فضيحة الانترنت تتدحرج , وبري لحزب الله أسرعوا إلى إنتخاب فرنجية اليوم قبل الغد

 

السفير :

كُشف الكثير من خفايا شبكة الانترنت غير الشرعي، لكن الأكيد أن هنالك الأكثر مما لم يُكشف بعد.
وإذا كان لهيئة «أوجيرو» تبريرها لأسباب عدم اكتشاف هذه الشبكة العنكبوتية غير الشرعية برغم أنها تعمل منذ سنوات، وخصوصا منها «عدم توفر قدرة تقنية على اكتشاف ترددات تنتقل بين أعالي الجبال وقبرص على ارتفاعات شاهقة»، فإن أحد المهندسين التقنيين في مؤسسة رسمية يجزم لـ «السفير» بأن الدولة اللبنانية تملك لواقط ترددات(spectrum detectors) يتم تثبيتها على سيارات تقوم بالتنقل بين المناطق لالتقاط الترددات الموجودة في الهواء، ثم مقارنتها لاحقاً بالترددات المسجلة في بيانات وزارة الاتصالات.
وبعيداً عن الشق التقني، يتوقع مصدر متابع لهذا الملف السياسي ـ الأمني ـ الاقتصادي أن تكشف التحقيقات المزيد من المتورطين ممن لم يعلن بعد اسم أي منهم، طارحاً أكثر من علامة استفهام عن مصالح متداخلة لا يُعرف أين تبدأ وأين تنتهي، في الداخل والخارج.
ذلك أمر قد تتكشف تفاصيله لاحقاً، لكن الأكيد أن الإنجاز قد تحقق، حتى ولو جاء متأخراً. فالشبكة قد فككت، بعدما تبين أنها «عنكبوتية» بكل ما للكلمة من معنى. عنكبوتية بقدراتها العالية وتغلغلها في كل مفاصل البلد وفي الحمايات التي تحصل عليها من أعلى المستويات، والتي يجزم كثر بأن كشف أسمائها هو الإنجاز القضائي الفعلي الذي لن يسمح بتكرار الاعتداءات على أمن الدولة واقتصادها وسيادتها.
هذه الحمايات استفاقت تحديداً بعد انعقاد لجنة الاتصالات النيابية قبل عشرة أيام، حيث تبين لها أن الأمر أخذ منحى أكثر جدية و «خطورة». قبل تاريخ الثامن من آذار (اجتماع اللجنة)، لم يسبق أن أعلنت وزارة الاتصالات عن اكتشاف الشبكة، التي تبين لاحقاً أن أول من لفت النظر اليها هو الشركات الخاصة المتضررة من وجودها، من خلال شكوى أرسلت إلى وزارة الاتصالات في 21 كانون الثاني الماضي.
وبرغم أن محطة «أل بي سي» عرضت تقريراً، في 17 شباط الماضي، يتناول مضمون تلك الشكوى، وبرغم أن مصادر «أوجيرو» تؤكد أنها قامت بناءً على إشارة القضاء المختص ومواكبته، بتفكيك معدات الشبكات أيام 26 و29 شباط و3 آذار 2016، وبرغم أن وزير الاتصالات بطرس حرب قدّم دعوى إلى النيابتين المالية والاستئنافية في 4 آذار، إلا أن كل ذلك ظل خارج التداول، وهو أمر رأى فيه أصحاب الشبكات غير الشرعية إشارات إيجابية وتعاملوا معه بهدوء واطمئنان، اعتقادا منهم بأن المعدات ستستعاد والشبكة غير الشرعية ستعمل مجدداً!
كل ذلك انتهى عندما خرج رئيس لجنة الاتصالات حسن فضل الله مباشرة على الهواء ليكشف الأمر على الملأ، واعداً بمتابعته في اللجنة حتى النهاية (تعقد اللجنة اجتماعاً لهذه الغاية الاثنين المقبل).
علنية الموضوع، ومكان إعلانه وهوية من أعلنه وسرعة إعلانه كانت أربعة عوامل جعلت أصحاب الشبكة يشعرون للمرة الأولى بأن الأمور تفلت من بين أيديهم. عندها «بدأت التدخلات في القضية من أعلى المستويات»، بحسب مرجع مطلع، والأخطر، يضيف، هو «ما تردد عن تدخل السفارة الأميركية في بيروت مطالبة بالإفراج عن المعدات الخاصة بأحد المتورطين في تلك الشبكة، والتي تبين عند مصادرتها والكشف عليها من قبل «أوجيرو» أنها نفسها التي كانت قد ضبطت في «شبكة الباروك»، وهي تحتوي على مكونات إلكترونية من صنع شركة «سيراغون» الإسرائيلية. علماً أن هذه المكونات كانت أحد أدلة المحكمة العسكرية عندما أدانت المتطورين بالشبكة في العام 2011 (جناية إنشاء محطة في الباروك وتجهيزها بمعدات إسرائيلية والتزود بمعدات لخدمة الانترنت عبر الباروك من شركة في حيفا).
باختصار، تم الإفراج عن هذه المعدات، بعدما تقدمت إحدى الشركات بطلب إلى المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم تطالب فيه باستعادة معداتها، لأنها تنوي القيام بتسوية مع وزارة الاتصالات، حيث اشترط ابراهيم في قراره عدم تركيب أي من المعدات، في انتظار جلاء التحقيق.
وبالنتيجة، وبين الرغبة في التخلص من عبء تخزين المعدات الضخمة، حيث اضطر المعنيون إلى توزيعها بين مخازن النيابة العامة المالية ومخازن «أوجيرو» أو أحد المخازن الخاصة، و «الإجراء الروتيني» الذي اتخذه ابراهيم، بناءً على مسار القضية، نامت المعدات في 8 آذار، في مخازن أصحابها!

