لافروف يمدح السعودية , السوخوي تحط في روسيا , والحريري لحزب الله عودوا إلى بلادكم

 

السفير :

إستراتيجية واحدة للمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا: كسب الوقت، وتأجيل المواجهة بين وفد الرياض والوفد الحكومي السوري، في الجولة الثانية من «جنيف 3»، وانتظار أن ينجز الروس والأميركيون بأنفسهم عملية جنيف، من دون إرهاق الأمم المتحدة.
وحده دي ميستورا وجد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها في مفاوضات جنيف، فيما لا يزال السوريون بطرفيهم، الحكومي والمعارض، يراوحون في المكان الذي لم يغادروه منذ إخفاق جولات جنيف الماضية بإحداث أي اختراق، بل إن أحداً من الوفدين لا يعلم، إلا عبر ما سلف من مواقف، أين يقف الوفد الآخر.
ومن الواضح أن الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا يحاول قدر الإمكان، في غياب الأفكار والمبادرات العمل على كسب الوقت، إذ تجنب حتى الأمس، كما يجدر بالديبلوماسي الذي بات يمتلك ورقتين يعمل عليهما لتحديد مسار «جنيف 3»، تقديم الورقة التي تقدم بها رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري إلى وفد الرياض لمناقشتها أو الاطلاع عليها، والأرجح انه لن يحصل اليوم خلال لقائه الصباحي، والثاني بدي ميستورا على ما جاء به وفد الرياض، في لقاء مسائي دام ساعة ونصف الساعة في قصر الأمم المتحدة.
لكن التفاصيل لما أمكن «السفير» أن تطلع عليه من الشفهي المعارض أو الحكومي المكتوب لا تكفي وحدها لشرح مسحة التفاؤل التي أشاعها دي ميستورا مساء، بعد لقائه الأول بوفد مجموعة الرياض، والتي تبدو من عدة الشغل الديبلوماسي الذي يشكو من فراغ ذات اليد، عندما قال، في مؤتمره الصحافي، إنه من الممكن أن يجد المرء نقاطا مشتركة، حتى بين السوريين عندما يتحدث إليهم.
ذلك أن المفاوضات في «جنيف 3» تبدأ من النقاط التي انتهت إليها كل الجولات السابقة من جنيف، وهو استنتاج يفرض نفسه على ضوء الوثائق نفسها والمحادثات، التي بدأت تنبثق من اجتماعين متتاليين مع وفدي الرياض والحكومة السورية. ذلك أنها لا تفعل سوى إعادة تدوير ما جرى البحث به في جنيف واحد واثنين، وما أدى آنذاك إلى تفجير المحاولتين، من غير المستبعد أن يتكرر، مستدعياً هذه المرة التفاهم الروسي ـ الأميركي للضغط على جميع الأطراف، للإبقاء على دي ميستورا في منصبه وعمله، والتقدم ببطء في ما أصبح من المستحسن تسميته عملية سياسية وليس مفاوضات، لأن الطرفين الحكومي والمعارض، قد يضطران في غياب التوافق على أرضية مشتركة، وهذه وظيفة المفاوضات تعريفاً، وعطب الوساطة الأممية، إلى الانصياع إلى الاملاءات الروسية ـ الأميركية، التي ستظل تفاهماتها محرك وضمانة جنيف ومحل اختبار ما استمرت عملية جنيف.
وتكشف الورقة الرسمية السورية، والمواقف التي تبلّغها الوسيط الأممي، عن هوّة كبيرة يصعب جسرها بين الطرفين. إذ تقول مصادر في جنيف إن بشار الجعفري سلم دي ميستورا ورقة من خمس نقاط، تركز، كما في ما سلف من جنيف، على أولوية مكافحة الإرهاب وإجراء مفاوضات من دون شروط مسبقة، والبحث بحكومة موسعة، وهي احد النقاط الجوهرية التي تستجيب عملياً لخريطة فيينا، والتأكيد على وحدة سوريا وسيادتها، والمطالبة بإغلاق الحدود ومعابر المسلحين من الدول المجاورة، تطبيقا للقرارات 2173 و2178 و2253.
أما وفد الرياض فلا يزال أيضاً يراوح مكانه في «جنيف 2» ومطالبه القديمة. إذ لم يقدم وثيقة مكتوبة، لكنه طرح شفهيا ثماني نقاط، تركز على ما كان جرى البحث به سابقاً، والتي أدت هي أيضا إلى إخفاق جولات التفاوض، لا سيما اعتبار «جنيف 1» مرجعية أي مفاوضات، والبحث في حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، والقبول، من دون تفصيل بالقرار 2254، والموافقة على إعلان فيينا.
ورغم أن التفاصيل لم تحضر في اللقاء، ولم يجر الإسهاب في ما اذا كانت فيينا التي يفكر فيها وفد الرياض، تفترض الدخول في العملية المديدة التي تبدأ بحكومة موسعة، وتستمر بتعديلات دستورية، وتنتهي بانتخابات تشريعية ورئاسية خلال 18 شهراً. واشترط الوفد المعارض أن تقوم الحكومة السورية بتأجيل إجراء الانتخابات التشريعية التي حددت لها موعدا في 13 نيسان المقبل، والالتزام بالمواعيد التي حددتها الأمم المتحدة.
ويبدو الروس في قيادة العملية السياسية، أكثر من الحضور الأميركي فيها. فخلال الساعات الماضية، سجل وزير الخارجية سيرغي لافروف محاولة جديدة ولافتة لاستعادة السعودية، كطرف مؤثر ووصي على المعارضة، إلى العملية الجارية، لتأمين استمرارها، بعد أن دفعت روسيا ثمناً سياسياً مسبقاً للضغط السعودي على معارضتها السورية للاشتراك في عملية جنيف، من خلال الإعلان عن انسحاب جزئي لـ «عاصفة السوخوي». وقال لافروف «تعد قائمة الرياض من الأطراف الرئيسية في المفاوضات التي تبدأ بجنيف. ونحن نقدر ما بذله الشركاء السعوديون لكي تعدل هذه المجموعة ما أبدته من المواقف في كانون الثاني الماضي، ويبدو اليوم أنها مصممة على الانضمام إلى العملية السياسية السورية انطلاقاً من ضرورة البحث عن حلول وسط والتوصل إلى اتفاقات على أساس توافق مع الحكومة» السورية.
وأكد لافروف أن قرار موسكو بسحب القوات الأساسية من سوريا جاء ليس من أجل إرضاء أحد، بل لدعم العملية السلمية. وقال «اتخذنا هذه القرارات ليس من أجل إرضاء أحد ونيل ثنائه، بل كنا ننطلق من مصالح الشعب السوري ومنطقة الشرق الأوسط برمّتها وضرورة حشد الدعم الدولي لمحاربة الإرهاب».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري «سأتوجه إلى موسكو الأسبوع المقبل للقاء الرئيس (فلاديمير) بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف لمناقشة كيف يمكن أن نحرك العملية السياسية بشكل فعّال، ونحاول الاستفادة من هذه اللحظة».

