قال رئيس دائرة الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب البروفيسور عوزي رابي إن مصلحة إسرائيل تكمن في استمرار الصراع السوري أكثر فأكثر وصولا إلى انتصار محور الروس مع الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن ذلك سيكون أفضل لإسرائيل.

  ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن رابي قوله في حوار مع إذاعة "أف. أم. 103"، إنه طالما أن الحرب في سوريا تأخذ منحنيات صعبة أكثر، فإن ذلك يكون أفضل لإسرائيل.

  وبيّن أن إمكانية التدخل العسكري التركي والسعودي في سوريا تعني أن الدولتين في الطريق لأن تأخذا بعين الاعتبار مصالحهما الحيوية في سوريا، في ضوء ما يقوم به الروس وحالة التعافي التي يشعر بها نظام الأسد، وفي ظل افتقار الرياض وأنقرة لدولة عظمى تساندهما، لكن ذلك يعني بالضرورة زيادة حدة الصراع الإثني والديني بين السنة والشيعة.  


  تحرك وأهداف وأضاف "يبدو من الصعوبة بمكان قراءة التحرك السعودي التركي تجاه سوريا بعيدا عن الاتفاق مع الأميركيين الذين لا يريدون ربط الكارثة الإنسانية الحاصلة في سوريا بسجل الرئيس باراك أوباما، وهو ما يعني أن لديهم رغبة برفع كلفة الصراع على الروس، الذين يحققون اليوم إنجازات ملفتة للغاية دون دفع أي أثمان في المقابل".

  وأوضح أن الروس سيواصلون توسعهم في ظل عدم وجود معارضة أمامهم، يأتي ذلك مع استمرار السياسة الأميركية المعروفة بـ"الإدارة من الخلف"، في حين يحاول الأتراك والسعوديون تحسين مواقعهم ويبحثون عن طريقة جديدة لإدارة الصراع المشتعل في سوريا.

  وختم حديثه بالقول "المسلحون السوريون المعارضون للنظام لا يستطيعون أن يقفوا أمام الإيرانيين والروس والأسد وحزب الله، في حين يبدو الأتراك والسعوديون قادرين على توجيه ضربات موضعية مؤلمة لذلك التحالف، لكن الخلاف يبقى بين السعودية والولايات المتحدة، فالرياض تقول إنه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية إلا حين يكون الأسد خارج المشهد السياسي، في حين أن الأميركيين يرون إمكانية بقائه في الحكم ومحاربة تنظيم الدولة في الوقت ذاته".


  معارك ونجاحات من جهته قال المستشرق الإسرائيلي الخبير في الشؤون السورية البروفيسور آيال زيسر، في صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن الحلف الذي يقوده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس السوري بشار الأسد وإيران وحزب الله، يحقق نجاحات متلاحقة في المعارك الدائرة في جبهات القتال مع معارضي النظام السوري، حيث وضعت المليشيات المدعومة من ذلك الحلف يدها على مواقع إستراتيجية في شمال سوريا، لاسيما في حلب وفي الجنوب حيث توجد درعا.

  لكن ثمن النجاحات الميدانية التي حققها بوتين يدفعها السكان السوريون، فعدد القتلى يقترب من نصف مليون، ينضم إليهم ثمانية ملايين لاجئ، وهم عبارة عن ثلث سكان الدولة، ممن عثروا على ملاجئ لهم خارج الحدود، ومن المتوقع أن تضيف الهجمات الروسية والإيرانية من اثنين إلى ثلاثة ملايين سوري آخرين إلى موجة اللاجئين، وفي نفس الوقت منحت النظام القدرة على السيطرة على "سوريا الصغيرة".

  وأضاف "في الوقت ذاته، يمكن الإشارة إلى أن أي نجاح يحققه بوتين يقابله إخفاق متزايد لباراك أوباما، الذي يبدي تهاونا لما يحصل في سوريا وفي مناطق أخرى من الشرق الأوسط، مما منح بوتين القدرة على تنفيذ ما يريده، ويعيد من جديد هندسة سوريا المستقبل، بحيث فيها أقلية علوية صغيرة، تقترب من 10%، تتحكم في أغلبية سنية كبيرة".

  وأوضح أن "سوريا المستقبل" التي يتم العمل على تصميمها سيصبح نصف سكانها من اللاجئين، ومن تبقى فيها سيكون مضطرا للتسليم بالتوزيع الديمغرافي الجديد، حيث يصبح العلويون والأقليات السكانية الأخرى نصف سكان البلاد، وهكذا تأخذ الحرب السورية منعطفا حادا بغض النظر عن الدمار الذي حلّ بهذه الدولة.