قمة إسلامية في إسطنبول للتضامن , والكل ينتظر توصيف حزب الله بالارهاب

 

النهار :

قد يكون أفضل ما واكب الذكرى الـ41 لبداية الحرب التي أحياها لبنان أمس وسط انغماس اللبنانيين في بحر الازمات والفضائح والملفات المثقلة بروائح الفساد، تزامن الذكرى مع تصاعد الاستعدادات للانتخابات البلدية والاختيارية التي يؤمل ان تشكل محطة بارزة على طريق اثبات قدرة اللبنانيين على النهوض مجددا من ارث السياسات التي تكاد تدفن الاصول الديموقراطية.
ذلك انه قبل زهاء ثلاثة أسابيع من الجولة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية، بدأت رياح المبارزات الكبيرة تتضح في عدد من المدن والبلدات التي تتداخل فيها عوامل الاصطفافات الحزبية المسيحية تحديداً مع عناصر التحالفات والمعارك الاهلية والعائلية ولا سيما منها في زحلة التي تبدو مرشحة لاحتلال صدارة الاستحقاق البلدي، كما برزت مفاجأة في جبيل التي كان يعتقد انها لن تشهد معركة انتخابية، فيما اندفعت في المقابل مساع حثيثة نحو توافق واسع في بيروت، ويجري سعي مماثل ولو من منطلقات مختلفة لتوافق يوفر على طرابلس مبارزة حادة.
زحلة التي تشهد أجواء حارة للغاية اتجهت "رسمياً" أمس الى المعركة الكبيرة بعد سقوط كل احتمالات تجنب المبارزة. وغداة اعلان ترشيح اسعد زغيب مدعوما من الاحزاب المسيحية الثلاثة "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية " والكتائب، ردت "الكتلة الشعبية " بلسان رئيستها السيدة ميريام سكاف أمس باتهامها الاحزاب الثلاثة بخوض "حرب الغاء ضد الكتلة وبيت ايلي سكاف" واعلنتها تالياً "معركة الكتلة الشعبية منفردة" في وجه الاحزاب الثلاثة كما في وجه النائب نقولا فتوش بعد سقوط التوافق. وأوضحت انها لم تبدأ بعد مشاوراتها مع " تيار المستقبل" و"حزب الله" وحركة "أمل".
في غضون ذلك، بدا فجأة ان التوافق يكاد يسقط في الانتخابات البلدية في جبيل. فبعدما كانت ثمة محاولة من "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" ورئيس البلدية الحالي زياد الحواط لتشكيل لائحة توافقية، أكد الأخير لـ"النهار" ان الاتفاق مع "التيار" لم ينجح، معتبراً أنه يشكّل وحده 82 في المئة من المدينة، و"بالتالي مجرد قبولي المشاركة كان بهدف إشراك الجميع في العمل البلدي والانمائي وفي الفورة الانمائية للمدينة. قدّمت عضوين من "التيار" في المجلس المؤلف من 18 عضواً لكنهم رفضوا بحجة أن حجم "التيار" التمثيلي اكبر. فأنا لا أقوّم الأحجام وما أريده إجماعاً جبيلياً وليس حزبياً". وأوضح انه اتفق مع "القوات اللبنانية" على "المشروع والرؤية والخطة من دون التطرق الى الحصص". وأكد الحواط انه سيعلن لائحته في الايام المقبلة.
وقال منسق هيئة قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" طوني أبي يونس لـ"النهار" ان المفاوضات مع الحواط لم تتوصل الى تفاهم، "والآن ندرس حيثية المعركة، وثمة اتصالات نقوم بها مع الحلفاء من أحزاب وفاعليات في جبيل". في المقابل، أفاد منسق "القوات اللبنانية" في جبيل شربل أبي عقل أنه "يراهن على أن الموضوع لن يذهب بعيداً، لأن النية موجودة عند الطرفين، أي "التيار" والحواط، في مبدأ المشاركة، والمشكلة تتوقف على الرقم. أنا أعوّل على الاتصالات الحثيثة التي يجريها كل الأطراف وكل الخيرين لترتيب المسألة ولتحييد المدينة عن معركة وفي رأيي سنصل الى مكان ما".
اما في بيروت، فعلمت "النهار" ان الاطار العام للاستحقاق البلدي والاختياري ينطلق من تغيير المجلس البلدي الحالي وابقاء المخاتير.أما في شأن البلدية، فالاتجاه هو نحو التوافق على قاعدة المناصفة التي أرساها الرئيس رفيق الحريري وهي يتابعها الرئيس سعد الحريري من أجل اعطاء صورة عن العاصمة كمركز للعيش المشترك في لبنان. ولفتت مصادر مواكبة الى أن عدم حصول التوافق قد يعرّض مبدأ المناصفة للاختراق. وتردد في بورصة الاسماء المطروحة لرئاسة المجلس البلدي المهندس جمال عيتاني يليه خالد قباني وعصام قصقص . وترتسم علامة استفهام كبيرة حول توزع حصة الاعضاء المسيحيين في ظل تعدد المرجعيات وهو أمر اتخذ بعده الواضح في الحركة الناشطة التي بدأ يشهدها "بيت الوسط" حيث كان أمس لقاء للرئيس الحريري ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل . كما ان الاستحقاق البلدي والاختياري كان محور لقاء للحريري والنائب وليد جنبلاط. وشدد الحريري في لقاء مع وفد "مؤتمر انماء بيروت" على "اننا جادون في الانتخابات البلدية وكل التحضيرات تجري على قدم وساق"، مطالباً المواطنين بالنزول الى صناديق الاقتراع. كما اكد تمسكه بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين باعتبارها " جزءاً من ارث رفيق الحريري وعلينا ان نحافظ عليه وخصوصاً في بيروت" .

