يستعيد الواقع السياسي الداخلي في لبنان هذا الأسبوع بعض ملامح التهدئة، بما سيتيح عقْد جولة الحوار الوطني النيابي ظهر اليوم في عين التينة، ومن ثم جولة الحوار الأخرى بين "تيار المستقبل" و"حزب الله".

واذا كانت المعطيات المتوافرة عن هاتين الجولتين من الحوار تؤكد عدم تَوقُّع نتائج ملموسة ايجابية في الملف الرئاسي تحديداً، فإن مصادر سياسية بارزة أكدت أن ثمة ما يشجّع على نتائج معقولة في ملف تفعيل العمل الحكومي من جهة والمضيّ مجدداً في التهدئة السياسية والإعلامية من جهة أخرى، نظراً الى ان الجميع عادوا الى الاقتناع والتصرف بهدي معطياتٍ تشير الى ان الأولويات السياسية الكبرى ومن أبرزها ملف الاستحقاق الرئاسي سيغرق في مرحلة ضياع وقت اضافية لن تكون قصيرة.

ودعت الأوساط الى رصْد موقف "حزب الله" من الحوار والملف الرئاسي في جولتيْ الحوار النيابي الموسّع وحواره الثنائي مع "المستقبل" في ظل ما وصفته الاوساط "اللكمة الحادة" التي تلقّتها ايران عربياً وخليجياً في اليوميْن الأخيريْن.

وتقول هذه الأوساط إن الواقع اللبناني لن يكون في منأى عن تداعيات الاجتماعيْن المتعاقبيْن لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي السبت ومن ثم وزراء الدول العربية امس واللذين أظهرا مستوى التعبئة الواسعة التي نجحتْ في تنظيمها السعودية في مواجهة ايران. وأشارت الى ان النتائج التي أفضى اليها الاجتماعان أعادت إحكام الحصار المعنوي والسياسي وبعض الحصار الديبلوماسي على ايران، وهو الأمر الذي سيضع "حزب الله" أمام الإقرار، ولو ضمناً، بتراجع كبير في الدور الايراني تحت وطأة عوامل عدة.

واضافت الأوساط عيْنها ان "حزب الله" لا يمكنه ان يمضي في التصعيد ضدّ الرئيس سعد الحريري وتيار "المستقبل" وقوى 14 آذار فيما هو محاصَر بنتائج تطورات اقليمية أغلبها كان سلبياً حياله.

وتتوقع الأوساط في ظل ذلك ان يخفف "حزب الله" غلواء التوترات الاعلامية والسياسية مع "تيار المستقبل" وان يُبقي في الوقت نفسه ورقة الانتخابات الرئاسية طيّ التجميد حتى إشعار آخر.