النهار :

أنهت الحرب السورية أمس عامها الخامس من غير أن تظهر بارقة أمل حقيقية في أمكان التوصل الى حل قريب للصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 270 ألفاً وشرد ملايين السوريين في الداخل والخارج. ولا تزال الهدنة الهشة التي فرضها اتفاق اميركي - روسي الشهر الماضي، هي بصيص النور الوحيد فيما لا تزال المحادثات الجارية في جنيف في مراحلها الاستكشافية ولم تتطرق بعد الى جوهر المسائل الخلافية.

وأمس، عادت الدفعة الاولى من المقاتلات الروسية المقرر سحبها من قاعدة حميميم في ريف اللاذقية بغرب سوريا الى قاعدة جوية قرب فورونيج في جنوب غرب روسيا. ومع تأكيد واشنطن ان روسيا التزمت سحب مقاتلاتها كما أمر به الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين، يتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى موسكو الاسبوع المقبل للبحث في اعطاء دفع جديد لمحادثات السلام الجارية في جنيف. وطالبت دمشق التي قالت إن الخطوة الروسية تمت بالتنسيق معها، واشنطن بممارسة الضغط على الأطراف الذين يعارضون عملية السلام في سوريا.
وبث التلفزيون الروسي لقطات تظهر الدفعة الأولى من طائرات "سوخوي-34" وهي تعود من سوريا وتهبط في القاعدة الروسية.
واستقبل ما بين 200 و300 من العسكريين والصحافيين والنساء الطيارين العائدين ملوحين بالورود والأعلام الروسية والبالونات الحمر والبيض والزرق وهي ألوان علم روسيا. وشارك اثنان من الكهنة في الاستقبال أيضاً.
وشوهد ستة طيارين على الأقل يعتمرون خوذاً بيضاء ويرتدون سترات طيران وهم يترجلون من ثلاث طائرات. وأحاط بهم المستقبلون قبل أن يقذفوهم عالياً في الهواء احتفالاً بعودتهم. وعزفت فرقة موسيقية عسكرية أناشيد وطنية.
وأعلن القائد الأعلى للقوات الجوية الفضائية الروسية الجنرال فيكتور بونديريف خلال مراسم الاستقبال أن "قوات الجيش السوري والتحالف والمعارضة كافية لمواصلة تدمير قوى الإرهاب".

 

ليس ضغطاً على الأسد
ومع تزايد التكهنات عن الأسباب التي حدت بوتين الى إتخاذ قرار سحب القوة الجوية الروسية الرئيسية من سوريا، نفى الكرملين أن يكون القرار يستهدف ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن الرئيس الروسي لم يناقشه مع نظرائه الدوليين.
وصرح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف رداً على سؤال عما إذا كان قرار بوتين يشير إلى عدم ارتياح موسكو الى موقف الرئيس السوري: "لا ليس الأمر هكذا... إنه قرار اتخذه الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية، اعتماداً على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا".
وأضاف أن قسماً من العسكريين الروس سيبقى في قاعدتي حميميم وطرطوس. وكشف أن عدد طلعات الطيران الروسي في سوريا تراجع بمعدل الثلثين، ولا داعي للحفاظ على القوات الروسية في سوريا بحجمها السابق. ولفت الى أن الرقابة على وقف النار في سوريا مهمة صعبة جداً، وأن العسكريين الروس يتولون هذه المهمة مع العسكريين الأميركيين.
وأوضح أن المهمة الرئيسية لموسكو في سوريا في المرحلة الراهنة تكمن في المساهمة بمنتهى الفاعلية في عملية التسوية السلمية.
الى ذلك، قال كبير موظفي الكرملين سيرغي إيفانوف أن القوات الروسية المتبقية في سوريا ستحظى بحماية جيدة، بما في ذلك منظومة "إس-400" للدفاع الجوي.

الموقف الأميركي
وفي واشنطن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست بان "المؤشرات الاولية تدل على ان روسيا تنفذ قرارها" بالانسحاب، مع وصول طلائع المقاتلات الروسية التي كانت منتشرة في سوريا الى روسيا.
وقال إن وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" تحدثت عن مشاهدة "عدد من المقاتلات الروسية تغادر سوريا وتعود الى روسيا" لكن ذلك لا يصل الى درجة سحب "اعداد كبيرة من القوات الروسية".
وتوخى المسؤولون الاميركيون الحذر في تقويمهم لقرار بوتين.
وأكد ايرنست ان "روسيا لم تقدم اشعاراً مباشراً مسبقاً" باعلانها، على رغم انه كان مقرراً اجراء محادثة هاتفية مع بوتين.
وتحدث عن توتر في دعم روسيا لانهاء النزاع من طريق التفاوض ودعمها العسكري للاسد. واعتبر انه "من المبكر جداً تقويم تأثير ذلك (لانسحاب الروسي) على موقف الحكومة السورية التفاوضي" في محادثات السلام.
ويتوجه كيري إلى روسيا الأسبوع المقبل كي يغتنم ما وصفه بأنه ربما كان أفضل فرصة منذ سنوات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وأبلغ الصحافيين أنه سيجتمع مع بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف في موسكو. وأضاف: "اليوم بينما نشهد الذكرى الخامسة لبدء هذه الحرب المروعة... ربما نحن في صدد أفضل فرصة لاحت لنا خلال سنوات لإنهائها". ولاحظ انه "مع تماسك اتفاق وقف الأعمال العدائية إلى حد بعيد وإعلان روسيا أنها ستسحب نصف قواتها فوراً بل ربما أكثر من ذلك من سوريا... ومع انعقاد المفاوضات السياسية هذا الأسبوع في جنيف... نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة للغاية في هذه العملية".

