لم يمر يومان على قرار البنك الأهلي السعودي إقفال فرعيه في لبنان، وإعادة الودائع إلى أصحابها، وتصفية جميع المعاملات العائدة لزبائنه اللبنانيين والسعوديين وفق الأصول المصرفية بسبب الحملات التي قام بها حزب الله ضد المملكة حتّى أعلنت وكالة الأنباء السعودية اليوم أن الأخيرة قررت ايقاف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وتلاها مصادر سعودية خاصة لـlibancall بأن السعودية ستصعد موقفها ضد لبنان وهي تتجه لسحب ودائعا واتخاذ قرارات إضافية ضده.

فالسعودية قدمت الكثير للبنان وليست مضطرة لتحمل الإنبطاح اللبناني وعلى اللبنانيين أن يستيقظوا قبل أن يتحول لبنان إلى غابة خربة تسكنها الضباع والغربان وإلى ولاية إيرانية كما يريد حزب الله.

فالدولة التي تسمح لوزير خارجيتها أن يتبنى موقفا لدويلة ويدافع عنه في المؤتمرات الخارجية هي دولة فقدت هيبتها وخضعت لحزب الله وتستّرت أيضًا على مواقف ضدّ مملكة لها الفضل الأكبر في إبعاد لبنان عن الصراعات السياسية وإنمائه ماديا .

ولعلّ هذه الخطوة الإيجابية التي أقدمت عليها المملكة كانت يجب أن تكون منذ زمن علها بذلك تجعل الدولة اللبنانية تتحرر من قيد حزب الله المسيطر على كافة مرافق الدولة بدءا من القضاء وصولا لوزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية. فحزب الله لم يتوّقف عند حدّ جرّ لبنان إلى الهلاك بسبب الحرب السورية إنّما عرّض سابقا ألاف العائلات الشيعية لخطر قراراته الحمقاء التي لا تغني عن مواقف حقيقية ووطنية ليصل به تهوّره إلى جعل السعودية تعاقب الجيش اللبناني والأمن.

وإذ أننا نشيد بهذه الخطوة التي جاءت متأخرة لكن أن تأتي خير من ألا تفعل أبدا وافضل ما بهذا القرار أنه كسر شوكة من يدّعون ان السعودية تنفّذ عملا مذهبيا ضد الشيعة كما أنها أثبتت أنها تتخذ قراراتها انطلاقا من عمل سياسي بحت.

وفي هذا السياق، يجب أن نؤكد ان ربما ضارة نافعة، إذ ان هذه الخطوة التي اتخذتها السعودية بمعاقبة الدولة اللبنانية ربما ستكون خيرا وتدفع بالدولة إلى التحرر والإنتفاضة قبل أن يسوق تحفظها عن خطابات ضد الدول العربية إلى ما لا يحمد عقباه.