كانت الأحزاب العلمانية والشيوعية التي "أضلّها الله تعالى"،ووعد أتباعها بنارٍ وقودها الناس والحجارة، توصي أعضائها بالحدب على قضايا الناس ومعاشهم، وأن يكونوا العين الساهرة لحلّ مشاكل المجتمع، وتوحيد الصف وإصلاح ذات البين، حتى أبادها الله فيما أباد من خلقه.

وحلّت محلّها أحزاب وتنظيمات ،كان من المفترض أن تحكم بما أنزل الله تعالى من عدلٍ وسوية، فتدعو إلى البرّ والتقوى، ونبذ الإثم والعدوان، لا سيّما أنّهم ينتسبون إلى أمةٍ مات نبيّها ودرعه مرهونة كما تقول الروايات، ولم يُورث ذريته وما كان بيده، تصديقاً لحديث "نحن معشر الأنبياء لا نرثُ ولا نُورث"، فأورثنا مشكلة "فدك" ، الحاضرة في مجالس الشيعة حتى اليوم، في حين أنّ معظم الناس لا تعرف قصة فدك ولا أين تقع.

والخلفية الرابع علي بن أبي طالب، الذي عايش الإسلام وهو فتىً حتى قُتل غدرا، فنعاهُ ابنه الحسن وقال: ما ترك إلاّ ثلاث مائة درهم.
والخليفة الأول أبو بكر الصديق لم يكن يأخذ من بيت المال شيئاً، ولا يجري عليه من الفيء درهماً، والخليفة الثاني عمر بن الخطاب كان يُجري على نفسه درهمين كل يوم. فلمّا ولي الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز قيل له: لو أخذت ما كان يأخذ عمر بن الخطاب،فقال:

كان عمر لا مال له، وأنا مالي يُغنيني، ولم يأخذ منه شيئاً. وعندما مات عمر بن عبد العزيز لم يترك لأولاده ما يغنيهم.

  مناسبة هذا القول في هذا المقام، ونحن على أبواب الانتخابات البلدية، أنّنا ننعم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية بثنائية قوامها حزب الله وحركة أمل، فينبرون أولا للسّؤال عن حصّتهم في الغنيمة،فإذا شُكّلت بلدية، تدافعوا على الحصص والمناصب، وإذا عُيّن مختار، قالوا:

منّا مختار ومنكم مختار، على وتيرة منّا أمير ومنكم أمير، وإذا تشكّلت هيئة إدارية لجمعية خيرية، قالوا: أين حصتنا؟ وإذا جاءت مساعدات خيرية، استأثروا بها واعتبروها غنيمة حرب، تُوزّع على المحظوظين طبعاً، ولو تحرّيت عن حساباتهم وأملاكهم، فإنّك لن تظفر بشيء ،فعلمها عند علّام الغيوب ، ولعلّها فلكية كما يزعم البعض، وفوق هذا وذاك، يدعونك للمشاركة في العرس الديمقراطي القادم، عملاً بوجوب إطاعة أولي الأمر منكم.