بات شبه المؤكد أن جلسة 8 شباط المقبل لانتخاب رئيس الجمهورية ستلحق بسابقاتها أل34، وذلك فيما لو بقي "حزب لله" على صمته ورئيس المجلس النيابي نبيه بري على تريّثه إزاء التطوّرات الرئاسية الأخيرة. 

وكشفت معلومات لأوساط سياسية مطّلعة، أن الحزب ما زال يعمل على تكوين رؤية معيّنة متّصلة بإعلان الدكتور سمير جعجع تأييد ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، وإن كان على علم مسبق بهذه الخطوة.

وقالت المعلومات، أن تأجيل اجتماع كتلة "الوفاء للمقاومة" الأسبوع الماضي، مردّه إلى قرار بعدم التسرّع قبل أن تهدأ النفوس بين "التيار الوطني الحر" ومكوّنات قوى 8 آذار الداعمة لترشيح النائب سليمان فرنجية. 

من هنا، فإن صمت "حزب الله" "الثقيل" يضجّ بالدعم غير المعلن، والذي لن يخرج إلى الرأي العام قبل أن ينسحب على الحلفاء المعترضين حتى الساعة على خطوة معراب.

وفي هذه الأثناء، فإن الأسبوع الحالي، سيكون حافلاً باللقاءات "الرئاسية" على كافة المحاور داخل فريق 8 آذار، كما أضافت المعلومات، والتي كشفت عن لقاء وشيك بين العماد عون والسيد نصرالله، تزامناً مع مشاورات مكثّفة على خط حارة حريك ـ عين التينة، وحارة حريك ـ بنشعي.

وبالتالي، فإن الفترة الفاصلة عن موعد جلسة الإنتخاب الرئاسي ستكون حافلة بالتطوّرات والأحداث التي ستحدّد مسار ترشيح العماد عون، وذلك لجهة بلورة موقف تيار "المستقبل" إثر الإتصال الهاتفي الذي أجراه عون مع الرئيس سعد الحريري، كما اتصاله بالنائب وليد جنبلاط.

لكن هذا الصمت الإيجابي، كما أضافت المعلومات، لم يلغِ واقع وجود أكثر من سؤال لدى قيادة "حزب الله" حول حقيقة الموقف السعودي من الإستحقاق الرئاسي، وهي مطروحة منذ ترشيح الرئيس الحريري للنائب فرنجية، والذي تلاه ترشيح جعجع لعون.

وعزت المعلومات هذه التسؤلات، إلى مفاجأة الحزب وإرباكه أولاً، وفريقي 8 و 14 آذار ثانياً، بخطوتي الحريري وجعجع وتداعياتهما المستمرة حتى اليوم، وأبرزها خلط الأوراق الرئاسية وفتح آفاق جديدة أمام التفاهم السياسي الشامل، والذي لا يقتصر فقط على انتخاب رئيس الجمهورية، بل يمتد إلى عناوين حكومية وانتخابية يصرّ عليها "حزب الله" في الدرجة الأولى قبل حسم قراره بدعم عملي للعماد عون يُترجم بنصاب قانوني في المجلس النيابي.

 

لبيانون ديبايت