 

المستقبل :

مع بدء هبوط طلائع مقاتلات «السوخوي» في روسيا أمس عائدة من قاعدة «حميميم» السورية، ارتفع منسوب التفاؤل بأن يؤدي الانسحاب الروسي إلى اقلاع قطار الحل السياسي للأزمة السورية، وفيما بادر وفد المعارضة المفاوض إلى اقتراح حكومة انتقالية، طالباً من ممثلي النظام توضيح رؤيتهم في هذا الشأن، باشرت واشنطن تحركاً ديبلوماسياً تنسقه مع موسكو التي يزورها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حاملاً معه تفاؤلاً بوجود فرصة كبيرة هي الأولى منذ سنوات لإنهاء الحرب التي أنهكت الشعب السوري بمئات آلاف القتلى، ودول الجوار وصولاً إلى أوروبا بالملايين من اللاجئين.
والتفاؤل بإمكان التوصل إلى حل سياسي أشارت إليه طهران أيضاً، التي اعتبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أنه ينبغي النظر إلى خطوة روسيا ببدء الانسحاب من سوريا كإشارة إيجابية، وكان مجلس الأمن الدولي رحب كذلك بقرار موسكو هذا.
وقال المتحدث باسم وفد المعارضة المفاوض في جنيف سالم المسلط للصحافيين، إن سحب القوات الروسية يمكن أن يساعد في وضع نهاية لدكتاتورية بشار الأسد وجرائمه، معتبراً أن ما أبقى الأسد في السلطة هو وجود القوات الروسية.
وأعلن المسلط أن المطلب الرئيسي للهيئة العليا للمفاوضات عندما تبدأ أول محادثات رسمية مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص ستيفان دي ميستورا، سيكون تشكيل حكومة مؤقتة من دون وجود بشار الأسد، في إطار خريطة طريق ترعاها الأمم المتحدة. وقال «حرصنا أن تبدأ هذه المفاوضات اليوم (أمس).. بمناقشة هيئة الحكم الانتقالي.. هيئة الحكم الانتقالي هي ضمانة لكل السوريين بدلاً من أن تكون حكومة وحدة وطنية«. وأضاف «حكومة وحدة وطنية هي كالحكومة الحالية عبارة عن وزارات، لكن من يملك توجيههم وتعيينهم هو رأس النظام. هذا غير مقبول لدى السوريين». ونقلت وكالة إعلام روسية عن المسلط قوله «لسنا ضد بدء محادثات مباشرة« مع النظام.
وغرّد المعارض السوري برهان غليون على حسابه الرسمي في «تويتر«، معلناً نهاية الحرب السورية، «انتهت الحرب السورية»، مستبقاً بذلك المفاوضات. وجاءت التغريدة بعد قرار الانسحاب الروسي من سوريا والبدء فعلاً بعملية الانسحاب. ولاقت التغريدة استغراباً في المجتمع السوري المعارض وعبّر العديد من النشطاء عن استغرابهم من هكذا تغريدة تعطي آمالاً كبيرة للسوريين قبل حتى أن تظهر وتتضح الصورة بالكامل.
وأعلن البيت الابيض أن روسيا تنفذ على ما يبدو قرارها سحب قواتها من سوريا، إلا أنه من المبكر جداً تحديد تأثيرات هذا القرار.
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست أن «المؤشرات الأولية تدل على أن روسيا تنفذ قرارها» بالانسحاب، مع وصول طلائع المقاتلات الروسية التي كانت منتشرة في سوريا الى روسيا. 
وقال إن البنتاغون تحدث عن مشاهدة «عدد من المقاتلات الروسية تغادر سوريا وتعود الى روسيا« لكن ذلك لا يصل الى درجة سحب «أعداد كبيرة من القوات الروسية». 
وتوخى المسؤولون الأميركيون الحذر في تقويمهم لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ. وقال ارنست إن «روسيا لم تقدم إشعاراً مباشراً مسبقاً« لإعلانها برغم أنه كان من المقرر إجراء محادثة هاتفية مع بوتين. 
وحذر البيت الأبيض من أنه «لا يزال من المبكر جداً في هذه المرحلة تحديد تأثير ذلك القرار على الوضع بشكل أوسع». 
وأشار ارنست الى توتر في دعم روسيا لإنهاء النزاع عن طريق التفاوض ودعمها العسكري للأسد. وأكد أنه «من المبكر للغاية تقويم تأثير ذلك (الانسحاب الروسي) على موقف الحكومة السورية التفاوضي» في محادثات السلام. 
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأميركي إلى روسيا الأسبوع المقبل كي يستغل ما وصفها بأنها ربما تكون أفضل فرصة منذ أعوام لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وقال كيري للصحافيين إنه سيجتمع مع بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف. 
وقال كيري إن وقف الاقتتال متماسك إلى حد بعيد مع استئناف محادثات السلام في جنيف هذا الأسبوع. وأضاف: «اليوم بينما نشهد الذكرى الخامسة لبدء هذه الحرب المروعة.. ربما نحن بصدد أفضل فرصة لاحت لنا خلال أعوام لإنهائها». وأضاف كيري «مع تماسك اتفاق وقف الاقتتال إلى حد بعيد، وإعلان روسيا أنها ستسحب نصف قواتها فوراً بل ربما أكثر من ذلك من سوريا.. ومع انعقاد المفاوضات السياسية هذا الأسبوع في جنيف.. نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة للغاية في هذه العملية».
وبشأن المفاوضات أيضاً، قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو ترى استعداداً من جانب الولايات المتحدة للتأثير على المعارضة السورية في محادثات جنيف للمشاركة لضمان تماسك وقف هش لإطلاق النار في سوريا.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتبر ليل الاثنين ـ الثلاثاء الإعلان الروسي عن انسحاب عسكري من سوريا أمراً إيجابياً. وقال الرئيس الحالي للمجلس السفير الأنغولي إسماعيل غاسبار مارتينز: «أخذنا علماً بقرار روسيا بدء سحب جزء من قواتها (...) هذا شيء جيد»، مضيفاً «نعتقد جميعاً أن هذا أمر إيجابي». وأوضح في ختام مشاورات مغلقة حول سوريا في المجلس، أن هذه المبادرة «أصبحت ممكنة بسبب التعاون الجيد بين الولايات المتحدة وروسيا».
وفي كانبيرا، اعتبر وزير الخارجية الإيراني أمس أنه ينبغي النظر إلى خطوة روسيا ببدء الانسحاب من سوريا، كإشارة إيجابية لوقف إطلاق النار.
وبعد لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب، قال ظريف إن «حقيقة صمود شبه هدنة في سوريا موضع ترحيب، هذا شيء كنا نطالب به منذ ما لا يقل عن عامين ونصف العام أو ثلاثة أعوام». وأضاف أن «حقيقة أن روسيا أعلنت بدء سحب جزء من قواتها يشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة في الحفاظ على وقف إطلاق النار».
وتابع «هذا في حد ذاته يجب أن يكون إشارة إيجابية. الآن علينا أن ننتظر ونرى».
وأعلنت الأمم المتحدة في جنيف أنها تسلمت من وفد المعارضة السورية وثيقة تتضمن رؤيتها لمرحلة الانتقال السياسي، غداة تلقيها تصوراً مماثلاً من الوفد الحكومي حول سبل حل النزاع الذي دخل اليوم عامه السادس.
وقال الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا إثر انتهاء اجتماعه الرسمي الأول مع الوفد السوري المعارض في مقر الأمم المتحدة في جنيف «تسلمت ورقة من الجانب الحكومي (...) وكذلك من المعارضة»، مضيفاً «سنقوم بتحليلهما ونرى ماذا يمكن أن نفعل بهما».
واستهل دي ميستورا الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا الذين قتلوا خلال النزاع في الذكرى الخامسة لاندلاعه، معتبراً أنه كان يجب «الوقوف 300 ألف دقيقة صمت»، في إشارة الى عدد القتلى الذين تقدر الأمم المتحدة أنهم سقطوا في سوريا خلال الحرب.
وقال عضو الوفد السوري المفاوض جورج صبرة بعد لقاء دي ميستورا، «سلمناه وثيقة ترسم الخطوط العامة والأهداف العامة للمفاوضات التي يمكن أن تحقق الانتقال السياسي». وأضاف «أكدنا على موقفنا من ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، أي تنفيذ القاعدة الأساسية التي بنيت عليها عملية الانتقال السياسي في بيان جنيف 2012». 