الموقف في اسطنبول
في غضون ذلك، تتجه الأنظار الى الموقف اللبناني الرسمي الذي سيعلنه رئيس الوزراء تمام سلام لدى مشاركته في القمة الاسلامية في اسطنبول التي تنعقد اليوم وغداً نظراً الى ما يمكن ان يتركه من انعكاسات مباشرة على الازمة الناشئة بين لبنان والدول الخليجية وخصوصاً بسبب الموقف من "حزب الله". وأفادت موفدة "النهار" الى اسطنبول سابين عويس ان البيان الذي وضعه الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة حظي بموافقة لبنان باستثناء الفقرة المتعلقة بادانة "الاعمال الارهابية لحزب الله "التي تحفظ عنها ولكن بدا لافتا في المقابل ان الفقرة المتعلقة بالشأن اللبناني رحبت بـ"الحوار بين الاطراف السياسيين اللبنانيين" وحضت الدول الاعضاء على تقديم كل الدعم لتعزيز قدرات الجيش اللبناني. وبدا ذلك بمثابة موقف جديد اذ جاء بعد العاصفة الخليجية في شأن الموقف اللبناني. وعلمت "النهار" ان الرئيس سلام الذي يرافقه وفد وزاري يضم الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل وأكرم شهيب ومحمد المشنوق سيلتقي اليوم أميري الكويت وقطر، فيما لم يحدد بعد موعد للقاء محتمل بينه وبين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وعلم ان الكلمة التي سيلقيها سلام امام القمة أدخلت عليها تعديلات واضافات أمس في ظل الاتجاه العام في القمة الى التنديد بسياسات التدخل الايراني في المنطقة اذ يفترض ان يأتي الموقف اللبناني واضحاً وحاسماً.

 

السفير :

يواجه رئيس الحكومة تمام سلام والوفد الوزاري المرافق، المشارك في مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، المنعقد في اسطنبول، مهمة صعبة تتمحور حول تدوير الزوايا الحادة، في ظل الخلافات الخليجية ـ الإيرانية التي تجلّت في مشروع البيان الذي صدر عن الاجتماعات التمهيدية لوزراء الخارجية وكبار الموظفين، والذي يدين «تدخل ايران في شؤون الدول العربية»، كما يدين ما وصفه الاقتراح السعودي بـ «الأعمال الإرهابية التي يقوم بها حزب الله».
ولعل التركيبة المتوازنة والمدروسة للوفد التي تضم الوزراء جبران باسيل وعلي حسن خليل ومحمد المشنوق وأكرم شهيب، برئاسة سلام، إنما تؤشر الى ضوابط تحكم الموقف اللبناني الرسمي الذي لا يحتمل، نتيجة التركيبة الداخلية المرهفة، حمولة ثقيلة من نوع توصيف «حزب الله» بأنه منظمة إرهابية، انطلاقاً من أنه مكوّن لبناني أساسي، ممثل في الحكومة ومجلس النواب ويملك قاعدة شعبية واسعة.
وعلى هذا الأساس، تحفّظ لبنان شفهياً في اجتماع كبار الموظفين على الفقرة التي تدين «حزب الله»، ثم سُجل التحفظ خطياً في محضر الجلسة، كما تحفّظ كل من الجزائر وايران واندونيسيا فيما ارتأى مندوب العراق مراجعة قيادته لاتخاذ القرار المناسب.
أما بالنسبة الى الموقف من السياسات الايرانية في المنطقة، فإن سلام يحاول توسيع هامش حركته على هذا الصعيد، تناغماً مع الطرح السعودي، وهو ما تُرجم بتأييد لبنان الإجماع العربي والإسلامي في القمة، وبالتالي الموافقة على إدانة التدخل الإيراني.
وهكذا يكون سلام «الوسطي» قد سعى الى «مقاربة مركبة» لاختبار القمة الإسلامية، قوامها مراعاة «حزب الله».. ومسايرة السعودية، امتداداً لمعادلة والده الشهيرة: «التفهم والتفاهم».
الإنترنت.. قضاء وسياسة
على صعيد آخر، بقيت قضية الانترنت غير الشرعي قيد المتابعة القضائية، حيث ادّعى النائب العام المالي القاضي علي ابراهيم، على ثلاثة أشخاص، بينهم موقوفان، في جرم تركيب وبيع انترنت غير شرعي، وأحالهم الى قاضي التحقيق الأول في الشمال.
كذلك ادعى على ثلاثة أشخاص بجرم تركيب انترنت غير شرعي وبيعه في بيروت، وأحالهم الى قاضي التحقيق الاول في بيروت.
وادعى أيضاً على سبعة أشخاص في أربعة ملفات في جرم تركيب انترنت غير شرعي وبيعها في محافظة جبل لبنان وأحالهم الى قاضي التحقيق الاول في جبل لبنان.
وقال ابراهيم لـ «السفير» إن عمل القضاء مستمر بهدوء ورصانة، لكشف كل ملابسات الانترنت غير الشرعي، لافتا الانتباه الى أن الادعاء على أشخاص مشتبه فيهم «هو جزء طبيعي من دورنا الذي كنا ولا نزال نؤديه بأفضل طريقة ممكنة».
وأكد أنه لم يتلق حتى الآن أي اتصال أو مراجعة من أي جهة سياسية لحماية أحد من المدعى عليهم. وأضاف: أقول للجميع، دعوا القضاء يعمل ويؤدِّ واجبه، وخففوا كل هذا الضجيج من حوله..
وأكد ابراهيم ان المهم المحافظة على النَفَس الطويل والاستمرارية الدؤوبة في التحقيقات والملاحقات، لافتا الانتباه الى ان الصخب السياسي سيتراجع عاجلا أم آجلا، أما القضاء فإنه معني بأن يواصل سعيه الى الإمساك بكل خيوط هذه القضية.
في المقابل، قالت أوساط مطلعة لـ «السفير»، نقلا عن أحد القضاة، ان تدخلات حصلت من قبل قيادات سياسية في «14 آذار»، لدى القضاء، بغية التوسط لمراعاة مسؤول الأمن في محطة الزعرور الذي أوقف على ذمة التحقيق ثم أطلق سراحه بسند إقامة.
وأشارت الاوساط الى ان سبب محاولة التأثير على القضاء هو تخوف البعض من ان يؤدي التوسع في التحقيق في حادثة الاعتداء على القوى الامنية وموظفي «اوجيرو» في الزعرور، الى انكشاف حقائق جديدة تتعلق بجوهر ملف الانترنت غير الشرعي، على قاعدة أن اعترافاً واحداً يمكن أن يجر خلفه المزيد من المتورطين.
وشددت الأوساط المواكبة على أن هناك سباقاً محموماً بين محاولة تمييع الحقائق والإصرار على تظهيرها، موضحة ان الـ «كارتل» الأساسي المتورط في فضيحة الانترنت غير الشرعي بات معروفاً بالأسماء، آملة أن يتمكن القضاء من إثبات ارتكابات أصحابها وتوقيفهم جميعا.
وأبعد من الـ «كارتل» المحلي، أكد مصدر رسمي لـ «السفير» أن فرضية ان تكون اسرائيل قد اخترقت شبكة الانترنت غير الشرعي، بغرض التجسس وتجميع المعلومات حول المشتركين فيها، هي على المستوى النظري فرضية ممكنة وواقعية، سواء تحولت الى حقيقة أم لا، لان هذه الشبكة هي «خاصرة رخوة» لقطاع الاتصالات، يمكن أن يتسلل عبرها الإسرائيلي بسهولة الى العمق اللبناني.

