هولاند لا يحمل حلا بل مطالب وإملاءات أوروبية على لبنان الضعيف

 

السفير :

يحط الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيروت اليوم، ولعلها من المرات النادرة التي يزور فيها رئيس دولة كبرى أو صغرى، دولة ثانية موقع الرئاسة شاغر فيها، وبالتالي لا رئيس للجمهورية يستقبله. وان كان لبنان قد قرر القيام بالواجب والتعويض عن «فخامته» باستقبال مجلسي رسمي يقيمه رئيس مجلس النواب نبيه بري للضيف الفرنسي في ساحة البرلمان.
يبيت هولاند في بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة، قبل أن يكمل جولته الى مصر والاردن، وقد سبقته إشارات فرنسية تقدم الزيارة كتعبير عن الأهمية التي توليها فرنسا للبنان، ولعمق الصداقة والتضامن معه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة.
بهذه العناوين استبقت باريس زيارة وصفتها بـ «زيارة عمل» للدلالة على جديتها، وأملت أن تكون مثمرة، خاصة أن هولاند، بحسب مصادر ديبلوماسية فرنسية، آت ليصغي الى محاوريه جميعا، من رسميين ورجال دين وقوى لبنانية سياسية وحزبية.
ولكن في جعبة اللبنانيين الكثير ليطرحوه على الرئيس الفرنسي؛ من أزمة النازحين السوريين وما تشكله من إرهاق للبنان، الى الخطر الإرهابي، الى الاستحقاق الرئاسي المعقد، وصولا الى موضوع الجيش اللبناني وما يتصل بحجب السلاح، وخصوصا إلغاء الهبة السعودية من المخازن الفرنسية، وتبديل وجهة تصديرها من بيروت الى الرياض.
كلها عناوين، لا يبدو أن أجوبتها موجودة في جعبة الرئيس الفرنسي، فالأجواء التي ترافق زيارته لا تشي بأنه يحمل «المنّ والسلوى»، بل هي فارغة لا أفكار فيها ولا مبادرات ولا مشاريع حلول لأي من الملفات اللبنانية الشائكة.
ولعل أبرز علامات فراغ الزيارة من أي محتوى جدي، ما ينقله مراسل «السفير» في باريس محمد بلوط عن مصادر فرنسية واسعة الاطلاع، من أن هولاند يصل الى لبنان حاملا تاريخا من الفشل والإخفاقات في العديد من الساحات؛ من سوريا الى العراق والخليج وصولا الى الملف النووي، بالإضافة الى ثقل الإرهاب الذي تتحمل إدارة هولاند الفشل في مكافحته، برغم وصوله الى العمق الفرنسي، وأخطر ضرباته تلك التي استهدفت المجلة الساخرة «شارلي ايبدو»، وكذلك «الجمعة الدامية» في 14 تشرين الثاني 2015 عبر التفجير الثلاثي في قلب باريس، والذي استهدف مسرح باتاكلان وبعض العابرين في قلب باريس وأدى الى سقوط مئات القتلى والجرحى، ومع ذلك كانت المساهمة الفرنسية في الحرب على الإرهاب متواضعة جدا.
أكثر من ذلك، تأتي الزيارة في وقت يمر فيه هولاند في أكثر لحظاته ضعفاً، حيث كشف آخر استطلاع للرأي انحدار شعبيته الى ما دون 20%، وآخر إطلالة تلفزيونية له على الفرنسيين قبل ساعات لم تلق متابعة أكثر من 14% منهم، فضلا عن أن ما يزيد عن 90% لا يحبذون إعادة ترشيحه لولاية ثانية، من هنا فهو لا يستطيع أن يقدم شيئا حتى ولو التزم بذلك، فضلا عن أن فرنسا ستدخل اعتبارا من الصيف المقبل في المدار الانتخابي تمهيدا للانتخابات الرئاسية في أيار من العام المقبل، ما يعني ان هولاند الضعيف جماهيرياً، سيصبح تأثيره الداخلي والخارجي في أدنى درجاته.
وتلفت المصادر الى أن الادارة الفرنسية التي يقودها هولاند لا تعتمد سياسة فرنسية مستقلة حيال ملفات كثيرة، سواء في اليمن أو سوريا وحتى لبنان، بل إنها تعتمد سياسة مرهونة بالاتجاهات السعودية، أقرب ما تكون الى ديبلوماسية الصفقات مع السعودية. علما ان هذه الديبلوماسية كانت متبعة مع قطر في عهد نيقولا ساركوزي، وأصبحت أقوى في عهد هولاند، حيث انتقلت باريس من الرهان على المصالح القطرية الى الرهان على المصالح السعودية، وبالتالي مواقفها من لبنان وسائر المناطق، متماهية مع الموقف السعودي.
تبعا لذلك، تقول المصادر، لا يعول على الزيارة لبنانيا، خاصة أن الرئيس الفرنسي لا يحمل في جعبته أية مبادرات أو أفكار أو اقتراحات حلول على صلة بالاستحقاقات اللبنانية وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي.
واذا كان وجود الرئيس الفرنسي في لبنان يعد إشارة فرنسية الى مدى اهتمام باريس بهذا البلد، إلا ان المصادر تقول عكس ذلك، فالاهتمام المقصود، ليس بالمعنى التقليدي والتاريخي المرتبط بالوضع اللبناني، أو بالاستحقاقات اللبنانية أو ما يتصل ببعض المكوّنات اللبنانية وعلاقتها بفرنسا، بل هو اهتمام من نوع آخر عنوانه الحرص على الاستقرار في لبنان ودعمه لأسباب فرنسية أوروبية حصرا تتعلق بالنازحين السوريين.. فثمة مخاوف جدية لدى الفرنسيين والأوروبيين عموماً، من أن أي اختلال أو زعزعة للاستقرار في لبنان، قد تجعل هذا البلد بؤرة خامسة الى جانب البؤر الليبية والتركية والسورية والعراقية لتوريد النازحين، ما يعني في هذه الحالة أن موجات نزوح كبرى ستتدفق في اتجاه أوروبا.
وبحسب المصادر الفرنسية، فإن هولاند لا يحمل طرحا في ما خص الانتخابات الرئاسية في لبنان، بعد فشله في لعب دور على هذا الخط، وإمالة الدفة نحو مرشحين معيّنين، وتشهد على ذلك المحاولات الفاشلة لجر الجانب الايراني الى البحث في الملف الرئاسي، واصطدامه برفض طهران التدخل في ما هو شأن لبناني، وكذلك تسرّع هولاند نفسه في مماشاة وتأييد طرح الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية، قبل نضوج التوافق اللبناني والإجماع على هذا الطرح.

