ذكرت وكالة تاس اليوم أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه خلاله دعوة للملك لزيارته وأفادت الوكالة أن الإثنين عبّرا عن رغبتهما في حل الأزمة السورية وتحقيق الإستقرار في المنطقة.

  هذا الإتصال الذي جاء عقب إعلان السعودية رغبتها في تدخل بري بقيادة التحالف الدولي في سوريا، وهو ما تعارضه موسكو وتقول إنه قد يقود إلى حرب عالمية ثالثة، يظهر عن محاولة روسيا الحصول على رضى السعودية في وقت يعتبر دقيق جدّا لكلا الطرفين.

  وبما أنه حتى الآن لم يحقق الجيش السوري وحلفاءه أي انتصار يُذكر بدون مساهمة الطائرات الروسية فإن الحليف القوي والمسيطر على الوضع السوري خاف من دخول منازع أقوى على الساحة السورية ومن سحب بساط الإنتصارات من دولته فسارع إلى إجراء اتصال مع السعودية لتهدئة الاوضاع.

  وإن كانت نقطة الخلاف بين السعودية وموسكو تتمثّل في رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أو بقائه، فإنّه ليس من المستبعد أن تغيّر الأخيرة رأيها لكي تتجنّب الحرب مع منطقة عربية لديها حشد قوي من الدول بمقابل إيران وحزب الله فقط.   وكان  سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين قد أكّد أن تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بخصوص استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية لا تنسجم نهائيا مع الجهود الديبلوماسية التي تقوم بها روسيا.

  ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن تشوركين قوله :إن "موسكو ساعدت الأسد على تغيير موازين الحرب، وهو ما يفرض عليه إتباع الخط الروسي والالتزام بمحادثات السلام"، محذرا النظام السوري "من تجاهل خطة وقف إطلاق النار في سوريا".   وجدد تشوركين تأكيده بأن موسكو تعمل بجدية نحو التسوية السلمية للأزمة السورية، مضيفا :"أن مناقشات وقف إطلاق النار في سوريا لا تزال جارية".   واعتبر المسؤول الروسي أن "استمرار القتال في سوريا يعد أمرا بلا جدوى، وسيسمح للصراع بالاستمرار إلى الأبد"، داعيا النظام السوري إلى "اتباع خطى روسيا، في حال أراد الخروج من الأزمة مع حفظ كرامته".  

وعلى ما يبدو أن التحذير الروسي الأولي للأسد ليس إلا محاولة تدريجية لتركه وحلفائه يتخبّطون في صراع الحروب بينما هي تلهث وراء مصالحها.   وفي هذا السياق يجب لفت النّظر إلى الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى "القادة الشهداء" حيث اعترف بأن الحرب في سوريا تحتاج إلى وقت طويل.    فالسؤال هنا: هل كان نصرالله يحضّر لهذه اللحظة؟