الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل يتجاوز الازمة الايرانية السعودية

النهار :

على رغم الغموض الذي يلف الاسبوع الطالع الذي سيحفل بمجموعة محطات سياسية بارزة قد تؤدي بنتائجها الى رسم الخط البياني العريض لتطورات الازمة الداخلية ولا سيما منها ما يتصل بملفات التفعيل الحكومي ومصير المسارات الحوارية السياسية فان الساعات الاخيرة ابرزت مؤشرات ولو خجولة الى بداية تبريد الاجواء المتوترة عشية هذا الاسبوع ولو انها مؤشرات لا تكفي للرهانات على تطوير هذا التبريد الى الأبعد منه . وقد بدت لافتة في هذا السياق الاجواء التي واكبت وتواكب الجولة التي يقوم بها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على القيادات الرسمية والسياسية منذ ايام والتي واصلها امس بزيارتين لكل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط علما انه لا تزال على جدول الجولة محطات بارزة لاستكمالها. والواضح ان المشنوق الذي يطرح في جولته استحقاق الانتخابات البلدية والتحضيرات التي تجريها وزارة الداخلية لانجاز الاستحقاق في موعده في ايار المقبل قد حقق حتى الان " انجازا " لافتا يتمثل في تكوين اجماع سياسي وقيادي على الارجح على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها اذ علم ان مجمل المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين الذين التقاهم حتى الان شجعوه على المضي في إنجاز الاستعدادات لإجراء الانتخابات البلدية في موعدها وكان العماد عون والنائب جنبلاط اخر من أكدا هذا الموقف . ولكن جولة المشنوق لم تقف عند حدود الاستحقاق البلدي اذ شكلت ايضا مناسبة لطرح موضوعي تفعيل العمل الحكومي وملف الانتخابات الرئاسية ايضا . وعلم ان لقاء المشنوق والعماد عون امس اتسم بإجواء هادئة للغاية وان مقاربة الملفين الحكومي والرئاسي جرت من زاوية مبدئية لم تبرز معها الفوارق او الخلافات السياسية بدليل ان المشنوق اختار عباراته بعناية لدى حديثه عن موقف العماد عون من اعتقاده " بصدق الرئيس سعد الحريري " حيال إتمام الاستحقاق الرئاسي بصرف النظر عن موضوع التسمية والأسماء.
وشكل هذا الكلام علامة "تطرية" للأجواء اقله لجهة عدم اثارة التصادم حول تشابك المبادرات الرئاسية وتسابقها وعشية الإطلالة على اسبوع ستكون فيه جولتان حواريتان ستعقدان بالتزامن يوم الاثنين المقبل بمثابة اختبار حساس لمدى قدرة القوى السياسية على اعادة احتواء الانفلات السياسي والاعلامي الواسع الذي واكب نهاية السنة الماضية على خلفية الاخفاق الذي اصاب المبادرات الرئاسية كافة فضلا عن قدرة هذه القوى على تعويم تجربة التفعيل الحكومي التي يبدو ان معظم القوى مقتنع بها ولكن لا تزال تلزمها بعد مشاورات سياسية اضافية في الايام القليلة المقبلة . وتقول اوساط وزارية بارزة لـ"النهار" ان الايام الاخيرة اتسمت على ما يبدو بتراجع الحدة في الاجواء التي كانت سائدة سابقا والتي تسببت بها السجالات الحادة بين " حزب الله " وتيار " المستقبل " على خلفية التهجم الذي شنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على الرئيس سعد الحريري . واذا كانت الاوساط تحاذر الاغراق في الرهان على هذه التهدئة التي برزت معالمها في الساعات الاخيرة فإنها لا تستبعد ان تكون معالم الوضعين الداخلي والاقليمي قد فرضت اعادة اجراء حسابات وتقويمات متأنية لدى بعضهم وتحديدا " حزب الله " الذي على رغم انه لم يصدر اي موقف ينقض ما صدر عن النائب رعد فان اي موقف آخر مماثل لكلام رعد لم يصدر في المقابل عن اي شخصية في الحزب . تبعا لذلك تضيف الاوساط ان جولة الحوار المقبلة بين الحزب وتيار المستقبل ربما تفضي على الارجح الى اعادة احتواء الموقف كما كان قبل الموجة الحادة الاخيرة ولو على سبيل تثبيت مبدأ استمرار الحوار في ذاته كضرورة داخلية . اما جولة الحوار الوطني الموسع التي ستسبق حوار الحزب وتيار المستقبل فإنها لا تبدو امام اي إنجاز ملحوظ ، كما تقول الاوساط . حتى ان موضوع تفعيل العمل الحكومي تجري معالجته بالقنوات السياسية المباشرة مع وزراء التيار الوطني الحر ولا تنتظر الحوار الوطني علما ان الجانب العوني سيبت موقفه من المشاركة في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل في اجتماعه الثلثاء المقبل.

