هي رصاصة حرمتها من براءتها أو رصاصة حرمته من براءته.. قصة تمرّ أمامها أقلامنا وعناوين نشراتنا مرور الكرام، في بلد تخترقه قضايا فاسدة و تهدّد مصير أبنائنا لكن ما من رقيب ولا حسيب ولا مبال.

فمن يرى دموع الأب والأم على إبنهما وكيف تبدلت أحوالهما بسبب رصاصة طائشة سلبت منهما أعز ما يملكان في هذا الوجود، يدرك الى أي مدى وصلت أحوال هذا البلد، حيث لا قيمة للإنسان جراء منطق التشبيح وغياب القانون، كل الدعاء لوالد ووالدة الطفل حسين العيسى أن يمنحهما الله الصبر والسلوان.

  هو طفل العشر سنوات أُغلق كتاب حياته قبل أن تتمكن من ملء صفحاته كاملة، غادر سوريا مع عائلته إلى لبنان هرياً من الحرب، ففاجأته رصاصةٌ طائشةٌ استقرّت في رأسه ذات خميس في وادي خالد، ليخطفه الموتُ من حضن أمه، مرة أخرى يسقط فيها أطفال برصاص الطيش نتيجة السلاح المتفلت. 

وتُضاف إلى هذه الحالات عشرات القصص عن أطفال باتينا رعيدي (8 سنوات)، منير حزينة (5 سنوات)، محمد البقاعي (ست سنوات)، زهراء شهاب (عامان)، وغيرهم توفوا نتيجة رصاص طائش ناتج من تفاخر بالسلاح في فرح أو جنازة، أو لظهور زعيم سياسي معيّن على وسائل الإعلام، أو حتى بسبب تحويل بعض الأماكن إلى نقاط تدريب للرماية من دون إعتماد أي من معايير السلامة في الإعتبار.

  وقد شيعت بلدة المرج البقاعية وآل ابراهيم  أحمد ابراهيم البالغ من العمر 16 عاما والذي قضى أمس بالرصاص الطائش إبتهاجا بالفوز بالانتخابات البلدية وسط حزن شديد من الأهالي والأقارب.

إضافةً إلى ذلك، فقد شيّعت طرابلس أمس جثماني مايز عبد الرحيم ربابه، وجمال المصري كانا حصيلة تفلت السلاح في أيدي المواطنين، الأول سقط في بلدة سير ـ الضنية على أفضلية مرور، والثاني تمّ إصطياده غدراً على يد احد الجناة في باب الرمل، وفيما فر الجانيان، ساد التوتر في محلة القبة مسقط رأس القتيل الأول وباب الرمل مسقط رأس القتيل الثاني، وبلدة سير حيث أقدم احد ابنائها على تنفيذ جريمته بالقتيل الأول.

هي رصاصات الموت ورصاص الطيش التي إعتاد اللبنانيون إطلاقها في الأفراح والأتراح وكل المناسبات من دون أن يعوا حجم الكارثة التي يسببونها بهجميتهم لعائلات تفتقد أحبائها في لحظة غادرة.