من المفترض أن يعود الرئيس تمام سلام إلى بيروت فور انتهاء أعمال القمة الإسلامية الـ13 في اسطنبول لاستقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يوم السبت والمشاركة في اللقاءات التي سيعقدها خلال زيارته الرسمية، لا سيما وأنّه سيمكث يومين في لبنان، بينها لقاءان مع الرئيس سلام ومع الرئيس نبيه برّي الذي أفادت أوساطه لـ"اللواء" أنه سيستقبل الرئيس الفرنسي عند الثالثة من بعد ظهر السبت في ساحة النجمة، وليس في عين التينة مقر الرئاسة الثانية، بعد أن استكملت التحضيرات للاستقبال في المجلس.

 

وشددت هذه الأوساط على أن اللقاء سيتطرق إلى مجموعة من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها ما رست عليه الاتصالات والمساعي والجلسات في ما خص انتخاب رئيس للجمهورية، حيث أن الرئيسين هولاند وبري يتفقان على ضرورة الإسراع في إنهاء هذا الملف، بالإضافة إلى المساعدة الفرنسية في ما خص النازحين وتوفير ما يلزم من مساعدات للجيش والقوى الأمنية. وأشارت هذه الأوساط إلى ان مؤتمراً صحفياً مشتركاً سيعقد بعد المحادثات.

أمّا صحيفة "الأخبار" فلفتت إلى أنّ زيارة هولاند لبيروت تقع في صلب مقاربة الديبلوماسية الفرنسية أزمات المنطقة، فقد بذلت باريس أقصى ما يسعها القيام به منذ الأشهر الأولى للشغور الرئاسي من خلال جهد مثلث: إبان زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني للعاصمة الفرنسية واجتماعه بهولاند في كانون الثاني الفائت، زيارة وزير الخارجية لوران فابيوس طهران في تموز 2015، جولة رئيس دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الكي دورسيه فرنسوا جيرو بدءاً من كانون الأول 2014 على طهران والرياض والفاتيكان حتى ـ أكثر من مرة، لمهمة محددة هي المساعدة على حمل اللبنانيين على انتخاب رئيس الدولة.

كما تنظر باريس بحسب "الأخبار" إلى معالجة المشكلات اللبنانية المتراكمة، وأخصها إنتخاب الرئيس، من ضمن سياستها الرامية إلى تسوية شاملة في المنطقة تكفل مصالحة السعودية وإيران، وتوجد حلولاً سياسية للحرب السورية بدءاً بإخراج الرئيس بشار الأسد من معادلة مستقبل البلاد، ومكافحة الإرهاب بعدما انفجرت شظاياه في أكثر من دولة في القارة العجوز، ناهيك بتحوّل النزوح أداة تشغيلية للإرهاب، على أن باريس لا تجد دورها في التسوية هذه منفرداً، بل جزءاً لا يتجزأ من مجموعة 5+1.

أمّا "السفير" فنشرت تفاصيل الزيارة، حسب أحد المطلعين البارزين على جدول اعمالها، فإنه سيكون في استقبال الرئيس الفرنسي في المطار كبار اركان الدولة وطاقم السفارة الفرنسية وسفراء الاتحاد الأوروبي، ولن ينزل في فندق انما سيقيم ويبيت ليلته في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر. ويلقي الرئيس الفرنسي خطاباً بعد ظهر السبت في مجلس النواب، كما يقيم مساء حفل استقبال في قصر الصنوبر ومن ثم عشاء دعي اليه اركان الدولة والوزراء وهيئة مكتب المجلس ولجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الفرنسية والرؤساء السابقون للجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ورؤساء الاحزاب والقيادات الروحية وكل اقطاب طاولة الحوار الوطني، وسيلتقي مع البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ثنائيا قبل ان يلتقي بحضور الراعي رؤساء الطوائف المسيحية والاسلامية، وسيزور مدافن شهداء الجيش الفرنسي ويضع اكليلا من الزهر في احتفال رمزي.

ويكشف مصدر ديبلوماسي معني أن هولاند "حريص على عدم القيام بأي خطوة تظهره طرفا او انه قادم لتعزيز وضع هذا المرشح الرئاسي او ذاك، ولذلك صرف النظر عن زيارة بكركي والمشاركة في قداس الاحد حتى لا يفسّر ذلك في سياق مغاير لحقيقة الزيارة، ولقطع دابر اي تأويل ان هذه الزيارة للاستعاضة عن زيارة القصر الجمهوري لان كرسيه شاغر منذ قرابة السنتين".

وسيلتقي هولاند قائد الجيش العماد جان قهوجي وسيكون تأكيد على دعم الجيش في تصديه للارهاب وفي الحفاظ على الاستقرار، وقد استبقت الزيارة بلقاءات بين الجانبين العسكريين اللبناني والفرنسي، ومن المؤكد أن هولاند سيعلن شيئا ما يتعلق بالجيش والقوى الامنية خارج مسألة الهبة السعودية، كما سيعلن عن مساعدات في المجال التربوي. ويشدد المصدر الديبلوماسي على ان الرئيس الفرنسي "لا يريد اعطاء الزيارة اي بعد له صفة التدخل في ملف الاستحقاق الرئاسي او اي ايحاء معين، لأنه يعرف حساسية الوضع اللبناني ودقة الحسابات اللبنانية، ولا يريد أي دعسة ناقصة في الموضوع الرئاسي".

(اللواء – الأخبار – السفير)