المستقبل :

غداً، يعاود الحوار لمّ الشمل الوطني حول طاولتيه الموسّعة والثنائية أقلّه بالشكل ريثما تنضج معالم التوافقات بالجوهر حول القضايا المصيرية المفصلية وفي طليعتها قضية رئاسة الجمهورية المعلقة حتى حين. وبالانتظار يركّز حوار عين التينة الموسّع على سبل تفعيل عمل المؤسسة التنفيذية تسييراً لشؤون الدولة وتيسيراً لمصالح الناس عشية اجتماع مجلس الوزراء الخميس لمناقشة وإقرار جدول أعمال «غير خلافي» بمجمل بنوده، بينما يترقب المتابعون انعقاد الحوار الثنائي بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» في مقر الرئاسة الثانية وسط تساؤلات عن مدى انعكاس التشنج الإعلامي الأخير بين طرفي الحوار على جلسة الغد، غير أنّ رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة أكد أمس قرار الاستمرار في الحوار مع الحزب قائلاً لـ«المستقبل»: «تم التشاور مع الرئيس سعد الحريري والاتجاه هو لمعاودة المشاركة في الحوار (غداً) وطرح كل الأمور على طاولة الحوار باعتبارها المكان الصحيح لمناقشة كل المسائل ولا سيما منها المتعلقة بالتشنج المذهبي ورئاسة الجمهورية».
توازياً، تنشط الاتصالات السياسية على أكثر من خط سعياً إلى تأمين ظروف تفعيل العمل الحكومي بعيداً عن التشنجات والخلافات الاستراتيجية المستعصية بين الأفرقاء. وإذ تبلّغ رئيس مجلس الوزراء تمام سلام مشاركة «حزب الله» في جلسة الخميس، أكد مصدر رفيع في «التيار الوطني الحر» لـ«المستقبل» أنّ الموقف العوني تجاه الجلسة لم يُحسم بعد بانتظار تلقي رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «أجوبة معينة حيال بعض التساؤلات المطروحة، مع الميل نحو المشاركة»، لافتةً في هذا الإطار إلى أنه في حال حصول «حلحلة بشأن مطالب التيار تكون هذه المشاركة منتجة وإلا تكون عندها المشاركة غير منتجة». 
وكشفت المصادر أنّ وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب كان قد زار رئيس الحكومة منذ ثلاثة أيام بعيداً من الإعلام مؤكداً له أنّ «التيار الوطني يرغب في تفعيل العمل الحكومي لكنه لا يزال ينتظر أجوبة حيال ما اقترحه من حلول لتحقيق ذلك»، مشيرةً في هذا السياق إلى أنّ بو صعب سأل سلام عن المانع الذي يحول دون إقرار سلة تعيينات أمنية وعسكرية، وجدد التأكيد أمامه على ما قاله رئيس «التيار الوطني» الوزير جبران باسيل خلال جلسة الحوار الموسّع الأخيرة لناحية دعوته إلى التعاون والتلاقي في مسألة التعيينات، فأجاب رئيس الحكومة: هذا الموضوع فيه صراع بين القوى السياسية لا أتدخل فيه «حلّوها بين بعض».