الديار :

قرار الرئيس الروسي المفاجئ بالانسحاب الجزئي العسكري من سوريا رسم مساراً سياسياً جديداً للازمة، وبات الحل سياسياً وليس عسكرياً بتوافق وبرعاية اميركية - روسية، خصوصاً ان القرار الروسي جاء التزامن مع اول يوم من انطلاق المفاوضات بين الحكومة والمعارضة في جنيف، وهذا ما يؤكد بأن القرار الروسي تم بالتوافق مع واشنطن على خارطة حلّ سياسي وورقة سياسية موحدة تبدأ بحكومة انتقالية ثم وضع دستور جديد للبلاد وبعدها انتخابات نيابية وبعد سنة ونصف تجري انتخابات رئاسية باشراف الامم المتحدة.
هذا التوافق عبّر عنه المشاركون في المباحثات في جنيف حيث وصف رئيس الفريق السوري الدكتور بشار الجعفري المفاوضات بالبناءة والممتازة، فيما أعلنت المعارضة وللمرة الاولى قبولها بالمفاوضات المباشرة مع الوفد الحكومي وهذا تطور لافت في مسار الازمة السورية.
الهدنة في سوريا صامدة في الجبهات التي اعلنت قبول المفاوضات، اما الحرب على «داعش» و«النصرة» ستستمر وستخوض قوات الجيش السوري مع قوى المعارضة والجيش الحر عملية عسكرية مشتركة ضد «داعش» و«النصرة» في مناطق سيطرتهم وتحديداً في الرقة ودير الزور والحسكة، وبغطاء من طيران التحالف الدولي، وهذا الامر اشار اليه وزير الخارجية الروسي لافروف بالقول «ان الطائرات الاميركية قد تشارك مع الطائرات الروسية بتحرير الرقة، علماً ان الجيش السوري وبغطاء من الطائرات الروسية شنّ هجوماً على مواقع المعارضة في تدمر، وسيطر الجيش بعد قصف روسي على آبار النفط المتواجدة في محيط المدينة كما يستعد الجيش للهجوم على «القريتين» أكبر معقل لـ«داعش» في ريف حمص بمشاركة الطيران الروسي وهذا ما يؤكد ان البداية قد رسمت لحل الازمة السورية في الذكرى الخامسة لانطلاقتها في درعا في 15 آذار 2011 حيث انطلقت التظاهرات، وتشعبت الامور وجرت حرب طاحنة شاركت فيها كل الدول الكبرى فيما تجمّع الارهابيون من كل دول العالم في سوريا.
الخطوة الروسية تثير الكثير من التساؤلات والتحليلات حول حدودها في ظل اعلان نائب وزير الدفاع الروسي عن بقاء المنظومات الدفاعية الجوية الروسية وابرزها صواريخ أس - 400 في قاعدة «حميميم» مع ألف جندي روسي، وربما هذا الامر هو بمثابة رسالة قوية الى الارهابيين، فيما الاتصالات الروسية مع تنظيمات مسلحة بدأت مع اعلان الهدنة وتجري المصالحات في قاعدة حميميم وباشراف ضباط روس يتولون الاشراف على «المسلحين» الذين تركوا تنظيماتهم المسلحة، وكذلك استيعاب المسلحين الذين «انشقوا» عن «داعش» في الرقة وعددهم 400 عنصر، وهذا ما يؤكد الاصرار الروسي على المسار السياسي مع المعارضة وبرعاية أميركية.
وليلا اعلنت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد الى محطةCNN الاميركية ان الخطوات الروسية هي الخطوات الصحيحة نحو التسوية السياسية في سوريا.