النهار :

بعيداً من اليوميات الرتيبة للأزمات الداخلية التي "ارتقى" بفضلها موعد البدء بتنفيذ خطة ازالة النفايات الموعودة ساعة بساعة الى مرتبة حدث وطني، تستعيد بيروت الاسبوع المقبل بعض "المكانة" الديبلوماسية المتناقصة والمفقودة تدريجاً من خلال استفاقة لزوار أوروبيين وأمميين مرموقين، وسيكون محور الحركة الديبلوماسية للزوار قضية مساعدة لبنان في تحمل أوزار اللاجئين السوريين، كما لن تغيب عنها أزمة الفراغ الرئاسي التي تحتل الأولوية في الخطاب الغربي والدولي حيال لبنان.
تبدأ هذه الحركة بزيارة ستقوم بها الاثنين المقبل لبيروت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني وتجري خلالها محادثات مع رئيس الوزراء تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل، كما تزور مخيما غير رسمي للاجئين السوريين ومدرسة رسمية في برالياس وتختم زيارتها مساء بمؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الاوروبي. وأفادت البعثة الاوروبية في بيروت ان هذه الزيارة تندرج في اطار الشركة القوية بين الاتحاد الاوروبي ولبنان وتهدف الى مناقشة التطورات في البلاد في هذه الاوقات الصعبة ومواجهة التحديات المشتركة كالأزمة في سوريا والواقع الذي يخلفه اللاجئون ومكافحة الارهاب.
كما يبدأ الامين العام للأمم المتحدة بان كي - مون الأربعاء زيارة لبيروت تستمر يومين ويرافقه فيها رئيس البنك الدولي جيم يونغ - كيم وتندرج في اطار جولة اقليمية تشمل الاردن أيضاً، علما انها الزيارة الخامسة للامين العام لبيروت منذ توليه مهماته. وشرح نائب ممثلة الامين العام للامم المتحدة في بيروت فيليب لازاريني في حديث الى "النهار" اهداف زيارة بان، فقال إنها تأتي في اطار التحضير لـ"القمة العالمية الانسانية" التي ستعقد في اسطنبول في ايار المقبل واراد الامين العام ان يجول على مجموعة من الدول التي تأثرت بالأزمة الانسانية على نحو شديد. كما لفت الى ان حضور رئيس البنك الدولي يؤشر لكون المسؤولين ينظران في سبل لدعم لبنان تتخطى الدعم التنموي والانساني التقليدي. وأضاف ان المسؤولين ملتزمان ايجاد وسائل خلاقة تهدف الى توفير دعم اضافي للدول المتأثرة بالازمة.
واكدت مصادر لبنانية معنية لـ"النهار" ان أزمة الفراغ الرئاسي وتسليح الجيش ودعمه اللذين وردا في البيان الاخير لمجلس الامن عقب تقديم التقرير الاممي عن تنفيذ القرار 1701، سيكونان ايضا ضمن المحادثات التي سيجريها الامين العام للامم المتحدة الذي يتوقع ان يجدد مطالبته الملحة الزعماء السياسيين بالتوافق على وضع حد نهائي وسريع للفراغ الرئاسي مدخلاً لتحييد لبنان عن تداعيات النزاع في سوريا.
ويغادر بيروت اليوم وزير المال علي حسن خليل الى واشنطن في زيارة رسمية يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في وزارتي الخزانة والخارجية الاميركيتين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وستتناول محادثاته العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان في المجالات الاقتصادية والمصرفية. ويشار في هذا السياق الى ان زيارة وزير المال لواشنطن هي استكمال لزيارة الوفد النيابي الذي زارها قبل اسابيع في اطار التواصل مع المسؤولين الاميركيين في المسائل المتصلة بالشأن المالي والمصرفي عقب اصدار الكونغرس قانونا يتعلق بفرض قيود مشددة على نشاطات "حزب الله".

الجلسة الـ37
الى ذلك، علمت "النهار" من مصادر نيابية مواكبة لتحضيرات الجلسة الـ37 لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية في 23 آذار الجاري، أن العزم الذي بدأ مع الرئيس سعد الحريري لتوفير نصاب لافت وأثمر في الجلسة الاخيرة حضور 73 نائباً، سيتصاعد في الجلسة المقبلة ليرفع عدد الحضور. لكن المصادر لم تشر الى إمكان توفير نصاب الثلثين أي 86 نائبا.

 

خطة النفايات
أما في ملف أزمة النفايات، فأبلغت مصادر وزارية "النهار" ان العقبات قد ذللت من أمام خطة طمر النفايات وستنطلق عمليات نقل النفايات القديمة المتراكمة في مئات الشاحنات لتطمر في مطمر الناعمة ولمدة 60 يوماً فقط في إنتظار إعتماد الحل المستدام، بالتزامن مع إنطلاق الخطوات اللوجستية لتحضير مطمريّ الكوستابرافا وبرج حمود للتعامل مع النفايات الجديدة. وقد بوشر أمس فعلاً تحضير مطمر الكوستابرافا. واذ قدرت الفترة اللازمة لازالة النفايات القديمة وطمرها في الناعمة ب50 يوماً، أعلن وزير الزراعة اكرم شهيب عقب اجتماع مع فاعليات عرمون وقرى الشحار امس ان المجتمعين وافقوا على فتح مطمر الناعمة 60 يوماً فقط، وان المطمر سيقفل بعدها نهائيا وسيعالج لتوليد الكهرباء التي ستوزع على المنطقة مجاناً.

 

المستقبل :

