قمة إسطنبول تدين ايران ولقاء بارد بين الملك وسلام , واولاند في لبنان محاولة أخيرة للحل

 

النهار :

خفضت وقائع القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الاسلامي التي انعقدت أمس في اسطنبول المخاوف من محاذير جديدة قد تترتب على الموقف اللبناني في "معاناته" حيال التجاذبات الاقليمية الحادة التي تحاصره والتي تتناول تحديداً واقع الموقف الخليجي والعربي عموماً من "حزب الله"، إذ برزت في القمة ملامح "تلطيف" للمواجهة الاقليمية أفاد منها لبنان بما يؤمل معها دفع الجهود المبذولة بقوة لاعادة علاقاته الطبيعية مع الدول الخليجية.
وفي ظل نجاح مساعي تركيا كما بدا امس للخروج بتوصيات للقمة تعزز موقعها في معالجة أزمات العالم الاسلامي وخصوصاً مع حضور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الايراني حسن روحاني وجهاً لوجه في القمة، انسحبت دلالات المرونة على الجانب اللبناني اذ افادت موفدة "النهار" الى اسطنبول سابين عويس ان رئيس الوزراء تمام سلام جمعته مناسبة أولى منذ صدور القرار الملكي السعودي في شباط الماضي بوقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني. وعلى رغم ان اللقاء الخاطف للملك سلمان والرئيس سلام لم يتجاوز دقائق قليلة وقوفاً على هامش القمة وسبق مغادرة العاهل السعودي اسطنبول عقب القائه كلمته في القمة، فان أجواء الود التي أظهرها العاهل السعودي حيال رئيس الوزراء كسرت شيئاً من البرودة السائدة في العلاقات بين البلدين، الامر الذي شجع الرئيس سلام على المضي في مساعيه الرامية الى اعادة لبنان الى الحضن العربي. وبدا سلام مدركاً مستلزمات رفع الحظر العربي عن لبنان، فلجأ الى خطوتين : الاولى التزام البند المتعلق بادانة التدخل الايراني في دول المنطقة أسوة بالدول الاسلامية والعربية الاخرى مع اقتصار تحفظ لبنان عن الفقرة المتعلقة بادانة أعمال "حزب الله الارهابية". والخطوة الثانية برزت في مضمون كلمة سلام أمام القمة والتي كانت موضع رصد وقد تمسك فيها بالتزام التضامن العربي وعدم الخروج منه. وأكد في هذا السياق "رفض لبنان محاولة فرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة بما يؤدي الى تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر"، معرباً عن تضامن لبنان "الكامل مع العرب في كل ما يمس امنهم واستقرارهم وسيادة أوطانهم ووحدة مجتمعاتهم"، ومشدداً على "وقوفنا الدائم الى جانب الاجماع العربي".
في أي حال، لم تقف محاولات اعادة العلاقات الطبيعية مع الدول الخليجية على الجانب الحكومي الرسمي اذ سجلت خطوة بارزة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في هذا السياق باجتماعه أمس مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في بكركي والقائه كلمة اتسمت بمواقف متقدمة مما وصفه "بحماية الكنز المشترك الذي نحمله معاً بمسؤولية تاريخية مسلمين ومسيحيين وهو العيش معاً". واذ أبدى الراعي "أسفه لغيمة صيف مرت وعكرت الأجواء مع بعض أوطانكم"، عبر عن "امتنان شعبنا اللبناني الذي يعمل في بلدانكم وقد وجد فيها مجالاً لتحقيق ذاته ويعتز بانه اسهم في نموها الاقتصادي والتجاري ". ولقيت مبادرة البطريرك ترحيباً من السفراء عكسه السفير الكويتي عبد العال المناع متحدثاً باسمهم ومشيداً بجهود البطريرك لجمع كلمة اللبنانيين ودعواته المتكررة الى انتخاب رئيس للجمهورية. وقال إن السفراء أكدوا للراعي "ان دولهم كانت ولا تزال تحتضن المواطنين اللبنانيين وتحيطهم برعاية خاصة".

هولاند إلى بيروت
في غضون ذلك، يستعد لبنان لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي يصل بعد ظهر غد ويتوجه رأسا الى مجلس النواب حيث يلتقي رئيس المجلس نبيه بري وهيئة مكتب المجلس، ثم ينتقل الى السرايا الحكومية حيث يلتقي الرئيس سلام والوزراء. وبعد ذلك يتوجه الى قصر الصنوبر حيث يلتقي الفرنسيين في لبنان، ويقيم عشاء ضيقاً يحضره الرئيسان بري وسلام والوزراء المعنيون مباشرة بالملفات اي اللاجئين والاستقرار والأمن في لبنان وعدد من الشخصيات من المجتمع المدني والفنانين والمبدعين أو المبتكرين والقوى الفاعلة التي رغب الرئيس هولاند في لقاء ممثلين لها. ونهار الأحد يلتقي الرئيس الفرنسي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قصر الصنوبر بالاتفاق مع البطريرك، ثم يلتقي جميع ممثلي الطوائف اللبنانية أيضاً، وينتقل الى نصب الجندي المجهول في موقعه داخل السفارة مع الجنود الفرنسيين في "اليونيفيل". ويتوجه لاحقاً الى البقاع حيث يلتقي في مكان محدد المنظمات غير الحكومية الفرنسية العاملة الى جانب اللاجئين أو الى جانب المجتمعات المضيفة من اللبنانيين.
وقال مصدر فرنسي مطلع إن الزيارة ليست زيارة دولة ولا تضمن أي مظهر من مظاهر زيارة كهذه، مع الاشارة بقوة الى عدم وجود رئيس للجمهورية. وهذا يعني ان الزيارة من الناحية التقنية كما يلحظ البروتوكول هي زيارة عمل، فلا استقبال ولا عشاء رسمياً. ولأنها زيارة عمل، فان هولاند سيلتقي عددا محدودا من الوزراء من المعنيين بالملفات التي تتمحور عليها الزيارة والرؤساء السابقين للجمهورية ورؤساء الوزراء السابقين. وعن امكان لقاء "حزب الله"، علم ان لا لقاءات ثنائية لهولاند مع رؤساء الاحزاب السياسية، فهو من موقعه كرئيس للجمهورية لا يمكنه ان يقابل رؤساء الأحزاب أو رؤساء الكتل النيابية وتالياً لا لقاءات ثنائية معهم.
وأضاف المصدر ان الزيارة تتضمن مجموعة رسائل تعكس التعبير عن اهتمام فرنسا بلبنان وايجاد حل لأزمته السياسية وبدء مرحلة جديدة من اعادة تعبئة الشركاء الدوليين لدعم لبنان في مواجهة ازمات المنطقة. لكنه شدد على ان زيارة الصداقة هذه لا تدعي انها تحمل حلاً لان الحل يتعين على اللبنانيين ايجاده وفرنسا لا تدعم مرشحا للرئاسة. 