ـ كيري الى موسكو ـ

وفي هذا الاطار، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، امس، ان العالم امامه فرصة قد تكون الافضل لانهاء الحرب الاهلية السورية الدائرة منذ 5 سنوات، نظراً للانسحاب الروسي المزمع واستئناف محادثات السلام في جنيف.
وقال «كيري» للصحفيين انه يخطط للسفر الاسبوع المقبل الى روسيا للاجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين، لبحث الأزمة السورية.
يذكر ان البيت الأبيض قال في وقت سابق من امس، ان الولايات المتحدة تراقب انسحاب روسيا من سوريا لكن من السابق لأوانه تحديد تأثير هذا التحرك على الحرب الاهلية او على المنطقة بشكل أعم.
ووصفت مصادر موثوقة بأن الخطوة التي قام بها الروس ستظهر انعكاساتها على المدى الطويل وليست نتائجها انية وقد اشارت هذه المصادر الى ان الرئيس الروسي كان قد ابلغ نظيره الاميركي والسوري والمسؤولين الايرانيين مسبقا بقيامه بسحب جزئي لقواته من سوريا. وتجدر الاشارة الى ان الطيارين الروس الذي عادوا الى موسكو استقبلوا بحفاوة وقد لاقوا تقديراً من المواطنين الروس ومن رؤسائهم العسكريين.
الى ذلك، عادت بعض الطائرات الحربية الروسية إلى قاعدة جنوب موسكو بموجب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انما في الوقت ذاته تستمر الطائرات الروسية بتنفيذ غارات في عدة مناطق سورية حيث اكد نائب وزير الدفاع، نيكولاي بانكوف إن القوات الجوية الروسية ستبقى في سوريا قائلا «حققنا بعض النتائج الإيجابية، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن انتصار على الإرهاب. وستبقى قوات جوية روسية في سوريا لمواصلة الغارات على منشآت الإرهابيين». وقد وصلت بعض هذه الطائرات من قاعدة حميميم في ريف محافظة اللاذقية بشمال غرب سوريا علما ان بعض الطائرات ستظل في تلك القاعدة حيث أن روسيا كانت قد أبرمت عقدا مع النظام السوري تستأجر بمقتضاه القاعدة لمدة 25 عاما، كما ينص الاتفاق على إعفاء العسكريين الروس من أي ملاحقات قضائية داخل سوريا. اضف على ذلك، ستُبقي روسيا أيضا على منظومة الصواريخ «إس 400» حتى تتأكّد من تطوّر الأوضاع في سوريا، حسب ما قاله رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمجلس الفدرالي الروسي الى جانب بقاء المستشارين العسكريين الروس سيستمرون في عملهم من أجل تقديم الدعم لكوادر الجيش السوري، فيما يتعلق بالتدريب والمساعدة.
وفي السياق ذاته، نفى الكرملين أن يكون قرار سحب القوات الروسية الأساسية من سوريا يستهدف ممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن الرئيس الروسي لم يناقش هذا القرار مع نظرائه الدوليين.
بموازة ذلك، تتواصل محادثات السلام في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة، من أجل التوصل إلى حل للنزاع الدموي في سوريا اذ رحب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، بالقرار الروسي واصفا اياه بأنه «تطور مهم» معتبرا ان ذلك سيساعد العملية السلمية بسوريا وسيساهم في الانتقال السياسي.
وفي نطاق المفاوضات، اشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف إن روسيا ترى استعدادا من جانب الولايات المتحدة للتأثير على المعارضة السورية في محادثات جنيف، للمشاركة في المفاوضات، وضمان تماسك وقف هش لإطلاق النار في سوريا.
من جهته، اعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط ، إن المعارضة ليست ضد «المحادثات المباشرة مع الحكومة السورية» وامل بأن يدفع أصدقاء سوريا باتجاه إنجاح محادثات جنيف مشددا على رفض بقاء الأسد، قائلا: «نحمل معنا قرار الشعب السوري الرافض لبقاء الأسد في المستقبل».
عن إعلان روسيا انسحاب قواتها جزئياً من سوريا تمنى المسلط أن نرى إيجابية تلك الخطوة بتطبيقها على الأرض» غير انه اعتبر أنه لا يمكن التنجيم بما يحمله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عقله متابعا: «نتمنى أن تكون العلاقة جيدة مع الشعب الروسي ونأمل بتصحيح الخطأ الفادح الذي ارتكبته روسيا في سوريا». وكانت المعارضة السورية قد اعتبرت ان الخطوة التي اتخذها الرئيس بوتين يمكن ان تمهد لطريق نهاية للحرب التي بدأت قبل اكثر من خمس سنوات.
وفي سياق متصل، اكد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية في محادثات جنيف ان وفد المعارضة السورية في جنيف والمعارضة بمختلف أطيافها يؤكدون على وحدة التراب السوري.


الى ذلك، ستتوجه اليوم قافلة مساعدات منفصلة الى بلدة بلودان في ريف دمشق كما ستحاول قوافل مساعدات انسانية غدا ايصال إمدادات ضرورية للحياة إلى بلدات سورية محاصرة بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه. ويذكر ان القوافل لم تتمكن من ايصال المساعدات الإنسانية إلى بلدات الزبداني والفوعة وكفريا ومضايا السورية المحاصرة، يوم الاثنين الماضي بسبب «مخاوف أمنية».

 

ـ العسيري:سنحارب داعش في سوريا ـ

اعلن مستشار وزير الدفاع السعودي، أحمد العسيري امس أن القوات البرية السعودية ستحارب تنظيم «داعش» في سوريا غير انه لم يربط ارسال القوات السعودية بالانسحاب الجزئي الروسي قائلا: «لا علاقة لذلك بالانسحاب الروسي... نحن ذكرنا أن القوات التي تذهب إلى سوريا، ومنها التحالف الدولي، هي لمحاربة داعش». و اشار الى أن موعد إرسال أي قوات برية إلى سوريا، في إطار التحالف الدولي، لم يحدد بعد، مؤكدا على أن الجانب الأميركي هو من يتولى قيادة هذا التحالف، وهو الذي يحدد الموعد.

ـ فرنسا ترحب بالقرار الروسي بحذر ـ

رحبت الخارجية الفرنسية، بحذر، بقرار روسيا سحب قواتها من سوريا حيث قال المتحدث باسم الوزارة رومان نادال : «أخذنا بعين الاعتبار ما أعلن عنه الرئيس بوتين. وإذا تلته أفعال فسيكون ذلك تطورا إيجابيا. وكل ما يسهم في التخفيف من حدة التوتر في سوريا يجب تشجيعه».
وأوضح أن ذلك يعني ضرورة أن «تسكت الأسلحة كي تبدأ مفاوضات حقيقية حول الانتقال في سوريا».
بدوره، قال رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا سيرجيو باولو بينيرو أن خطوة موسكو «تشير بوضوح إلى أن بوتين ملتزم بضرورة دعم المفاوضات».


ايران:الانسحاب الجزئي الروسي ايجابي


دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الى اعتبار خطوة روسيا ببدء الانسحاب من سوريا، إشارة إيجابية لوقف إطلاق النار قائلا:«أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة في الحفاظ على وقف إطلاق النار».

ـ حزب الله ينفي انسحابه من سوريا ـ

دعا الاعلام الحربي التابع لحزب الله الى عدم الانجرار الى الشائعات التي عمدت الجماعات المسلحة لترويجها منذ صدور قرار روسيا بالانسحاب الجزئي من سوريا مثل «انسحاب جزء من مقاتلي حزب الله» واعلان «جبهة النصرة» الارهابية بتحضير «هجوم كبير على سوريا خلال 48 ساعة». وقال الاعلام الحربي لحزب الله انه تبقى الكلمة الفصل للميدان السوري الذي يحرز تقدما يوما بعد يوم في عزل الارهابيين وتخبط الدول الداعمة لهم.

