عندما تضيع المقاييس تسقط القيم الأخلاقية. وعندما تسقط القيم تستباح المحرمات وتتحول المبادىء الى شعارات جوفاء ويصبح الدين سلعة للتجارة تحتكره طائفة من الناس تدعي أنها هي الحق المطلق. وأن ما تأتي به وتحاول فرضه على المجتمع إنما هو من الذات الإلهية.
ومن يخالفها الرأي إنما يخالف التعاليم المقدسة. والراد عليها كالراد على الله. ومصيره النار وبئس المصير. فتحاول استغلال نقاط الضعف في بعض المجتمعات كالبساطة والفقر والجهل لاختراقها والدخول إليها من الباب الطائفي والمذهبي مستخدمة أساليب خسيسة وملتوية للترويج لأفكار لا تخدم إلا مصالحها الخاصة المرتبطة بمشاريع خارجية لا تصب إلا في خدمة أعداء الأمة. 

  وضمن هذه المنظومة من المعايير فإن حزب الله يخوض استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية على كافة الأراضي اللبنانية. كما خاضها في الاستحقاقات السابقة النيابية والبلدية.  وحتى في امعانه في تعطيل الانتخابات الرئاسية فإنه ينطلق من هذه المعايير التي انعكست تعطيلا للحياة السياسية في البلد مع ما يترتب على ذلك من تجميد لعمل الحكومة. ومصادرة لدور مجلس النواب. وشلل في باقي المؤسسات القضائية منها والأمنية وأجهزة الرقابة والتفتيش حيث زاد منسوب الفساد والفضائح التي لا يكاد يمر يوم دون الكشف عن واحدة منها. 

  وفي إطار الانتخابات البلدية والاختيارية الحالية التي يتم التحضير لها على قدم وساق تأتي منطقة بعلبك الهرمل في المرحلة الأولى من هذه الإنتخابات حيث ستجري في الثامن من الشهر الجاري. 

  وفي بعلبك المدينة هناك سباق لانتخاب مجلس بلدي يتألف من واحد وعشرين عضوا ويتم التنافس بين لائحتين. واحدة مدعومة بالكامل من الثنائية الشيعية حزب الله وحركة أمل. والثانية يتولى تشكيلها رئيس البلدية الأسبق المحامي الأستاذ غالب ياغي دون ان تتولى اي جهة سياسية أو حزبية الإعلان عن دعمها. 

  ففي اللائحة الأولى تولى إختيار أعضائها النائب السابق عن حزب الله وبتكليف منه محمد ياغي / أبو سليم / وتحظى بدعم وتأييد كاملين من حزب الله. وأطلق عليها الاسم الملائم لثقافة الحزب وهو / التنمية والوفاء /وعدد أعضائها واحد وعشرين وهم. حسين اللقيس... حمد حسن... فؤاد بلوق... خالد الشمالي... مجمد طه... مصطفى الشل.... يونس الرفاعي..... حسين شرف الدين.... مصطفى صلح.... سامي رمضان.... بلال حليحل.... سهيل رعد.... أنطوان ألوف.... محمد عواضة..... نصري عثمان..... فراس الجمال.... فضل مرتضى..... علي ياغي.... محمد مكية.... نايف الطفيلي..... محمد العوطة. 

  ويخوض حزب الله المعركة الانتخابية بالنيابة عن اللائحة التي لا يكاد يعرف الكثير من أعضائها في الوسط الإجتماعي. تحت ذريعة التكليف الشرعي الذي يعني حسب مفهومه. ان من يدلي بصوته لهذه اللائحة فهو يتقيد بالفتوى الشرعية وحليف للمقاومة ضد إسرائيل. ومن يمتنع عن ذلك فهو يخالف شريعة الله وعدو للمقاومة.
ويتميز بماكينة انتخابية أصبحت متخصصة في إدارة عمليات الانتخاب وبتقنية عالية من الهيمنة على مراكز الاقتراع ورؤساء الأقلام. وتأمين كثافة ملحوظة من المندوبين داخل الأقلام وخارجها يترافق ذلك مع منسوب كبير من التزوير. يبدأ بتوزيع الإعانات وتقديم الخدمات الموسمية والمغريات وصولا إلى إسقاط الورقة الانتخابية في صندوقة الاقتراع بالنيابة عن الغياب من المسافرين والأموات والعجزة وهو ما حصل في انتخابات سابقة. 

  أما اللائحة الثانية وتحمل إسم / بعلبك مدينتي / فيتكون أعضائها من عشرين مرشحا وهم إضافة إلى غالب ياغي...  حكمت عواضة.... طالب الجمال... محمد بلوق... خولة الطفيلي.... عبدو عثمان.... حسين رعد... نايف الدبس.... علي عساف.... أسعد قرعة.... مازن مرتضى..... محمد جميل عباس.... غازي شلحة.... خالد صلح.... محمود وهبة..... عبدالكريم الشل.... مايا الشل.... مصطفى الرفاعي.... شوقي حليحل..... محمد بيان.

  وهذه اللائحة تخوض المعركة الانتخابية تحت عنوان إنماء مدينة بعلبك وتحريك عجلة الإقتصاد فيها بتنشيط السياحة والمشاريع الإنمائية وضبط الوضع الأمني والحد من الفساد وتشجيع الاستثمارات. 

  تبقى الكلمة الفصل للمواطن البعلبكي الذي عليه ان يختار لمدينته مجلسا بلديا لمدة ست سنوات. فإما ان يختار مجلسا مرتهنا لحزب الله فيصادر قراره وقرار مدينته لمصلحة الحزب وسياسته. وفي ذلك تجربة فاشلة على مدار دورتين لبلدية بعلبك حيث عمت السرقات وشاع الفساد في كافة إدارات البلدية على مرأى ومسمع قيادة حزب الله في المنطقة. او ان يختار مجلسا بلديا يمتلك حرية القرار وله سابق تجربة في الإنماء والخدمات لمصلحة المدينة وهو ما بدا واضحا خلال الفترة التي تولى خلالها رئاسة البلدية المحامي غالب ياغي.
وكما تكونوا يولى عليكم.