 

السفير :

فلسطين لم تعد قضية العرب والمسلمين. لم يبق منها عند الحكام العرب سوى فقرة إنشائية تتكرر في البيانات الصادرة عن اجتماعات فلكلورية. اختفت إسرائيل وصار «حزب الله» هو العدو، كما صار نجاح العمل العربي المشترك مرتبطاً بقدرة هذا المحور أو ذاك على رفع سقف التنديد بإرهابه.
من «الجامعة العربية» إلى «مجلس التعاون الخليجي» فـ«منظمة التعاون الإسلامي»، تكمل السعودية «حربها» على «حزب الله». وتشاء الصدف أن تتزامن حربها هذه مع سعيها إلى الالتزام بالترتيبات التي نصت عليها معاهدة كامب ديفيد بشأن جزيرتي تيران وصنافير.
وفي السياق نفسه، كشفت مصادر خليجية لـ«السفير» عن محاولة سعودية لتسويق مشروع قرار بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن يصنف «حزب الله» إرهابياً. لكن المحاولة سرعان ما أحبطت في مهدها، بعد تصدي روسيا والصين لها، واستخفاف الولايات المتحدة بها.. من خلال تجاهلها.
باختصار، يقول مصدر متابع إنه تبين أن السعودية لا قدرة لها على اللعب في غير الساحات التي تمولها، ومنها «منظمة التعاون الإسلامي»، التي من المرجح أن تعلن اليوم إدانة أعمال «حزب الله» الإرهابية.
لبنان ليس معنياً بما يجري. حكومته تحولت إلى «شاهد ما شفش حاجة». تكفي تحية «على الواقف»، قبل أن يغادر الملك السعودي سلمان المؤتمر مباشرة بعد افتتاحه.
ذهب رئيس الحكومة تمام سلام متسلحاً بوفد يمثل مختلف أطياف الحكومة، فلم يسعفه التشدد السعودي. وهكذا اكتفى لبنان بالتحفظ على فقرة تدين الأعمال الإرهابية لـ«حزب الله»، مثله مثل أندونيسيا، التي تعاني ما تعانيه من خطر الوهابية على نموذجها الإسلامي المعتدل!
في المقابل، لا يبدو «حزب الله» منزعجاً من هذا «الحصار»، فهو يعتبر أن من يُحاصَر فعلياً هو الحكومة اللبنانية. و«كتلة الوفاء للمقاومة» وجهت أمس انتقاداً واضحاً لطريقة تعاطي الحكومة مع الملف، مشيرةً إلى أنه لا يجوز للحكومة اللبنانية أن تقبل بإسقاط هذا الحق، عبر السكوت أو مجرد التحفظ على أية إساءة للمقاومة يحاول البعض تمريرها في أي محفل أو مؤتمر من المؤتمرات، خصوصاً تلك التي يكون لبنان مشاركاً فيها. كما أكدت أن «التسامح او المجاملة في هذا المجال يجب ان يوضع لهما حد منعاً للتمادي وحرصاً على مصلحة بلادنا العليا».
وبالرغم من الانتقاد المباشر لرئيس الحكومة، إلا أن «حزب الله» ما يزال يبدي حرصه على الاستقرار السياسي والأمني وتفعيل المؤسسات، لا بل أكثر من ذلك، ثمة تأكيد بأنه لن يسمح للسعودية بافتعال أزمة حكومية.
وفيما لوحظ خلال الفترة الماضية هدوء نبرة «حزب الله» تجاه السعودية، وهو ما فسر على أنه تعبير عن اتفاق ضمني على التهدئة، أعادت «الوفاء للمقاومة» التأكيد أن «المقاومة بعزمها وصوابية نهجها وإرادة جماهيرها.. ماضية بإصرار وثبات في الدفاع عن لبنان وحماية سيادته والتعبير عن قناعتها وموقفها الجريء من السياسات الظالمة والعدوانية، ولن يثنيها عن ذلك تآمر أو توعد أو وعيد».
بدا ذلك بمثابة رد سلبي على مساعي بعض الجهات الخليجية لتسويق اتفاق يقضي بتوقف «حزب الله» عن انتقاد السعودية على خلفية عدوانها على اليمن، مقابل وقف الحملة السعودية على الحزب.
فضيحة الانترنت: لا أحد فوق القانون
من جهة أخرى، أكدت وزارة الاتصالات، في بيان أمس، ما كانت توصلت إليه فرق «أوجيرو» من أن الكابل البحري الذي اكتشف بين نهري الكلب وابراهيم هو كابل ألياف ضوئية بتقنية عالية ومخصص لنقل كل أنواع الاتصالات.
وفي رد غير مباشر على الجيش، أشارت الوزارة إلى أن ما كشفته معلومات موثقة عن وجود كابلات ألياف ضوئية، تم التأكد من صحته من خلال الكشف المشترك الذي أجرته الوحدات التقنية المعنية في الجيش اللبناني وجهاز مكافحة الجرائم المالية في قوى الأمن الداخلي ومديرية خدمة المشتركين في «هيئة أوجيرو» بتاريخ 12/04/2016.
وأوضح بيان الوزارة أن الفترة الطويلة بين شيوع خبر وجود الكابل وبين الكشف عليه (40 يوماً) هي فترة طويلة جدا وكافية لقيام المخالفين بقطع هذا الكابل. وأكدت الوزارة أنها لن تسمح بتبسيط أو تسطيح أية مخالفة للقوانين والأنظمة.
وأشار وزير الاتصالات بطرس حرب لـ «السفير» الى أنه لا يريد استباق عمل القضاء، لكن معلوماته تفيد أن هناك أسماء لم تخضع للتحقيق وسيتم الاستماع إليها ويمكن ان تكون متورطة. واوضح أن التحقيقات الجارية حالياً قد تؤدي إلى فتح نافذة جديدة أمام حقائق جديدة، مشيراً إلى أنه لن تكون هنالك مسايرة أو مراعاة لأحد. كما أبدى ثقته بأن التحقيق القضائي سيصل حتى النهاية، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى ان يكون ملف الانترنت نموذجاً لكيفية تعاطي الدولة مع كل ملفات الفساد المطروحة على قاعدة «لا أحد فوق القانون».