المستقبل :

وسط إجراءات أمنية بالغة الدقة والاستثنائية، تلتئم اليوم الدورة الـ13 لمؤتمر القمة الإسلامية في اسطنبول في جلستها الافتتاحية على أن تختتم أعمالها غداً بتبني جملة مقررات أجمعت في أبرزها على إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية. وعشية انعقادها بدا تشنج الوفد الإيراني الرسمي إلى المؤتمر في أشدّه مع نجاح أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في تأمين إجماع عربي - إسلامي يعزل طهران ويضعها في موضع المساءلة والإدانة رداً على ارتكاباتها وتدخلاتها في المنطقة العربية، الأمر الذي خلق أجواء ارتياح عربي ملحوظ في أروقة التحضير للقمة قابله جو إيراني مأزوم بدا واضحاً للعيان في مختلف مفاصل الإعداد والتحضير لانعقاد المؤتمر تحت وطأة حال الارتباك والعزلة التي لم يستطع أعضاء الوفد الإيراني إخفاءها حتى على متن الرحلة البحرية السياحية التي نظمتها السلطات التركية لرؤساء الوفود المشاركة عند مضيق البوسفور، وسط تساؤلات عما إذا كان الرئيس الإيراني حسن روحاني سيعدل عن المشاركة في قمة اسطنبول في ظل أجواء الإدانة الإسلامية لبلاده.
وكانت إدانة التدخلات الإيرانية قد حُسمت أول من أمس خلال اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، بعدما أفضى النقاش حولها إلى إجماع الوزراء على هذه الإدانة بشكل أبقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف معزولاً عاجزاً عن إحراز أي تعديل أو خرق في هذا الموقف العربي والإسلامي الجامع. ونقلت مصادر الاجتماع التحضيري الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية لـ»المستقبل» أنّ كل الدول الأعضاء في المنظمة أجمعت على إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية بما فيها لبنان الذي أيد الإدانة بعدما كان نأى بنفسه عنها في مؤتمر جدة الإسلامي. وروت المصادر أنّ كل محاولات ظريف لم تفلح في إحداث أي تعديل في الفقرات الأربع المدرجة في مسودة البيان الختامي لإدانة تدخلات بلاده، وعندما ألقى مداخلة «طوباوية» سعى فيها إلى تظهير إيران باعتبارها «تنشد المحبة والسلام مع كل الدول الإسلامية»، أجابه مساعد وزير الخارجية السعودي (حضر الاجتماع نيابةً عن الوزير عادل الجبير الذي كان برفقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز): هكذا أقوال لم تعد تنطلي علينا، نريد أفعالاً لا أقوالاً.
في وقت كشفت مصادر ديبلوماسية لـ»المستقبل» أنّ نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي كان قد استدعى 5 سفراء لدول عربية وإسلامية مشاركة في قمة اسطنبول من بينهم السفير اللبناني في طهران ناقلاً لهم تمنيات بلاده بالتحفظ على الفقرات المنوي إقرارها في القمة لإدانة إيران، غير أن التمنيات الإيرانية لم تلقّ آذاناً صاغية في عواصم هذه الدول وهو ما ظهر من خلال الإجماع الساحق على إدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية.
وتنص فقرة إدانة التدخلات الإيرانية في مسودة البيان الختامي المتوافق على إقرارها غداً على ما حرفيته: «أدان المؤتمر تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال، واستمرار دعمها للإرهاب». وذلك بالإضافة إلى ثلاث فقرات تعبّر عن وجوب أن تكون علاقات إيران مع الدول الإسلامية «قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، وعن إدانة الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الديبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، ورفض المؤتمر «التصريحات الإيرانية التحريضية في ما يتعلق بتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحق عدد من مرتكبي الجرائم الإرهابية في المملكة» باعتبار هذه التصريحات تشكل «تدخلاً سافراً» في الشؤون الداخلية السعودية.
ترقب عربي لكلمة سلام
وبعد ظهر اليوم يلقي رئيس مجلس الوزراء تمام سلام كلمة لبنان أمام المؤتمر الاسلامي، بعدما وصل مساءً إلى اسطنبول مترئساً الوفد اللبناني الرسمي المؤلف من وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمالية علي حسن خليل والزراعة أكرم شهيب والبيئة محمد المشنوق. وعقد سلام فور وصوله إلى مقر إقامته في فندق «فورسيزنز» اجتماعاً مع الوفد الوزاري المرافق وسفير لبنان لدى منظمة مجلس التعاون الاسلامي عبد الستار عيسى وقنصل لبنان في اسطنبول هاني شميطلي.
وإذ يجتمع اليوم بنظيره التركي أحمد داود أوغلو، علمت «المستقبل» أنّ سلام سيلتقي كذلك أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني من ضمن سلسلة لقاءات مرتقبة مع رؤساء الوفود المشاركة في القمة بناءً على طلبات بذلك تقدم بها لبنان ولا يزال ينتظر تأكيد حصولها، وسط ترقب عربي لمضامين الكلمة التي يلقيها سلام اليوم عبرت عنه مصادر ديبلوماسية خليجية بالقول لـ»المستقبل»: «المطلوب مواقف ملموسة تؤكد أنّ الدولة في لبنان مختلفة في أدائها عن أداء «حزب الله» تجاه العرب». 
وفي المعلومات ذات الصلة ببند الإدانة الوحيد لـ»حزب الله» الوارد في مسودة البيان الختامي لقمة اسطنبول، فإنه ينصّ في حرفيته على التالي: «أدان المؤتمر «حزب الله» لقيامه بأعمال إرهابية في سوريا والبحرين والكويت واليمن، ولدعمه تحركات جماعات إرهابية تزعزع أمن واستقرار دول أعضاء في المنظمة». على الاثر، تحفظ كل من لبنان والجزائر وأندونيسيا فضلاً عن إيران على هذا البند في حين طلب رئيس الوفد العراقي بعض الوقت لاستشارة حكومة بلاده حول الموضوع من دون أن يتضح حتى الساعة جوابها. 
وعن مضمون كلمة سلام، من المتوقع أن تتضمن إدانة لبنان للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية وتهديدها استقرار هذه الدول ووحدتها وأمنها، مع توجيه نداء للجمهورية الإسلامية في إيران يدعوها إلى إجراء مقاربة مختلفة للعلاقات مع العرب، بالتوازي مع إعراب رئيس الوزراء اللبناني عن رفض سعي البعض إلى خلق وقائع سياسية في الدول العربية من خلال القوة.
جدول القمة
وكان قادة ورؤساء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قد بدأوا بالتوافد تباعاً إلى مدينة اسطنبول للمشاركة في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامية تحت عنوان «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، وسط استبعاد مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويتدارس قادة الدول الأعضاء في المنظمة وثيقة تشمل قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والإسلاموفوبيا والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، وبرنامج الخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي وتعزيز التعاون العلمي في مجالات الصحة والتعليم العالي والبيئة بين الدول الأعضاء. كما سيتدارسون تعزيز التعاون الثقافي والاجتماعي والإعلامي والقضاء على الفقر وتطوير البنية التحتية والمسائل القانونية والتنظيمية وتمكين منظمة التعاون الإسلامي من الوفاء بولايتها.