النهار :

في خط تصاعدي منذ أزمة التدافع في منى في موسم الحج السابق في أيلول 2015، وصولاً إلى الهجوم على البعثتين الديبلوماسيتين السعوديتين في طهران ومشهد، والمواقف المتتالية من الدور الذي يضطلع به "حزب الله" خارج الحدود اللبنانية، من تصنيف جامعة الدول العربية اياه منظمة إرهابية إلى وقف البث الفضائي لقناة "المنار"، وضعت القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول طهران و"حزب الله" في خانة واحدة، خانة "الإرهاب"، سواء بدعمه أو ممارسته، والتدخل في شؤون دول هي سوريا واليمن والكويت والبحرين والصومال.
وكما في كل مناسبة توجه فيها أصابع الاتهام إلى إيران و"حزب الله"، يجد لبنان الرسمي نفسه محرجاً. وفي قمة اسطنبول سجل تحفظه عن إدانة "حزب الله"، وإن مع تأكيد "ضرورة احترام عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى". وكما كان متوقعاً، تحفظ عن الفقرة المتعلقة بالنزاع بين أذربيجان وأرمينيا بالنسبة إلى إقليم ناغورني قره باخ.
غير أن توجيه أصابع الاتهام إلى إيران لم يدفع الرئيس حسن روحاني الى مغادرة تركيا، إذ اكتفى بالتغيب عن الجلسة الختامية للقمة، لكنه سيلتقي في أنقرة اليوم السبت الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي طهران رأى مساعد الخارجية الإيراني للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي أن منظمة التعاون الاسلامي "تعاني ضعفاً بنيوياً، وهي واقعة تحت تأثير عدد من الدول التي تتولى توجيهها نحو أهدافها الخاصة من خلال أدواتها المادية"، مؤكداً أنها ستندم على مواقفها التي اتخذتها ضد إيران و"حزب الله".
وانتقد البيان الختامي "تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب". وناشدها احترام "مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها وحل الخلافات بالطرق السلمية وفقا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها".
وندّد بالهجوم على البعثتين السعوديتين في طهران ومشهد، و"التدخل السافر في الشؤون الداخلية السعودية"، في إشارة إلى إعدام المعارض الشيخ نمر النمر.
وعن "حزب الله"، استنكر قيامه بـ"أعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن ودعمه حركات وجماعات إرهابية تزعزع أمن دول أعضاء في المنظمة واستقرارها".
وفي المقابل، جددت القمة دعم لبنان "في استكمال تحرير كامل أراضيه" في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من الغجر، ونددت بـ"الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان براً وبحراً وجواً". ورحبت بـ"الحوار القائم بين الأطراف السياسيين لتجاوز الخلافات وتخفيف حدة الاحتقان السياسي ودفع الوفاق الوطني". وأشادت بـ"التضحيات التي يقدمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية".