ضج لبنان بالفضيحة الكبرى التي طالته الاسبوع الماضي بوجود محطات غير شرعية للتخابر الدولي والانترنت التي تقوم بتمرير الإتصالات الدولية وحركة معلومات الإنترنت ونقل المعلومات، من وإلى لبنان، عبر بوابات ومسارات وأنظمة خارجة عن معرفة وعلم ومراقبة السلطات اللبنانية المعنية على إختلاف مهامها وأنواعها، ما استدعى لجنة الاعلام والاتصالات النيابية الى ادراج هذا الموضوع كبند وحيد الاسبوع المقبل على جدول اعمالها وتشديد رئيس مجلس النواب نبيه بري على ضرورة متابعة فضيحة الانترنت التي لا تقف عند حدود الخسائر المادية للدولة التي تتجاوز النصف مليار دولار، بل تمس سيادة لبنان وأمنه، خصوصا لجهة وجود شركات اسرائيلية على خط هذا الاعتداء الخطير على لبنان واللبنانيين.
وخطورة هذا الموضوع حسب مصادر معنية بالملف يأتي بالمدة الزمنية التي مرت على تركيب التجهيزات والمعدات الممنوع دخولها الى لبنان اصلا الا بعد موافقة مديرية الاستثمار الداخلي في وزارة الاتصالات وعبرها، وهي الوزارة المعنية بوضع التقرير المفصل حول ماهية ووضعية وطرق واسباب استعمال هذه المعدات.
وتركز التحقيقات مع المرتكبين المخالفين حول الجهة التي ساهمت بادخال مثل هذه المعدات وعبر اي مرفق فضلا عن مضمون الإتصالات والمعلومات المنقولة لمخاطر وقوعها في أياد عدوة للبنان أو لدى جهات راغبة في إلحاق الضرر فيه، فضلا عن تهديد للأمن الوطني، ولاسيما أن المعلومات المتوافرة تشير إلى ضلوع شركات إسرائيلية في تزويد محطات التهريب بإحتياجاتها، والأخطر ان هذه المحطات تتولى تزويد مقرات ومراكز رسمية حساسة بخدمات الإنترنت، ومجانا في غالب الأحيان.
وفي معلومات «المستقبل» ان هذه الشركات المخالفة كانت تبيع الخط الدوليE1 بسعر شهري لا يتجاوز 15 دولارا اميركيا شهريا، وهذا السعر متدن جدا جدا، قياسا لاسعار الكلفة المعروفة لدى المصنعين، وللاسعار المعتمدة في الاسواق العالمية، وايضا قياسا للسعر المعتمد لدى وزارة الاتصالات اللبنانية وهو 25 دولارا شهريا، ما حدا المسؤولين في قطاع الاتصالات الرسمي على التحقق ووضع التصورات لاسباب هذا التدني، وقيام القضاء المختص بالتحقيق مع اصحاب هذه المحطات غير الشرعية حول بيع هذه الخدمات بالاسعار المتدنية يعني انها حاصلة عليها بالمجان او شبه المجان، فمن هنا تؤكد المعلومات ان السلطات القضائية المختصة بدأت التحقيقات مع الشخصين اللذين تم توقيفهما في هذا الملف، وتعمل هذه الجهات على معرفة من هي الجهة الخارجية المستفيدة جدا وتقدم خدمة من هذا النوع بالمجان لمجموعة من الاشخاص لا يبغون الا الربح، وما اذا كان هناك من علاقة بين اطراف وفرقاء محطة الباروك اللذين تم توقيفهما في العام 2009 واحيلا الى القضاء العسكري والافراج عنهما بسحر ساحر ( ع. ل وهـ. ت)، وبعض المرتكبين في محطات اخرى مثل ( ن.ح- و.ح- ر.س)
وقال مصدر فني واكب تفاصيل الملف «ان السعة الإجمالية المقدرة للمعابر الدولية غير الشرعية بلغت حسب المعلومات الاولية 40 جيغابيت بالثانية تقريبا، أي ما يعادل 600 الف خط هاتفي دولي، ما عرض لبنان لخسارة مالية، تبلغ بالنظر للمعدات التي ضبطها الفريق الفني لوزارة الاتصالات وهيئة اوجيرو ما يعادل خمسة ملايين دولار شهريا. ولا توجد حاليا أية شركة خاصة لبنانية أو أجنبية حاصلة على ترخيص يسمح لها بذلك على الأراضي اللبنانية».
وشككت المصادر في ضبط جميع التجهيزات والمعدات في المواقع التي تمت مداهمتها، اذ تشير المعلومات الى ان بعض المخالفين استطاعوا سحب بعض التجهيزات الهامة قبل المداهمات.
لكن اللافت للانتباه كان في الطريقة التي اتبعت عند دخول وفد فني من هيئة اوجيرو ووزارة الاتصالات لجهة تعرض الفرق الفنية التابعة لوزارة الاتصالات وهيئة اوجيرو في منتجع الزعرور الى ترهيب من قبل ما يفوق على 30 مسلحا يحملون رشاشات اوتوماتيكية تهجموا على الفريق الفني وكالوا له التهديدات والشتائم.
وفي المعلومات ان ما تم ضبطه في منطقة عيون السيمان العائدة ل (ع. ل) والمعدات المتبقية في مركز الزعرور يؤكد انه كان يوجد محطة انترنت غير شرعية تستمد الانترنت من خارج لبنان اي من قبرص وتم تفكيكها بعد الاعلان عن الحملة واخفاء كوابل متعلقة بالمحطة وهي من نوع: Power supply PB-1000-48.
ويشير مصدر واسع الاطلاع على الملف الى ان وزير الاتصالات بطرس حرب ذهل لحجم الارتكاب معتبرا ان «الناظر إلى ضخامة المعدات المضبوطة، وحداثة تصنيعها، وقدراتها التقنية العالية، وتعقيدات خرائطها، وتعقيدات الشبكات اللاسلكية والسلكية العائدة لها، المحلية والدولية، ودقة المنشآت العائدة لها، ومصادر الطاقة البديلة المؤمنة لها (طاقة شمسية، أو طاقة هوائية)، يدرك أننا أمام مجموعات مقتدرة وعالية الإمكانيات، ويدرك أننا أمام منظومة معقدة ومتشابكة من الأشخاص والقدرات، وأمام شبكة من المجرمين تهدف إلى إنشاء شبكات موازية، ورديفة لشبكة الدولة، بكل ما تعني الكلمة. كما يدرك أننا أمام منظومة أخطبوطية مترامية الأطراف والقدرات، استطاعت إيصال تجهيزات تقنية ثقيلة إلى قمم بعيدة وشاهقة في سلسلة جبال لبنان الغربية، وبناء منشآت حديدية واسمنتية في مناطق لا تصل إليها الطرق المعبدة، ولا حتى الطرق الترابية، ولا تصل إليها التجهيزات والمواد إلا سيرا على الأقدام أو على ظهور الدواب، ما يشير إلى أننا أمام منظومة قادرة على تعطيل دور الأجهزة الأمنية في الرقابة، لأنها استطاعت إدخال وإيصال وتركيب محطات أرضية وصحون إتصالات بأقطار تراوح بين 2,5 و3 أمتار، دون أن يسألها أحد عن هويتها والتراخيص القانونية التي تمنحها حق زرع آلياتها على قمم جبال لبنان، ما يطرح أكثر من تساؤل ويثير أكثر من إستغراب».

