الأول من نيسان تاريخ يحذر منه الجميع ويحاول ألا يصدق كل ما يقال له خوفاً من الوقوع في فخ أو مقلب، فهو يوم الكذب العالمي حيث إعتاد الناس على الاحتفال بهذا اليوم من خلال اطلاق الخدع على بعضهم البعض، واطلاق الوقائع الكاذبة التي تؤذي الكثيرين ولكن للأسف الشديد ان هذا الأمر لا يقتصر على يوم واحد بل تعداه ليصبح الكذب صفة سائدة ومنتشرة بين افراد المجتمع طيلة أيام السنة، فأصبحت العلاقات يشوبها الكذب كل حسب مصلحته وأينما يجدها.

فمن المناسب جداً ان نسمي يوم الأول من نيسان بيوم الصدق بعد ان أصبح الكذب ملح الحياة وتلونت أيام السنة بكل الوان الكذب وفي الاول من نيسان فقط يعترف الناس بكذبهم بل وقد يعتذرون عنه.

إن الأول من أبريل هو يوم الصدق العالمي الذي يعترف فيه كثير من الناس بشجاعة بأنهم كاذبون، فهم يكذبون طوال العام دون توقف، ودون إقرار بالكذب، فيعيشون يوماً صريحا يمارسون فيه الكذب على العلن، فقياساً بما نرتكب من أكاذيب على مدار العام فإنه يصبح من المناسب أن نطلق تسمية يوم الصدق ففي هذا اليوم فقط نعترف بالكذب وقد نعتذر عنه أيضاً إذا ما تسبب بأي شكل من أشكال الأذى للآخر.

364 يوماً لا يفارقنا الكذب إلى درجة تحول فيها إلى ما يشبه تقليداً متوارثاً في حياة اللبنانيين، 364 يوماً  ونحن نعيش في كنف الكذب السلطوي وفي ظل الوعود بمستقبل أفضل،ووسط التعهدات بالمتابعة والمحاسبة والمساءلة في شتى الامور الحياتية، 364 يوماً ونحن نكذب على أنفسنا بأننا نعيش في وطن لم يبق منه سوى أرضه المهددة من الخارج ومن الداخل بفعل النفايات التي تمددت على ترابه وزفته لأكثر من ثمانية اشهر، عابثة بمياهه الجوفية، مهددة تربته، ولا يمكننا أن ننسى بأن أكثر من نصف اللبنانيين يكذبون على بعضهم في موضوع العيش المشترك مناشدين بالنظام والتنظيم في بلد إستفحلت فيه الفوضى واللا نظام .

ففي الأول من نيسان الذي يعتبره الجميع يوماً عالمياً للكذب وينتظروه جميعاً لإعداد المقالب والخدع، فبهذا اليوم لا يمكنني سوى أن أكتب فيه أصدق ما كتبته على مدار أيام السنة.