إيران والسعودية
على صعيد آخر، وفي تحرك هو الأول من نوعه منذ أزمة الحج، بدأ وفد ايراني محادثات في مكة مع مسؤولين سعوديين في شأن تأمين سلامة الحجاج الإيرانيين الموسم المقبل، على ما صرّح رئيس المنظمة الايرانية للحج سعيد أحادي. وهذا اللقاء الأول بين الجانبين منذ هجومي طهران ومشهد في كانون الثاني.
وقال أحادي للتلفزيون الرسمي الإيراني من مدينة مكة: "عقدنا اللقاء الأول (أول من) أمس" الخميس. وأضاف :"طلبنا تأمين سلامة الحجاج الإيرانيين وان ينقلوا الى المملكة العربية السعودية في طائرات ايرانية حصراً".
ومنعت السعودية كل الرحلات الايرانية إلى مطاراتها وكذلك كل الرحلات نحو ايران، بعدما قطعت علاقاتها مع طهران.

 

المستقبل :

أحرزت قمة اسطنبول مروحة وازنة من المقررات الإسلامية تبنت بموجبها «حزم» العرب بقيادة المملكة العربية السعودية في مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤونهم الداخلية. أما لبنانياً فبدا التمايز واضحاً بين الإعراب عن تأييد الوفاق الوطني وتثمين التضحيات العسكرية والأمنية الرسمية في محاربة الإرهاب، وبين إدانة أعمال «حزب الله» الإرهابية في المنطقة العربية. ليضمّ الحزب بذلك إلى سجل إداناته المتلاحقة عربياً ودولياً إدانة حازمة جديدة بحقه صادرة عن العالم الإسلامي مع ما تختزنه هذه الإدانة من معانٍ وأبعاد ومفارقات تضع الحزب أمام مرآة انحداره السريع بدفع إيراني مباشر من صورة الحزب الإسلامي المقاوم إلى أحد المدرجين على اللائحة الإسلامية لمرتكبي الأفعال الإرهابية في العالمين العربي والإسلامي.
وإذا كان «حزب الله» اختار طواعيةً بأفعاله وارتكاباته أن يضع نفسه في المركب الإيراني المنبوذ عربياً والمعزول إسلامياً كما بدا في قمة اسطنبول، فإنّ لبنان الرسمي تلقى في المقابل مزيداً من تأكيد الحرص على أمنه واستقراره ووحدته، سواءً من خلال منطوق البيان الختامي الصادر عن القمة الذي رحب بالحوار القائم بين الأطراف السياسية لتجاوز الخلافات وتخفيف الاحتقان وثمّن تضحيات الجيش والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، مع تقدير دور لبنان في استضافة اللاجئين السوريين، أو عبر مضمون ونتائج اللقاءات التي عقدها رئيس الحكومة تمام سلام في اسطنبول.
وإذ أعرب رئيس الحكومة لـ«المستقبل» عن «ارتياح كبير» بعد لقائه أمس كلاً من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوضحت أوساطه لـ«المستقبل» أنّ سلام اغتنم فرصة لقائه أمير قطر لتجديد شكر لبنان وامتنانه للدور الذي لعبته بلاده في قضية تحرير العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة»، نافيةً في المقابل أن يكون أثار معه قضية العسكريين المختطفين لدى تنظيم «داعش» نظراً لتأكيد الدوحة مراراً وتكراراً عدم وجود أي قنوات تواصل بينها وبين هذا التنظيم.
وعن المحادثات السياسية بين الجانبين، لفتت أوساط سلام الى أنه شرح للشيخ تميم طبيعة الأوضاع الراهنة في لبنان ومواقفه الرسمية القائمة على التوازنات اللبنانية المعروفة، آملاً أن تعود مياه العلاقات العربية اللبنانية إلى مجراها الطبيعي التاريخي سياسياً وأخوياً مثلما كانت على الدوام. في حين نقلت الأوساط نفسها عن أمير قطر تأكيده لرئيس الحكومة أهمية الوحدة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية والحرص على استقرار لبنان، مبدياً تفهمه للتوازنات والتعددية اللبنانية، مع إشارته في الوقت ذاته إلى تحمّل بعض القوى السياسية اللبنانية مسؤولية تعكير صفو العلاقات مع العرب.