المستقبل :

انطلقت صباح أمس فعاليات القمة الـ13 لمنظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة قادة ورؤساء وفود أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، على أن تختتم أعمالها عند الواحدة ظهراً اليوم بإصدار البيان الختامي للقمة مرفقاً بما سيطلق عليه «إعلان اسطنبول». وطبقاً لما كانت قد أوردته «المستقبل» فإنّ البيان سيتضمن إدانة واضحة لإيران رداً على تدخلاتها في الشؤون العربية، بعدما حازت هذه الإدانة إجماع الدول الأعضاء في المنظمة بما فيها لبنان الذي أكد رئيس حكومته تمام سلام في كلمته أمس أمام القمة «التضامن الكامل مع أشقائنا العرب في كلّ ما يمس أمنهم واستقرارهم وسيادة أوطانهم ووحدةَ مجتمعاتهم، والوقوف الدائم إلى جانب الإجماع العربي»، رافضاً في مقابل «التدخلات الخارجية» في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي «محاولةَ فرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة». 
ورغم أجواء الكلمات الهادئة التي تخللت الجلسة الافتتاحية والمتوقع أن تسود اليوم أيضاً في كلمات المتحدثين الخمسة عشر المتبقين، غير أنّ ذلك لم يحجب حال الإدانة الصارخة للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وقال رئيس وفد عربي لـ«المستقبل» تعليقاً على كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني «العادية» أمام القمة: «ما يهمنا الأفعال لا الأقوال ولذلك فإنّ البيان الختامي سيدين بشكل واضح تدخلات إيران في المنطقة العربية»، مضيفاً: «كلام الملوك والرؤساء الآخرين في القمة كان «كلام ملوك» لا يدخل في التفاصيل باعتبار أنّ بيان القمة سيكون واضحاً في إدانة طهران».
علماً أنّ الرئيس الإيراني لم يغادر تركيا بعد إلقاء كلمته، وهو بصدد القيام بزيارة رسمية إلى أنقرة اليوم.
بدوره، نوّه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بكلمة سلام أمس. وقال لـ»المستقبل» إنها «تؤكد عمق العلاقات بين لبنان ومجلس التعاون الخليجي»، وأضاف: «لبنان في القلب لكن هناك تهديداً لدول مجلس التعاون متمثل بـ»حزب الله» الذي لا يزال يدرب ويحرّض ويعمل على تهديد أمن البحرين ولذلك نحن سنبقى على الموقف الذي اتخذناه إلى أن يغيّر هذا الحزب ومعه إيران سلوكهما تجاهنا، ونحن نأمل أن يغيرا هذا السلوك لكن حتى الآن لا نسمع إلا أقوالاً ولا نشهد أفعالاً».
في وقت لفت على هامش القمة التقاء سلام لدى دخوله قاعة المؤتمر بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بحيث تبادلا السلام والكلام وتعانقا بحرارة وقالت أوساط رئيس الحكومة لـ»المستقبل»: «كان كلاماً ودياً ولم يتطرق إلى أي مواضيع سياسية». 
وفي أبرز ما جاء في كلمة سلام الذي يلتقي اليوم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، إعرابه عن الشعور بالألم «لأنّني أتحدثُ من على هذا المنبر باسم لبنان، بديلاً من متحدث أصيل، هو رئيس الجمهورية اللبنانية الذي مازال مقعده شاغراً منذ قرابة عامين«، آملاً «إنجاز الانتخابات الرئاسية في أقرب وقت ممكن لكي يعود التوازن الى المؤسسات الدستورية وتستقيم الحياة السياسية في بلدنا، ولكي يأتي الرئيس المسيحيّ المارونيّ إلى المحافل الدولية متحدثاً باسم بلد العيش المشترك«. كما شدد على رفض لبنان «أيّ شكل من أشكال توطين النازحين السوريين، وأنّ وجودَهم على أراضيه يعتبره وجوداً مؤقتاً يجب أن يزول بزوال مسبّباته«.
وكانت الجلسة الافتتاحية قد استهلت بكلمة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي كانت بلاده تتولى رئاسة القمة الإسلامية في دورتها الـ12، وما لبث، بعد أن تلا رسالة قصيرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد فيها التزام القاهرة تجاه المنظمة الإسلامية، أن سلّم رئاسة الدورة الحالية إلى تركيا ومن ثم غادر القمة واسطنبول من دون تبادل التحيات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو.
الملك سلمان
وغادر العاهل السعودي اسطنبول بعد إلقاء كلمته أمام المؤتمر وبعدما حضر وأردوغان توقيع وزيري خارجية بلديهما محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي للتنسيق بين البلدين في المجالات الدبلوماسية والاقتصاد والتجارة وغيرها من المجالات، ومما جاء في كلمته: «يسرني في البداية أن أتقدم ببالغ الشكر والتقدير للجمهورية التركية الشقيقة حكومة وشعباً بقيادة فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان لاستضافتها القمة الإسلامية الثالثة عشرة وعلى حسن الاستقبال والتنظيم. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر لجمهورية مصر العربية على ما بذلته من جهود مميزة خلال رئاسة مصر للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام للمنظمة، وكافة العاملين فيها على ما يبذلونه من جهود مميزة. أيها الإخوة الكرام، إننا مطالبون بمعالجة قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمها إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الأزمة السورية وفقاً لمقررات جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254، ودعم الجهود القائمة لإنهاء الأزمة الليبية. وفي الشأن اليمني ندعم الجهود المبذولة من الأمم المتحدة لإنجاح المشاورات التي ستعقد في الكويت تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2216«.

