تبرأت حركة حماس من انتمائها العضوي لجماعة الإخوان المسلمين في خطوة فاجأت البعض، خاصة أن قياداتها لطالما أكدت على مر السنوات الأخيرة ارتباطها بالتنظيم الأم.

وشددت الحركة الفلسطينية، الثلاثاء، على عدم وجود أي علاقة تنظيمية أو إدارية مع الإخوان، بعد أن اتهمت القاهرة الحركة رسميا بالمشاركة في التخطيط والإعداد وتدريب عناصر إخوانية للقيام بعملية اغتيال النائب العام المصري السابق هشام بركات.

وقال خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحماس في مهرجان نظمه الجناح النسائي في الحركة، بمناسبة يوم المرأة العالمي بغزة “الحركة لا تنسلخ من ثوبها، ولا من فكرها الإخواني الوسطي، لكن نحن حركة تحرر ومقاومة ولا علاقة تنظيمية أو إدارية لنا مع الإخوان في مصر أو أي جهة أخرى”.

ويرى محللون أن تملّص حركة حماس تنظيميا من الإخوان يعكس في حقيقة الأمر مخاوفها من أن يتم تصنيفها تنظيما

إرهابيا من قبل القاهرة في مرحلة أولى وربما من طرف عواصم عربية أخرى في مراحل لاحقة.

وكانت مصر قد صنفت حماس منظمة إرهابية في فبراير من العام 2015، قبل أن تتراجع في يونيو من العام نفسه بقرار قضائي، ما اعتبره كثيرون آنذاك تحولا في الموقف الرسمي المصري حيال الحركة.

وأعاد إعلان وزارة الداخلية المصرية، مؤخرا، عن تورط الحركة في عملية قتل النائب العام هشام بركات، الحديث عن فرضية إدراجها مجددا ضمن القائمة السوداء.

وقتل هشام بركات (64 عاما) في تفجير استهدف موكبه بالقاهرة في يونيو من العام الماضي. ويعد أكبر مسؤول مصري يقتل منذ إعلان الجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013.

وأقام المحامي المصري طارق محمود، الثلاثاء، دعوى قضائية طالب فيها بإدراج حماس كمنظمة إرهابية، على ضوء تورطها في مقتل النائب العام بركات.

وقالت نورهان الشيخ أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ”العرب” “إذا صدر حكم قضائي جديد ضد حماس ستكون آثاره المباشرة كارثية بالنسبة إليها”. وأوضحت الشيخ أن الخوف من الوصول إلى هذه النتيجة، يفسر جانبا من دعوة خليل الحية للتنصل من العلاقة التنظيمية بين حماس والإخوان، بعد أن أصبحت العلاقة مع هؤلاء تمثل عبئا على الحركة، خاصة بعد تصنيفهم كجماعة إرهابية في بعض الدول العربية.

ولفتت نورهان إلى أن هذا الموقف الحمساوي الجديد لا يمكن أن يكون بمعزل عن الجهات الداعمة للحركة التي ربما أوحت لها بتبني هذا الحل للخروج من مأزق انسداد الأفق، فضلا عن الأزمات المالية والإدارية والسياسية والأيديولوجية، التي تعصف بها منذ سيطرتها على قطاع غزة في العام 2007.

وما يزيد من هواجس حماس إزاء إمكانية تصنيفها كمنظمة إرهابية هو قرار دول مجلس التعاون الخليجي القاضي بوضع حزب الله على قائمة الإرهاب.

ويبدو واضحا أن الدول العربية عموما لن تقبل التساهل مجددا مع أي منظمة تشكل تهديدا للأمن القومي في المنطقة.

ويلاحظ أن حركة حماس التزمت الصمت حيال تصنيف الحزب الشيعي اللبناني تنظيما إرهابيا، في تصرف قرأه البعض على أن حماس تريد ترك العاصفة تمر دون أن تسقط في أي إحراج سواء مع المملكة العربية السعودية أو مع إيران التي تحاول تحسين العلاقات معها بعد التدهور التي شهدته على خلفية ما اعتبر “انقلاب حماس على النظام السوري”.

وقال قدري حفني خبير الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية لـ”العرب”، إن حماس باتت الآن في موقف لا تحسد عليه، لذلك لجأت للقفز من قارب الإخوان حتى لا تلقى مصير التنظيم الأم، واصفا هذه الخطوة بأنها “جاءت متأخرة بعض الشيء، لكنها أفضل من ألا تأتي”.

 

صحيفة العرب