من المقرر أن ينطلق يوم غد الأحد المؤتمر الذي دعى إليه المركز اللبناني للأبحاث والدرسات حول " دور العرب الشيعة في مواجهة المخططات التآمرية " والذي سيتحدث فيه كل من رئيس المركز اللبناني للأبحاث والدراسات الاستاذ حسان قطب، والأستاذ مصطفى فحص حول التعددية وفشل الدولة الوطنية، والأستاذ راشد الفايد حول أسباب تنامي المذهبية في مجتمعاتنا والدكتور حارث سليمان حول مواصفات المشروع العربي لبناء المستقبل.

ويأتي هذا المؤتمر كبداية للبحث حول دور الشيعة العرب المفترض في أوطانهم ومدى قدرتهم على تجاوز المخططات التي تحاك ضدهم وتلك التي جاءت لتورطهم بالخروج من انتماءاتهم الوطنية على خلفية الصراعات التي تشهدها المنطقة عموما ولبنان خصوصا .

وعلى أمل أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات عملية لإنقاد ما تبقى من الهوية الوطنية الشيعية في العالم العربي خصوصا، فإنه من الضوري العمل على وضع الإستراتيجيات الملائمة للحفاظ على الدور الوطني للشيعة العرب والبحث عن كل الأسباب التي تؤكد على ارتباطهم بأوطانهم بعيدا عن سطوة القرارات السياسية لبعض المهيمنين على القرار الشيعي العربي .

إن هذا المؤتمر خطوة جريئة في الطريق الصحيح ونعلق عليه آمالا كبيرة في وضع اليد على الجرح والخروج بالعلاجات اللازمة.

إن هذه الصحوة وغيرها كالمؤتمر الذي يعقد بمدينة الرياض اليوم تحت عنوان "عروبة الشيعة العرب: العلاقات المعطوبة " والذي ينظمه مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام في المملكة العر بية السعودية والذي يشارك فيه مجموعة من الشخصيات الشيعية المعتدلة من لبنان والعالم العربي .

إن هذه المؤتمرات قد تؤسس لبداية تصويب الأمور تجاه الشيعة في مجتمعاتهم وبيئتهم العربية وتجاه المحافظة على هذا النسيج في ظل الأكثرية السنية في العالم العربي وهي بالتالي تفضي الى محاولات دمج الشيعة في هذه المجتمعات من خلال التسليم في حقوقهم الوطنية ومعتقداتهم الدينية، وهذه هي القضية التي شهدت مؤخرا مزيدا من السجالات الإعلامية على خلفية أحداث وتطورات المنطقة العربية .