القدّيس "فالنتينا" ليس مسلمًا،ـ إنّه مسيحي وكلّ ما يتعلّق بيوم عيد الحب يعود للقدّيس وللرواية التي تقول أن القديس فالنتينوس كان كاهناً مسيحياً في روما عاش خلال القرن الثالث ميلادياً في عهد الامبراطور كلاوديوس الوثني الذي اضطهد المسيحيين لأنهم لا يعبدون الأوثان. وبعدما بدأت الاضطرابات في الامبراطوريّة الرومانيّة وبعدما قرر الامبراطور القيام بحملة تجييش كبيرة شملت إحدى قراراتها منع الزواج في الامبراطوريّة وفسخ كلّ الخطوبات، قام الكاهن فالنتينوس بدعوة الجميع سراً إلى كنيسته لتزويجهم.

وعندما علم الامبراطور بذلك، قام بسجن فالنتينوس إلاّ أنّ هذا الأخير لم يتوقّف عن نشر الإيمان حتى داخل السجن لذا أصدر الامبراطور أمراً بإعدامه في الرابع عشر من شباط..

إلّا أنّ الإحتفال بـ 14 شباط كعيد للحب لم يكن حكرًا على الطائفة المسيحية إذ أنّه وبفعل التسويق انتقل إلى منطقة الشرق الأوسط وبدأ المسلمون يحتفلون به رغمًا عن أنف مراجعهم التي لا تجيز بهذه الإحتفالات باعتبار أنّها مأخوذة عن تقاليد غيرنا وهذا كلّه يرفضه الدّين الإسلامي بطائفتيه السنية والشيعية.

وللوقوف على هذه الظاهرة خاصة أنّنا في وقت يحتفل به كلّ النّاس وربما يتهيأ له المسلمون قبل المسيحيون دون الأخذ بعين الإعتبار آراء مراجعهم وفتاويهم الشرّعية، أجرى موقعنا إتّصالا هاتفيا مع الشيخ محمد بيضون (سنّي) والشيخ عباس الجوهري (شيعي) لمعرفة ماذا يقول كلاهما عن هذا العيد.

بداية اعتبر الشيخ عباس الجوهري أنّ "الإسلام لا يحرّم على المرء الإحتفال والفرح " مضيفا" أن يجعل للإنسان يوما لفرحه يسميه يوما للحب يوما للأم لهو شيء رائع زعبّر عن رأيه الشخصي بأنه " لسنا مع القائلين أن الإسلام يحاول إنتزاع الأمور التي تفرح الإنسان"

وأردف " أن يكون للحب يوما فهذا ما يدعو له الإسلام بشكل إجمالي " وشرح أن "العناوين العامة لا تمانع  إحترام الحب وما الدين إلى الحب" متمثّلا بقول " جيمي هندريكس أن العالم مليء بالحب"

وأضاف أنه" لا يمكن لنا أن نبعد هذه الأحاسيس لكن ضمن الضوابط الشرعية".

وأما بالنسبة ما إذا كانت فتوى عدو جواز الإحتفال تعني تقييدا للإسلام يقول الجوهري أن "الفهم العميق والواقعي لا يحرم على المرء أن يفرح وأن ينفتح فيه على الآخر بكل أشكاله" معتبرًا أن " الحب أمر محبب شرعا وعقلا .

وأكد أنه شخصيّا ليس من الدعاة إلى تغريب هذه الأمور لأن هذا المفهوم أصيل في ثقافتنا وعلينا أن نبدع بالأساليب في إقامة الفرح بمجتمعاتنا" شارحًا أنه "بالعموم من الأحاديث ليس هناك أي آية أو حديث تدلّ على حرمة الإحتفال".

بالطبّع هذا الرأي لا تمثله كافة الطائفة الشيعية ككلّ إذ أن بعض الشيوخ إلتقوا بما قاله الشيخ بيضون الذي اعتبر أن "بالإسلام لا يوجد إلا عيدان هما الفصحى والفطر حتى عيد ولادة النبي هو ذكرى ولادة وأي شيء مستحدث على الدين هو لا يجوز خاصة إذا كان تثبيت للعيد او للإحتفال فيه " معللا أن "أكثر من ذلك خاصة أن هذا العيد كان مرتبطا بقس يدعى فالنتاين يقال انه ارتكب فاحشة ما " مضيفا أن "هذا الأمر لا يمثل المسلمين ولا يعني لهم لا من قريب ومن بعيد " وعما إن كان ذلك نوعا من الإنفتاح أو الإنطواء يقول الشيخ بيضون أن "لا علاقة للإنفتاح بالدين حيث أننا منفتحين بالكثير من الأمور ودائما هناك إجتهاد " .

وأضاف أن" على الحياة البشرية تطرح أمورا يجب أن نجاريها لكن هذا الأمر تافه لا يمكن أن يعلق عليه إضافة إلى أن هذا العيد هو لقاء للحب المحرم اما إن كان الحب من النوع الحلال فبالنسبة إلينا كل يوم يجب أن يكون عيد."

صحيح ان بعض رجال الطائفة الشيعية والسنة يفتون بعدم جواز هذا الإحتفال وصحيح أيضا أن الرأي الشخصي للشيخ عباس الجوهري يناقض ما صرّح به الشيخ محمد بيضون لكن الواقع يفرض نفسه ولن يتغيّر : 14 شباط عيدا للمحبين مسلمين ومسيحيين شئنا أم أبينا.