«الشرعي الأعلى»
على صعيد وطني منفصل، برز أمس تحذير المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى خلال اجتماعه الشهري برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من أنّ «الأخطار المحيطة بالوطن نتيجة تعطيل المؤسسات الدستورية شديدة الخطورة والآثار على الدولة والمؤسسات ومعيشة الناس»، مهيباً بـ«كل المسؤولين أن يتركوا المماحكات والخصومات وأن ينهضوا لأداء واجباتهم الدستورية والوطنية حتى لا يبقى الوطن والمواطنون رهينة الانتظار والتأزم».
وإذ أبدى أسفه «للخطابات المتشنجة التي تصدر بين الحين والآخر من تصنيف وتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور»، أكد المجلس أنّ «الوطن لجميع أبنائه» بينما هذه الخطابات «لن تحقق غاياتها مهما ارتفعت واستكبرت واستقوت»، مشدداً في سياق متصل على أنّ «استمرار الحوار بين «تيار المستقبل« و«حزب الله» ضرورة وطنية وحاجة لدرء الفتنة ولتخفيف الاحتقان السياسي»، مع إبداء أمله في أن «يسفر الحوار الوطني الموسّع إلى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية خصوصاً أن هناك مبادرات وطنية يجب استثمارها والعمل على تعزيزها».
وحيال الأزمة المتصاعدة بين الدول العربية وإيران أعلن المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى ««تضامنه مع المملكة العربية السعودية في دفاعها عن أمنها وسيادتها، وأمن كل العرب»، مشدداً في مقابل حصار مضايا وتجويعها على كونها «جريمة ضد الإنسانية» توجب تدخلاً فورياً من مجلس الأمن والمؤسسات الدولية «لفك الحصار ووقف هذه الجرائم المتمادية بحق الإنسان».

الديار :