الديار :

كما ذكرت «الديار» في عددها أمس، فان التحفظ اللبناني على توصيف حزب الله بالارهاب كما طالبت الرياض، ادى الى الغاء اللقاء بين الرئيس تمام سلام والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وهذا ما يوشر الى ان لا انفراجات في العلاقات بين البلدين وان لبنان الرسمي والحكومة اللبنانية لا يمكن ان تجاري الرياض في حربها المفتوحة على حزب الله بسبب ما سيتركه ذلك على الاوضاع الداخلية. وهذا ما ابلغه الرئيس سلام للمسؤولين السعوديين، بان على الرياض تفهم الموقف اللبناني وقرار التحفظ امر مسلم به وطنياً ويحفظ الوحدة الداخلية اللبنانية وان حزب الله مكون سياسي اساسي ومشارك في الحكومة ولا يمكن الموافقة على وصفه بالارهاب.
هذا الموقف اللبناني ترك استياء لدى المسؤولين السعوديين، وفي المعلومات ان الرئيس سلام تبلغ بالغاء الاجتماع في بيروت وقبل توجهه الى اسطنبول وبعد ساعات من اعتراض ممثل لبنان في منظمة التعاون الاسلامية عبد الستار عيسى على البند السعودي بتصنيف حزب الله ارهابياً وادانة تدخلاته الارهابية في سوريا والعراق واليمن والكويت والبحرين وقد تحفظ ايضاً على هذه الفقرة كل من العراق وايران واندونيسيا والجزائر اثناء اجتماع الموظفين التحضيري الاثنين الماضي، ولم يشفع للبنان تأييده للفقرة المتضمنة ادانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية لدول الخليج، وهذا الامر لم يؤد الى تليين الموقف السعودي من التحفظ اللبناني على وصف حزب الله بالارهاب.
وفي المعلومات ايضاً ان الوفد اللبناني اجرى سلسلة اتصالات في اسطنبول لشرح الموقف اللبناني لكن ذلك لم يؤد الى نتيجة حتى ان الرئيس سلام لم يلتق اي مسؤول من دول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر، وبالتالي فان الامال التي عقدت على تحسين العلاقات السعودية ـ اللبنانية وربطها بلقاء سلام والملك سلمان في المؤتمر تبخرت بعد فشل عقد اللقاء.
الحملة على حزب الله مستمرة سعودياً وخليجياً حسب مصادر متابعة وفي كل المجالات وتريد الرياض ان يكون الموقف اللبناني الرسمي الى جانب السعودية، وهذا الامر لا يمكن ان يوافق عليه لبنان لانه يهدد وحدته الداخلية.
كما ان التوجه الخليجي ضد حزب الله عبّر عنه ايضاً سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الذين التقوا البطريرك الراعي في بكركي، وأكد سفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي بعد اللقاء ان الخلاف قائم مع حزب الله، طالما هناك هجوم من حزب الله على دول الخليج. واعلن انه لم يتم ترحيل اي لبناني من دول الخليج اعتباطياً مؤكداً على ان جميع الحالات جاءت وفق امور قانونية ودستورية.

ـ هولاند يلتقي حزب الله ـ

من جهة اخرى، يصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت غداً وينتقل الاحد الى الاردن، واشارت المعلومات ان هولاند سيلتقي الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، ومساء السبت يلتقي في قصر الصنوبر الشخصيات السياسية والكتل النيابية، وسيلتقي الرئيس هولاند نوابا من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة النائب محمد رعد بالاضافة الى باقي الكتل النيابية كما سيلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وبعد اللقاءات سيشارك الجميع بالعشاء الذي تقيمه السفارة الفرنسية على شرف الرئيس الفرنسي وكشفت معلومات ان الرئيس هولاند قد يلقي كلمة في المشاركين.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت نهاية الاسبوع ستكون بروتوكولية اكثر منها عملية. واوضحت ان الرئىس الفرنسي لن يحمل معه اي مبادرة تتعلق بالاستحقاق الرئاسي، انما المرجح ان يوجه اسئلة الى القيادات اللبنانية التي سيجتمع معها حول آليات الخروج من الازمة الرئاسية، وبالتالي الاعراب عن الاستعداد للمساعدة اذا كان ذلك ممكناً. ولاحظت ان الرئيس الفرنسي سيستمع من العماد ميشال عون وربما اخرين بان العقدة التي تمنع انجاز الاستحقاق الرئاسي واضحة وتتمثل في الفيتو السعودي على العماد عون واذا كانت فرنسا تريد فعلاً مساعدة لبنان فعليها الطلب من حليفها سعد الحريري عدم الخروج عن الاجماع المسيحي.
واذ اشارت المصادر الى ان موضوع النازحين السوريين سيكون احد ابرز الملفات التي يبحثها الرئيس الفرنسي مع القيادات اللبنانية... لم تستبعد ان يعلن هولاند عن تقديم مساعدة عسكرية للجيش اللبناني بهدف التعويض جزئياً عن الغاء السعودية لـ«الهبة» التي كانت مقررة لتسليح الجيش، الا ان مصادر عسكرية قالت ان لا معلومات لديها حول امكان اعلان الرئيس الفرنسي عن مساعدة عسكرية للجيش.

