لقد شكل التحول بسياسات حزب الله على الساحة المحلية والإقليمية نقطة تجاذبات كبيرة أساءت للحزب إلى حد كبير، سيما بعد المواقف القاسية التي أطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله من المملكة العربية والسعودية وبعض الدول الخليجية على خلفية الأحداث التي تعصف بالمنطقة.

 وأدت مواقف الحزب هذه إلى تراجع كبير في رصيد الحزب السياسي والشعبي الذي كسبه الحزب خلال معاركه مع العدو الصهيوني وبعد اندحار الاحتلال الاسرئيلي عن لبنان عام 2000 حيث كرس الحزب بنية دعم عربية شعبية وسياسية كبيرة .

وجاءت تطورات المنطقة وأحداثها  السياسية والعسكرية ليقرر الحزب بعدها الدخول الى المستنقعات العربية فتدخل في الحرب السورية واستمر تمدده الى اليمن والعراق والبحرين فأُخذ عليه مساندة الانظمة المتبدة أمام إرادة الثورات في العالم العربي وخصوصا في سوريا . إن هذه التداعيات والمواقف فرضا نمطا عربيا جديدا في التعامل مع الحزب وخياراته الجديدة فشكلت بعض المواقف العربية إدانة كبيرة للحزب كان آخرها موقف دول مجلس التعاون الخليجي الذي صنف الحزب حزبا إرهابيا على خلفية مشاركة الحزب في الحرب السورية وغيرها . أما هذه الوقائع الجديدة ربما على حزب الله مراجعة حساباته وإعادة النظر بمواقفه مع ضرورة إجراء تعديلات اساسية في الاستراتيجيات الجديدة المتبعة داخليا وخارجيا والتفكير في كيفية التخلي عن الأساليب السلبية التي يعتمدها في مقاربة القضايا العربية التي ظهرت مؤخرا . لا شك أن حزب الله حشر نفسه في زاوية استعداء الدول العربية ما دفع هذه الدول الى اتهامه بالارهاب وهو كان بغني عن هذه التهم والحفاظ على انجازاته الكبيرة التي كرسها من خلال مواجهة العدو الاسرائيلي.

إن الحل الوحيد اليوم هو بانتهاج الحزب سياسة الإعتدال الحقيقي بعيدا عن استعداء الدول العربية وهي التي كانت رصيد الحزب وخزانه الشعبي والسياسي والعمل على إطلاق المواقف المحافظة على الوحدة العربية والاسلامية والإستجابة للمواقفالإيجابية الداخلية التي ينتهجها الرئيس سعد الحريري واستغلال هذه المواقف لفتح كون من أجل الحوار مع المملكة العربية السعودية و دول الخليج.

إن هناك ضرورات كبيرة تقضي بل تفرض على الحزب مراجعة حساباته وخياراته مع الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية من أجل الخروج من هذا المأزق ليستعيد الحزب مكانته وأصوله في العالم العربي .

إن الحوار مع المملكة العربية السعودية من شأنه أن يعيد التماسك الى الساحة الداخلية أولا ويعيد الحزب الى مربعه العربي وخياراته العربية واللبنانية .