الديار :

القمة الاسلامية الاستثنائية الثالثة عشرة التي ستعقد في اسطنبول اليوم في حضور ممثلين عن 50 دولة اسلامية، وسط متغيرات كبرى في المنطقتين العربية والاسلامية منذ 5 سنوات مع بداية ما يسمى الربيع العربي بالاضافة الى انتشار الفكر التكفيري، فيما القضية الفلسطينية هي الغائب الاكبر.
القمة الاسلامية تعقد اليوم وسط اصرار من المملكة العربية السعودية على استكمال الحرب المفتوحة على حزب الله واعتبار ذلك القضية المركزية الاولى لها، حيث عمدت السعودية الى اضافة قفرة على البيان الختامي تتضمن «ادانة اعمال حزب الله الارهابية في سوريا واليمن والعراق والبحرين والكويت»، وهذا ما يفرض توصيف حزب الله بالحزب الارهابي كما تريد الرياض.
هذا التوجه السعودي قوبل بتحفظ لبناني وعراقي وايراني وجزائري واندونيسي، كما ان العديد من الدول ابلغت رغبتها بحذف هذه الفقرة، علما ان الفقرة السعودية لا قيمة لها، كونها تحتاج الى موافقة كل الدول المشاركة حسب قوانين المؤتمرات الاسلامية.
وعلم ان التحفظ على الفقرة السعودية من قبل لبنان قد يؤدي الى الغاء اللقاء بين الرئيس تمام سلام والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، علماً ان الموعد لم يحدد بعد، رغم طلب الرئيس سلام الموعد قبل سفره من بيروت.فالرئيس سلام هو من سيتولى اعلان الموقف اللبناني وليس وزير الخارجية جبران باسيل، وبالتالي فان التحفظ اللبناني قد يجنب حكومة سلام الانفجار الذي يشارك فيها حزب الله. كما ان معظم الاطراف المشاركة بالحكومة ترفض توصيف حزب الله بالارهابي، وبالتالي فان سلام لا يمكن الاّ ان يتحفظ مهما كان الضغط السعودي لانه بتحفظه يحمي البلد والاستقرار، ووحدته الداخلية. واللافت، حسب المصادر، فان الموقف السعودي من حزب الله الى تصاعد ودون سقوف، كما يظهر من الممارسات السعودية.
وتسأل المصادر عما اذا كان هناك من ربط بين الهجوم السعودي على حزب الله وعودة التسريبات من قبل بعض الشخصيات والاطراف السياسية اللبنانية عن تحقيقات المحكمة الدولية في مجلة «روز اليوسف» المصرية، والتي تشبه تسريبات صحيفة السياسة الكويتية، وما سر هذا الرابط؟ وهل له علاقة بتوتير الساحة اللبنانية والبدء بمرحلة جديدة، من التوترات وضرب الاستقرار خصوصاً ان تسريبات الصحيفة المصرية «روز اليوسف» عن تحقيقات المحكمة الدولية نسبتها الى مصادر لبنانية وبان المحكمة ستطلب تسليم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وان منفذي العملية تلقوا اوامرهم مباشرة من حزب الله وكذلك ستطال بعض رموز النظام السوري الحاكم الذين سينضمون الى لائحة المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبالتالي، وحسب المصادر، فان هذه التسريبات ليست بريئة وتؤشر الى مرحلة جديدة تريدها السعودية في لبنان، خصوصاً ان مثل هذه التسريبات تثير التشجنات في الشارع اللبناني وتزيد الشرخ الطائفي والاحقاد وتطيح بالسلم الاهلي.
وحسب المصادر، فان هذه التسريبات هي من نفس الشخصيات التي كانت تقوم بالتسريب في الماضي مع بعض الاطراف السياسية واهدافها باتت مكشوفة.
وتتابع المصادر ان ما يجري امر خطير والتوجه السعودي بتصعيد المواجهة ضد حزب الله على كافة الصعد من الطبيعي ان يترك انعكاساته الداخلية على لبنان، خصوصاً ان الرئيس تمام سلام قام وفور وصوله الى اسطنبول باجراء اتصالات مع العديد من الدول حول الفقرة في البيان الختامي والتي تتعلق بتوصيف حزب الله ارهابياً، كما تطالب «الرياض» التي طلبت من الرئىس سلام ان يكون موقف لبنان منسجما مع الموقف السعودي، وهذا الامر لا قدرة للرئيس سلام عليه.
وفي المعلومات ايضاً ان الاصرار السعودي قد يفتح مواجهة مع ايران داخل المؤتمر، في ظل توجه سعودي ايضاً لانتقاد الممارسات الايرانية في دول الخليج، علماً أن اسطنبول تحاول ان تلعب دور الوسيط، وان لا تذهب الامور الى المواجهة داخل المؤتمر وتحاول الوصول الى قرارات وسطية ترضي الجميع، خصوصاً ان العلاقات الايرانية ـ التركية شهدت انفراجات في الفترة الاخيرة وكذلك العلاقات السعودية ـ التركية وسيحاول اردوغان ترتيب لقاء بين الوفدين السعودي والايراني، لكن الامر بالنسبة للبنان سيكون مختلفاً جذرياً حيث سيؤدي التحفظ اللبناني الى استمرار التوتر في العلاقات السعودية ـ اللبنانية.

ـ حوار حزب الله ـ المستقبل وفشل الهدنة الاعلامية ـ

وعلم ان جلسة الحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل التي انعقدت في عين التينة تطرقت الى مختلف الملفات الداخلية وتفعيل عمل مجلس النواب وعقد جلسات تشريعية، والانتخابات البلدية في المناطق الحساسة وعمل مجلس الوزراء. كما تطرقا الى الملفات الساخنة بين الطرفين والحملات الاعلامية بينهما، وكشفت معلومات مؤكدة ان الطرفين لم يتوافقا على الوصول الى هدنة اعلامية بينهما وتخفيف التشنجات الاعلامية لان هوة الخلاف كبيرة ومتشعبة من ملفات الداخل الى سوريا واليمن والعراق بالاضافة الى الضغط السعودي على الدول الاسلامية لتوصيف حزب الله بالارهابي، ووقف بث المنار على عربسات و«نايل سات». وفي ظل هذه الاجواء لا يمكن الوصول الى هدنة اعلامية حيث طالب ممثلو المستقبل بوقف الحملات الاعلامية على السعودية ودول الخليج فيما طالب ممثلو حزب الله بالمقابل بوقف الحملات السعودية تحديداً على الحزب حيث تخوض المملكة السعودية «حرباً مفتوحة» على كل الصعد ضد حزب الله ولا يمكن للحزب الا الوقوف ضد هذه الحملة الظالمة عليه والتي تقودها المملكة العربية السعودية.
ورغم عدم الوصول الى هدنة اعلامية وحسب المعلومات فان الطرفين اكدا على استمرار الحوار من اجل تخفيف التشنجات على الارض.

ـ هولاند في بيروت وعشاء السفارة الفرنسية ـ

اما على صعيد زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى بيروت، وحسب أوساط سياسية فان الرئيس الفرنسي لا يحمل «عصا سحرية» للملف الرئاسي، وسيحاول ان يجمع على «طاولة العشاء» في السفارة الفرنسية الاطراف السياسية جميعها من 8 و14 آذار حيث وجهت السفارة الفرنسية الدعوة لكتلة الوفاء للمقاومة للعشاء بالاضافة الى دعوات لمختلف الكتل بالاضافة الى شخصيات سياسية، واشارت المعلومات الى ان الرئيس الفرنسي قد يلقي كلمة خلال العشاء يتحدث فيها عن الموضوع اللبناني وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، حيث يأمل اللبنانيون ان تنتج الزيارة بداية للحلول واولها انتخاب رئيس للجمهورية. وقد اكد السفير الفرنسي في لبنان عشية الزيارة ان الرئيس هولاند سيؤكد على الموقف الفرنسي الداعم للبنان وشعبه والتأكيد على العلاقات التاريخية بين البلدين.