 

الجمهورية :

لا يزال قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحبَ أجزاء من القوات الروسية المنتشرة في سوريا، والذي دخلَ حيّز التنفيذ أمس، يستحوذ على الاهتمام والمتابعة، فيما أعلنَت إسرائيل بلسان رئيس هيئة أركان جيشها الجنرال غادي ايزنكوت أنّ الروس لم يحيطوها علماً بهذه الخطوة، فيما طمأنَت إيران إلى أنّ «تقليص وخفض عديد القوات الروسية في سوريا، لن يؤدّي إلى حدوث أيّ تغيير في التعاون الشامل بينها وروسيا وسوريا وسائر الحلفاء كـ«حزب الله». ويتوقّع المراقبون أن تنعكس هذه الخطوة الروسية إيجابيات مِن شأنها أن تدفعَ مفاوضات جنيف إلى الأمام، وقد شكّلَ إعلان المعارضة استعدادَها للتفاوض المباشر مع النظام إحدى هذه الإيجابيات. فيما يلتزم «حزب الله» الصمت حيال موضوع الانسحاب الروسي من سوريا، كشفَ مصدر قيادي بارز في 8 آذار لـ«الجمهورية»: «أنّ الحزب لم يُفاجَأ بقرار الرئيس بوتين، بل هو كان على اطّلاع مسبَق عليه في إطار التنسيق القائم بينه وبين قوات النظام السوري والحلفاء».
وأكد المصدر نفسه أنّ مقاتلي «حزب الله» الموجودين في سوريا لا يزالون هناك، وبالتالي لا انسحاب». وأدرج كلّ المعلومات المتداولة حول «انسحاب» الحزب من سوريا «في إطار الإشاعات التي تُطلقها الأدوات الاستخباراتية، في محاولةٍ لخلق ضغط على بيئة الحزب للانسحاب، بعدما انسحبَت القوات الروسية من سوريا».
وكان الإعلام الحربي التابع للحزب دعا «إلى عدم الانجرار إلى الشائعات التي عَمدت الجماعات المسلّحة إلى ترويجها منذ صدور قرار روسيا بسحب جزء من قواتها في سوريا، مثل «انسحاب جزء من مقاتلي حزب الله» وإعلان «جبهة النصرة» الإرهابية عن تحضير»هجوم كبير على سوريا خلال 48 ساعة».
وأكّد «أنّ كلّ هذه الإشاعات ليست سوى في إطار الحرب النفسية الفاشلة كما جرَت العادة». ونبَّه وسائل الإعلام الى»عدم الوقوع في فخّ الترويج لتلك الأكاذيب والإشاعات»، وشدّد على «أنّ الكلمة الفصل تبقى للميدان السوري الذي يُحرز تقدّماً يوماً بعد يوم في عزلِ الإرهابيين وتخبّط الدول الداعمة لهم».
زاسبكين
وأكّد السفير الروسي ألكسندر زاسبكين وجود تنسيق تامّ بين الجانبين الروسي والسوري، وقال: «نتصرّف من موقع القوة، على أساس أنّ كلّ شيء مضمون عسكرياً، وهناك هدنة تعزّزَت، فلذلك هناك مجال لسحبِ هذه القوات ومكافحة الإرهاب».
وعن تهديد «جبهة النصرة» بشنّ هجوم على سوريا خلال 48 ساعة، قال: «إذا حاولت «جبهة النصرة» أن تهاجم كما قالت، فسيكون هناك أمرٌ محسوم، مع التذكير بأنه تمّ قطع طرق التموين للإرهابيين بنحوٍ ملموس، فلذلك إذا تحرّكوا مجدّداً فهذا سيكون تحت المراقبة الشديدة».
وأكّد أنّ «الخطوة الروسية مدروسة من كلّ النواحي، لأنّ الجانب العسكري يَسمح لنا بتنفيذ المهمّة وفقاً لمكافحة الإرهاب. وفي الوقت نفسه هناك التقليص لحجم المواجهة، لذلك يمكن سحب القوات».
إلى ذلك، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس وفداً روسيّاً يمثّل شركة الدفاع الروسية، وتطرّقَ معه إلى الحَدث الكبير الحاصل والمتمثّل بقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحبَ أجزاء أساسية من القوات الروسية في سوريا، وبعد أن استمعَ بري إلى الوفد بادرَه قائلاً: «رئيسُكم لاعب جيدو بارع».
ولاحقاً قال برّي أمام زوّاره: «نعم إنّ الرئيس بوتين لاعب جيدو بارع، إذ إنّه عندما تدخّلَ عسكرياً في سوريا أحدثَ انقلاباً واضحاً على الأرض، وها هو بقراره بالانسحاب يُحدث انقلاباً آخر لمصلحة الحلّ السياسي في سوريا، وهذه الخطوة الروسية تشكّل ضغطاً على الجميع بمعنى حملِ الأطراف المعنيين على إبداء المرونة في مفاوضات جنيف. علماً أنّ بوتين عندما تدخّلَ منذ اليوم الأوّل في سوريا إنّما تدخّلَ على أساس الرهان على الحلّ السياسي للأزمة السورية».
وأضاف بري إنّه لا يشارك القائلين إنّ لهذه الخطوة الروسية تأثيراً عسكرياً، «ففي رأيي إنّ هذه الخطوة متعلقة بالتأثير السياسي، بدليل أنّ بوتين لم يَطرحها للمساومة، وقد تفرّدَ بالقرار من دون التشاور مع أحد، وبهذه الخطوة يَسحب الذريعة لدى البعض ويَدفع المفاوضات الى الأمام، وكذلك يدفع كلّ طرف من أطراف الأزمة الى تحمّل مسؤولياته وفقَ مقولة «شرّفوا تفضّلوا تقدّموا في الحل»، وهذه الخطوة هي بمثابة كرةٍ رماها بوتين في ملعب الجميع». وأكّد «أنا من القائلين دوماً إنّ روسيا ومنذ أيام بطرس الأكبر لم ولن تتخلّى عن الموقع السوري وعن المياه الدافئة وما زلتُ عند رأيي».
وردّاً على سؤال، قال برّي: «لا تأثيرَ مباشراً لخطوة بوتين على لبنان، لأنّ الحلّ في سوريا لن يتحقّق في يوم أو يومين، ولكن كلّما ترسّخت الهدنة في سوريا، انعكسَت إيجاباً على لبنان بعدم تدفّق مزيد من اللاجئين السوريين إليه، بل إنّ السِلم من شأنه أن يدفع نازحين للعودة إلى بلادهم»