الديار :

بعد 8 اشهر على اقفال مطمر الناعمة، وتحديدا في 17 تموز 2015، وبعد مئات الاجتماعات، تم التوافق على حل قضية النفايات، على ان يعلن الرئيس تمام سلام ساعة الصفر خلال الساعات القادمة، بعد حل الاعتراضات المتعلقة بمطمر برج حمود مع حزب الطاشناق، وتجاوز مطالب النائب طلال ارسلان بالنسبة لمطمر الكوستابرافا.
فيما اعلن الوزير اكرم شهيب، بعد اجتماعات مع فاعليات منطقتي الشحار الغربي والغرب الساحلي، عن الموافقة على فتح مطمر الناعمة لمدة شهرين، على ان يتم فيه طمر النفايات الموجودة في الشوارع منذ 17 تموز الماضي والتي تقدر بأكثر من 500 ألف طن، فيما سيتم نقل النفايات المتراكمة بشكل يومي الى مطمري برج حمود والكوستابرافا.
ورغم الارتياح الشعبي لقرار الحكومة برفع النفايات بعد ان كاد يتحول الى كارثة بيئىة وصحية، فإن هناك اسئلة مشروعة تطرح : لماذا تم اقفال مطمر الناعمة ولماذا اعيد فتحه، لماذا اعيد تلزيم شركة سوكلين بالجمع والكنس والطمر؟ وحولها مئات الاسئلة والشبهات. وسيبدأ القضاء فتح ملف سوكلين وتجاوزاتها المالية في 11 نيسان، فيما تبقى كلفة سعر طن الزبالة بحدود الـ 155 دولاراً. وبالتالي فإن «الصندوق الاسود» ما زال قائما، وهو يتولى توزيع الحصص بالتساوي على كبار القوم. وهذا امر على المكشوف؟ التوافق على جمع النفايات لم يحصل الا بعد تنظيم السرقة، وبالتساوي بين الجميع، ويبقى طن النفايات هو الاغلى في العالم؟
واللافت ان الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي سيواكبان شاحنات «سوكلين» منعاً لأي اعتراضات شعبية، وان 1000 شاحنة تم تجهيزها، و500 شاحنة ستنقل النفايات الى الناعمة، والشاحنات الاخرى ستنقل النفايات الى مطمري برج حمود والكوستابرافا، وقد بدأ العمل ظهر امس على تجهيز مطمري الكوستابرافا وبرج حمود.
واللافت ان مصادر في بلدية الشويفات اشارت الى ان الاعمال انطلقت في معمل الكوستابرافا رغم معارضة النائب طلال ارسلان وبلدية الشويفات.
خطة النفايات انطلقت بعد التوافق السياسي، لكن اللافت ان الوزير اكرم شهيب اكد أن مطمر الناعمة سيقفل بعد شهرين بشكل نهائي حتى لنفايات الشوف وعاليه، وبالتالي اين سيتم طمر نفايات المنطقتين؟ واشارت معلومات مؤكدة الى انه خلال الشهرين المقبلين، سيتم حل الاشكال المتعلق بمطمر الجية، وتحديدا كسارة «كجك»، في ظل استمرار الرفض الجنبلاطي بأن يتولى رجل الاعمال جهاد العرب المقرب من الرئىس الحريري تلزيم النفايات في المنطقتين وطمرها في كسارة «كجك» التابعة للعرب. ويتولى الرئىس تمام سلام الاتصالات في هذا الشأن لحل الموضوع. ويبقى السؤال : لماذا شرب الرئىس سلام حليب «السباع» لفتح مطمري الكوستابرافا وبرج حمود فيما راعى الحريري وجنبلاط بالنسبة لمطمر الجية، ووافق على تأجيل فتح المطمر حتى زوال «الغيمة» بشأنه بين جنبلاط والحريري، فيما تجاهل شروط النائب طلال ارسلان كليا بالنسبة لمطمر الكوستابرافا، بعد ان حصل على دعم الجهات السياسية في الضاحية الجنوبية؟
علما ان كل وعود الحكومة عن مطامر صحية وغيرها بقيت مجرد كلام حكومي.

ـ الخبز المسرطن ـ

اما بالنسبة «للقمة» العيش، وما اذا كان القمح مسرطناً أم لا، فقد بقيت هذه المسألة موضع سجال عقيم دون اي بحث علمي، وتحولت الى سجال سياسي ونكايات سياسية بين وزراء التقدمي والكتائب. وقد دعا الرئىس سلام الوزراء ابو فاعور وشهيب والان حكيم الى اجتماع يعقد في السراي الحكومي الاثنين لحل الخلاف واظهار الحقيقة للبنانيين. هذا اذا ظهرت، اذ سيتم حكما «لفلفة الملف». واللافت ان وزارة الاقتصاد اوضحت ان القمح يسلم بنتيجة العينات التي فحصتها، وبالتالي لا وجود للهلع. واكدت ان مديرية حماية المستهلك تقوم بمهامها في جميع المطاحن، وان الفحوصات المخبرية تصدر عن معهد البحوث المخبرية التابع لمختبر معهد البحوث الصناعية المعتمد. وسألت وزارة الاقتصاد لماذا لم تلجأ وزارة الصحة الى معهد البحوث بل اعتمدت على احد المختبرات الخاصة ؟ والسبب يعود الى أن وزارة الصحة لم تسدد حتى الان 329 مليون ليرة لمعهد البحوث، وهذا المبلغ من اجل مجموع تكاليف الفحوصات المخبرية.
في المقابل تساءلت مصادر متابعة عن السر الذي يقف وراء تأكيد وزارة الصحة ان القمح الروسي هو المسرطن، والقمح الاميركي جيد وسليم. وفي المقابل، اكدت مصادر وزارة الصحة ان الوزارة مسؤولة عن صحة المواطن، وان الاشارة الى الخلل امر طبيعي، ومن حق المواطن معرفة كل شيء وبوضوح، وهذا النهج سنستمر فيه سواء اعجب البعض او لم يعجبه. ودعت وزير الاقتصاد الى الرد «العملي» على هذا الموضوع وعدم اخذه الى زواريب معينة، لان هناك من يرى في شريكه في الوطن حليفا للتجار، واكدت بأن القمح الموجود في الاسواق مسرطن.

