في  نيسان 1981 وفي أثناء زيارة إلى عدة دول في الشرق الاوسط  دعا وزير الخارجية الأمريكي  ألكسندر هيغ إلى قيام شرق أوسط جديد. حيث قال:

«إن النزاع العربي الإسرائيلي يجعل بعضاً من أوثق أصدقائنا منقسمين على أنفسهم. والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط لا يمكن حمايتها إلا بإستراتيجية لا تغفل تعقيدات المنطقة ولا التهديد بحدوث تدخل خارجي.

جاء الرد من الرياض ، في  شهر آب 1981 ، بمبادرةالامير فهد  ولي العهد السعودي، المكونة من ثمانية مبادئ:

 

- انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967

- إزالة المستعمرات

- ضمان حرية العبادة وممارسة الشعائر في الاماكن المقدسة

- تأكيد حق الشعب الفلسطيني بالعودة

-تخضع الضفة الغربية وقطاع غزة لإشراف الامم المتحدة لفترة أشهر

- قيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس

- تأكيد حق دول المنطقة في العيش بسلام

- تقوم الامم المتحدة بضمان تنفيذ هذه المبادئ

رفضت مصر هذه المبادرة وتمسكت بإتفاقية كامب ديفيد , كذلك رفضتها إسرائيل , وأصدرت الخارجية الاسرائيلية بيانا جاء فيه : «إن إسرائيل ترى في الاقتراح السعودي خطة لتدميرها على مراحل، وبموجب هذا الاقتراح فإن الاعتراف بإسرائيل تبعاً لذلك ليس سوى وهم. وأن هذه الخطة تناقض اتفاقية كامب ديفيد», أما المجموعة الاوروبية فقد إعتبرت المبادرة أساسا جيدا للتفاوض , وأميركا تجاهلت المبادرة وكانها لم تكن ولم تعلّق بشيء , فبرز هنا التباين العربي في المواقف , بين رافض ومؤيد فرفضت سوريا والعراق , وأعربت بعض الدول العربية قبولها للمبادرة , حيث رفض بعض الكوادر في منظمة التحرير رفضا قاطعا للحديث عن المبادرة , معتبرين أن الظروف غير مناسبة لها هذا ما أعلنه فاروق القدومي , إلا أن ياسر عرفات دعم المبادرة وهو حزين جدا , كما نقل عنه الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي , أما حزنه حسب قول حاوي فكان بسبب شعوره بالضغط العربي ومن حلفائه , حيث قال : إستعدّوا للضربة , لقد أوصلتمونا بضغتكم هذا ألى موقف سؤدي إلى رفع الغطاء العربي عنا , ثم قال : اللهم اني بلّغت , ثم بعد ذلك سحبت السعودية مشرعها في قمة فاس في عام 1981 على اثر الضغوط التي مورست عليها .

يعتقد العديد من الباحثين أن إفشال المبادرة السعودية عام 1981 , كان هدفه التحضير لغزو لبنان كما تنبأ بذلك ياسر عرفات , حيث بدأت إسرائيل التحضير لعملية غزو لبنان بعد الحصول على الضوء الاخضر الاميركي .

بعد الانكشاف العربي والاسلامي الذي حصل حول منظمة التحرير , والتباين العربي في المواقف حول كيفية حماية المنظمة التي دخلت في زواريب الحرب اللبنانية , وبعض الحروب الجانبية العبثية , إبتداء من عام 1975 وصولا إلى عام 1982 , مما ادى إلى إضعافها عسكريا وسياسيا , وأهم ضعف ووهن هو الوهن المعنوي المتمثل برفع الغطاء الداخلي عنها وبالتالي خسارة الحاضنة اللبنانية والوطنية بعد إنقسام الساحة اللبنانية , والغطاء الخارجي العربي والدولي رُفع عن المنظمة مما جعلها مكشوفة وبلا معين .

هل يشبه اليوم الأمس في ظل هذا التباين العربي و الضغط العربي على حزب الله و وهل يمكن أن يكون تمهيدا لضربه إسرائيليا ؟؟؟؟؟؟