الحريري
وبدوره، أكّد الرئيس سعد الحريري مساء أمس أنَّ «15 آذار يوم مجيد في تاريخ الشعب السوري وعنوان للتمرّد على القهر والاستبداد والإرهاب».
وقال الحريري في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية على موقع «تويتر»، «تحيّة للأشقّاء السوريين الذين يواجهون باللحمِ الحيّ أشرسَ آلات القتل والتهجير والتدمير».
وأضاف: «التاريخ لن يرحم نظاماً ارتكبَ أفظعَ الجرائم بحق شعبه وشرّع أبواب سوريا أمام فلول الإرهاب والضلال». وختم: «لسان حال كلّ السوريين في هذا اليوم: إرفَعوا أيديَكم عن سوريا. توقّفوا عن قتل الشعب السوري. اخرجوا من سوريا وعودوا إلى بلدانكم».
الإجراءات الخليجية
على صعيد آخر، تستمرّ الإجراءات الخليجية في حق «حزب الله»، وبدأت محكمة أمن الدولة في الإمارات العربية المتحدة أمس الاوّل محاكمة 7 أشخاص بينهم إماراتيّان متّهمان بتشكيل خليّة مرتبطة بالحزب.
وذكرَت صحيفتا «الاتّحاد» و»ذي ناشونال» الصادرتان في أبو ظبي أنّ ضابط شرطة إماراتياً متّهماً بنقلِ «معلومات عسكرية سرّية» إلى «حزب الله»، في حين تلاحِق امرأة مصرية تَعمل في شركة نفطية بتهمةِ تزويد «حزب الله» معلومات حول قطاع الطاقة في الإمارات.
وكذلك يحاكَم إماراتي آخر بنقلِ معلومات إلى «حزب الله» عن موظفين في وزارة الداخلية، حسب القرار الاتّهامي الذي تُلِي عند بدء المحاكمة الاثنين في ابو ظبي والتي يحاكَم فيها أيضاً 3 لبنانيين وعراقي. وستُصدر المحكمة حكمَها في 4 نيسان في قضيّة 3 لبنانيين آخرين ملاحَقين بتهمة «تشكيل مجموعة مرتبطة بحزب الله».
من جهتها، شرعت السلطات الأمنية السعودية باتخاذ إجراءات تنفيذية لملاحقة كل من يشتبه بصلتهم بـ«حزب الله» سواء كان ذلك عبر التأييد أو التعاطف أو الدعم أو التبرع وخلاف ذلك. وأعلنت أنه أصبح كل ما ينطبق على تنظيم «داعش» أو غيره من التنظيمات المدرجة على قائمة الإرهاب، ينطبق على «حزب الله»، بما في ذلك تلقي بلاغات المواطنين على الرقم المعروف 990.
الحوار الثنائي
مِن جهة ثانية تنعقد اليوم جولة جديدة من الحوار بين حزب الله وتيار «المستقبل» في عين التينة، وعشيّة هذه الجولة التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وزيرَ الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الذي يمثّل «المستقبل» في هذا الحوار، إلى جانب النائب سمير الجسر والسيّد نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري.
وأكّد بري أمام زوّاره «أنّ الأجواء بين الطرفين المتحاورين أفضل ممّا كانت عليه في الفترة الأخيرة». وعن موضوع تفعيل عمل مجلس النواب الذي سيبدأ عَقده التشريعي الاوّل في 22 الجاري، قال بري: «في ما يتعلق بموضوع مجلس النواب، فإنّه سيُطرح في أوّل جلسة لطاولة الحوار في 30 من الشهر الجاري، وقبل ذلك لا يوجد شيء».
فضيحة شبكات الإنترنت
في سياق آخر، تفاعلَت فضيحة شبكات الإنترنت غير الشرعية في لبنان، وكشفَت أوساط متابعة لـ»الجمهورية» أنّه «تبيّنَ في المحطات التي اكتُشِفت، وجودُ لواقط وتجهيزات ضخمة جداً موضوعة على أعمدة ومنصّات وأبراج مرتفعة، وفي أماكن نائية لا ينفذ إليها البشر»، وتحدّثت عن وجود استغراب لدى وزارة الاتصالات «في شأن طريقة وصولها إلى هذه الأمكنة من دون أن تكون منقولة على البغال أو الدواب، إذ لا يمكن الوصول إليها بطريقة أخرى».
وأشارت الأوساط إلى أنّ «هذه اللواقط مجهّزة لشحنها بالكهرباء بوسائل متطوّرة وحديثة على الطاقة الشمسية، نظراً لوجودها في أماكن غير مأهولة لا تصِل الكهرباء إليها، ومن هذه الأماكن: جرود الضنّية، فقرا، عيون السيمان».
ونبّهَت الأوساط إلى أنّه «خلافاً لِما يروّجه البعض، عبر الاستخفاف بهذه الفضيحة واعتبارها أمراً بسيطاً من أجل تخفيف العقوبات على المرتكبين، أقلُّ ما يمكن قوله هو إنّها تُعرّض أمنَ لبنان القومي للمخاطر، إضافةً إلى تعريضها الماليّة العمومية للسَرقة».
وكشفَت أنّ «العملية تتمّ تحت إشارة القضاء بإشراف القاضي علي ابراهيم، وقد أحال شخصين إلى التحقيق حتى الآن»، وأكّدت أنّ «وزير الاتصالات بطرس حرب سيكشف تفاصيل متعلّقة بهذا الملف في مؤتمرٍ صحافيّ يَعقده عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم».
وكان تكتّل «الإصلاح والتغيير» أكّد أنّ «الاكتشافات تدلّ إلى أنّنا أمام جريمة وفضيحة موصوفة بكلّ المعايير، خصوصاً أنّ ثمّة مقارَّ رسمية كالقصر الجمهوري ومجلس النواب والجيش اللبناني ومؤسسات ماليّة ومصرفية تَستخدم هذه الشبكة غير الشرعية والمعرّضة للاعتراض والتنصّت من قبَل العدوّ الإسرائيلي وأجهزة استخبارات أخرى على ما وَرد في الشكاوى».

