أسوأ من قرار إخلاء سبيل الوزير السابق ميشال سماحة الذي أعترف بارتكاب جريمة نقل متفجرات في سيارته من سوريا إلى لبنان لزرعها في أماكن تجمعات مدنية واستهداف شخصيات دينية من كل الأطياف بقصد حصد أكبر عدد ممكن من الضحايا وفي أماكن متفرقة على الأراضي اللبنانية بغية إثارة فتن طائفية ومذهبية. هي الردود على هذا الحكم وهذه البروباغندا الإعلامية التي ترافقت مع خروجه من السجن. والتي تراوحت بين الانتقاد الشديد لإخلاء السبيل وبين من رأى فيه منسوب كبير من العدالة تميزت به المحكمة العسكرية.  

فما ارتكبه ميشال سماحة جريمة كاملة الأوصاف. وارهابية بكل المقاييس ولها علاقة بالأمن القومي للبلد. سيما وأنه لو لم يتم إلقاء القبض عليه من قبل شعبة المعلومات في الوقت المناسب والتي حالت دون تنفيذ عمله الإرهابي. وأنه لو تمكن من تنفيذ فعلته الشنعاء لكان بالإمكان ان يعرض البلد إلى فتنة مذهبية لا تبقي ولا تذر وقد تؤدي الى حروب أهلية تجر البلد إلى ويلات القتل والدمار والخراب والإجرام. 

وبغض النظر عن قرار المحكمة العسكرية الذي قضى بإخلاء سبيل سماحة ومتابعة محاكمته وهو خارج قضبان السجن فإن ردود الفعل المنددة والتي جاءت بغالبيتها من قوى الرابع عشر من آذار بالقرار والتي تم التركيز فيها على الجانب الشخصي للوزير المتورط. فإنها تحرف الأنظار عن الجهة المسؤولة عن الجانب الإجرامي في هذه القضية ويوجهها باتجاه الحلقة الأضعف فيها.

  فميشال سماحة لم يكن أكثر من الأداة المنفذة والارهابي الصغير والخادم الأمين للنظام السوري والمطيع الذي يأتمر بأوامر الجهاز الأمني الذي يعمل فيه بحيث لا يمتلك حتى إمكانية مناقشة أي أمر يطلب منه. فأقدامه على محاولة تنفيذ عمله المشين يأتي في سياق مشروع جهنمي سعى من خلاله النظام الممانع في سوريا لنقل الحرب الأهلية المشتعلة في سوريا إلى لبنان من خلال زرع عبوات ناسفة ومتفجرات في أماكن للعبادة واستهداف شخصيات دينية لإشعال نار الفتنة في البلد. 

فالمجرم الحقيقي والارهابي الكبير هو النظام السوري بكافة أجهزته. وأما التركيز على الأداة المنفذة هو إعطاء هذه الجريمة مساحة واسعة من السخافة والتبسيط. وافراغها من مضمونها السياسي المحفز لارتكاب مثل هذه الجرائم. 

فقوى الرابع عشر من آذار أعطت للوزير الوصولي و المغرر به حيزا واسعا من الاهتمام. وجعلت منه الشخصية المثيرة للجدل مع ان ميشال سماحة لا يمثل حتى داخل فريقه السياسي أكثر من شخص انتهازي يطمح بمنصب وزاري ولو على حساب دماء أبناء بلده. وليس أكثر من عميل للمخابرات يتم تلقينه ببعض المعلومات ليفرغها كالببغاء من على شاشات التلفزة وبأسعار بخسة ليكون رأس حربة او كبش محرقة عند الوقوع في اي منزلق ويمكن التضحية به بأهون السبل. فهو كالذي أقيم له مأتم كبير وهو غير ذي أهمية وليس معروفا لدى المعزين به.