إنجاز جديد يسجل لعناصر شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني بالإعلان عن توقيف "خالد زين الدين" أو "أبو طلحة" من مواليد عام 1986، الذي وصف بأنه "العنصر الأساسي" أو العقل اللوجيستي المدبر في الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم داعش والمسؤولة عن التفجير المزدوج الذي وقع في محلة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت في تاريخ 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وبذلك تكون الأجهزة الأمنية قد استكملت، وفي فترة زمنية قياسية (شهرين) جهودها في ملاحقة كامل عناصر الخلية التي كانت وراء تفجيري برج البراجنة ومحاولة التفجير في مدينة طرابلس بالتزامن.

أكثر من 40 عنصرا من جهاز تابعين لفرع بيروت وبمؤازرة من عناصر الشعبة في طرابلس، وبعد عملية رصد ومتابعة معقدتين لإحدى المناطق السكنية في محلة القبة في مدينة طرابلس، قامت الوحدة بمداهمة إحدى الشقق السكنية التي يستخدمها "زين الدين" بعد التأكد من وجوده في داخلها، وألقت القبض عليه من دون أيّ مقاومة تذكر، واقتيد إلى بيروت للتوسع في التحقيق معه.

أمير خلية "داعش" في طرابلس

ويأتي توقيف زين الدين الذي وصف بأنه "أمير الخلية" استكمالاً لتوقيفات سابقة شملت بلال البقار الملقب بـ "أمير طرابلس" والمشهور باسم "أبو مصعب الطرابلسي"، والذي يعتبر الرأس المدبر للخلية ويرتبط مباشرة بقيادات "داعش" في الرقة، ومعه أيضا الانتحاري "ابراهيم الجمل" الذي لعب دور "مشغل الخلية" وكان يلبس حزاما ناسفا طوال الوقت لمنع اعتقاله. وبعدهما تم توقيف "ع. ش" الذي كشفت التحقيقات معه أن مهمته كانت استقبال الانتحاريين في شقة تقع في محلة الأشرفية من بيروت، ومن ثم تأمين مكان لسكنهم اضافة إلى استطلاع المكان المستهدف وتأمين التجهيز اللوجستي لتنفيذ الاعتداء.

من "الضنية"

ملاحقة زين الدين استمرت لعدة أسابيع حسب مصادر في شعبة المعلومات، وتمت بناء على معلومات سابقة ربطت بينه وبين الموقوف "الجمل " خاصة وأنهما ينتميان إلى قرية نفسها في الشمال وهي قرية "قرصيتا" في الضنية، وكانا كثيراً ما يجتمعان سويا مع بلال البقار في منزل زين الدين.

وكشفت معلومات على صلة بقضية ملاحقة هذه الخلية أن الأجهزة الأمنية تتابع العمل لتوقيف كل من محمد الايعالي المعروف باسم "أبو البراء الطرابلسي" المتواجد في بلدة القريتين السورية حسب المتابعة الأمنية، إضافة إلى شخص يعرف باسم "أبو الوليد" الذي يعتبر "ضابط ارتباط" للخلية والخلايا الأخرى مع تنظيم داعش في الرقة، ومعه السوري سطام الشتوي الذي يتولى المهمات اللوجستية.

وفي تاريخ 12 / 11 / 2015 وقبل ساعات فقط من تفجيري برج البراجنة، تمكنت شعبة المعلومات من توقيف ابراهيم الجمل في محلة القبة، والذي كان "مزنرا" بحزام ناسف زنته 5 كليوغرامات من المواد شديدة الانفجار معد للتفجير، وجاءت عملية التوقيف بعد ساعات أيضاً من قيام الخبير العسكري بتعطيل عبوة ناسفة زنة 10 كيلوغرامات معدة للتفجير ومجهزة بمؤقت وقطع معدنية ومعها مواد قابلة للاشتعال بالقرب من مقهى كنعان في حي الأميركان على بعد 60 مترا من مركزين للجيش في المنطقة.

وحسب الأجهزة الأمنية فإن الجمل كان يحمل مسدساً، وقنبلة يدوية، وعندما تمت محاصرته من قبل العناصر الأمنية، قام بالتهديد بتفجير نفسه قبل أن يتراجع ويقوم بتسليم نفسه.

وفي 16 / 11 / 2015 استطاع جهاز الأمن العام اللبناني توقيف كل من مصطفى الجرف الذي تولى مهمة تحويل الأموال، وابراهيم الرايد الذي تولى مهمة نقل أحد الانتحاريين من سوريا إلى شمال لبنان ومنه إلى بيروت. وسلمهما إلى شعبة المعلومات، التي سبق لها أن قامت بتوقيف ابراهيم الجمل في طرابلس وعواد الدرويش في الأشرفية وعبدالكريم الشيخ علي ومهمته استقبال الانتحاريين في الأشرفية.

توقيف 14 لبنانيا وسوريا

وفي الخلاصة فإنّ مجموع الأشخاص الذين تم توقيفهم في إطار شبكة تفجيري برج البراجنة قبل اعتقال زين الدين وصل إلى نحو 14 شخصاً لبنانياً وسورياً وهم عواد درويش وعبد الكريم الشيخ علي أوقفتهم شعبة المعلومات في شقة الأشرفيّة، وأحمد مرعب الذي أمن مستودع الأسلحة وتصنيع الأحزمة، ابراهيم رايد الذي تولى حسب تحقيقات جهاز الأمن العام معه أنه كان مسؤولاً عن نقل أحد الانتحاريين بالإضافة إلى نقل مواد متفجّرة وأموال لصالح "داعش".

كما أوقفت الأجهزة الأمنية أيضا كلاً من الدركيين في قوى الأمن الداخلي، عمر الكردي وشوقي السيّد اللذين توليا مهام لوجستيّة. وكانت الخليّة تستعين ببذلتهما العسكريّة عندما يصعب عليها نقل الممنوعات والمتفجّرات، حسب المعلومات التي كشفت عنها التحقيقات الأمنية مع أعضاء الخلية.

(العربية)