ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن حالة من الرعب تسود أوساط المستوطنين في إسرائيل، وتحديداً في القدس، في أعقاب عملية التفجير التي نفذت بعد عصر أمس الإثنين جنوب المدينة.

وفي تقرير نشره موقعها صباح اليوم، نوهت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إلى أن المستوطنين اليهود باتوا يتخوفون من الصعود لوسائط النقل العام، سيما الأوتوبيسات في أعقاب العملية.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية أعادت لأذهان الإسرائيليين أجواء عمليات التفجير التي عصفت بشوارع إسرائيل، وتحديداً في القدس، خلال انتفاضة الأقصى والفترة التي تلتها.

من ناحيته، سخرمعلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الثانية إيهود يعاري، من الذين "احتفلوا" مؤخراً بتراجع عمليات المقاومة، والتي وصلت إلى حد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تباهى بدوره في وضع حد لعمليات الدهس والطعن.

وخلال تعليق له بثته القناة الليلة الماضية، قال يعاري: "لقد أخطأنا في قراءة دلالات تراجع عدد عمليات الطعن والدهس، وها نحن نخطئ في قراءة دلالات عملية التفجير هذه".

من ناحيته، اعتبر الصحفي نير حسون أن تنفيذ عملية التفجير أمس يدلل فقط على خطورة المرحلة التي تمر بها إسرائيل، لا سيما عشية عيد "الفصح"، الذي يصادف السبت المقبل، وفي ظل تعاظم الدعوات المنادية بتكثيف عمليات اقتحام المسجد الأقصى.

وفي تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الثلاثاء، حذر حسون من خطورة "الإستفزازات التي يخطط لها نشطاء منظمات الهيكل، والتي يمكن أن تحدث حريقا هائلاً لا يمكن توقعه".

وفي سياق متصل، هاجم المعلق العسكري عاموس هارئيل، قيادة الجيش الإسرائيلي في أعقاب الكشف عن النفق الكبير الذي حفرته "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، والذي امتد في عمق إسرائيل.

وفي تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، ورد أن "قيادة الجيش الإسرائيلي لم تصدق الجمهور الإسرائيلي؛ فضبط النفق يدلل على أن الجيش لم يقل الحقيقة عندما أعلن في نهاية الحرب الأخيرة على غزة أنه قام بتصفية تهديد الأنفاق، إلى جانب أن هذا يدلل على أن إسرائيل فشلت في ردع حركة حماس".

 

إلى ذلك، ذكرت مجلة "إيكونومست" على موقعها أن إسرائيل تقوم باستخدام مواقع التواصل الإجتماعي لمنع الهجمات التي يقوم بها الفلسطينيون.

وتقول المجلة إن "العنف يمثل بالنسبة للقوى الأمنية الإسرائيلية تحدياً من نوع إستثنائي، فعلى خلاف الجولات السابقة، فإن الفلسطينيين الذين يقومون بالهجمات كلهم يتصرفون بناء على قرار فردي ولا علاقة لهم بجماعات مسلحة".

وينقل التقرير عن ضابط عمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي قوله: "في الانتفاضة الثانية (2000-2005) كانت هناك سلسلة قيادة واضحة تقوم بتوجيه وتمويل الهجمات، وكان هناك مرسل ومنفذ"، ويضيف إنه "لهذا كان سهلاً تحديد الخلية الإرهابية وتفكيكها، أما الآن فيجب أن تتعامل مع كل فلسطيني على أنه مشتبه به محتمل، وهذا وضع سيئ، ويجب أن تكون قادرا على التمييز بين الفاعل وبين الفلسطينيين".

ويشير التقريرإلى أن مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت وسيلة لتحديد المنفذين ووقفهم قبل القيام بعملياتهم، حيث إنه في الوقت الذي يتهم فيه الوزراء الإسرائيليون السلطة الفلسطينية بالتحريض على العنف عبر الإنترنت، وحاولوا عبثا إقناع شركات مثل "فيسبوك" بحذف المحتويات التي تراها تحريضية، إلا أن المجتمع الأمني يرى في مواقع التواصل الاجتماعي وشبكاتها فرصة ذهبية لتحديد المهاجمين مقدما.

وتلفت المجلة إلى أن منفذي الهجمات تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 25 عاما، وهم ناشطون على صفحات "فيسبوك" و"تويتر"، مشيرة إلى أنهم عادة ما يعبرون عما يريدون فعله ونواياهم على الإنترنت.

وتكشف المجلة عن أنه يمكن العثور على هذه المعلومات من الأوصاف التي يضعها الفلسطينيون عن أنفسهم على حساباتهم في "تويتر"، أو صفحات "فيسبوك"، مشيرة إلى أن من أهم ما يرد في التوصيف الذي يقدمه المنفذ هو اتهام إسرائيل بتدنيس المسجد الأقصى، ونقد القيادة الفلسطينية، والتعبير عن كونه ينتمي للجيل الضائع، أو أنه سيقوم بالانتقام لمقتل قريب أو صديق أو جار على يد الجيش الإسرائيلي، وعادة ما يرد في الوصف حديث عن المشكلات الشخصية، مثل الزواج بالإكراه والدين أو التهميش الاجتماعي.

وتنوه المجلة إلى أن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن قاما باستخدام مجموعة من اللوغاريتمات لمراقبة حسابات الشباب الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى بناء قائمة من المشتبه بهم، سمحت في بعض الأحيان للجيش الإسرائيلي بأن يوقف هجمات.

وبحسب التقرير، فإن العشرات من الشبان تلقوا "رسائل تحذيرية" من وحدة الأمن الداخلي "شين بيت"، حيث أخبروا وعائلاتهم أنهم عرضة للمراقبة، مشيرا إلى أنه يتم تحويل الأسماء للأجهزة الأمنية في السلطة الوطنية لمراقبتها.

(عربي 21)