كشف موقع "ديبكا فايلز" الإستخباراتي الإسرائيلي أنّ لقاءات حصلت بين القيادتين الإيرانية والروسية، توصّل خلالها المجتمعون إلى تقاسم المسؤوليات العسكرية خلال الحملة العسكرية في حلب، لافتًا إلى أنّ دور القوات الروسية يكمن بالضرب الجوي واستهداف المدفعية الثقيلة لقواعد المسلّحين في حلب ومحيطها، فيما يتقدم الإيرانيون بمساندة "حزب الله" والقوات السورية على الأرض، لافتًا إلى أنّه "وبعد تمكنهم من محاصرة المسلحين في حلب، سيشنّون هجومًا شاملاً في المدينة".

 

آبادي وصلَ.. ورؤيتان روسية وإيرانية

ولفت الموقع إلى أنّ رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء حسن فيروز آبادي وصلَ إلى دمشق في 30 نيسان الماضي، من أجل قيادة المعارك مباشرةً في سوريا. وأفادت مصادر "ديبكا" الإستخباراتية أنّ اللواء جاءَ لمراقبة المعارك والحدود، لكنها لم تحدد تفاصيل أكثر.

وبحسب مصادر "ديبكا"، ففي الوقت الذي يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ الهجوم على حلب يعدّ في صميم وذروة تدخله العسكري في سوريا، يعتبر الإيرانيون معركة حلب محورًا حاسمًا لمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، كذلك أمرًا مصيريًا للتواجد والدور الإيراني في سوريا. ووفقًا للرؤية الإيرانية، فإنّ المعركة التي تشهدها أكبر مدن سوريا، لها دور كبير في تحديد وترسيم الحدود، ليس الشمالية فقط.

 

خطّة ما بعد حلب

وتضيف المصادر أنّ هناك تباينًا حادًا بين موسكو وطهران في هذه النقطة، ويبدو أنّ الدور الذي سيلعبه آبادي هو أنّه بعد التمكّن من السيطرة على حلب، ستقوم قواته بتركيز عملياتها على مناطق أخرى في سوريا، حيث لإيران – لا روسيا – مصالح جمّة، ومثال على هذه المناطق، جنوب سوريا، حيث الحدود مع الأردن وإسرائيل.

 

إسرائيل تستعدّ

وشدّد الموقع الإسرائيلي أنّه يجب أن تكون إسرائيل على أهبّة الإستعداد، فحتى الآن، تعتقد القيادة العسكرية والحكومة الإسرائيلية أنّه من الممكن ضمان حماية الحدود عبر إتفاقات وتفاهمات مع بوتين، لكن الوضع تغيّر مع وصول آبادي إلى دمشق، فالأخير سيُشرف شخصيًا على إنتشار القوات الإيرانية والسورية وعناصر "حزب الله" على حدود الجولان.

 

إلى ذلك، أشارت مصادر عسكرية لـ"ديبكا" إلى أنّ إيفاد آبادي أتى بعد إرسال إيران قوات النخبة إلى سوريا الشهر الماضي، وهذه المرة الأولى في تاريخ إيران الحديث، التي يتم إرسال قوات للقتال خارج حدود البلاد.

 

وأكّد الموقع أنّ وصول عناصر من "مغاوير لواء 65 -نوهد"، التابعة للقوات الخاصّة الإيرانية إلى سوريا، خلال الأسابيع الماضية، أثار إنتباهًا لافتًا، وقالت مصادر "ديبكا" إنّ هذه القوات ستستلم قيادة الهجوم على حلب.

(Debka - لبنان 24)