لا شيئ يؤرق وليد جنبلاط هذه الايام اكثر من وصول العماد جان قهوجي الى رئاسة الجمهورية، التي حولها ومن اجلها تخاض المعارك الدونكيشوتية والوهمية ، عل وعسى يتغير بعض مما كتب، في بلد ضاع فيه الرأس فتعقدت الملفات وتشابكت الفضائح. 

تحت هذه العناوين قد يكون البيك محقاً اذا ما قيس الامر في ميزان الحرب الباردة التاريخية القائمة منذ ايام فخر الدين على محور المختارة - اليرزة. واذا كان من السذاجة ادراج الهجمة الجنبلاطية المتصاعدة ضد الثنائي مقبل-قهوجي في الاطار الاستباقي لتعيين رئيس اركان جديد في ايلول المقبل، فان المضطلعين على اجواء النائب الشوفي يشيرون الى ما هو ابعد من ذلك، يبدأ "بتغطية" الجيش للحراك المدني ومشاركته "احتفاله الاستقلالي" ، مرورا بهجوم "القاعدة البحرية" ، وليس آخرا "صفعة" تعيين العميد كميل ضاهر مديراً للمخابرات في رسالة اميركية مشفرة واضحة لمن يعنيهم الامر، ما قاد البيك على عجل الى لندن وباريس لاستكشاف ما يجري. 

زاد من طين الرئاسة الضائعة بلة فضيحة الانترنت غير الشرعي، الذي وجد رئيس جبهة النضال الوطني ضالته فيه للتصويب على "القائد المرشح"، "الوزير العراب" و"الشيخ المنتظر"، من خلال "المدير المشهور". 

غير ان ابرز ما فات الاشتراكي العتيق ان مديرية المخابرات، استطاعت رغم كل العراقيل العفوية والمقصودة من انجاز اختراق كبير في التحقيقات تمثل بتحديد هوية عدد من اسماء الجهات والشركات والاشخاص المتورطين في تركيب تلك المحطات، بعدما نجحت الفرق الفنية في الجيش من تتبع الخطوط والوصلات البحرية وصولا الى فرنسا، ومستوى الاختراق الامني في حال حصوله ومداه بنسبة كبيرة. 

وفي هذا المجال ذكّرت مصادر سياسية متابعة "البيك" بأن اي اختراق قد يكون حصل اليوم لا يمكن ان يقاص بما تحقق في زمن احد وزراءه وابنه الذي عمد الى تركيب شبكة صحون لاقطة للانترنت، مشرعنة بحكم الامر الواقع، موجهة نحو اقمار اصطناعية في الفضاء لا احد يعلم مصدر ما كانت تلتقطه، مفتتحاً عهداً جديداً من القرصنة، اقله محددة هذه المرة بقبرص وتركيا. 

الملفات ستتوالد.. الحملات ستتزايد.. والحلول ستبقى معلقة على حبال الانتظار.. الى ان يتصاعد الدخان الابيض ويتسلم الرئيس العتيد مقاليد الحكم من .. فخامة الفراغ..

    ليبانون ديبايت