ـ الانتخابات البلدية ـ

وعلى صعيد الانتخابات البلدية، فبدت صورة التحالفات الميدانية تتوضح، واشارت معلومات ان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية سيتحالفان في معظم المدن والبلدات المسيحية الكبرى والاقضية وستشهد مدينة زحلة في 8 ايار معركة «كسر عظم» بين 3 لوائح الاولى مدعومة من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب فيما رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف أعلنت عن تشكيل لائحة بعد فشل التوافق والاتصالات مع القوات والعونيين والكتائب، كذلك اعلن الوزير السابق نقولا فتوش تشكيل لائحة ثالثة برئاسة شقيقه.
وعلم ان تيار المستقبل وبقرار من الرئيس سعد الحريري ابلغ المناصرين دعمه للائحة ميريام سكاف، وان الاتصالات بين الحريري والوزير الراحل الياس سكاف بدأت منذ فترة على كل الملفات، كما شكلت زيارة سعد الحريري الى السيدة ميريام سكاف اشارة لافتة خلال جولته الاخيرة في البقاع، علما ان الصوت «السني» له تأثير اساسي في المعركة الانتخابية في زحلة.
وفي بيروت فان التيار الوطني والقوات اللبنانية اعلنا تحالفهما الانتخابي، لكن الاجتماعات للتوافق ما زالت مستمرة عبر مجلس بلدي مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، 12 مسلماً و12 مسيحياً، فيما الحريري يتجه الى تسمية شخص من آل عيتاني لرئاسة المجلس البلدي بديلاً عن الرئيس الحالي بلال حمد.
وفي الدامور ودير القمر وهما المدينتان المسيحيتان في الشوف فان القوات اللبنانية والتيار اعلنا تحالفهما ايضاً لكن لدير القمر خصوصية مارونية كونها مدينة الرئيس كميل شمعون، علما ان نجله دوري شمعون يشغل رئاسة البلدية حاليا، كما ان لجنبلاط ثقلاً انتخابياً في المدينة لكن الحزب الاشتراكي لم يعلن اي موقف بالنسبة لدير القمر والدامور.

الجمهورية :

فيما سيقفَل الأسبوع على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبنان غداً السبت، في إطار جولة تحمله إلى عمّان والقاهرة، فإنّ الحدث الإقليمي سينتقل الخميس المقبل إلى الرياض حيث ستنعقد قمّة دول مجلس التعاون الخليجي في حضور الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعدما شكّلت تركيا مسرحاً لهذا الحدث باحتضانها قمّة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول والتي تُختَتم أعمالها اليوم، وقد حضَر لبنان فيها ممثَّلاً برئيس الحكومة تمّام سلام، إلى جانب أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة ورؤساء برلمانات ووزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة. وركّزت هذه القمّة على تقييم أوضاع العالم الإسلامي وقضايا السلام والأمن والقضية الفلسطينية ومحاربة الإرهاب والتطرّف. تفيد المعلومات التي تسرّبت من الكواليس أنّ مسوّدة البيان الختامي لقمّة اسطنبول تدعو إلى «علاقات حسن جوار» بين إيران والدول الإسلامية تقوم على عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول.
كذلك تتضمّن هذه المسوّدة دعوة أرمينيا إلى «سحب قواتها فوراً وبنحو كامل» من إقليم كرباخ الأذربيجاني، ودعم تسوية الأزمة السورية وفق بيان «جنيف»، والعملية السياسية برعاية الأمم المتحدة لتحقيق انتقال سياسي يقوده السوريون.
كذلك تدعو المسوّدة المجتمع الدولي والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى دعم الدول المستضيفة للّاجئين السوريين في أقصى سرعة ممكنة، ودعمِ «التحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب» الذي أطلقَته السعودية أخيراً، وانضمام كلّ دوَل منظمة التعاون إليه.
الملك سلمان
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قال في كلمته أمام المؤتمرين «إنّ واقعنا اليوم يُحتمّ علينا الوقوف معاً أكثر من أيّ وقت مضى لمحاربة آفة الإرهاب».
ودانَ، في انتقاد مُبطّن لإيران، «التدخّلَ السافر في شؤون الدول الإسلامية، ونشر الفتن والانقسامات وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية، واستخدام الميليشيات المسلّحة لغرضِ زعزعة أمننا واستقرارنا وبسط النفوذ والهيمنة».
سلام
ومن جهته، تمنّى سلام في مستهلّ كلمة لبنان في القمّة «إنجاز الانتخابات الرئاسية في أقرب وقتٍ ممكن، لكي يعودَ التوازنُ الى المؤسسات الدستورية وتستقيمَ الحياة السياسية في بلدنا، ولكي يأتي الرئيسُ المسيحيُّ المارونيُّ إلى المحافلِ الدَوْلية متحدّثاً باسم بلدِ العيشِ المشترك لبنان».
ودعا الدول الإسلامية الى مساعدة لبنان لمواجهة عبء النازحين السوريين، مؤكداً «أنّ عدم توفير المعونة في موضوع النازحين قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار الأمني»،
وطالبَ بـ«إيلاءِ هذه المسألة العنايَةَ التي تستحِقّ» وأكّد مجدّداً رفضَ لبنان «أيَّ شكلٍ من أشكال توطينِ النازحين السوريين»، مُعتبراً وجودَهم على أراضيه «وجوداً موقّتاً يجب أن يزولَ بزوالِ مُسبِّباته.»
ورفضَ سلام «محاولةَ فرض وقائع سياسيّةٍ في الدول العربية عن طريق القوّة، بما يؤدّي إلى تعريض الاستقرار في المنطقة للخطر، وإثارة الضغائن بين شعوبٍ ودولٍ لديها ما يجمعُها أكثر بكثيرٍ مما يفرِّقُ بينها». وأعلن «التضامن الكامل مع أشقّائنا العرب، في كلّ ما يمَسُّ أمنَهم واستقرارَهم وسيادةَ أوطانهم ووَحدةَ مجتمعاتهم»، مؤكّداً «وقوفَنا الدائمَ إلى جانبِ الإجماعِ العربيّ».
مع الملك سلمان
وفي نهاية الجلسة الافتتاحية لأعمال القمّة عقِد لقاء جانبي عابر بين الملك سلمان الذي غادر اسطنبول عائداً إلى الرياض، وبين سلام، واقتصَر على السلام والمجاملات، علماً أنّه اللقاء الأوّل بينهما منذ نشوب الأزمة مع السعودية ودول الخليج.
كذلك التقى سلام نظيره الماليزي محمد نجيب عبد الرزّاق، ثمّ التقى نظيره التركي أحمد داود أوغلو وعرضَ معه لآخر المستجدّات على الساحة السورية، ومسائل تتعلق بمكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين السوريين ومدى تأثيرها على الداخل اللبناني، إضافةً إلى محادثات جنيف بين النظام والمعارضة السورية.
وأوضَح داود أوغلو لسلام «أنّ تركيا تدرك الأزمات الداخلية للبنان، نتيجة تدفّق اللاجئين السوريين إلى أراضيه»، لافتًا في هذا الصَدد إلى «استمرار أنقرة في العمل من أجل إنهاء الأزمة السورية».