ـ كاظم ابراهيم: رغيف الخبز سليم ومعافى من اي شوائب ـ

لفت رئيس اتحاد نقابات المخابز والافران في لبنان كاظم ابراهيم إلى ان «الحناجر تصدح مجددا وتقرع الطبول وتعقد المؤتمرات الصحافية في سباق نشهده كل فترة وحين لإخفاء العجز السياسي الذي تعاني منه الطبقة السياسية ليكون الحدث هذه المرة هو المنتج الاكثر التصاقا بالمواطن اللبناني، ألا وهو الرغيف»، مشيداً بـ «مواقف وزير الاقتصاد والتجارة الان حكيم التي جاءت مطابقة للواقع والحقيقة ومتقيدة بأسس الصلاحيات والتزام الرقابة، اذ بدت هذه المواقف واضحة وجلية وعلمية، وامام هذه الضجة الاعلامية التي خلفتها الصحة في بلد عديم الصحة إلا من رغيفه، وهو ما صرح به وزير الصحة العامة لنا منذ اربعة اشهر في مكتبه».
واكد ابراهيم أن «اتباع الاجراءات العلمية السليمة هي التي تؤدي الى نتائج دقيقة يبنى عليها وهو ما لم يحصل»، مؤكداً ان «رغيف الخبز، هو طعام اللبناني، سليم ومعافى من اي شوائب او عيوب او امراض واننا وكما اعتدنا دائما نتعاطى بالشفافية المطلقة مع هذه المسألة، ونؤكد ان ابواب الافران كل الافران مشرعة للمراجع المعنية المختصة للحصول على العينات التي تريد لفحصها وتبيان الحقائق وصدق اقوالنا».
ولفت ابراهيم إلى أن «رغيف الخبر يخضع دائما وبصورة دورية للاختبار من قبل المراجع الرسمية المختصة، وفي مقدمها مديرية حماية المستهلك التي تصدر نتائجها تباعا، واذ نهيب بالمسؤولين التريث والتدقيق في خطواتهم وتصريحاتهم لعدم بث الرعب والذعر في قلوب الناس ومصائرها، خصوصا اذا تعلق الامر بلقمة عيشهم اليومي، وان تتم المعالجات بعيدا عن الاستعراض الفولكلوري الذي لن يأتي بنتيجته ايا كان لحنه. نأمل ونتمنى على الوزراء المختصين طرح خلافاتهم جانبا رأفة بالمواطن ولقمة عيشه وان يكونوا القدوة في معالجة شؤون الناس وشجونهم لا ان يكونوا جذوة تحرق الامل لديهم».

 

الجمهورية :

