لمرشحي الحزب في اللائحة (12 من أصل 21 عضواً من بينهم الرئيس)، للمشاركة في الإحتفال كان نصها: «يا شعب المقاومة، يا أشرف الناس، لبّوا النداء.

فالولاء لدم الشهداء قد حان. لنعلن معاً لائحة التوافق في حسينية مدينة الإمام». لم يكن ذلك النص المعتمد من قبل الماكينة الإنتخابية لمرشحي «أمل». التعديل أدخل «الرئيس نبيه بري ونهج الإمام الصدر». أما بعض المواقع الإخبارية المحلية وصفحات التواصل الإجتماعي في النبطية، فاجتزأت من النص فقرة الاحتفال وزمانه ومكانه، متجنبة تحميله شعارات حزبية للثنائي. الإسقاط الحزبي والعقائدي والديني بات اعتيادياً كجزء من الحملات الإنتخابية. نظرة على الحملات الفايسبوكية تظهر في دورتي 2010 و2016، أن المرشحين الحزبيين والمستقلين الذين ترشحوا في وجه لوائح الحزب والحركة في الجنوب صاروا عند البعض إما «عملاء لإسرائيل والجماعات التكفيرية» أو»متآمرين على المقاومة». لكن الإنتخابات الحالية اكتسبت «موضة» إضافية: «مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا». وصارت صور الشهداء الذين سقطوا في التصدي للجماعات الإرهابية في سوريا، من ضمن الحملات الإنتخابية في بعض البلديات الجنوبية. إلقاء الشبهة على المرشحين المعارضين، استدعى حملات مضادة ترفض المزايدة على المقاومة والشهداء. «كل أهل الجنوب مقاومون جنباً إلى جنب مع حزب الله».
في مكتبه في النبطية، يبدو مسؤول العمل البلدي في حزب الله في الجنوب والنبطية حاتم حرب غائباً عن سمع مستخدمي المقاومة ودماء الشهداء في التهويل على المرشحين المعارضين. «في حملاتنا الإنتخابية، لا توجد شعارات فيها ذكر للمقاومة ودماء الشهداء. كلها حول التنمية» يقول

يرفض على نحو قاطع إقحامهم بالإنتخابات البلدية. «شو خص المقاومة والشهداء؟! كل أهلنا مع المقاومة». يرى أن ما يحصل «تنافس انتخابي. الأخ وشقيقه ترشحا في وجه بعضهما بعضا، وأشخاص محسوبون على الحزب ترشحوا أيضاً».
يدعم حرب حرية التعبير والحق لأي كان بالترشح مع التوافق أم ضده، لكنه يستدرك قائلاً: «هؤلاء المعترضون على تجربة بلديات التوافق، كم واحداً منهم ترشح؟». يعطي مثالاً مدينة النبطية التي يعد اهلها بالآلاف: المجلس البلدي من 21 مقعداً، ترشح 12 شخصاً فقط لينافسوا لائحة التحالف. يجزم بأن 90 في المئة من الأهالي راضون ومباركون للتوافق بين أمل والحزب في البلديات. عدد المرشحين القلة وندرة وجود لوائح مكتملة في وجه لوائح التوافق ونتائج انتخايات 2010 وتزكية 32 بلدية حتى الآن في الجنوب والنبطية «دلائل على الرضى» يقول. عام 2010، فازت 35 بلدية بالتزكية في محافظة النبطية. «من الآن حتى الأحد، ذروة التزكية». يعول على انسحاب المزيد من المرشحين المعترضين قبيل الإنتخابات. «نحن لا نضغط. الناس ينسحبون بعد أن تقدر الموقف الإنتخابي».
من أين يأتي الإعتراض؟ حرب يدير العمل البلدي في الحزب جنوباً منذ ست سنوات. يؤكد أن ما يزيد على مئة بلدية حققت «تنمية كبيرة في ظل التعاون مع «أمل» وفي غ