على وقع الصراع الإيراني - السعودي يبدأ هذا الأسبوع سياسياً في لبنان الحوار مساء في عين التينة بين حزب الله وتيار المستقبل، فهل تجاوزا الصراع الإيراني - السعودي «كل من تيار المستقبل وحزب الله»، وبالتالي هل هدأت السياسة الداخلية بعد سلسلة تصريحات بين تيار المستقبل وحزب الله كانت عنيفة جدا، واعتقد كثيرون ان الحوار انتهى بين المستقبل وحزب الله، لكن يبدو ان مساعي دولية وإقليمية أبقت لبنان خارج هذا الصراع وعاد الحوار من اجل الحفاظ على المؤسسات او الحد الأدنى من الوفاق السياسي، على أساس ان الجميع شركاء في الحكومة وشركاء في هذا الظرف الصعب الذي يمر فيه لبنان.
لكن ما حصل ليس سهلا، فقد كان خطاب السيد حسن نصرالله خطابا عنيفا وموضوعيا وسمّى الأمور بأسمائها، كذلك تصريحات النائب محمد رعد والوزير اشرف ريفي وتصريحات أخرى كانت كلها تصبّ في مجال الفراق بين حزب الله وتيار المستقبل، الا ان اخبار عين التينة جاءت تقول ان الحوار سيحصل يوم الاثنين بين الطرفين، وان السيد نادر الحريري ابلغ الحاج حسين خليل الاستمرار في التفاوض والرغبة في تهدئة الأمور. وجاء الجواب ايجابياً. ومن الحوار في عين التينة انطلقت الأمور في اتجاه عقد الحكومة جلستها يوم الخميس المقبل فدعا الى الجلسة الرئيس تمام سلام عند العاشرة صباحا في يوم الخميس القادم، وارسل الوزير نهاد المشنوق يحمل رسالة من الرئيس تمام سلام ومن الرئيس سعد الحريري، للتهدئة مع العماد عون وشرح له ان الرئيس سعد الحريري لا يستهدف ابعاد العماد عون عن رئاسة الجمهورية بترشيحه للوزير فرنجية لكن الرئيس سعد الحريري رأى ان ترشيح الوزير فرنجية مقبول اكثر عمليا، لناحية قبول الوزير وليد جنبلاط بترشيح الوزير سليمان فرنجية، وقبول الرئيس نبيه بري بترشيح الوزير سليمان فرنجية، إضافة الى كتلة تيار المستقبل، وان الرئيس سعد الحريري كان صادقاً عندما عمل على ترشيح العماد ميشال عون، لكنه وجد فيتو سعودي وفيتو من الوزير وليد جنبلاط، وفيتو سري من الرئيس نبيه بري، على ترشيح العماد ميشال عون. لذلك توجه الرئيس سعد الحريري باتجاه الوزير سليمان فرنجية. لكن العماد ميشال عون قال للوزير نهاد المشنوق انه غير مقتنع بهذه الأسباب، وان حقيقة الأمور هي ان الرئيس سعد الحريري والوزير وليد جنبلاط يريدان انتخابات على قاعدة قانون 1960 وليس على قاعدة النسبية. وان الوزير سليمان فرنجية سلّم بالطائف كما هو، دون التفكير بتعديل بعض مواده لاعطاء رئيس الجمهورية صلاحيات او المجيء برئيس جمهورية له كتلة شعبية ونيابية كبرى تستطيع موازنة اتفاق الطائف من خلال الكتلة النيابية والكتلة الشعبية لرئيس الجمهورية، حيث لا يعود الطائف طاغ على الحكم في لبنان بل يصبح هنالك توازن بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة.
اما اتفاق الوزير سليمان فرنجية مع الرئيس سعد الحريري فكان لصالح الرئيس سعد الحريري، والرئيس سعد الحريري يريد العودة الى الحكم على أساس تنفيذ الطائف تنفيذا كاملاً دون أي تعديل، كذلك الرئيس سعد الحريري لا يريد النسبية في الانتخابات وهذا مطلب أساسي لدى التيار الوطني الحر فالتيار الوطني الحر لا يقبل الا بالنسبية في قانون الانتخابات واتفق مع القوات اللبنانية على النسبية أيضا. ولذلك اختار الرئيس سعد الحريري الوزير سليمان فرنجية، الذي وافق مع الرئيس سعد الحريري على قانون 1960.
وبعد ان ابدى العماد ميشال عون والمشنوق وجهة نظرهما بحثا في موضوع جلسة الحكومة وناشد المشنوق عون ان تكون الجلسة هادئة، فأكد العماد عون على المقاييس التي وضعت لانعقاد جلسة الحكومة وآلية التصويت فيها، وان كل قرار يقف ضده مكونين أساسيين لا يمر في مجلس الوزراء، ورغم ذلك فقد مر ترحيل النفايات رغم ان مكونين هما القوات والتيار الوطني الحر عارضا المشروع.
وهنا طالب العماد ميشال عون بأن تبحث الحكومة التعيينات الأمنية وأولها اكمال عديد المجلس العسكري لانه عمليا لا يوجد مجلس عسكري في قيادة الجيش وفق ما يقول العماد ميشال عون، كذلك طالب العماد ميشال عون بتعيين أعضاء مجلس قيادة قوى الامن الداخلي، وان يكون بند المجلس العسكري وبند مجلس قيادة قوى الامن الداخلي على جدول الاعمال للبحث، فترك الوزير المشنوق الامر معلقا على أساس انه سينقل وجهة النظر للرئيس تمام سلام. ووعد العماد ميشال عون بأنه سيعطي توجيهاته الى وزراء التيار كي يعملوا على التهدئة داخل الحكومة. لكن الأمور مربوطة بظروفها وما سيحصل في الجلسة.

ـ تسوية رئاسة الجمهورية ـ

على صعيد تسوية انتخابات رئاسة الجمهورية، يبدو ان لا احد يبحث بها رغم ان الرئيس سعد الحريري قال انه متمسك بترشيح الوزير سليمان فرنجية، وانه مصر على ترشيح الوزير سليمان فرنجية، لان هذا هو الحل لمشكلة الفراغ الرئاسي، وانه سيشكل ثنائي الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية بحكم البلاد وفق الدستور، ويعملان على الانماء والاعمار والازدهار ومصالح المواطنين.


