إنطلقت مبادرة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتبني ترشيح مرشح حزب الله الأساسي العماد ميشال عون، وتركت هذه المبادرة أثرا إيجابيا في الأوساط المسيحية خصوصا، إلا أنها ما زالت رهن المواقف المنتظرة من الأطراف سيما المعني الأساسي بترشيح عون وهو حزب الله .

إن الصمت المطبق لحزب الله فيما يخص هذه المبادرة يثير جملة تساؤلات حول موقف الحزب وجديته من ترشيح العماد عون بعد الفرصة الذهبية التي حصل عليها هذا الترشيخ من خلال مبادرة جعجع .

وطرحت ضبابية موقف حزب الله مدى جدية الحزب بتبني هذا الترشيح حيث لم يصدر الحزب أي موقف بعد حول هذه المبادرة، الأمر الذي أدى إلى خشية وخوف كبيرين لدى التيار الوطني الحر والعماد ميشال عون من أي تعديل في موقف الحزب تجاه ترشيح عون وبالتالي من المنتظر أن تظهر إلى العلن بعض المواقف في هذا الشأن سيما وأن انتظار موقف حزب الله بلغ أسبوعا كاملا لدى التيار الوطني الحر . ميشال عون الخائف الأكبر وما زال في قاعة الإنتظار الذي فرضها الحزب على معالجة الملف الرئاسي في لبنان، ويبدو أن مبادرة جعجع تركت ما يشبه الإرباك لدى قيادة حزب الله وبات إصدار الموقف بشأنها بحاجة الى مشاورات جديدة هذا إذا كان الحزب جديا في المضي بترشيح العماد ميشال عون خصوصا بعد مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهو الحليف الأكثر التصاقا بحزب الله ولاقى ترشيحه لرئاسة الجمهورية قبولا كبيرا في أوساط حزب الله القيادية والشعبية . وعلى ما يبدو فإن الخيارات أمام حزب الله باتت أوسع وبالتالي فإن انتظار موقف الحزب يتطلب وقتا لحين الإنتهاء من المشاروات الداخلية لتحديد الخيار المناسب للحزب، وربما لم يعد العماد عون هو الخيار الأوحد وخصوصا بعد تبني هذا الترشيح من قبل القوات اللبنانية  .