الديار :

تجاوز الهجوم السعودي على حزب الله كل الخطوط وبات حزب الله المقاوم لاسرائىل والارهاب العدو الاول للسعودية دون اي سبب مقنع، لهذا الهجوم غير المسبوق وباتت السياسة السعودية مكرسة فقط ضد حزب الله والتي بدأت منذ اشهر مع قرارات مجلس التعاون الخليجي ووصف اعمال حزب الله بالارهابية الى مؤتمر مجموعة الدول الاسلامية الى زيارة الملك سلمان الى مصر الى منظمة دول التعاون الاسلامي في تركيا امس الى محاولات سعودية لاصدار قرار من مجلس الامن بتصنيف حزب الله ارهابيا وهذه المحاولة الاخيرة فشلت ولم يتم النقاش فيها بشكل جدي من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وربما تكون البصمات السعودية واضحة في منع السفارة الفرنسية من توجيه الدعوة لحزب الله للقاء الرئىس الفرنسي فرنسوا هولاند هذا بالاضافة الى التسريبات عن المحكمة الدولية وتحقيقاتها وامكانية طلب قيادات في حزب الله حيث نفت هذه المعلومات المحكمة الدولية عبر احد مسؤوليها. ويبدو ان الحرب السعودية على حزب الله مفتوحة وليست مبررة حتى ان السعودية ألغت اللقاء مع الرئيس سلام في قمة اسطنبول لان لبنان تحفظ على القرار دون اي مراعاة لاوضاعه الداخلية.
ورغم الاجراءات السعودية فان دولا عربية رفضت ان تجاري الرياض في هجومها واكبر دولة اسلامية وهي اندونيسيا رفضت القرار السعودي في قمة التقارب الاسلامي بتوصيف حزب الله ارهابيا كما ان منظمات شعبية عربية واسلامية ودولية اعلنت تأييدها لحزب الله وجاء التأييد البارز من الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وبالتالي فان هذا الهجوم السعودي لن يصل الى نتيجة. علماً ان اسرائىل هي وحدها المستفيدة، من هذا الهجوم وهي من «هلل» لهذه القرارات ولوقف بث قناة المنار عن عربسات ونايل سات، وبالتالي الهجوم ليس له اي مفاعيل الا توتير الاجواء الداخلية وتحديدا في لبنان. لكن حزب الله يردّ في مجالسه على الاستقرار الداخلي ودعم الحكومة ومؤسسات الدولة والابتعاد عن التشنجات الداخلية رغم الكم الهائل من التسريبات ضد الحزب وقيادته، لكن في ظل هذا الخلاف فإنه من المستحيل الوصول الى حلول للملفات المعقدة وسيبقى الستاتيكو على حاله خلال الفترة القادمة وفي ظل هذه الاجواء تأتي زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى لبنان على مدار يومين حيث سيركز خلال لقاءاته مع المسؤولين والقادة السياسيين على الموضوع الرئاسي، كما سيزور البقاع مستطلعاً أوضاع اللاجئىن السوريين وظروفهم، لكن المحطة اللافتة للرئيس الفرنسي ستكون مساء اليوم في السفارة الفرنسية عبر لقاءاته مع رؤساء الاحزاب السياسية والكتل النيابية، فيما اعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان «انه لم يحدد اي موعد بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وحزب الله وليس هناك اي لقاء خلال زيارته للبنان، واستغربت مصادر سياسية هذا الموقف الفرنسي من عدم توجيه الدعوة لحزب الله لحضور احتفال السفارة الفرنسية خصوصا ان هولاند سيلتقي رؤساء الاحزاب السياسية والكتل النيابية وحزب الله مكون سياسي اساسي داخليا واقليميا والسفير الفرنسي زار مؤخرا رئىس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وبالتالي التواصل قائم، ولذلك فإن خطوة عدم توجيه الدعوة لحزب الله غير مفهومة وغير مبررة الا اذا كانت هناك جهات لبنانية داخلية او عربية وراء القرار الفرنسي.
علما ان الرئيس الفرنسي سيستمع من الكتل السياسية عن تصوراتهم للملف الرئاسي والاوضاع الداخلية اللبنانية كما سيلتقي الرئيس الفرنسي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
واشارت مصادر سياسية الى ان الرئىس الفرنسي لا يحمل اي مبادرة او اي تصور لانجاز الاستحقاق الرئاسي، وسيؤكد على ضرورة انجازه وسيحمل اللبنانيين مسؤولياتهم، فيما العنوان الاساسي سيكون ملف اللاجئىن السوريين واوضاعهم للاطلاع على ظروف اقاماتهم خصوصا ان فرنسا والاتحاد الاوروبي يسعيان لابقاء النازحين في مناطق تواجدهم وعدم الانتقال الى اوروبا.
وسيرافق زيارة الرئيس الفرنسي اجراءات امنية مشددة وسيتم قطع العديد من الطرقات وتحديدا بين المطار ومجلس النواب وبرج المر، كما سيتم منع وقوف السيارات على جوانب الطرقات منذ مساء أمس كما سيتخذ اجراءات حول قصر الصنوبر وستتولى المكافحة في الجيش اللبناني تأمين الحماية للوفد الفرنسي.

