يدخل النظام الحزبي اللبناني عمومًا في إطار النمط التنافسي التعددي، لكن ما يمكن ملاحظته بشأن دراسة الظاهرة الحزبية اللبنانية هو كثرة الأحزاب و التنظيمات التي تعددت و تشعبت بشكل واسع جدًا، بفعل عوامل عديدة، تاريخية أو طائفية، عقائدية أو خارجية..

فالشباب فكر قبل أن يكون عمراً، فأن يكون الإنسان شاباً لا يعفيه من المسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه، ووفق هذا التصور، القائم على مبدأ المسؤولية، يتحتم على الأجيال الجديدة خوض غمار العمل الإجتماعي والثقافي والسياسي، وإلقاء نظرةٍ جديدة على السياسة عبر دخوله للأحزاب.

ولكن ما مرينا به جعلت الكثير من الشباب يتحسسون عند سماع كلمة حزب، تيار، خط أوغيرها من المرادفات، لأننا إذا تأملنا قليلاً في نظرتهم للعمل الحزبي فسنراها سلبية، ليس لكون فكرة الأحزاب سلبية بل ربما للصورة المتشكلة عندهم عن العمل الحزبي بأنه يشتت وحدة المجتمع ويثير الفتن، وهذه هي حقيقة الأحزاب اللبنانية. 

من هنا.. أن النظام الحزبي التنافسي في لبنان يعكس الى حد بعيد واقع الإنقسامات التي يعج بها ، ليس فقط المجتمع اللبناني، و لكن أيضًا مجتمعات الشرق الوسط مما يضع حدودًا على مدى توافر السمة التنافسية في هذا النظام، و يضعف بالتالي دورها في عملية المشاركة السياسية الفعالة و دورها في عملية التحديث و التنمية.

هناك عدة أسباب وراء إنخراط الناس في الأحزاب، فإن مهمة الدفاع عن منظومة واسعة من القيم يتطلب الإنخراط في جماعة منظمة فهي تشكل قوة ضغط فعلية ورافعة للأهداف المرفوعة، إضافةً إلى أن الأحزاب تفسح في المجال أمام الناس لتحقيق طموحاتها أي لمصالحهم الشخصية وهذا ما يعرف لدينا اليوم (بالواسطة).

وأخيراً.. إن البطالة، الطائفية، عدم الاستقرار الامني، عدم التوازن في التنمية وغيرها من المشاكل العديدة  التي يواجهها المجتمع اللبناني منذ عقود، جعلت من الأحزاب السبيل الوحيد أمام الشباب للعيش في كنف هذا الوطن.