اين يقف حزب الله من ترشيح  رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سميرجعجع  للعماد ميشال عون بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية؟ حتى نستطيع فهم الصورة بشكل دقيق علينا ان ندرك الظروف التي اوصلتنا الى هنا؟ لقد جاء جاء ترشيح جعجع لعون أولاً كرد فعل على ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجيه، والنقطة الأخرى أن جعجع عمل منذ مدة على تنفيذ ما يسمى ورقة التفاهم مع التيار الوطني الحر من أجل إعادة ترتيب العلاقة بين القوات اللبنانية و التيار الوطني بعد مرحلة طويلة من الخلافات.

جعجع من وراء هذا الترشيح  يهدف أولاً لتحسين وضعه على الساحة المسيحية و انهاء المشكلات التاريخية التي حصلت بين القوات و التيار على مدى السنوات الماضية، ثانياً جعجع يطمح بأن يرث العماد عون و التيار الوطني الحر بعد فترة ما، فهو يعتبر أن القوات أكثر تنظيماً و قدرة على كسب الجمهور المسيحي مستقبلاً. اما الرئيس سعد الحريري فقد وجد أن موضوع الرئاسة مقفل اذا لم يرشح شخصية من 8 آذر، و الحريري يهدف للعودة إلى لبنان من بوابة توليه رئاسة الحكومة.

كما ان هناك بعض الجهات الدولية التي نصحت الحريري بهذا الموضوع، و كان الحريري يعتبر بأن ترشيح فرنجية سيفتح الباب أمام متغيرات سياسية في البلد، و لكن الذي حصل أن حزب الله و هو الطرف الآخر المعني بالانتخابات لم يتجاوب بشكل سريع مع الحريري بشأن ترشيح فرنجية و طالب بالهدوء و تأجيل الموضوع لبعض الوقت.

وعلى ضوء ترشيح عون وفرنجية من قبل جعجع والحريري ،الان فنحن نعيش مرحلة اسمها مرحلة خلط الأوراق سواء بالنسبة لقوى 14 آذر أو 8 آذر، من الواضح من ردود الفعل الأولية أن قوى 14 آذر مصدومة من ترشيح جعجع لعون، اذ هذه القوى أو بعضها كان يعتبر العماد عون هو مرشح ايران لرئاسة الجمهورية، أما البعض الآخر فلم يدل بموقف من أجل درس الأمور، تيار المستقبل يدرس الوضع بشكل كامل، لكن نحن أمام خريطة جديدة ستنشأ من جراء تحالف التيار مع القوات، بالمقابل في الجهة الأخرى قوى 8 آذار رغم أنها لا تزال تحافظ على وحدتها  فان  هناك وجهات نظر مختلفة فبعض قوى 8 آذر يريد ايصال سليمان فرنجية  للرئاسة خصوصاً الرئيس بري و البعض الآخر مثل حزب الله يريد ايصال العماد عون.

واما حزب الكتائب حتى الآن لم يعلن موقفه و لكن منذ البداية اعتبر أن أي مرشح يجب أن يكون لديه برنامج لحملته الرئاسية و أن الموقف مرتبط بالبرنامج بشكل أساسي، وطبعاً بالحسابات السياسية بعد ذلك، حزب الكتائب كان أقرب لدعم ترشيح فرنجية في حال تم التفاهم معه لأنه قد يشكل حليف مستقبلي لحزب الكتائب في حين أن تحالف العماد ميشال عون مع القوات اللبنانية ينعكس سلباً على دور حزب الكتائب و يؤدي الى ضعفه مستقبلياً، لكن علينا انتظار بعض الوقت لأن حزب الكتائب سيعقد اجتماعاً لمكتبه السياسي و قياداته لتحديد موقفه.

و أما الرئيس نبيه بري فمن المعروف أنه لا يوجد كيمياء ايجابية بينه و بين العماد عون، و هو  يفضل سليمان فرنجية وفي تصريح سابق للرئيس بري لبعض وسائل الاعلام اللبنانية قال أنه اذا ما تم ترشيح العماد عون للرئاسة و بقي الاستاذ سليمان فرنجية مرشحاً فهو سيعطي الحرية لأعضاء كتلته النيابية بإختيار من يجدونه مناسباً.

نحن أمام مرحلة جديدة فنحن أمام مرشحين جديين  و هما العماد عون والنائب سليمان فرنجية و الذي صرح بأنه مستمر بترشيحه، علينا أن ننتظر بعض الوقت لنر كيف ستكون خريطة التحالفات وما هو موقف تيار المستقبل لأنه لا يمكن اجراء انتخابات رئاسية بدون موافقة تيارالمستقبل و وليد جنبلاط و كتل أخرى لأن هؤلاء يمكنهم منع حصول النصاب في جلسة الانتخابات واذا لم يتم الاتفاق حول أي اسم للوصول لرئاسة الجمهورية، اذا فنحن أمام احتمالان أحدهما حصول توافق حول أحد المرشحين خصوصاً العماد عون و هو احتمال ليس مستبعدا رغم صعوبته، لكن هناك احتمال آخر و هو الذهاب الى انتخابات بالمرشحين النائب سليمان فرنجية و العماد عون، نعم كلا الاحتمالان واردان و نحن سنشهد في الايام القليلة المقبلة مزيد من الاتصالات و التواصل بين القوى اللبنانية و على ضوئها يتحدد مصير ملف رئاسة الجمهورية أو الانتخابات الرئاسية في لبنان.

وعلى ضوء كل هذه المعطيات فانه يمكن القول ان حزب الله وقوى 8 اذار قد فازت حتى الان بجائزتي اللوتو واليانصيب في الانتخابات النيابية ، فماذا سيختار حزب الله  او انه ينتظر جوائز اخرى على الطريق ومنها قانون الانتخابات ورئاسة الحكومة؟