يعود الجدل في لبنان بين حين وآخر بشأن مشكلة السلاح المتفلت كلما سقطت ضحية جديدة، بعدما أصبح استخدامه شائعا في الأعراس والإحتفالات السياسية والمشادات بين المواطنين، وكثيراً ما يُقتل مواطنون لأسباب تافهة، مثل الخلاف على أولوية المرور بالسيارة أو عن طريق الخطأ.. 

تتكرر الحوادث المنزلية المؤسفة التي يذهب ضحيتها أطفال جراء فوضى السلاح المنتشر بيد الأهالي من دون أي رقابة، وجديد فصول هذه الحوادث فاديا علي زين (35 عاماً) من بلدة جويا الجنوبية ومن سكان بيروت قُتلت أول من أمس عن طريق الخطأ بطلق ناري أطلق من مسدس حربي كان يحمله إبنها (7 سنوات) في منطقة معوّض (الضاحية الجنوبية).

إبن الأعوام السبعة وعلى الرغم من نشاطه الزائد إلا أنه يبقى طفلاً لا يميز أو يدرك أن طلقة نارية في رأس أمه لو بقصد المزاح لن تعيد له والدته ، هي مأساة لكل من ما للمأساة من معاني بعد وفاة فاديا على يد إبنها الأصغر ، فهي وأثناء وجود زوجها مع جارتها وإبنتها مساء السبت دخلت إلى غرفتها لتعطي إبنها المال لينزل إلى الدكان فدخل معها ووجد مسدس والده على الطاولة فقرر أن يمازح أمه معتقداً أنه واحداً من مسدساته التي يلهو بها وقتلها عن طريق الخطأ .

 ويبقى النزيف الذي تركته في قلب ولديها إبن العشرين وإبنة السابع عشر ، أما النزيف الأكبر هو في قلب طفلها الأصغر الذي سيتذكر خسارته لأعز الناس في حياته..

فلا مكان اليوم للحديث عن السلاح الذي بات في كل بيت ولا للحديث عن وجوب الإنتباه لعدم وصول الأطفال ففاجعة هذه العائلة لا تحتمل في هذه اللحظات تنظيراً كان ليفيدها قبل وقوع هذه المأساة وليس بعدها..

خلاصةً... في ظل فوضى رخص حمل السلاح، نرى أن إنتشار الأسلحة في المنازل بات امراً طبيعياً. حيث إن الإقتتال داخل الاحياء والبيوت، وبين الافراد داخل المنزل الواحد بات امراً مقبولاً، لا بل إنّه لم يعد مستهجناً إستعمال السلاح الفردي للإنتحار..

هو السلاح المتفلت و إبنة ال 35 عاماً في الضاحية كانت الضحية الجديدة ولكن ليست  الأخيرة بالطبع..