كل ما رُوّج وأشيع عن إنسحاب روسي من سوريا وعن أسبابه وتفاعلاته , وعن المفاوضات الجارية في جنيف 3 , هو مأخوذ من تفسيرات ظاهرية للأمور , ومن تصريحات وتسريبات الافرقاء على الساحة السورية , سواء كان من حركات المعارضة , أو من النظام وحلفائه , الذين بات واضحا أنهم ليسوا أصحاب القرار النهائي في الحل والعقد , بعد الانهاك التي حصل وحلّ بهم .

فالصورة التي ينتظرها الجميع , وما ستؤول إليه الامور , متوقفة على الاجتماع , بين كيري وبوتين ومن ثم مع لافروف , وحسب تقارير صادرة عن دراسات للشرق الاوسط  , مقربة للبيت الابيض قالت :  بانتظار الإشارات التي سيحملها كيري من موسكو فإن عمل ستيفان دي ميستورا سيكون منصباً على «الشكليات الإجرائية» ولبحث «آليات التفاوض الممكنة» لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه بين العملاقين، الاميركي والروسي حسب وصف هذا المصدر. من هذه الشكليات التحضير لـ«تفاوض مباشر» إذ أن الضوء الأخضر الذي سيأتي مع تفاصيل الاتفاق بين موسكو وواشنطن لن يتوقف عند «دلع الفريقين».

تتابع التقارير قائلة : إن كل ما هلّل له الاعلام , وإنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي , ستضرب مصداقيتها وتلغيها عاصفة التوافق الاميركي الروسي , التي لم يُعلن عن تفاصيلها بعد .

وتؤكد المصادر والتقارير المشار إليها , أن تصريحات الاطراف السورية أو الاطراف المتحالفة مع النظام أو مع المعارضة حول طبيعة المشاركة في جنيف , سواء كانت بالامتناع عن المشاركة أو المقاطعة لبعض اللقاءات , باتت وراء دي ميستورا , ولم يعد لأحد أي قرار بعد حصر كل شيء بيد الاميركي والروسي , فكل الامور متوقفة على إتفاق العملاقين فقط لا غير .

وأشارت التقارير أن النقطة الاهم في لقاء كيري بوتين , والتي لها علاقة بتسريع الحل في سوريا هي مسألة أوكرانية , فإن بوتين يريد من الاميركي رفع العقوبات المفروضة على روسيا في مقابل حفظ ماء الوجه للرئيس الاميركي في الملف السوري , هذا يعني أن المنطقة بما فيها كل الملفات , وخاصة سوريا ولبنان , الاكثر حماوة , سيكونان على طاولة اللقاء الاميركي الروسي هذا الاسبوع , وما ستؤول إليه الامور متوقف على ما سيترشح من هذا اللقاء .