لا يخفى أن مبادرة الدكتور سمير جعجع بتبني ترشيح عون فرضت واقعا سياسية جديدا في البلاد، وباتت الساحة اللبنانية بين مبادرتين، مبادرة الحريري الذي تبنى ترشيح فرنجية ومبادرة جعجع الذي تبنى ترشيح عون .

وأصبحت اللعبة السياسية مكشوفة على مصراعيها بمزيد من التناقضات التي هي من سمة السياسة اللبنانية .

وبعد المستجدات هذه يبدو أن حزب الله سيكون أمام مرحلة جديدة من المناورة السياسية وفقا لسياسته في الملف الرئاسي القائمة على المماطلة والتسويف وهو سيستفيد كثيرا من هذه التناقضات بانتظار ما تفضي إليه اللعبة السياسية في المنطقة. فالحزب ليس بوارد انتخاب رئيس حاليا وفقا لأولوياته ويعتبر الموضوع السوري بالنسبة إليه أولوية  على ما عداه من الملفات وبالتالي فإن انطلاق عجلة انتخاب الرئيس ستأخذ وقتها نظرا لموقف حزب الله القائم على التسويف والمماطلة و اللعب على التناقضات الداخلية، ونظرا لموقف الأطراف الأخرى التي لم تستطع بعض الوصول إلى القواسم المشتركة لتبني إحدة المبادرتين مبادرة الحريري ومبادرة جعجع .