«الوفاء للمقاومة»
وكانت كتلة «الوفاء للمقاومة» دانت «الضغوط التي يمارسها النظام السعودي في الاجتماعات المتصلة بالقمّة الإسلامية من أجل الإساءة الى حزب الله وسمعة مقاومته، وهو ما يوجب على الحكومة اللبنانية الوقوف ضدّها بحزم وبلا تردّد، في اعتبار أنّ حزب الله المقاوم هو مكوّن أساسي في الحكومة وفي البلاد، وأنّ الافتراء عليه بتهمة الإرهاب هو توجّه كيديّ وطعنٌ يطاولها ويجب الاعتراض عليه والتصدّي له».
وإذ لفتت الكتلة الى «أنّ مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية قد أَقَرَّ في القاهرة قبل أيام حقّ المقاومة في تحرير أراضيها من الاحتلال واستعادة حقوقها المشروعة»، شدّدت على أنّه «لا يجوز للحكومة اللبنانية ان تقبل بإسقاط هذا الحق عبر السكوت أو مجرّد التحفّظ عن أيِّ إساءةٍ للمقاومة يحاول البعض تمريرها في أيّ محفلٍ أو مؤتمرٍ من المؤتمرات، خصوصاً تلك التي يكون لبنان مشاركاً فيها». وأكدت «أنّ التسامح أو المجاملة في هذا المجال يجب أن يوضع له حدّ، منعاً للتمادي وحِرصاً على مصلحة بلادنا العليا».

اللواء :

يعود الاهتمام إلى الشؤون الداخلية، بعد الانشغال الرسمي بقمة اسطنبول الإسلامية.
ولا يقتصر الاهتمام اللبناني على الاعداد لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً، وبلورة مشروع تفاهم على حل ينهي أزمة جهاز أمن الدولة في جلسة مجلس الوزراء المتفق على انعقادها بعد ظهر الاثنين المقبل، والتي تتزامن مع جلسة تحمل الرقم 38 لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تمنى الرئيس تمام سلام لو كان منتخباً ليلقي كلمة لبنان وهو المسيحي الماروني، امام مؤتمر القمة الإسلامية الذي ينهي أعماله اليوم في اسطنبول.
وفي ضوء أجندة الأيام المقبلة، ترتدي جلسة الحوار التي تعقد في عين التينة الأربعاء المقبل والمؤجلة من 30 آذار الماضي بسبب وفاة والدة الرئيس تمام سلام، وتحمل الرقم التسلسلي 17 أهمية استثنائية، نظراً لما ستسفر عنه زيارة الرئيس هولاند من نتائج، واتضاح مسار المناخ الرئاسي في ضوء عداد نصاب جلسة الاثنين، بعدما ترددت معلومات قوية من ان تيّار «المردة» يدرس المشاركة اما بنائبين من كتلته المؤلفة من أربعة نواب، أو بنزول رئيس الكتلة المرشح سليمان فرنجية إلى المجلس، إذا ما كانت الاتصالات قد وصلت إلى مرحلة عقد اجتماع مع الرئيس سعد الحريري، سواء في «بيت الوسط» أو ساحة النجمة.
وعشية الجلسة، كشف مصدر كتائبي رفيع لـ«اللواء» ان حزب الله يدرس إطلاق مبادرة وصفت «بالقوية» تتعلق بالاستحقاق الرئاسي خصوصاً والوضع السياسي عموماً بهدف الخروج من المأزق الراهن.
لكن المصدر لم يشأ التأكيد عمّا إذا كانت المبادرة ستعلن قبل جلسة الحوار أو بعدها، علماً ان الحوار سيتطرق في هذه الجلسة إلى قانون الانتخابات وإلى الجدل الحاصل حول عقد جلسات تشريع للمجلس النيابي، تحت عنوان «تشريع الضرورة».
حركة أميركية
في هذا الوقت، كان من المثير للاهتمام الحركة الأميركية النشطة في بيروت والتي تتركز بصورة أساسية على دور الأجهزة الأمنية اللبنانية في مكافحة الإرهاب، وما يمكن القيام به لدعم هذه الأجهزة ولا سيما الجيش اللبناني، سواء بأجهزة المراقبة، أو كشف المتفجرات، أو الأسلحة اللازمة.
فمن جهته، أجرى المبعوث الأميركي الخاص بقضية الرهائن جيم اوبراين الذي وصل ليل أمس الأوّل وغادر ليل أمس، بعد لقاء وزير الداخلية نهاد المشنوق، ومن جهة ثانية كانت السفارة الأميركية في بيروت تنظم مؤتمراً بعنوان «اختراق التطرف» تركز على كيفية استخدام «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى لأجهزة الانترنت والتواصل الاجتماعي، حيث شارك، وفقاً لما كشفه المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ناثان تك ان أكثر من مائة خبير لبناني واميركي يشاركون في هذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام.
والاهم في الحركة الأميركية هو مواصلة القائم باعمال السفارة الاميركية في بيروت السفير ريتشارد جونز الذي كانت له محطة في «بيت الوسط» أمس، والتقى الرئيس الحريري، بعدما كان زار النائبين ميشال عون ووليد جنبلاط، على ان يواصل لقاءاته في الأيام المقبلة حيث تركزت إتصالاته على موضوعين:
1- الإنتخابات البلدية، حيث أبلغ السفير الذين التقاهم أن بلاده تنظر بعين الارتياح إلى التحضيرات الجارية لإجراء الانتخابات البلدية.
2- استطلاع ما يمكن للإدارة الأميركية أن تقدمه من مساعدة لإنهاء الشغور الرئاسي.
ولم يتردد جونز من الإعلان بعد لقاء الرئيس الحريري أن ما لمسه في اتصالاته أن الانتخابات الرئاسية ما تزال في طريق مسدود.
زيارة هولاند
وربط سفير أوروبي آثر عدم الكشف عن إسمه، تحرك جونز بزيارة الرئيس هولاند، واصفاً هذا التحرّك بأنه محاولة «للقوطبة» على أي دور لفرنسا لإنهاء الشغور الرئاسي.
وعشية وصول هولاند إلى بيروت اتخذت قوى الأمن تدابير سير استثنائية قضت بمنع وقوف السيّارات على الطرقات والتقاطعات المؤدية من مطار رفيق الحريري الدولي وحتى ساحة رياض الصلح، إعتباراً من مساء اليوم الجمعة.
تجدر الإشارة إلى أنه سيكون في استقبال الرئيس الفرنسي لدى وصوله إلى المطار ظهر غد السبت نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وسيتوجه الرئيس هولاند مباشرة إلى وسط العاصمة، حيث يجول في بعض شوارعها وأسواقها، ثم يجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي في المجلس النيابي، وينتقل بعد ذلك إلى السراي الكبير للقاء الرئيس سلام، ويبدأ مساءً استقبالاته في قصر الصنوبر باجتماع مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وبعد ذلك مع القيادات السياسية من كافة الاتجاهات، ويشارك هؤلاء جميعاً في حفل استقبال يقام للمناسبة.
وفهم أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمّد رعد سيمثّل «حزب الله» في هذا الحفل.
سلام في اسطنبول
واليوم يعود إلى بيروت الرئيس تمام سلام بعدما مثّل لبنان في القمة 13 لمنظمة التعاون الاسلامي التي تنهي أعمالها اليوم في اسطنبول، وعقد سلسلة من اللقاءات، كان أبرزها اللقاء الخاطف مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي اقتصر على المصافحة وتبادل عبارات الود، بسبب عودة الملك إلى الرياض، إثر انتهاء الجلسة الافتتاحية للقمة.
ووصف وزير مرافق للرئيس سلام هذه المصافحة بأنها «كانت جيّدة».
وأفادت مندوبة «اللواء» إلى اسطنبول لينا الحصري زيلع أن الرئيس سلام سيلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان الذي تسلّمت بلاده رئاسة المؤتمر من مصر التي مثّلها وزير الخارجية سامح شكري وغادر المؤتمر بعد إلقاء كلمته، مما أثار تساؤلات حول استمرار التوتر في العلاقات بين القاهرة وأنقرة على خلفية مسألة الإخوان المسلمين.
ولاقت كلمة سلام إرتياحاً في أروقة مركز المؤتمرات حيث انعقدت القمة، إذ أكد أن لبنان «يرفض محاولة لفرض وقائع سياسية في الدول العربية عن طريق القوة»، معلناً تضامن لبنان الكامل مع الأشقاء العرب والوقوف الدائم إلى جانب الإجماع العربي، مشيراً إلى تدخلات خارجية تؤجج الصراعات في المنطقة العربية، من دون أن يُشير بالإسم إلى إيران، مؤكداً أن لبنان يرفض بأي شكل من الأشكال توطين النازحين السوريين على أراضيه، مرحّباً بأي جهد لإنهاء أزمة الحرب السورية.