الانتخابات البلدية

اما على صعيد الانتخابات البلدية، فان الحملات الانتخابية بدأت تظهر في كل المدن والمناطق اللبنانية، وتتجه الامور الى معارك «كسر عظم» في المدن الكبرى وتحديداً في زحلة بعد ان بدأت اتجاهات المعركة تظهر عبر 3 لوائح الاولى مدعومة من التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والثانية مدعومة من السيدة ميريام سكاف عقيلة الوزير الراحل الياس سكاف والثالثة من الوزير السابق نقولا فتوش.
وفي صيدا هناك مواجهة كبرى بين تيار المستقبل والجماعة الاسلامية من جهة والتنظيم الشعبي الناصري من جهة اخرى مدعوما من الاحزاب والشخصيات. وفي بيروت ما زالت الامور غامضة في ظل مساعي توافقية لم تتبلور بعد وتأكيد مسيحي على المناصفة في بلدية بيروت. وفي طرابلس الاجواء على حالها من الضبابية لجهة التوافق.

 

الجمهورية :

فيما استذكر اللبنانيون وسياسيوهم أمس الحرب الاهلية في ذكراها الـ41، والتي نشبت في 13 نيسان 1975، داعين الى استخلاص مزيد من العبر منها، ظل لبنان ينوء تحت ملفاته الساخنة، وفي مقدمها ملف رئاسة الجمهورية الذي لم تلح في الأفق بعد أي مؤشرات الى حل قريب له بما ينهي الشغور الرئاسي، على رغم بدء العد العكسي لجلسة الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 الجاري، فيما التحضيرات لإجراء الانتخابات البلدية ناشطة وستتخذ طابع الحماوة في بعض المناطق والمدن، والتوافق في مناطق أخرى. طبع الترقّب المواقف السياسية أمس في انتظار نتائج قمة منظمة التعاون الاسلامي الثالثة عشرة التي تبدأ أعمالها في اسطنبول اليوم، وكذلك نتائج اللقاءات التي سيعقدها رئيس الحكومة تمام سلام على هامشها، والمنتظر أن يكون بينها لقاء مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يؤمل منه تبديد التشنّج الذي يطبع العلاقات اللبنانية ـ السعودية في هذه المرحلة.
علماً انّ سلام الذي يرافقه وزراء الخارجية جبران باسيل، والمال علي حسن خليل، والزراعة اكرم شهيّب، والبيئة محمد المشنوق، سيلقي كلمة لبنان أمام القمة اليوم.
وكشفت معلومات من مصادر القمة في اسطنبول أنّ البيان الختامي سيركّز على:

- عدم تدخّل إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية والتزام سياسة حسن الجوار.
- إدانة تعرّض البعثات الديبلوماسية السعودية في طهران ومشهد للاعتداء.
- رفض التحريض الإيراني على الرياض في ما يتعلق بتنفيذ الاحكام القضائية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين الذين نفّذوا أعمالاً في السعودية.
- الحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها، ودعم إيجاد تسوية سياسية على أساس بيان جنيف.
- الترحيب بالحوار اللبناني - اللبناني ودعوة الدول الأعضاء إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية والحفاظ على استقرار لبنان وسلمه الأهلي.
عسيري
وقبيل مغادرة سلام الى اسطنبول جالَ السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري على الرئيسين سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي، في إطار مسعى لجمع الصفّ السني. وأكد عسيري أنّ بلاده «ما زالت حريصة على لبنان ووحدة الصف فيه، وعلى الحوار اللبناني ـ اللبناني لكي يصل الى الحلول البنّاءة في ظل مرحلة إقليمية ودولية صعبة».
وتمنى عسيري أن يرى القيادات السياسية في لبنان «تعمل من أجل المصلحة العليا للبنان»، مشدداً على أنّ السعودية شجعت ولا تزال أيّ مبادرة وايّ تحرّك جدي يؤدي الى تعجيل انتخاب رئيس للجمهورية. وأكد أنها «تكنّ للبنان واللبنانيين «المحبة والتقدير والاحترام»، وقال «إنّ الحرارة في العلاقات اللبنانية ـ السعودية موجودة ولم تختف، ولا أحد يستطيع ان ينكر هذه العلاقة التاريخية التي لن تشوبها شائبة».
