في بيروت صدر اعلان باسم " مجموعة من المثقفين الشيعة" سمي " اعلان مضايا" تحدث عن مأساة القرى السورية المحاصرة وداعيا لتقديم المساعدات اليها ، لكن البيان حاول توجيه الاتهام لفريق واحد وهو النظام السوري وحلفائه بانه السبب الرئيسي للازمة السورية وان كان تضمن نقطة ايجابية واحدة ومهمة وهي الدعوة الى الحل السياسي للازمة السورية وهذا هو الحل الجذري للازمة في سوريا.

وفي القاهرة صدر بيان عن اجتماع وزراء الخارجية العرب ( مع امتناع لبنان عن التصويت وقيل ان العراق تحفظ عليه ولم يتم التأكد من ذلك) وقد ندد البيان بالسياسات الايرانية في العالم العربي ولا سيما الهجوم على مبنى سفارة وقنصلية السعودية في طهران ومشهد.

ولا يمكن لاي انسان عربي الا ان يدين مأساة السوريين وحصار المدن والقرى السورية وان يرفض منع وصول الامدادات الى هذه القرى، لكن ان يتم تحميل فريق دون اخر مسؤولية ما يحصل فهو نظر بعين واحدة ، لانه من الواجب على كل من يريد الخير للشعب السوري ان يرى الامور بشكل شامل وان يحمّل ايضا كل المجموعات المسلحة في سوريا مسؤولية ما يحصل من مآسي وان لا يتم الاكتفاء بتحميل فريق دون اخر ودعوته للانسحاب من سوريا.

اما على صعيد العلاقات العربية – الايرانية وبيان وزراء الخارجية العرب وادانة الجمهورية الاسلامية الايرانية، فان هذا البيان لن يحل المشكلة بين بعض الدول العربية وايران ، واذا كان الهجوم على سفارة وقنصلية السعودية في طهران ومشهد لا يمكن الا ان يدان ، فان الحل لا يكون بقطع العلاقات بين بعض الدول العربية وايران ، بل المطلوب البحث بعمق عن اسباب هذه الازمة وكيفية مواجهتها، كما ان بعض الدول العربية ولا سيما السعودية والبحرين معنية بالبحث عن اسباب الازمات التي تواجهها واسباب بروز المعارضة داخل هذه الدول وان حل هذه الازمة لا يتم بالقمع والاعدام ونزع الجنسيات.

نحن جميعا نواجه ازمة كبرى في واقعنا العربي والاسلامي ولا يمكن ان نحل هذه الازمة باصدار البيانات والمواقف ذات النظرة الواحدة بل من خلال فهم الاسباب العميقة لهذه الازمة ووضع خارطة طريق لحل كل المشكلات والتعاون بين كل الدول العربية والاسلامية من اجل الوصول الى حلول سياسية لكل الازمات القائمة لانه هذا هو الطريق الوحيد للمعالجة.