أعلن الفاتيكان فى بيان صدر عنه يوم الاثنين الماضي أن البابا فرانسيس سيسافر إلى السويد نهاية تشرين الاول المقبل لإحياء ذكرى تاسيس البروتستانتية (حركة الاصلاح الدينى )، وهى عقيدة مسيحية انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية فى القرن السادس عشر.

  وجاء فى البيان "ينوى قداسته المشاركة فى الإحتفال المشترك بين الكنيسة الكاثوليكية والاتحاد اللوثرى العالمى لإحياء الذكرى الـ500 لحركة الإصلاح الدينى " والتي اطلقها مارتن لوثر في مواجهة الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية.

  ومن المقرر ان  يقام الحدث، الذى سوف يتضمن صلوات مشتركة بين معتنقى المذهبين الكاثوليكى والبروتستانتي، فى 31 تشرين الاول  المقبل فى لوند، وهى بلدة تقع جنوب السويد بالقرب من جسر أوريسند الذى يربط شبه الجزيرة الإسكندنافية بالدانمارك، ومن المعروف ان صراعا كبيرا نشب بين الكنيستين الكاثوليكية والبروتستناتية طيلة مئات السنين الماضية الى ان جرى الاعتراف المتبادل بينهما رغم استمرار الخلافات العقائدية والبروتوكولية واحيانا السياسية. هذه الزيارة من قبل البابا فرانسيس للسويد للمشاركة في الذكرى ال 500 لانشقاق الكنيسة البروتستانية عن الكنيسة الكاثوليكية تؤكد على روح التسامح والقبول والتعايش الواقعي والعملي بين الكنيستين واتباعهما.

وفي المقابل نطرح السؤال البديهي : متى ينتهي الصراع السني – الشيعي ويحتفل قادة وعلماء المؤسسات السنية مع علماء ومراجع الشيعة بمناسبة الانشقاق الاول بين المذهبين او بداية الخلاف بينهما ويعترفون ببعضهم البعض او يؤكدون على هذا الاعتراف والذي سبق ان اعلنه العديد من علماء المذهبين طيلة السنوات والقرون الماضية.

لكن للاسف في كل مرة وعند نشوء صراع سياسي يعود العلماء الذين تبنوا المصالحة والتقريب للاعلان عن ندمهم وتوبتهم عن ذلك كما حصل مؤخرا مع رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي والذي اعلن عن ندمه لعمله في التقريب، او كما يحصل احيانا من قبل بعض علماء الازهر الذين يشنون الحملات ضد التشيع والمذهب الشيعي.

كما نجد بعض علماء وقادة الشيعة الذين يتحدثون عن عدم جدوى التقارب مع السنة او يخوضون الصراعات المذهبية ضد رموز السنة. نحن بحاجة اليوم الى مصالحة تاريخية ونهائية بين السنة والشيعة ورفض اي استخدام سياسي او للصراع على السلطة للمذهبين من اي فريق او دولة او مؤسسة.

وقد صدر مؤخرا كتاب مهم للعلامة الشيخ حيدر حب الله  عن دار الانتشار في بيروت تحت عنوان : رسالة سلام مذهبي حول العلاقة بين السنة والشيعة وهو جدير بالقراءة والمطالعة والبحث وقد يكون مدخلا عمليا للمصالحة التاريخية بين السنة والشيعة. على امل ان نرى شيخ الازهر وعلماء اهل السنة الكبار يحتفلون في النجف الاشرف او في قم مع علماء الشيعة بمرور 1400 سنة على الانشقاق التاريخي بين السنة والشيعة اي بعد الخلاف على الامامة وهكذا تبدأ نهاية هذا الصراع التاريخي.