بون
وفي انتظار ما سيحمله الرئيس فرنسوا هولاند في زيارته الى بيروت بعد غد، أعلن السفير الفرنسي ايمانويل بون انّ هذه الزيارة هي «تأكيد جديد للموقف الفرنسي الداعم للبنان وشعبه»، وشدد على وقوف بلاده الى جانب لبنان «تكريساً للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين».
لقاء في «بيت الوسط»
وكان الحدث السياسي البارز أمس لقاء انعقد مساء أمس في «بيت الوسط» بين الرئيس سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الصحة وائل أبو فاعور ونادر الحريري والدكتور غطاس خوري، وجرى عرض للتطورات والأوضاع السياسية من مختلف جوانبها. وعلمت «الجمهورية» انّ اللقاء خصّص لإجراء جردة شاملة بالمواقف على كل المستويات، لكنّ التركيز كان على ملفين أساسيين: الاستحقاق الرئاسي والوضع الحكومي.
ففي الملف الاول، أجمع الحاضرون على أن لا جديد في الملف الرئاسي، وانّ حركة الاتصالات الجارية لم تؤد بعد الى إحداث خرق في أيّ اتجاه، بل انّ المواقف لا تزال على حالها، ولم يظهر انّ هناك مؤشرات إيجابية الى تغييرها، للخروج من المعادلة السلبية القائمة». وقالت مصادر «بيت الوسط» لـ«الجمهورية» انّ الحريري ماض في مشاوراته بغية إحداث خرق يبدو انه ما يزال صعباً».
امّا بالنسبة الى الوضع الحكومي، فقد شدّد المجتمعون على اهمية توفير مخرج لأزمة المديرية العامة لأمن الدولة مخافة ان ينعكس سلباً على الوضع الحكومي، فعنوان جلسة مجلس الوزراء الاثنين بات محصوراً ببتّ هذا الملف بعد توفير المخرج لتجهيزات المطار الامنية والفنية في الجلسة الاخيرة.
وعُلم انّ المخارج المطروحة لمديرية أمن الدولة توقفت عند رفض وزير المال صرف المخصصات السرية لهذه المديرية، علماً انّ هناك مخارج على مستويات اخرى يمكن تأجيل بتّها إذا تمّ حل الموضوع المالي، لِما له من انعكاسات خطيرة على المديرية إدارياً ومالياً وأمنياً.
الحريري
وكان الحريري قال لوفد «إنماء بيروت» الذي زاره أمس: «آن الأوان لأن ننتخب رئيساً للجمهورية»، واضاف: «نحن جادون في الانتخابات البلدية، وكل التحضيرات تجري على قدم وساق»، وطلب من المواطنين «النزول إلى صناديق الاقتراع لاختيار من يمثّلهم، سواء في بيروت أو في كل المناطق اللبنانية».
وشدد على «المناصفة بين المسلمين والمسيحيين». واعتبر الحريري أنّ «الإلتزام بالدستور واحترام القوانين يعيد دورة الحياة السياسية إلى طبيعتها»، وقال: «المشكلة أنّ البعض يتغنى بالدستور في خطبه ومواقفه، ولا يلتزم به في ممارساته وسلوكه السياسي.
فتارة يعلن تمسّكه بالدستور وتارة أخرى يعطّله ولا يذهب إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية. ثم يذهبون إلى اليمن وإلى دول أخرى للقتال فيها من دون تفويض من أيّ فريق لبناني، كما يفعل حزب الله».
ورأى الحريري «انّ المشكلة ليست في قانون الانتخابات النيابية، وإنما في العقلية والمنطق». وقال: «ذهبنا إلى مؤتمر الدوحة وتوافقنا على سلة متكاملة لكلّ المسائل المختلف عليها ومن ضمنها قانون الستين الذي أطلق عليه البعض شعار «عاد الحق لأصحابه»، وجَرت الانتخابات الماضية على أساس قانون الستين، وربحنا حينها، ولم يعد القانون الذي طالبوا به يعجبهم، فطالبوا بتغييره، نحن لا نرفض تغيير القانون، وتوافقنا مع «القوات اللبنانية» والحزب التقدمي الاشتراكي على مشروع قانون يجمع بين النظامين النسبي والأكثري، وقلنا: فلنبحث في المشروع في المجلس النيابي، ولكنهم يرفضون ذلك لأنهم غير راضين عن المشروع المطروح. وأنا أستغرب كيف أنّ بعض حلفائنا الذين ربحنا الانتخابات معهم، يريدون تغيير القانون».