في غمرة الانهماك بمفاوضات السلام السورية في جنيف، ورصدِ تداعيات الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، وفي ظلّ الجمود السياسي في لبنان على الجبهتين الرئاسية والتشريعية، والتوتّر السائد على الجبهة الحكومية الذي ترجِم في جلسة مجلس الوزراء أمس الأوّل، يستعدّ لبنان لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس المقبل، بعد أن يكون قد استقبل الممثّلة العليا للاتّحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوّضية الأوروبية فيديريكا موغريني التي ستزوره الاثنين. علمت «الجمهورية» من مصادر أممية وسياسية أنّ حركة الموفدين الدوليين تهدف في جانب منها للاطلاع على أوضاع النازحين في لبنان والبحث في تداعيات الأزمة السورية، خصوصاً على مستوى اللاجئين السوريين.
وقالت هذه المصادر إنّ بعض القيادات اللبنانية تَبلّغت رغبة بان كي مون في استطلاع رأي اللبنانيين في الحلول المطروحة للأزمة السورية وسُبل مواجهة تداعياتها على لبنان، وكذلك بالنسبة إلى إصراره على أن يقدّم اللبنانيون «مبادرة شجاعة» للخروج من الشغور الرئاسي لتنتظمَ العلاقة بين المؤسسات الدستورية وما بين لبنان والخارج، تأميناً لحضور لبناني أكبر على الساحتين الإقليمية والدولية بحضور رئيس البلاد الذي أناطَ به الدستور مخاطبةَ العالم».
وستلتقي موغريني مع كلّ مِن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. ثمّ تزور مخيّماً غيرَ رسمي للّاجئين السوريين ومدرسةً رسمية في برالياس وتَعقد مؤتمراً صحافياً في الخامسة مساءً في مقرّ بعثة الاتحاد الأوروبي.
وتندرج زيارة موغريني لبيروت «في إطار الشراكة القوية بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، وتهدف إلى مناقشة التطوّرات التي يشهدها لبنان في هذه الأيام الصعبة ومواجهة التحديات المشتركة كالأزمة السورية، والواقع الذي يخلّفه اللاجئون، ومكافحة الإرهاب».
كاغ
توازياً، زارت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الرئيس برّي أمس، وأطلعَته على أجواء مجلس الأمن والأمم المتحدة، وعرضَت معه للأوضاع في لبنان والمنطقة. كذلك زارت سلام للغاية نفسِها.
رتابة سياسية
سياسياً، يُقفل الأسبوع على رتابة في الوضع السياسي خرَقها البدء بتنفيذ خطة رفعِ النفايات إلى المطامر المحدّدة لها. وتوسَّم المسؤولون أن تكون هذه الخطوة فاتحةً لمرحلة ينحسر معها التعطيل في المؤسسات الدستورية لمصلحة تفعيلها وتعزيز إنتاجيتها، سواءٌ على المستوى الحكومي بتصدّي مجلس الوزراء للملفات والقضايا الوطنية والحياتية، أو على المستوى النيابي مع دخول مجلس النواب عَقده التشريعي الأوّل وتصميم رئيسِه على عقدِ جلسات تعالج مئات مِن مشاريع القوانين التي تهمّ اللبنانيين على كلّ المستويات، وهذا الأمر سيكون البندَ الأوّل للبحث على جدول أعمال جولة الحوار المقبلة بين قادة الكتَل النيابية في 30 من الشهر الجاري، والتي ستَسبقها جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية في 23 منه، يأمل الجميع في أن يُنتخب فيها رئيس، على رغم أنّ المعطيات حتى الآن تشير إلى أنّ مصيرها سيكون كسابقاتها، لانعدام اكتمال نصابها وعدمِ التوافق بعدُ على شخص الرئيس العتيد.
وفي هذه الأثناء تترقّب الأوساط السياسية مواقفَ جديدة للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله في حوار مع قناة «الميادين» مساء بعد غدٍ الاثنين. ورجّحت المعلومات أن تتناول هذه المواقف القضايا الداخلية والانسحابَ الجزئيّ الروسي من سوريا والعلاقة المتوتّرة بين الحزب وجامعة الدول العربية عموماً وبينه وبين الدول الخليجية خصوصاً.
قاسم
وعشيّة إطلالة نصرالله، قال نائبُه الشيخ نعيم قاسم: «إنّ الانسحاب الجزئي الروسي لا يؤثّر على القوّة العسكرية التي تساند الجيش السوري وحلفاءَه لمواجهة «داعش» و»النصرة» ومَن معهما (...) ولذا، نحن مرتاحون إلى أنّ الخطوة الروسية لم تغيّر شيئًا في معادلة القوة المضافة للجيش السوري وحلفائه».
ونفى قاسم أيَّ انسحاب لـ»حزب الله» من سوريا، مؤكّداً أنّه «لا زال في الميدان كما كان، ولم يبدّل ولم يغيّر من خطواته ولا من جهوزيته ولا من مشروعه، فهو يتابع توجّهَه وقراره في مواجهة التكفيريين من أجل أن نصل إلى الحلّ السياسي في سوريا».
وقال: «نحن مرتاحون إلى الإجراءات الميدانية في سوريا، ومرتاحون إلى التفاهم على وقفِ الأعمال العدائية، ما يعطي فرصةً للحلّ السياسي، ومرتاحون إلى الحلّ السياسي الذي يُناقش في جنيف على ضوء مؤتمر فيينا، وعليه لا يوجد تغيّرات تدعو إلى القلق بل إنّ هؤلاء الذين يحلّلون قلقًا أو فرَحًا إنّما يحللون خارج دائرة فهمِ الواقع الموضوعي، وفي نهاية المطاف نحن نَعتبر أنّ خيارات الشعب السوري هي الأساس في النتيجة السياسية وفي الانتخابات وفي الحكومة، وما دام هذا هو المسار فنحن ناجحون ورابحون ومستمرّون في هذا المجال».
قزّي عند برّي
وفي الحركة الداخلية، بَرزت زيارة وزير العمل سجعان قزي لعين التينة أمس، واصفاً زيارته لبرّي بأنّها «زيارة لحارس مشروع انتخاب رئاسة الجمهورية، فهو الرئيس الذي لم يتأخّر يوماً عن تحديد جلسة بعد جلسة على أمل حصول النصاب، وهو رئيس الكتلة النيابية التي لم يَعتذر أيّ نائب من كتلته عن حضور كلّ الجلسات لانتخاب الرئيس، وهو الذي يُجري الاتصالات العربية والدولية واللبنانية لتسهيل الانتخابات، وهي لا تحصل حتى الآن».
وأوضَح أنّ الحديث مع بري «دار حول ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم أنّ المعطيات تحتاج الى إنضاج سياسي، فيما النضج الدستوري حاصل منذ نحو سنتين».
وشكرَ قزّي لبرّي باسمِ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الجهودَ التي يَبذلها لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أنّ برّي «أبدى إعجابَه بمداخلات الشيخ سامي في جلسات الحوار» .
قليموس لـ«الجمهورية»
وفي الملفّ المسيحي، تشخصُ الأنظار اليوم إلى الرابطة المارونية التي تخوض انتخاباتها التي أخذت طابعاً سياسياً بَعد التوافق «القواتي» ـ «العوني» والنخَب المارونية بمباركة بكركي.
وفي وقتٍ تحدّثت المعلومات مساءً عن انسحاب المرشّحين لمنصب رئيس الرابطة المارونية وفوز رئيس لائحة «التجذّر والنهوض» النقيب أنطوان قليموس بالتزكية، وانحسار المعركة على منصب نائب الرئيس، أكّد قليموس لـ«الجمهورية» أنّ «إنتخابات الرابطة اليوم ديموقراطية، والاتّجاه لفوز لائحتنا»، مشيراً إلى أنّ «اللائحة أعلِنت من بكركي وبدعم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأنّ التصويب عليها كان متوقّعاً». وقال: «الانتخابات السبت (اليوم)، والاثنين يوم آخر، حيث يبدأ العمل الجدّي لتطوير الرابطة ومساعدة المجتمع المسيحي على النهوض مجدّداً».
حسن خليل
من جهّة ثانية، يسافر وزير المال علي حسن خليل صباح اليوم الى واشنطن لإجراء محادثات مالية ومصرفيّة مع الدوائر الأميركيّة المختصّة، وعشية سفره، قال خليل لـ«الجمهوريّة»: زيارتي لواشنطن غايتها متابعة العلاقات الثنائية على الصعيد المالي وإستكمالاً لزيارة الوفد النيابي اللبناني، وسأشرح للمسؤولين في واشنطن وجهة نظر لبنان في ما يخصّ المواضيع المصرفيّة والمالية، وستكون فرصة للنقاش مع البنك الدولي في نتائج مؤتمر لندن للمانحين وقضية النازحين السوريين في لبنان».

اللواء :

