رداً على ما يُحكى عن وضع ترشيح رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وراء حزب "القوات اللبنانية"، أوضحت مصادر في "القوات" لصحيفة "اللواء" أن لا شيء سلبياً أو ايجابياً عن ذلك، وأن هناك موقفاً سيصدر عن "القوات" اليوم توضح فيه الأمور، في إشارة إلى المؤتمر الصحفي الذي سيعقده رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع".

 

أما مصادر تكتل "التغيير والإصلاح" فقد اعتبرت من جهتها أن "ما يصدر في هذا المجال ليس سوى تكهنات، وأن لا معلومات مؤكدة أو توضيحات صدرت عن الطرفين حول الأمر".

وفي حين تردّد أن "موضوع ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من قبل "القوات" لم يطوَ نهائياً"، ذكرت مصادر مطلعة انه "قد يخضع للفرملة بسبب الظروف المعقدة التي تمر فيها المنطقة".

ولاحظت المصادر نفسها أن "الجو الإيجابي الذي عمّمه الطرفان بدأ يتضاءل، ما يؤشر إلى أن هناك أكثر من سبب أدى الى تجميد مسألة الترشيح، علماً أن هناك حرصاً من الطرفين على عدم إشاعة اي مناخ سلبي قد يكون من نسيج خيال بعض الأطراف المتضررة من هذا الترشيح".

عون في معراب

في السياق ذاته، كشفت مصادر لصحيفة "الأخبار" إلى أن "اللقاءات بين "القوات" و"الوطني الحر" اليوم مستمرة، وعلى أساسها، في حال تمّ الاتفاق، من المرجّح أن يكون مؤتمر رئيس حزب القوات سمير جعجع مرتبطاً بالإعلان عن الاتفاق مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون".

من جهة ثانية، تردّد مساء أمس أن عون قد يزور معراب اليوم، على أن يتبع ذلك إعلان جعجع ترشيح عون في المؤتمر الصحافي ليلاً. لكن مصادر مطلعة على تفاصيل العلاقة بين الرابية ومعراب نفت ذلك.

وفيما حرصت أوساط قوى 14 آذار على التأكيد، خلال اليومين الماضيين، أن "الأجواء بين التيار والقوات سلبية"، وأن "المبادرة الرئاسية بينهما تعطلت"، وأن وزير الخارجية جبران باسيل يسعى إلى تعطيل المسعى الرئاسي بين عون وجعجع" أكدت معلومات لـ"الأخبار" أن "لا شيء محسوماً بعد"، وأن "الطرفين يتكتّمان على أي شيء يتعلق بالمبادرة الرئاسية في انتظار اجتماع اليوم".

تعثر في الاتفاق

في المقابل، لفتت صحيفة "المستقبل" إلى تقاطع كل من الرابية ومعراب عند الإشارة إلى حصول تعثر في الاتفاق الرئاسي بين عون وجعجع بحسب ما أعلنت مصادر رفيعة في كل من الرابية ومعراب من دون توضيح أسباب هذا التعثر مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ "العمل جار لاحتواء الوضع".

أما أوساط حزب "القوات" اكتفت بالتأكيد لصحيفة "السفير" أن "جعجع سيطلق خلال مؤتمره الصحافي "مواقف مهمة ومفصلية" تتجاوز بأبعادها الاستحقاق الرئاسي نفسه".

وأفادت المعلومات أن "النائب إبراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في "القوات" ملحم رياشي، تنقلا أمس بين الرابية ومعراب، حيث التقيا عون وجعجع، وسعيا إلى وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الاتفاق وترتيبات الزيارة المفترضة لعون إلى معراب على رأس وفد من نواب "التيار" المسيحيين، تتويجا لـ "التفاهم الرئاسي" بينه وبين جعجع".

إعلان أم تأجيل؟

لكن أوساطاً مواكبة لاتصالات عون ـ جعجع أعطت إشارات متفاوتة بين الجزم بأن "جعجع سيعلن الترشيح اليوم"، وبين ترجيح احتمال التأجيل "حتى إشعار آخر"، وقال أحد المطلعين ليلا إن "هناك بعض التفاصيل في مشروع التفاهم الرئاسي لا تزال تحتاج إلى إنضاج، وهي قد تُحسم خلال ساعات قليلة أو ربما تستغرق معالجتها وقتاً أطول".

وتردد أن جعجع "أرسل موفداً من قبله إلى السعودية مؤخراً، نقل رسالة من رئيس "القوات" إلى القيادة السعودية (مدير المخابرات خالد الحميدان) حول حيثيات قراره المحتمل بترشيح عون والظروف التي أملت عليه اتخاذه. وأكد جعجع للرياض، عبر موفده، أن هذا القرار متى صدر لن يكون موجهاً ضدها بل له مندرجاته المسيحية والداخلية التي تبرره".

"المستقبل" لم ينجح

من جهة أخرى، لفتت مصادر في تيار "المستقبل" لصحيفة "الأخبار" إلى أن "كل محاولات المستقبل لدفع جعجع إلى التراجع عن خيار ترشيح عون للرئاسة لم تنفع".

وأكدت مصادر مستقبلية زارت معراب أخيراً أن "جعجع أبلغ الموفدين إليه من قبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن قراره لم يعُد مرتبطاً بقرار ترشيح الحريري لرئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية رسمياً، وأن الحسابات المسيحية تخطّت التحالف مع الحريري بأشواط".

ولفتت المصادر إلى أن "كلام جعجع جاء رداً على الرسالة المستقبلية التي تبلغها الأخير، بأن "ترشيح فرنجية بالنسبة إلى الحريري هو قرار استراتيجي لا يستطيع التراجع عنه، وإن كانت الأمور مجمّدة في هذه المرحلة، فيما هو بإمكانه التخلي عن خيار ترشيح عون لأن الأمر بيده".

وأكدت أن "الفريقين لم يستطيعا حتى اللحظة الوصول إلى مساحة مشتركة للتفاهم، علماً بأن الاجتماعات والاتصالات لا تتوقف، لكنها لا تنفع".

وكشفت عن "اجتماع سيعقد في اليومين المقبلين بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة والنائب جورج عدوان في منزل الحريري، في وسط وادي أبو جميل، لمتابعة النقاش. ويأتي هذا الاجتماع استكمالاً للاجتماعات التي يعقدها الطرفان بشكل دوري منذ أن دخلت العلاقة بين المستقبل والقوات مرحلة التوتر".

(اللواء - الأخبار - المستقبل - السفير)