اللواء :

تنطلق اليوم القمة الإسلامية الـ١٣ أعمالها في اسطنبول وتستمر يومين بحضور أكثر من ٣٣ رئيس دولة وحكومة، إلى جانب رؤساء برلمانات، ووزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. 
وتجري القمة تحت اجراءات امنية مشددة في اسطنبول، العاصمة السابقة للامبراطورية العثمانية حيث تسعى تركيا لاحتواء الانقسامات بين الدول الاسلامية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو ان القمة تعقد في وقت «يشهد فيه العالم الاسلامي العديد من الخلافات». 
وصرح امام وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي ان «النزاعات بين الاشقاء تسبب بالكثير من الالم، كما ان الطائفية تمزق الامة». 
واضاف «نامل في ان تمهد هذه القمة الطريق لمداواة الجراح». 
وأشارت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» بأن القمة ستكون مميزة وتختلف عن القمم السابقة.
والبارز في هذه القمة مشاركة السعودية وإيران التي تشهد العلاقة بينهما توترا على أعلى مستوى اذ سيشارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود والرئيس الايراني حسن روحاني. 
وسيغيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن القمة ويمثله وزير الخارجية سامح شكري كما أشارت «اللواء» سابقا كذلك يغيب العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني بسبب توترات حول النزاع في سوريا.
وقد تواصل أمس توافد القادة ورؤساء الوفود إلى اسطنبول للمشاركة في القمة.
ووصل اسطنبول، مساء امس كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الأردني، عبدالله النسور، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد الثاني، ورئيس بوركينافاسو روش مارك كريستيان كابوري، إضافة إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية مصطفى أقينجي.
وكان قد وصل المدينة التركية، في وقت سابق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، قادمًا من العاصمة أنقرة (وصلها قبل يومين في زيارة رسمية)،
وفي معلومات «اللواء» فإن القادة سيبحثون 12 وثيقة تشمل قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي وحالات النزاع في العالم الإسلامي والهجرة ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، إضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والإسلاموفوبيا والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، وبرنامج الخطة العشرية لمنظمة التعاون الإسلامي، وتعزيز التعاون العلمي في مجالات الصحة والتعليم العالي والبيئة بين الدول الأعضاء.
وسيتطرق مشروع البيان الختامي الى الازمة مع سياسة ايران ويطالبها بوقف تدخلاتها في شؤون دول المنطقة كما تجديد ادانة الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران ومشهد.
كما سيدعو البيان الختامي بحسب المعلومات التي حصلت عليها «اللواء» إلى دعم التحالف العسكري الإسلامي، ويؤكد على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في وقت مبكر، لوضع آليات لحماية الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. 

الاخبار :

اتسعت رقعة التحقيقات في فضيحة الفساد داخل المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وبعدما جرى التركيز في الفترة الماضية على قضية سرقة أموال العسكريين والمتقاعدين والمساعدات المرضية، انتقلت التحقيقات إلى مصلحة الآليات. وذكرت مصادر أمنية لـ»الأخبار» أن وزير الداخلية نهاد المشنوق أصدر قراراً بتوقيف ضابطين لمدة 40 يوماً، في سجن المديرية. وأحد الموقوفين هو رئيس مصلحة الآليات في قوى الأمن العقيد ن. ب، وسبق أن ورد اسمه ضمن المشتبه في تورّطهم في فضائح الفساد.