فرضت الوقائع السورية، من محادثات جنيف الهادفة إلى التوصّل إلى تسوية سياسية، تتمثل بوقف النار وتشكيل حكومة الائتلاف الوطني والخطوة التي أقدمت عليها الأحزاب الكردية بإعلان المدن والمناطق الكردية شمال سوريا اقليماً فيدرالياً، كمؤشر على تقسيم هذا البلد، نفسها بقوة على كبار المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، لاعتبارات تاريخية ومستقبلية وراهنة، تفيد ان ما تتعرض له سوريا لا يمكن ان ينجو منه لبنان، بدليل نزوح أكثر من مليون ونصف المليون سوري إلى أراضيه، وتعرض مناطقه ومدنه لتفجيرات وقلاقل أمنية، فضلاً عن الوضع المتفجر شرقي البلاد، والمخاوف من وضع مماثل شمالاً.
فمن الناحية التاريخية، تزامنت ولادة دولتي لبنان وسوريا، بما في ذلك نيل الاستقلال في ظروف مشابهة، الأمر الذي فاقم من المخاوف من ان تكون باكورة الفدرلة والتقسيم منطلقة من هذا البلد، وهذا ما أشار إليه صراحة النائب وليد جنبلاط الذي حمّل رأس النظام في سوريا المسؤولية، مشيراً إلى ان معالم التقسيم بدأت من البوابة الكردية من خلال لافروف - كيري، وللتذكير فقط، فإن سايكس وبيكو منذ مائة عام طرحا تقسيم تركيا أيضاً، معتبراً ان الأكراد استغلوا من الدول الكبرى.
بري: سنواجه التقسيم بالسلاح
على ان الأخطر في المشهد السياسي الداخلي، من مرآة خارطة التقسيم السورية التي لم تعد مجرّد مخاوف هو ما سمعه زوّار رئيس المجلس النيابي نبيه برّي منه أمس، في ضوء ما حصل في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء من كلام عن «الذمِّية السياسية» وجهه وزير الخارجية والمغتربين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل إلى وزير المال علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس حركة «أمل» وممثلها في الحكومة.
ولمس هؤلاء الزوار ان الرئيس برّي لم يخف استياءه البالغ من هكذا نوع من الأحاديث التي لم تعد تقتصر على الاجتماعات الحزبية أو أحاديث الصالونات، بل انتقلت إلى طاولة مجلس الوزراء والخطابات والمهرجانات وعلى المنابر.
وإذ نوّه الرئيس برّي بما اشارت إليه «اللواء» لجهة استقواء أصحاب لغة «الذمية السياسية» من مناخات التقسيم الذي يحدق بسوريا، لم يخف مفاجأته من انقلاب الأدوار والأداء على الساحة المسيحية: فأصبح الدكتور سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الذي كان ينادي بالتقسيم في وقت من الأوقات ينادي اليوم بالوحدة والتمسك بالطائف والعيش المشترك، وغدا رئيس «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون الذي كان يرفع بالأمس شعار الوحدة الوطنية، على رأس تيّار يروّج للتقسيم والفيدرالية، وهذا أمر يدعو إلى العجب، ولم يكن يتوقعه أحد.
وأكّد الرئيس برّي امام زواره ان التقسيم خط أحمر، وأن الحفاظ على وحدة لبنان مسألة لا يتقدمها أي أمر آخر «اننا سنواجه مشاريع التقسيم حتى ولو اقتضى الأمر ان تكون المواجهة بالسلاح»، لأن لا شيء يسمو على وحدة لبنان وعيشه المشترك ووحدة أبنائه، واضعاً الكلام عن «ذمية سياسية»، في خانة التقسيم والفدرلة وتفتيت وحدة الدولة والمجتمع، وأخذ لبنان إلى مرحلة تُهدّد بضياعه وانهياره، ما لم يعالج هذا التطور الشاذ.
وفي سياق متصل، تساءلت مصادر نيابية قريبة من 8 آذار عن معنى دعوة عون لانصاره لتجهيز سواعدهم في خطابه الأخير الذي تجاهل فيه «حزب الله».
وتوقفت المصادر عند ما أوردته محطةN.B.N الناطقة بلسان الرئيس برّي من إتهام محطةO.T.V للوزير خليل بحجب المخصصات عن جهاز أمن الدولة، واعتبار الرئيس برّي المجلس النيابي ملكية خاصة له ولحركة «أمل»، وردّت على هذا الاتهام قائلة أن الذين يمارسون الطائفية والمذهبية ويتحلّون بالعقلية الميليشياوية يحاولون الإيحاء بأنهم هم أنفسهم من اكتشف النفط والمياه الساخنة والحداثة الديبلوماسية، في حين أنهم «ليسوا إلا قراصنة ومرتزقة يعطّلون الدستور ويطلقون البدع والفتاوى المناسبة لمصالحهم، حتى عبر التضحية بالانتخابات الرئاسية والتشريعية، فضلاً عن تعطيل الحكومة ومحاولات التمدد إلى الجيش وباقي المؤسسات».
وفي معلومات خاصة بـ«اللواء» أن موضوع الرئاسة الأولى كان مدار بحث نهاية الأسبوع الماضي بين نواب من «حزب الله» وحركة «أمل» من زاوية أنه من غير الممكن الاستمرار في الشغور الرئاسي الذي يؤدي إلى هريان الدولة ومؤسساتها وشلّها عن العمل.
بان وموغريني في بيروت
على الصعيد الديبلوماسي، وفي إطار الاتصالات لمعالجة الإشكالات المالية المرتبطة بالعقوبات التي فرضتها الخزانة الأميركية على «حزب الله»، ووضع دول الخليج ومجلس وزراء الخارجية العرب الحزب على لائحة الإرهاب وتصنيفه باعتباره منظمة إرهابية، أبلغت الهيئات الاقتصادية الرئيس تمام سلام، خلال زيارته في السراي الكبير أنها ترغب بتشكيل وفد اقتصادي للقيام بجولة على دول مجلس التعاون الخليجي من أجل توضيح الموقف اللبناني مما آلت إليه العلاقة بين لبنان وأشقائه الخليجيين من زاوية العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بمجلس التعاون.
ويأتي هذا الإعلان، فيما يتوجه الوزير خليل إلى واشنطن اليوم مصطحباً وفداً من كبار موظفي وزارة المال، وبعد التشاور مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
وفي السياق الديبلوماسي، تصل إلى بيروت الاثنين الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني في إطار جولة من ضمنها لبنان، وهي تتعلق بجانب منها بالاتفاق الذي وقّعته دول الاتحاد الأوروبي مع تركيا بشأن النازحين السوريين إلى أوروبا والمنتشرين في دول الجوار، وبينها لبنان وتركيا.
وبدأت الاستعدادات لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية الذين يصلون إلى لبنان الخميس المقبل في مهمة ديبلوماسية ومالية تتعلق بدرس حاجات هذا البلد وما يلزم لتمكينه من الحفاظ على استقراره والاضطلاع بدوره لتوفير ما يلزم على صعيد الخدمات المطلوبة للنازحين السوريين.
النفايات
وبدءاً من اليوم ستبدأ الشاحنات التابعة لسوكلين وبإشراف مجلس الإنماء والاعمار برفع النفايات المتراكمة في الشوارع، بعد معالجة معظم الاعتراضات التي برزت بشأن هذا المطمر أو ذاك، وبالرغم من تحفظات بعض المجموعات البيئية.
وأعلن وزير الزراعة المكلف متابعة ملف النفايات أكرم شهيّب لـ«اللواء» أن كل التحضيرات باتت جاهزة لانطلاق خطة رفع النفايات التي أقرها مجلس الوزراء السبت الماضي، مشيراً إلى أن معظم العقبات التي كانت تحول دون البدء بتنفيذ الخطة قد ذللت باستثناء بعض العقبات الصغيرة التي يجري العمل على تذليلها.
وإذ تكتم عن هذه العقبات والتي يبدو أنها تتصل ببرج حمود، أعلن شهيّب أن القرار واضح وهو إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة 60 يوماً لاستقبال النفايات المتراكمة على الطرقات وفي الشوارع.
وكان الوزير شهيّب اجتمع في منزله في عاليه بوفد من مشايخ وأهالي منطقة الشحار الغربي وعرمون ورؤساء بلديات، وأعلن بعد الاجتماع عن موافقة الأهالي بشروط على فتح مطمر الناعمة لمدة 60 يوماً فقط، وأنه بعد هذا التاريخ لن يكون موقعاً لجلب النفايات لا من جبل لبنان ولا منطقة عاليه والشوف ولا من أي منطقة أخرى، كاشفاً عن اعتماد بقيمة 12 مليون دولار من مجلس الإنماء والاعمار مخصصة لإقفال المطمر وتوليد الطاقة من غاز الميثان في تشرين الثاني المقبل.
وفي المعلومات أن حوالى ألف شاحنة جهّزت من قبل مجلس الإنماء والاعمار، مع شركتي «سوكلين» و«سوكومي» لبدء العمل في تحضير وتجهيز مطمري «الكوستا برافا» وبرج حمود بمؤازرة من قوى الأمن، إلا أن ساعة الصفر لم تحدد، وهي مرهونة بقرار من الرئيس سلام، بحسب ما أعلن رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر الذي أوضح أن التأجيل تقني فقط، ولن يتأخر التنفيذ أكثر من بضع ساعات.
وبحسب المعلومات أيضاً فإن إزالة النفايات القديمة من الشوارع يحتاج إلى حوالى 50 يوماً بحسب الخطة الموضوعة، علماً أن تقدير حجم النفايات كان خلال شهر شباط الماضي يفوق الـ500 ألف طن، ومن الطبيعي أن يكون هذا الحجم قد تضاعف خلال الشهرين الماضيين.

