ملتحفا جسده الهزيل والمبلل بقميصه الرقيق، وجالسا على رصيف طريق البربير يمسك بيديه النحيلتين قماش ممزق عله يحصل على القليل من الدفى ويحمي نفسه من غضب اورسولا إنه ليس بمتسول وليس بمستغل لمشاعر الناس انما هو حقيقة ونموذج عن العديد من المسنين الذين تم رميهم في الطرقات دون اي ضمان للشيخوخة من قبل الدولة المتقاعسة عن واجباتها ودون اي رأفة برجل سبعيني يبدو انه ينتظر الموت ويتمناه بدلا من الشعور بالصقيع والغربة في الوطن. وبكبرياء وعزة رفض هذا الرجل صفة المتسول فعندما أقدمت الانسة (x( على الاقتراب منه لإعطائه المال رفض هذا الامر قائلا لها: اني لست متسولا انما احتاج فقط الى غطاء يقيني البرد" هذا الكلام الذي يثير في قلب الانسان مشاعر الرأفة يجعل الاسئلة تتبادر الى الذهن؛ اولا: لماذا لا يتم انشاء مأوى مجاني ويكون ملكا للدولة كي تحمي هؤلاء المسنين؟ ثانيا: لماذا ليس لدينا في لبنان اسوة ببلدان الخارج ضمان شيخوخة على الاقل كجزء من رد الجميل لهذا الشخص الذي فنى عمره في وطنه؟ اخيرا وليس آخرا ..لو كان المأوى سيدر على الدولة المال هل كانت لتبنيه؟  الاجابة بالطبع نعم..لأن وبكل بساطة اولويات السلطة الفاسدة عندنا هي تقسيم الحصص فبماذا سينفعها رجلا مسنا؟؟