قال تعالى :{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ..}(الأنعام :108}. ذكر علماء الأخلاق جملة من الألفاظ من آفات اللسان ، منها :

1_الفحش  وهو في الأصل الزيادة والكثرة ثم غلب في التعدي في القول والجواب والمراد التصريح بالذمايم التي يستحي منها ويجري أكثر ذلك في ألفاظ الوقاع وما يتعلق به فإن للسفهاء عبارات قبيحة صريحة يستعملونها فيه ،وأهل الحياء والصلاح يستهجنونها ويكنون عن معانيها بعبارات أخر كما كنى الله عن مباضعة النساء بملامستهن.

(التحفة السنية "مخطوط" السيد عبدالله الجزائري، ص322).

وورد عن علي بن الحسين ومحمد بن علي عليهما السلام أنهما ذكروا وصية علي عليه السلام وفيها :" ولا تتكلموا بالفحش فإنه لا يليق بنا ولا بشيعتنا وإن الفاحش لا يكون صديقا ..." (مستدرك الوسائل ، ج12 ، ص82 ، حديث : 13575) وسبب الفحش إما قصد الإيذاء أو الاعتياد الحاصل من مخالطة الأرذال.

(التحفة السنية ،مصدر سابق). 2_السب  وهو الشتم كقولك يا شارب الخمر ،يا آكل الربا ،يا ملعون ،يا خائن ،يا فاجر ، يا فاسق ، يا حمار ،يابن الكلب ونحو ذلك أو يا أعور ،يا أعمى ، ومثل ذلك . والسب : من عادة الأراذل أو السفهاء وهو كالفحش وأفحش .

3_اللعن  وهو فرد من أفراد السب كما ذكره علماء الأخلاق(التحفة السنية،مصدر سابق) واللغة ،وهو آفة من آفات اللسان. فاللعن فسر في اللغة بأنه فرد من أفراد السب ،وعلماء اللغة فرقوا بين اللعن الصادر من الله وقالوا : هو الطرد والإبعاد عن رحمته ،واللعن الصادر من الناس وقالوا : هو السب وقد يستعمل بمعنى الدعاء ، قال ابن الأثير في النهاية : "وأصل اللعن : الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السب والدعاء."

  وقال ابن منظور في لسان العرب : "اللعن : الإبعاد والطرد من الخير ،وقيل : الطرد والإبعاد من الله ،ومن الخلق السب والدعاء .

(لسان العرب ،مادة لعن ،دار صادر/بيروت، ج8 ،ص208 _209).  اللعن أصله : الطرد والإبعاد ،فإذا قيل لعن الله فالمعنى الإبعاد عن الخير والرحمة وورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله قال :" إن الله يبغض من عباده : اللعان ،السباب ، الطعان ،الفاحش ، المستخف ،السائل الملحف ، ويحب من عباده ،الحيي الكريم ، السخي". (مستدرك الوسائل،النوري،ج9 ، ص139)  وقد يقول قائل إن معنى "لعن" قد تغير أو تبدل عبر الزمن ولم يعد يعني السب؟

جوابا نقول : لمعرفة ذلك عليناةمراجعة معاجم اللغة العربية المعاصرة ومن ذلك "المنجد في اللغة العربية المعاصرة" وهو كتاب لمجموعة من ذوي الاختصاص في هذا المجال حيث جاء فيه : "لعن :=لعنا :دعا على فلان ،أخزاه وسبه وأبعده من الخير"(ص 1288،مادة لعن) .

إذا فالمعنى لم يتغير ولا زال كما هو بل إن اللعن أصبح  في زماننا أشد وطأة من السب !!