ـ منظمة التعاون الاسلامي وتحفظ لبنان ـ

أما على صعيد اجتماع منظمة التعاون الاسلامي، فقد تبنى البيان الختامي الفقرات التي اضافتها السعودية ضد ايران وحزب الله وقد تحفظ لبنان على الفقرة التي خصصت لادانة اعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والبحرين والكويت التي تزعزع استقرار الدول الاعضاء فيما تضمن البيان ترحيبا بالحوار بين الاطراف السياسية اللبنانية وثمن تضحيات الجيش والقوات الامنية ضد الارهاب، ورحب بترشيح لبنان لفيرا خوري لمنصب امين عام الاونيسكو. لكن المؤتمر عمق هوة الخلاف الايراني - السعودي والذي سيترك تداعياته على المنطقة وتمثل ذلك بخروج الرئيس حسن روحاني من الجلسة الختامية.

ـ لا جديد رئاسيا ولا نصاب في جلسة 18 نيسان ـ

واستبعدت مصادر وزارية ان تؤدي زيارة هولاند الى اي حلحلة في الملف الرئاسي وبالتالي لا نصاب رئاسيا في جلسة 18 نيسان والستاتيكو القائم سيبقى على حاله حيث يسعى الرئىس الحريري الى تكثيف اتصالاته مع تيار المرده للنزول الى الجلسة فيما النائب سليمان فرنجية مصر على موقفه بأنه لن ينزل الى الجلسة بدون حزب الله وبالتالي فإن لا نصاب رئاسيا كما ان كتلتي الوفاء للمقاومة والاصلاح والتغيير لم يشاركا بالجلسة، وسيحدد الرئيس بري موعدا جديدا اما المحطة اللافتة فستكون جلسة الحوار الوطني في 20 نيسان. وسيناقش فيها مختلف الملفات الحساسة بدءا من قانون الانتخابات وتفعيل عمل مجلس النواب.
وتؤكد المصادر المتابعة للملف ان الرئيس نبيه بري سيدعو الى جلسة تشريعية وكل ما يثار من اعتراضات حول ميثاقيتها، تؤكد المصادر ان الميثاقية موجودة بحضور النائب سليمان فرنجية والنواب المستقلين المسيحيين.

