مع تساقط حبات المطر، عاد الأمل ليحيي الأرض والإنسان، ليثبت الرذاذ ما توارثته الأجيال من أمثال رددها أجدادنا وآباؤنا من أن شتوة نيسان تحيي الإنسان.

  إن هذه المقولة هي دلالة واضحة على أن هذا شهر نيسان يحمل الخير والبشر والحياة والأمل بربيع مزدهر وموسم زراعي جيد، فشتاء شهر نيسان يعتبر أهم من كل ما سبقه من امطار هطلت على مدار الموسم الشتوي كماً ونوعاً.

ويستذكر اللبنانيون أمثال نيسان الشعبية ومن هذه الأمثال النقطة في نيسان بتساوي كل سيل سال، و الشتوة في نيسان جواهر ما الها أثمان، و نيسان بلا شتا مثل العروس بلا جلا ، و في نيسان ببتل الحراث والفدان، و مطر نيسان خير وصحة للإنسان، مطرة نيسان بتحيي الأرض والإنسان (لأن الاعشاب والخضرة تكسو السهل والجبل في هذا الشهر من السنة، وتكثر النباتات، فتاكل المواشي من المراعي الخصبة فتزداد سمنة ويكثر لبنها، فيتغذى الانسان بلحمها ولبنها ومن هنا يحي الإنسان).

ففي حين بدأ الناس يستشعرون قدوم الصيف بشمسه الحارقة وخلوه من قطرات الندى المحببة، وشرعوا يعدون العدة لاستقبال الضيف القادم، عاد نيسان ليذكرنا انه هو الآخر له نصيب في العطاء والخير، حيث يستبشر المزارعين خيراً بشهر نيسان لأنه ينعش الأرض ويمنحها الرطوبة للزراعات الصيفية وتقتل الحشرات وتغسل الأوراق من الغبار والأتربة وتطيل في فترة الربيع، ففي شهر نيسان يبدأ المزارع بحراثة الأرض لزراعة المحاصيل الصيفية.

تحتوي مياه مطر نيسان نسبة كبيرة من الأملاح الكفيلة بالقضاء على أكثر الحشرات الضارة، فيما يضفي هذا المطر رونقاً على جماليات فصل، حيث تساعد تلك الأمطار في تنظيف تلك الأزهار والأعشاب مما علق عليها من غبار، كذلك تساعد أمطار نيسان بإعتبارها أخر أمطار تتساقط في الموسم المطري في تحقيق فترة ربيعية اطول من حيث ما تراكمه من رطوبة في جوف الارض تساعد في نمو أفضل للمحاصيل الحقلية وفي تحسين نوعية الثمار الشجرية اضافة الى فائدتها للمواشي وغيرها الكثير من الفوائد.

ومن هنا.. إن عادة جمع الأمطار في شهر نيسان، أمر ليس مستغرباً، لأن المزارعين يعرفون سر هذا الخير الذي يتساقط لإنعاش مزروعاتهم وإنقاذ مواسمهم من اليباس والمرض، وكلّ مؤمن عليه أن يؤمن بأنّ مياه شهر نيسان قد تشفيه من الأمراض، كما تشفي المزارعين من الحاجة والفقر.