الاخبار :

لم يعد الرئيس نبيه برّي يخفي تفضيله وصول النائب سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، بديلاً من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. هي أكثر من «كيمياء مفقودة» تباعد بين عون وبري، فتخرج السجالات السياسية والإعلامية إلى العلن مرّات وتختفي مرات أخرى، بحكم «العباءة السياسية» التي تجمعهما.

ولعلّ الحديث عن خطاب تصعيدي لعون في ذكرى 14 آذار الأخيرة، والذي خرج به إلى العلن بنسخة «مخففة»، كان أحد أسبابه الوضوح الذي عبّر عنه الوزير علي حسن خليل قبل أيام عن دعم حركة أمل لفرنجية كمرشح لرئاسة الجمهورية، لينعكس ذلك سجالاً بين خليل والوزير جبران باسيل في مجلس الوزراء، والسجال بين قناتي «أو. تي. في.» و«أن. بي. أن» أول من أمس، فضلاً عن كلام عون في خطابه عن «لا شرعية» الأكثرية التي مدّدت لمجلس النواب، وردّ خليل بالقول إنه «لا يمكن أن نشكك بشرعية المجلس النيابي، حين لا يتناسب مع مصالحنا».
ولم يخفِ برّي أيضاً، ما يراه بدء «زمن التسويات» في المنطقة، عطفاً على تحوّلات الإقليم والانسحاب الجزئي الروسي من سوريا واحتمالات بدء حوار سعودي ــــ إيراني، ما يعني احتمالات الوصول إلى رئيس تسوية، لا رئيس من قوى 8 آذار. وبحسب مصادر سياسية «وسطية» وأخرى قريبة من رئيس المجلس، فإن «برّي تواصل قبل أيام مع حزب الله، شارحاً وجهة نظره لجهة ضرورة السير سريعاً بانتخاب فرنجية، قبل بدء الحوار السعودي ــ الإيراني، للفوز بمرشّح من 8 آذار، بدل إضاعة الفرصة، في ظلّ استحالة وصول عون إلى الرئاسة». وتقول المصادر إن «حزب الله لا يزال عند موقفه بدعم عون مرشّحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية».

من جهة ثانية (هديل فرفور)، بدأت قُرابة الرابعة عصر أمس، أعمال الجرف على شاطئ الكوستابرافا في الشويفات بمواكبة أمنية. لم يكن المشهد يعكس «استنفاراً أمنياً»، كما توحي توصية رئيس الحكومة تمام سلام لقادة الأجهزة الأمنية قبل أيام بـ«منع أي محاولة للإخلال بالنظام العام». غياب الاعتراضات أسهم بأن يكون مشهد ردم البحر «سلساً»، تماماً كما جرت العادة أن يكون عند أي عملية سطو على البحر. لم يعترض أحد من أهالي الشويفات طريق الجرافات، ولم يقفوا بوجه عناصر القوى الأمنية. ويقول رئيس بلدية الشويفات ملحم السوقي: «نحن لسنا مع التحرّكات العشوائية وقطع الطرقات، نحن مع الوسائل الحضارية وسنلجأ إلى القضاء والقانون»، علماً بأن السلطة لجأت إلى فرض الخطة خلافاً لإرادة البلدية ولإرادة أهالي الشويفات عموماً، وفق ما يقول السوقي.
وفيما كان المقرّر أن تعقد خلية «أزمة الشويفات» مؤتمراً صحافياً مساء أمس لتعلن خطواتها التصعيدية، يليه مؤتمر صحفي «منسَّق» في عرمون للتوصّل إلى «موقف مشترك رافض»، وفق ما قال عدد من الناشطين لـ«الأخبار»، تأجّل مؤتمر «الخليّة» إلى أجل لم يُسمَّ، وأُلغي مؤتمر «الرفض» في عرمون، ليحلّ مكانه مؤتمر مُشترك بين وزير الزراعة أكرم شهيّب و«فعاليات منطقة عرمون وقرى الشحار». «نسف» الحاضرون الموقف الرافض المُرتقب، وخلصوا إلى القبول بإعادة فتح مطمر الناعمة «لمدة ستين يوماً فقط». وقال المتحدّث «باسم رجال الدين وبقية المجتمع المدني في عرمون وجوارها» إنه «بناءً على وعد الزعيم وليد جنبلاط، تم التوافق على الخطة (...) وأي خلل في الوعود التي أُعطيت لنا سيكون لنا موقف مواجهة». من جهته، قال شهيب إن «الأهالي وافقوا بمحبّة إنما بشروط، إذ لن يكون هذا المطمر إلّا لـ 60 يوماً»، مُضيفاً: «وعدي لهم دين».