 

الجمهورية :

ترحيب بالحوار الوطني بين مختلف المكوّنات اللبنانية وتثمين تضحيات الجيش والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية من جهة، وإدانة «حزب الله» بتهمة «دعم الإرهاب» من جهة ثانية، كانا «نصيب» لبنان من بيان قمّة منظّمة التعاون الإسلامي في اسطنبول التي خابَ معها أملُ اللبنانيين في عقدِ اجتماع لبناني ـ سعودي يتخطّى «السلام والتحيّات» بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الحكومة تمّام سلام، حيث كانوا يُمنّون أنفسَهم بأن يؤدّي في حال انعقاده إلى عودة المملكة عن موقفها الأخير، وإعادة وصل ما انقطع بينها وبين لبنان. في هذه الأجواء، يبدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد ظهر اليوم زيارته إلى لبنان، في وقتٍ أعلن «حزب الله» أن لا لقاء معه. وأصدرَت العلاقات الإعلامية في الحزب البيان الآتي: «لم يُحدَّد أيّ موعد بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وحزب الله، وليس هناك أيّ لقاء خلال زيارته للبنان».
وفي المعلومات أنّ جوهر زيارة هولاند يحمل عنوانين: التنسيق مع لبنان في مكافحة الإرهاب، وملفّ النازحين السوريين. ووفقَ مصادر مطلعة فإنّ الرئيس الفرنسي لا يحمل معه طروحات جديدة في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، بل تمنّيات.
وإلى ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» إنّ هذه الزيارة ترتسم حولها إشكالات حتى داخل فرنسا، إذ إنّ هولاند يخرق التقاليد ويزور لبنان في غياب رئيس الجمهورية، إلّا إذا كان يحمل معه حلّاً استثنائياً، لكن طالما لا حلّ معه فإنّ هناك خشية من أن تكرّس زيارته أو تفسَّر تطبيعاً دولياً مع الشغور الرئاسي، خصوصاً أنّ فرنسا لطالما عُرفت بـ»الأمّ الحنون» للبنان.
درباس
وعشيّة زيارة هولاند، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ»الجمهورية» ردّاً على سؤال: «الملاحظة الأولى هي أنّ رئيساً لدولة كبرى يتجاوز قيود البروتوكول، ويقرّر المجيء إلى لبنان، على رغم الشغور في المنصب الرئاسي، وعدم وجود من يماثله في استقباله، دليل على اهتمام دولة فرنسا ورئيسها بلبنان، وبالأزمة التي يمرّ بها، وبثِقل الحِمل الذي ينوء تحته هذا البلد الضعيف».
وأضاف: «إنّ الرئيس هولاند يتصرّف هنا بصفته صديقاً قديماً للبنان، لِما تربط لبنان بفرنسا من علاقات تاريخية، وهو أيضاً قائد في الاتّحاد الأوروبي لا بدّ مِن أنّه يحمل في كلامه رأي هذا الاتحاد بصورة أو بأخرى، وهو أيضاً وسيط خير يحاول أن يُقرّب وجهات النظر لإخراج لبنان من مأزقه. هذا ما نحن نتوقّعه أن يكون المهمّة التي يأتي من أجلها. وفي المقابل، سيعرض له رئيس الحكومة تمام سلام حقيقة اللجوء السوري في لبنان وحقيقة الأزمة السياسية وما هي احتياجات لبنان لمساعدته، وسيؤكّد له
مرّة أخرى أن لا مجال للتوطين، ونحن نعلم أنّ فرنسا ليست من دعاة التوطين في دوَل اللجوء، وأيضاً أنّ الحلّ الوحيد الذي يؤمّن للأخوة السوريين مصيراً مشرّفاً هو وقفُ إطلاق النار وعودتهم إلى بلادهم».
عون
من جهته، قال عضو تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب آلان عون لـ»الجمهورية»: الرئيس هولاند يحمل اهتمام فرنسا بلبنان وسعيَها الدائم لدعم استقراره ومؤسساته وشعبه، ولكنّه لا يحمل حلّاً لأزماته، وقد تكون العبرة الأساسية من زيارته والرسالة الأهمّ للّبنانيين أن يوقفوا الحالة الانتظارية التي يعيشونها والرهانات التي يعقودنها على تطوّرات خارجية قد تحلّ مشكلاتهم».