الاخبار :

لا يقلل شغور رئاسة الجمهورية لسنتين خلتا من اهمية المواعيد التي اعدت لزيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند غداً. الا ان ما ينقصها ليس قليلاً أيضاً. وهو ما سيحمل هولاند، تبعاً لمسؤولين معنيين، على تأكيد الإصرار في بيروت على انتخاب رئيس للبنان.

اتفق الرئيسان نبيه بري وتمام سلام اللذان يغيبان عن استقبال هولاند على ان يحضر وزير الخارجية جبران باسيل في المطار، ويتولى نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل مرافقته في اثناء زيارته التي تبدأ بعيد وصوله بمقابلة رئيس مجلس النواب في ساحة النجمة حيث يعقدان خلوة، يليها اجتماع موسع تحضره هيئة مكتب المجلس والوفد المرافق لهولاند، قبل أن يجول بري وهولاند في باحة ساحة النجمة لتفقد الكنائس والمساجد بناء على رغبة فرنسية.
اكثر من سبب، بحسب المسؤولين المعنيين، يقيم في الزيارة الثانية للرئيس الفرنسي بعد اولى خاطفة لثلاث ساعات في 4 تشرين الثاني 2012. على ان المفارقة انه رئيس الدولة الأول يزور لبنان مذ شغرت رئاسة الجمهورية:
1 ــــ يأتي هولاند في مستهل جولة تشمل أيضاً مصر والاردن لتأكيد إلتزام باريس حيال أصدقائها دول المنطقة، ومضيها في حربها ضد التطرف وتنظيم «داعش»، ومن ثم توجيه رسائل بذلك إبانها.
2 ــــ يتوخى هولاند من خلال زيارته فتح كوة في الأزمة اللبنانية تساعد على حلها ومواجهة التحديات التي يواجهها هذا البلد. وهي بذلك زيارة «صداقة ودعم من دون أن يحمل الرئيس معه حلولاً التي هي مسؤولية اللبنانيين أنفسهم». بذلك يرمي الى توجيه رسالة «تضامن وإنفتاح وتأكيد الإلتزامات الفرنسية».
3 ــــ لا مبادرة يحملها هولاند «الذي لا يسعه الحلول مكان اللبنانيين في حلّ مشكلاتهم»، مع معرفته تماماً بتأثير الأزمات الإقليمية عليهم. إلا أن «ما تجتمع عليه فرنسا مع الشركاء الدوليين هو ضمان المحافظة على استقرار هذا البلد».
4 ــــ إلى اجتماعه برئيس البرلمان ثم رئيس الحكومة في السرايا، في جدول اعمال هولاند لقاء مع البطريرك الماروني ماربشارة بطرس الراعي في خلوة في قصر الصنوبر، ولقاء مع رؤساء الطوائف اللبنانية، الى اجتماعه برؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة السابقين ورؤساء الأحزاب. يعني ذلك أن لا لقاء متوقعاً مع حزب الله كون رأس الحزب الأمين العام السيد حسن نصرالله لا يسعه لأسباب أمنية المشاركة في اللقاء، ولن يحل سواه محله بسبب إصرار الترتيبات البروتوكولية على حصر اللقاءات ــــ وهي لن تكون ثنائية ــــ برؤساء الأحزاب فقط: «نحن نتحدث مع الجميع. مع البعض يكون الحوار سهلاً ومع البعض الآخر أحياناً صعباً. لكن حوارنا معهم جميعاً».
ما يعنيه أيضاً هذا الموقف، بحسب المسؤولين المعنيين، أن الحوار الدائر بين باريس وحزب الله «يقتصر على السفير والسفارة ليس إلا، ولن يرتقي الى حد الإجتماع برئيس الدولة». إلا أن ما هو في عمل الديبلوماسية الفرنسية في بيروت أن حزب الله «حزب لبناني لديه دور يضطلع به وشريك رئيسي في الحياة السياسية، ما يتيح استمرار الحوار معه». أما فحوى ما سيردده هولاند مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، فيقع تحت عناوين الإستقرار والأمن والنازحين السوريين وسبل دعم لبنان على مواجهة تداعيات الحرب السورية إنسانياً ومالياً واجتماعياً. لكن الأساس في الرسائل المتوقعة لهولاند: الإلحاح على إنتخاب رئيس للجمهورية، وإطلاق عمل المؤسسات الدستورية كي تستعيد دورتها الطبيعية. في هذا السياق، ترمي الزيارة إلى «تأكيد الموقف نفسه باسم الشركاء الدوليين الذي يقاسمون باريس هذا الدور، خصوصاً وأنها تبدو كأنها الوحيدة التي تتحرّك من أجل لبنان».


