لم يبقى للبناني أي طاقة على تحمل المصائب بعد، فإن المآسي والهموم التي يعيشها فاقت كل طاقاته بدءاً من رائحة النفايات إلى الكهرباء، وشح المياه، و الأمراض المنتشرة، جعلته ربما يلعنون الساعة التي ولد فيها في مثل هذا البلد الذي وهبه الله جمالاً يفوق الوصف، وشعباً طيباً ولكن لديه طبقة سياسية هدمت ما حلم به كل مواطن قبل بنائه.

الصيف على الأبواب وعلى ما يبدو أن هذه المرحلة ستكون قاسية على اللبنانيين، ليس من حيث الطقس وإرتفاع درجات الحرارة فحسب، وإنما نتيجة تردي القطاعات الخدماتية بشكل عام وهي المياه والكهرباء، من هنا إن خطر نشوب أزمة مياه صالحة للشرب والإستخدام في لبنان هو واقع لعدة أسباب ومنها: قيمة المتساقطات حيث تشير المعطيات أن مستوى المتساقطات هذا العام نفس مستوى العام الماضي أو أقل، ولبنان الغني بينابيعه وأنهره يواجه مشاكل عديدة عدم وجود سدود كافية لتخزين المياه التي تذهب هدراً في البحر، ولا يمكننا أن ننسى المكبّات العشوائية للنفايات المنتشرة في كل الأماكن ومنها المناطق الساحلية، إضافة إلى أساليب الري الزراعية غير المدروسة التي تقلل من كمية المياه الصالحة للشرب ومن المحتمل أن يعمد لبنان إلى إستيراد المياه من دول أخرى بعد أن كان لبنان يحسد على كميةالمياه الموجودة وثروته بمياه المتوسط التي أصبحت شبه ملوثه..

أما مشكلة الكهرباء كما يقول المثل ( المكتوب بينقرا من عنوانه )، إذ أن من المؤكد أن موسم الصيف سيشهد تقنيناً للكهرباء وعجزاً واضحاً في تلبية حاجات المواطنين مع إزدياد الطلب على التبريد والإضاءة في فصل الصيف الحار، إضافةً إلى ذلك زيادة في عدد السكان بسبب النازحين السوريين ما يعني أن العجز سيكون أكبر وستزداد ساعات التقنين مما يعني زيادة الفاتورة على المواطن لأن مع زيادة التقنين ستعمد المولدات الخاصة إلى العمل أكثر، كما إن تراكم الأزمات المعيشية تصب في زيادة عـــذابات أصحاب الدخل المحدود... 

وأما مشكلة النفايات فحدث ولا حرج، فقد شارفت مهلة الشهرين على الإنتهاء لفتح مطمر الناعمة مع غياب الحلول الفعلية للأزمة، وتراكم المكبات العشوائية ما سيؤثر سلباً على الصحة العامة من ناحية أن النفايات ستؤدي إلى تفشّي أمراض كثيرة كالأمراض التنفسية، والأمراض المُعدية والسرطانية وغيرها، أما الكارثة ما إذا تفاعلت هذه الأزمات الثلاث مع بعضها البعض فأين سيصبح لبنان وكم مصيبة سنسجل بعد؟! 

فهنيئاً لكم يا أصحاب الطبقة السياسية بما سنتذكركم به... فلا أقول لكم سوى أعيدوا لي وطني!!