وتساءل عون: «إذا كانت فرنسا الأكثر اهتماماً وحماسةً للبنان بحكم علاقاتها التاريخية به غيرَ قادرة على مساعدته في حلّ أزمته، فمن يمكنه أن يفعل ذلك، في ظلّ أوضاع إقليمية ودولية جعلت لبنان في آخِر أولويات كلّ الدول بما فيها الصديقة والقريبة؟». وأكّد «أنّ على القوى السياسية أن تدرك أنّ أيّ خرقٍ في الأزمة سيأتي من خلال المعطيات الداخلية التي يملك اللبنانيون وحدهم قدرةَ تغييرها وإلّا فالأزمة ستستمر طويلاً».
إدانة «الحزب»
على صعيد آخر، وفي غياب الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف اللذين لم يشاركا في الجلسة الختامية لقمّة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول احتجاجاً على وجود بنود في البيان الختامي ضدّ إيران وحزب الله، اختتمت هذه القمّة أعمالها ببيان دانَ حزب الله «لقيامه بأعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن، ولدعمِه حركات وجماعات إرهابية تُزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة».
وجدّد البيان دعمَه للبنان «في استكمال تحرير كامل أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي بكلّ الوسائل المشروعة»، مشدّداً على «ضرورة انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر». ودانَ أيضاً «بشدة الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لسيادة لبنان برّاً وبحراً وجوّاً».
ورحّبت القمّة بالحوار القائم بين الأطراف السياسية «لتجاوز الخلافات وتخفيف حدة الاحتقان السياسي، والدفع بالوفاق الوطني»، مثمّنةً «التضحيات التي يقدّمها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية».
تحفُّظ لبنان
وسجّلَ لبنان تحفّظَه عن الفقرة المتعلقة بإدانة «حزب الله» لقيامه بـ»أنشطة إرهابية»، وأكّد موقفَه بـ»ضرورة احترام عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى». كذلك تحفّظَ لبنان عن الفقرة المتعلقة بالنزاع بين أذربيجيان وأرمينيا والأقلّية التركية المسلمة في تراقيا الغربية والمجتمعات المسلمة في دوديكانيسيا، والفقرة المتعلّقة بكوسوفو.
تدخّلات إيران
وكانت القمّة الإسلامية دانت في بيانها «تدخّلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرارَ دعمها للإرهاب». وشدّد على أن تكون علاقات التعاون بين الدول الإسلامية وإيران «قائمة على مبادئ حسنِ الجوار، وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام استقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها».
ودانَ البيان أيضاً «الاعتداءات التي تعرّضَت لها بعثات المملكة العربية السعودية في مدينتي طهران ومشهد في إيران في كانون الثاني الماضي» والتي «تشكّل خرقاً واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية واتّفاقية فيينا للعلاقات القنصلية والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الديبلوماسية».
ورفضَ «التصريحات الإيرانية التحريضية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة في حقّ عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في المملكة العربية السعودية».