الهبة السعودية معلقة
وليست ملغاة، والحوار مع حزب الله لا يرتقي الى الرئيس

 


5 ــــ تبعاً لما يقوله المسؤولون المعنيون، فإن باريس تعتقد بأن الهبة السعودية بـ4 مليارات دولار «جُمدت ولم تلغَ. السعوديون هم الذين أرادوا سلاحاً فرنسياً للجيش اللبناني يعكس ثقتهم بهذا السلاح، وهو السلاح التقليدي في الجيش اللبناني لعقود طويلة، ووافقت باريس على إبرام العقد كون هدف الهبة يتطابق مع النظرة الفرنسية الى الجيش اللبناني. السلاح سيظل متوافراً في إنتظار أن يتخذ السعوديون موقفاً مغايراً كونهم المعنيين بالهبة». على أن هذا الموقف وفق ما يقوله هؤلاء يشير الى ان باريس «لن تتوقف عن دعم الجيش، بل تتمسك باستمرار التعاون، وخصوصاً في مواجهة تحديات الإرهاب».
6 ــــ تعتقد باريس بأن ثمة «قلقاً دولياً» حيال لبنان ما ينفي واقع وجود ستاتيكو. مرد هذا القلق الى «تداعيات أزمات المنطقة عليه وتأثره بها، بيد أن الرئيس يعتقد بأن من السهل إيجاد تسوية للأزمة اللبنانية في معزل عما يجري في المنطقة الغارقة في التوتر والنزاعات. لا نريد أن نفاوض عن اللبنانيين، بل أن نساعدهم على إيجاد إطار للحل الذي يريدونه. الزيارة محطة في سياق الجهد الفرنسي، تليه مسارات عدة في اتجاه المنطقة والمجتمع الدولي. تحدثت باريس مع ايران والسعودية، ولا يسعها أن تتكلم مع أحدهما دون الآخر، أو تستثني أياً منهما. تكلمنا أيضاً مع الأميركيين والروس، وعلى مستويات مختلفة. نحن وحدنا مَن يمسك بالمبادرة للتكلم عن لبنان. ما نقوله هو نفسه في العلن. لا كلام سرياً لدينا أو كلاماً في الخفاء. الجميع يعرف موقفنا».
7 ــــ لا يقتصر موقف باريس على دعم النازحين السوريين ومساعدتهم «بل يشمل أيضاً المجتمعات اللبنانية المضيفة من خلال تلك المساعدات، وهي أول من يتلقاها. على النازحين السوريين أن يعودوا الى بلادهم عندما يحين الوقت. نحن الآن في صدد تطوير التسوية السياسية لسوريا من خلال المفاوضات. في المقابل نستمر في إتخاذ إجراءات المساعدة لتمكين السوريين واللبنانيين على إمرار هذه المرحلة الصعبة على كل المستويات والبنى».
8 ــــ ترى باريس أن نموذج اتفاق الدوحة «لا يمكن أن يتكرر. الوضع في المنطقة مختلف اليوم وهي تمر بنزاعاتها، ما يجعل دولها في انشغال مختلف عما رافق اتفاق الدوحة. سيكون من الصعب توقع نموذج اتفاق الدوحة أو ما يماثله لأن حظوظ التسوية في المنطقة أقل بكثير من حظوظ لبنان. بل يبدو لبنان أوفر حظاً للوصول إلى تسوية سياسية. لا نريد الحلول محل اللبنانيين، بل دفعهم الى هذه التسوية. في الإمكان فصل المشكلة اللبنانية عن أزمات المنطقة وإبرام تسوية محلية. لا حظوظ لتسوية سعودية ــ ايرانية في الوقت الحاضر، والحرب السورية تحتاج الى وقت ما يجعل من الضروري فك الترابط بين الداخل والخارج. رهاننا أن من الممكن للبنان حل أزمته بمفرده، وهو بالتأكيد لن يصطدم بأي اعتراض أو تحفظ دولي».
9 ــــ لا فيتو لفرنسا على مرشح، ولا تدعم مرشحاً: «قلنا ذلك للجميع على السواء. عندما نكون في صدد تسوية لا نتحدث عن فرض مرشح. عندما نتحدث عن تسوية لا نتحدث أيضاً عن توافق، لأن من غير الممكن الحصول على موافقة الجميع. عندما نتطرق الى تسوية، على المسيحيين أن يكونوا شركاء أساسيين فيها».