اللواء :

وسط تبدلات في موازين القوى العسكرية والسياسية في ما خص الصراع في سوريا، بعد الخطوة الروسية بسحب القسم الأكبر من وحداتها العسكرية والطائرات واعادتها إلى مواقعها في بلادها، سلكت الأجندة السياسية المحلية مسلكاً، فحواه: ان الاستقرار اللبناني هو المدخل لانتخاب الرئيس وإعادة احياء المؤسسات وإزالة النفايات، ومعالجة التوتر في علاقات لبنان، على خلفية سياسات «حزب الله» مع دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.
1- استئناف الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» في جلسة مكتملة الحضور مساء اليوم، في حضور وزير المال علي حسن خليل الذي كشف ان حوار اليوم «سيكون في أعلى درجات الحرص على ان يصل إلى نتيجة تخفف من التوتر، نتيجة الاشتباك السياسي على مستوى المنطقة».
وعلمت «اللواء» ان وفدي «المستقبل» و«حزب الله» يعكفان على اعداد جدول أعمال يتناسب مع التطورات، ويتوافق مع الطموحات المرجوة بخفض التوتر، وتوفير مساحة تفاهم مشتركة على دعم القوى الأمنية، بما في ذلك توفير الأرضية للحكومة لإنجاز خطة إزالة النفايات المتراكمة من الشوارع، عبر المطامر المستحدثة التي تتواصل الاتصالات من أجل ان توضع موضع التنفيذ.
2- استئناف جلسات الحكومة بنصاب شبه مكتمل، وبتوجيه لإنجاز ما يمكن إنجازه من مواضيع عالقة على جدول الأعمال في الجلسات الماضية، وتقتضيها مصلحة المواطن، ولا يمكن التساهل بعدم بتها.
وعلى هذا الصعيد، أكّد الرئيس تمام سلام في «اليوم العالمي لحقوق المستهلك»، ان الحكومة تعمل اليوم بشكل متعثر في ظل الشغور الرئاسي والشلل التشريعي، معتبراً انه تمّ التوصّل بشق الانفس إلى «حل مؤقت بانتظار حل مستدام لازمة النفايات»، لكنه رفض الاستسلام أو التوقف امام السلبيات أو الغوغائية، معلناً انه «في اللحظة التي اعتبر فيها ان الصبر لم يعد ينفع، وأن الأمور نفذت فلن أقصّر في اتخاذ المواقف التي تحمي المواطن والوطن» (ص 2).
ومن هذه الوجهة، يترأس الرئيس سلام قبل ظهر غد الخميس، الجلسة العادية لمجلس الوزراء، وقال مصدر وزاري ان المجلس سيستكمل درس بنود متراكمة من جدول أعمال سابق.
3- وبعد غد الجمعة، من المفترض ان تسلك خطة المطامر لطمر النفايات ورفعها من الشوارع طريقها إلى التنفيذ، وفقاً لما أكده وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء».
وأضاف انه متفائل أكثر من ذي قبل بتطبيق الخطة، بعدما استوضح حزب الطاشناق، ممثلاً بامينه العام النائب هاغوب بقرادونيان الرئيس سلام بعض النقاط المتعلقة بمطمر برج حمود.
وعلمت «اللواء» ان حزب الطاشناق كان متوجساً من إقامة معمل لفرز النفايات في برج حمود، ومن جعل النفايات في المنطقة، وأن جواباً أتاه أن لا داعي لإقامة معمل هناك خصوصاً وأن معمل الكرنتينا قائم.
أما بالنسبة إلى جبل النفايات، فأوضحت المصادر أن الجميع كان يتحدث عن معالجة هذا الجبل منذ ثمانية أشهر.
وفي تقدير الوزير دو فريج أن وفد الطاشناق تفهّم الموضوع وسمع توضيحات حول هواجسه، وهو ما عبّر عنه بقرادونيان بقوله بعد الاجتماع بالرئيس سلام في حضور الوزير أكرم شهيّب بأن الاجتماع كان إيجابياً، وأنه أعطى لنفسه وللجنة المركزية لحزب الطاشناق مهلة حتى مساء اليوم.
وفي المعلومات أن أجواء الاجتماع الذي استمر قرابة الساعة والنصف كانت إيجابية جداً ، ونقل بقرادونيان خلال الاجتماع هواجس أهالي المنطقة والمعنيين حول مطمر برج حمود وتساؤلات حول الحوافز التي ستستفيد منها البلدية، فكان ردّ واضح وصريح من قبل الرئيس سلام والوزير شهيّب ومن رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر حول هذه الهواجس والتساؤلات، مما ترك ارتياحاً لدى بقرادونيان الذي سينقل كل ما سمعه إلى اللجنة المركزية لحزب الطاشناق اليوم.
سجال برّي - عون
سياسياً، وفيما كانت الأنظار تتجه إلى أبعاد الخطوة الروسية وانعكاساتها على الوضع في لبنان، لم تمر المواقف التي أعلنها النائب ميشال عون مساء أمس الأول من دون موقف يحمل دلالات ذات تأثير على الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء المقبل.
وقد اعتبرت حركة «أمل» بلسان وزير المال أن موضوع الرئاسة هو المفتاح لحل الكثير من أزماتنا السياسية، وقال: «هنا نسمع الكثير عن دور المجلس وبكل صراحة لا يمكن أن نشكك بشرعيته ودستوريته عندما يكون مخالفاً لمصلحتنا أو مصلحة إنتخابية، ونقبل بدور هذا المجلس عندما يحقق مصلحتنا ويوصلنا إلى الموقع الذي نريد»، معتبراً أن من واجب الجميع الانتقال إلى المجلس لانتخاب الرئيس، معرباً عن ارتياح فريقه للمرشحين وتوجهاتهم الوطنية.
وهذا الموقف يعبّر عن توجّه جديد لحركة «أمل» والكتلة النيابية التي يرأسها الرئيس برّي بما خصّ إنهاء الفراغ الرئاسي.
الإنسحاب الروسي
وبقدر ما بقيت الأوساط السياسية اللبنانية منشغلة بالمشكلات اللبنانية الداخلية، كان سفير الاتحاد الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين يلتقي كبار المسؤولين وبعض القيادات السياسية لوضعها في قرار سحب القسم الأكبر من الوحدات العسكرية الروسية من المعركة في سوريا. فمن السراي أكد زاسبيكين لـ«اللواء» أن قرار الرئيس بوتين مدروس، وأن الانسحاب هو دليل قوة للاتحاد الروسي، فيما وصف الرئيس سعد الحريري 15 آذار «باليوم المجيد في تاريخ الشعب السوري، في الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة»، معتبراً أن لسان حال السوريين: «إرفعوا أيدكم عن سوريا وعودوا إلى بلدانكم» في إيحاء فسّر بأنه دعوة لحزب الله للإقتداء بالقرار الروسي.
ولم يغب القرار الروسي عن مداولات كتلة «المستقبل» النيابية التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وقال مصدر في الكتلة أنه جرت «دردشة» أولوية حول القرار الذي يمكن أن يُساعد على الحل السياسي في سوريا، لجهة العودة الى توازنات القوى العسكرية والسياسية» في هذا البلد الذي معصف فيه الحروب التدميرية.
وأوضج المصدر  ان الكتلة لم تتطرق إلى موضوع جولة الحوار مع «حزب الله» اليوم، باستثناء الإشارة إلى ان وفد «المستقبل» سيكون كاملاً، وأن الجولة ستكون بنصاب كامل.
في هذا الوقت، كان المبعوث الخاص للمفوضية العليا للاجئين الممثلة انجيلينا جولي تزور مخيمات النازحين السوريين في شرق مدينة زحلة.