اللواء :

من الاليزيه إلى وسط بيروت، قلب العاصمة اللبنانية، وفيها قلب المحادثات التي يجريها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع كل من الرئيس نبيه برّي رئيس المجلس النيابي، والرئيس تمام سلام رئيس مجلس الوزراء.
ومن المتوقع ان يُشارك في اللقاء مع الرئيس برّي أعضاء هيئة مكتب المجلس باعتبارهم يمثلون غالبية الكتل والطوائف الست في النظام السياسي اللبناني، لإعطاء صورة عن الهوية الوطنية في لبنان، وعن فكرتي العيش المشترك والمشاركة، كمنطلق لتكرار أهمية النظام الديمقراطي البرلماني الذي يحتاج بإلحاح إلى إنهاء الشغور الرئاسي، كمدخل لتجديد سلطات الدولة اللبنانية عبر الانتخابات التي وأن كانت غابت عن المجلس النيابي، فإنها تحضر بعد أقل من شهر من خلال الانتخابات البلدية والاختيارية التي وضعت على السكة كخيار لا عودة عنه، لا سيما وأن القوى السياسية والأحزاب أطلقت العنان للماكينات الانتخابية، منفردة أو مجتمعة، كصفارات إنذار لبدء «الماراتون الانتخابي» في 8 أيّار المقبل في العاصمة، والذي ينتهي في 29 منه، على طريقة الألعاب الالومبية، حيث تمتص هذه الانتخابات غياب الانتخابات النيابية والرئاسية وإقرار قانون جديد للانتخابات واطلاق جولة التشريع وتفعيل العمل الحكومي، بمعنى إعادة الدورة الطبيعية لعمل المؤسسات والنظام السياسي.
ولئن كان «حزب الله» قاطع اللقاءات مع الكتل والأحزاب في قصر الصنوبر، على خلفية ان مشاركة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد كممثل لحزب الله بما هو مقاومة وليس ارهاباً، لم يتطابق مع الهدف الفرنسي الذي يفصل على الطريقة الأوروبية بين «حزب الله» سياسياً، والجناح العسكري، في وقت خرجت فيه قمّة اسطنبول، بعد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في وصف أعمال حزب الله في سوريا والعراق والبحرين واليمن بانها أنشطة إرهابية، معطوفاً على ذلك إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية.
ويراهن لبنان الرسمي، فضلاً عن الكنيسة المارونية على الاستفادة من زيارة هولاند، بالنظر إلى الروابط والعلاقات التاريخية بين فرنسا ولبنان، في حين تقلل أوساط سياسية ونيابية من تأثير زيارة الضيف الفرنسي الكبير، التي تأتي في سياق جولة تشمل الأردن ومصر، على تعديل مسار «الستاتيكو» الرئاسي البالغ التعقيدات، في ظل موجة من التشاؤم زادت حدة، بعد انفضاض قمّة اسطنبول والبيان الختامي الذي فاقم الأزمة أو على الأقل أوحى بأن لا معالجة في الأفق للعلاقات المتأزمة بين المملكة العربية السعودية وإيران، الأمر الذي يبقي الاستحقاق الرئاسي اللبناني عُرضة لهذه الأزمة، والتي تنتظر تغييرات جذرية في السياسات الإيرانية سواء في اليمن أو سوريا والبحرين والعراق وحكماً لبنان.
الا ان مصادر لبنانية توقعت ان يكون في جعبة الزائر الفرنسي مساعدات تتعلق بتقديم أسلحة للجيش اللبناني، أو التباحث بإحياء الهبة السعودية لتسليح الجيش، فضلاً عن وفاء فرنسا بالتزاماتها المالية للحكومة اللبنانية التي تواجه أعباء ثقيلة من جرّاء تزايد اعداد النازحين السوريين ومحاولات المجتمع الدولي التهرب من مسؤولياته، ورمي هموم النازحين على دول الجوار السوري ومن بينها لبنان والأردن وتركيا.
وكشف مصدر رسمي لبناني لـ«اللواء» ان لبنان سيؤكد للرئيس هولاند رفضه القاطع لأي محاولا توطين للنازحين السوريين على أراضيه.
وامتنع المصدر عن كشف الأفكار التي سيبلغها لبنان للضيف الفرنسي، لكنه أكّد انها تتعلق بضرورة توفير الدعم لإنجاح التسوية السياسية في سوريا باعتبارها المدخل لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، أو على الأقل تقديم مساعدات أو منح مالية لهؤلاء النازحين إذا ما قرروا العودة إلى مناطق آمنة في سوريا.
وكشفت مصادر دبلوماسية ان الرئيس الفرنسي سيجدد دعم بلاده للحوار الجاري بين القوى السياسية وعبر طاولة الحوار، وحرص فرنسا على استمرار الهدوء والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي.
وسيؤكد هولاند في المؤتمر الصحفي الذي يعقده في مجلس النواب على التمسك بلبنان النموذج الحضاري المتعدد للعيش المشترك والممارسة الديمقراطية والحريات.