ومصلحة الآليات هي أحد مسارب الهدر والسرقة الرئيسية في المديرية، وبأساليب عديدة. ويتداول ضباط ورتباء في «الأمن الداخلي» بروايات عديدة أساليب السرقة في هذه القطعة، سواء من خلال التلاعب بكشوفات كمية المحروقات المخصصة للآليات التابعة للمديرية، أو عبر تزوير فواتير شراء قطع غيار هذه الآليات. ورغم أن التحقيق لم يكتمل في هذا المجال، إلا أن مصادر أمنية أكّدت لـ»الأخبار» أن وقائعه لا تقلّ خطورة عما كُشِف في الإدارة المركزية، لناحية سرقة مليارات الليرات من درجات رواتب العسكريين ومساعداتهم المرضية. كذلك يجري الحديث عن ملفي فساد لم يُفتحا بعد بصورة واسعة، هما ملفا المساعدات الاجتماعية في المديرية، وكيفية صرفها، إضافة إلى تلزيمات تشييد أبنية الأمن الداخلي وتجهيزها. وتذكّر المصادر الأمنية بأن قضية الفساد في تأمين مادة المازوت لقوى الأمن الداخلي لم تُستكمل كما يجب، بسبب الحماية التي حظي بها مقربون من المدير العام السابق اللواء أشرف ريفي. وعند ذكر ريفي، يبدأ الشق السياسي من القضية، وخاصة لناحية ما يراه وزير العدل استهدافاً له، من قبل الرئيس سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق. وعلمت «الأخبار» في هذا الإطار أن الحريري أحبط مسعى السفير السعودي علي عواض العسيري، لعقد مصالحة بين رئيس تيار المستقبل وريفي. ولفتت إلى أن الحريري وضع حداً لهذا المسعى عندما أعلن قبل 3 أيام أنه لو كان في لبنان رئيس للجمهورية لكانت استقالة ريفي قُبِلت. وأتى هذا التصريح بعد عودة وزير العدل المستقيل إلى ممارسة جزء كبير من صلاحياته، من خلال التوقيع على بريد الوزارة وعلى عدد من المراسيم، لكن من منزله. 

وتقول مصادر «دائرة القرار» في تيار المستقبل، إن الحريري لا يزال يرفض مناقشة أمر عودة ريفي إلى مجلس الوزراء، معتبراً أن وزير العدل خرج إلى غير رجعة. وأكّدت المصادر أن الحريري لم يضغط باتجاه قبول استقالة ريفي بصورة ناجزة، لا لأنه يفتح له باباً للعودة، بل لعدم «استفزاز المسيحيين» الذين يعتبرون قبول استقالة وزير من الصلاحيات الحصرية لرئيس الجمهورية. هذا القرار الحريري دفع ريفي أمس إلى تصعيد موقفه، في مقابلته أمس مع الزميل وليد عبود على قناة «ام تي في»، إذ اعتبر أن الحريري سيندم لأنه رشّح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وفصل ريفي نفسه بصورة نهائية عن تيار المستقبل، لافتاً إلى أنه يرفض أن يكون «في حزب توتاليتاري». ورأى أن الحريري أخطأ بحقه، لكنه قرر أن يسامحه! وفي الشأن الطرابلسي، هاجم مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، واصفاً إياه بـ»مفتي السلطان»، قبل أن يضع نفسه في مواجهة «المستقبل» في الانتخابات البلدية المقبلة، متحدثاً عن كونه ينسّق حصراً مع وليد معن كرامي. وبالنسبة إلى استقالته من الحكومة، أعلن ريفي موقفاً ملتبساً: فهو من جهة أكّد أنه مصرّ على الاستقالة، لأن هذه الحكومة لا تشبهه، ومن جهة أخرى أصرّ على توقيع معاملات وزارة العدل من مكتبه الخاص، وأنه سيسلّم «الأمانة عند انتخاب رئيس للجمهورية». وبذلك، قطع الطريق على وزيرة العدل بالوكالة أليس شبطيني، مانعاً إياها من ممارسة صلاحيات وزير العدل.

هدوء بانتظار الثأر لزيدان

من جهة أخرى، كانت الأجواء حتى مساء أمس في مخيمي عين الحلوة والمية والمية تشير إلى أن جريمة اغتيال أمين سر حركة فتح في المية ومية العقيد فتحي زيدان، ستمر كالجرائم التي سبقتها واستهدفت ضباط وعناصر في فتح، من العميد جميل زيدان إلى العميد طلال الأردني، وصولاً إلى العنصر في قوات الأمن الوطني الفلسطيني حسين عثمان. والسبب بحسب قائد القوات اللواء صبحي أبو عرب، أن «الحركة لن تنجرّ إلى الفتنة التي يريدها المجرمون، وستحرص على استقرار المخيمات». في ظل تلك الأجواء، شيع زيدان عصر أمس إلى مثواه في مقبرة سيروب الجديدة بعد أن جابت جنازته شوارع المية ومية، تقدمها أبو عرب والسفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وسط إضراب وحداد عام شمل مخيمات صيدا. على صعيد التحقيقات لكشف الجهة التي تقف وراء الاغتيال، أعلنت لجنة التحقيق التي شكلتها اللجنة الأمنية العليا أنها تتابع جمع الأدلة. ولفتت معلومات إلى أن كاميرات المراقبة في المية ومية التي قد تُسهم في كشف من وضع العبوة الناسفة تحت مقعد زيدان في سيارته، لم يجرِ الإطلاع عليها حتى الآن.