تحولت العاصمة الأميركية واشنطن إلى حصن أمني أمس، مع حضور ممثلين لأكثر من خمسين دولة بينهم ست دول عربية قمة الأمن النووي الأخيرة في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما. وهي وضعت إجراءات التصدي للإرهاب النووي، وتعزيز «بنيان الأمن النووي» والتعاون والتنسيق في هذا المجال في صلب بيانها الختامي.

وكان لافتاً غياب روسيا عن القمة في مقابل حضور الشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة وزعماء اليابان والهند والصين وكوريا الجنوبية ودول أميركا اللاتينية. أما عربياً فحضر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ومدير مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في السعودية، هاشم يماني، الذي كان شارك في قمتي لاهاي وسيول عامي ٢٠١٢ و2014. كما شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، وتمثلت المغرب بالأمير مولاري رشيد بن الحسن والجزائر برئيس الوزراء عبد المالك سلال.

إلى ذلك عكس جدول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القمة الشرخ بين واشنطن وأنقرة، إذ لم يلتقِ في حدث لا سابق له الرئيس أوباما بل نائبه جو بايدن.

وأبلغت مصادر في الوفد التركي «الحياة» أن الخلاف التركي - الأميركي «أثّر في الموقف من الإرهاب في ظل عدم اتفاق الجانبين على آلية محاربة تنظيم داعش، وتصنيف أنقرة حزب العمال الكردستاني باعتباره «إرهابي ولا يجب التعاون معه في التصدي لداعش».

وركزت القمة في لقاءاتها الموسعة والخاصة على خطر الإرهاب النووي، وتضمين البيان الختامي إجراءات وبنود تمنع استغلال المواد الذرية وتحصن أمنها لتجنب وقوعها في يد الإرهابيين، خصوصاً بعد الاعتداءات الأخيرة في بلجيكا، والتحدي المتزايد الذي تمثله كوريا الشمالية.

والتزم المشاركون في البيان الختامي زيادة إجراءات حماية المواد المشعة والتقيد بالاتفاقات الدولية في هذا الشأن، مع زيادة التنسيق الإقليمي والدولي في هذه الإجراءات، فيما وضع أوباما في كلمته الحد من الانتشار النووي في صلب إنجازاته الرئاسية بعدما دشن هذه المبادرة خلال قمة واشنطن عام ٢٠١٠. وأشار إلى إنجاز توقيع الاتفاق النووي مع إيران، وقبله مع روسيا للحدّ من ترسانتها النووية.

وفي مقال رأي نشرته صحيفة «واشنطن بوست» كتب أوباما: «ترسانتنا النووية الهائلة التي تعود إلى الحرب الباردة لا تلائم تهديدات اليوم، وعلى الولايات المتحدة وروسيا اللتين تملكان معاً أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، التفاوض لتقليص مخزونهما بدرجة أكبر».

واقتصرت اللقاءات الثنائية لأوباما في القمة على الرئيسة الكورية الجنوبية باك غان هي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، والرئيس الصيني شي جينبينغ. كما اجتمع مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، قبل أن يترأس عشاءً موسعاً للوفود المشاركة.