وفي المقابل، فان الدكتور سمير جعجع ما زال يتريث في ترشيح العماد عون منتظرا موقف الرئيس سعد الحريري ما اذا كان سيرشح رسميا الوزير فرنجية، لانه حتى الان لم يعلن الرئيس سعد الحريري رسميا ترشيحه للوزير سليمان فرنجية. وعند الإعلان من قبل الرئيس سعد الحريري عن ترشيح الوزير فرنجية، سوف يقوم الدكتور سمير جعجع بإعلان ترشيح العماد ميشال عون، وقد كلف الدكتور سمير جعجع السيد عماد واكيم تحضير بيان الترشيح وتلاوته عندما يطلب منه الدكتور سمير جعجع ذلك.
واثر اعلان الدكتور سمير جعجع ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية سوف يقوم عندها عون بزيارة معراب لشكر الدكتور سمير جعجع، وبدء تحرك العماد ميشال عون بالنسبة الى معركة الرئاسة.

 

ـ الرباعي الماروني اختفى ـ

واذا كان في الماضي قد قام البطريرك الماروني بشارة الراعي بجمع القادة الموارنة الأربعة وهم العماد ميشال عون والرئيس امين الجميل والوزير سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع، وتم تسمية الأربعة الأقوياء وان واحدا منهم سيأتي رئيسا للجمهورية، فان عقد الاتفاق بين الشخصيات الأربعة المارونية قد انفك واصبح تفاهماً ثنائياً بين الدكتور جعجع والعماد عون وفردياً فالوزير سليمان فرنجية له موقف مخالف لرأيهما، لا بل مرشح منافس للعماد ميشال عون، والرئيس امين الجميل له موقفه المستقل عن الثلاثة الباقين، ولذلك يمكن القول ان تركيبة الموارنة الأربعة الأقوياء قد فرطت، ولم تعد قائمة، ولم يعد محصورا موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية بالاقوياء الأربعة، رغم ان اثنين منهما يتنافسان على رئاسة الجمهورية، العماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية، لكن باب الاحتمالات للانتخابات الرئاسية مفتوح على مصراعيه في كل الاحتمالات، وتوقيت معركة الرئاسة ليست واحدة عند الجميع، فاذا كان الرئيس سعد الحريري استعجل ترشيح الوزير فرنجية فان لحزب الله توقيت ليس على توقيت الرئيس سعد الحريري ويريد انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن على توقيته، وتوقيته مرتبط بالتطورات والظروف الحاصلة في لبنان، وفي سوريا والمنطقة، كذلك فان الرئيس سعد الحريري اصبح توقيته الان مختلفاً عن الأول، بعد اعدام الشيخ الشهيد نمر باقر النمر، والصراع الإيراني - السعودي. واصبح الرئيس سعد الحريري يفضّل الانتظار بدل خوض معركة الرئاسة خاصة وان دول مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الخارجية العرب سيجتمعون ليعلنوا التضامن مع السعودية ضد تدخلات إيرانية كما تسميها الدول العربية ودول الخليج.

 

الحياة :

رأى وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن «الاستحقاق الرئاسي هو دولي وإقليمي، وهناك رأيان، الأول يقول إنه استحقاق محلي والثاني يقول إنه استحقاق دولي وإقليمي. في ما يعنينا، نحن كجهة سياسية، كان الرئيس سعد الحريري صادقاً دوماً في مسعاه لإجراء الانتخابات الرئاسية وكان صادقاً في مسعاه لإكمال النصاب الدستوري للنظام، بحيث تصبح الصراعات السياسية داخل النظام وليس خارجه، ودولة الرئيس ميشال عون مقتنع بصدق الرئيس الحريري بهذا المسعى بصرف النظر عن مسألة التسمية والمرشحين».

وكان المشنوق زار ظهر أمس عون في الرابية، واستمر اللقاء زهاء ساعة قال بعدها المشنوق: «تعرفون ظروف البلد، أكان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو على صعيد التطورات الإقليمية التي نعيشها، هذا ما يجعل التشاور مع الرئيس عون واجباً وضرورياً وملحاً».

وأضاف: «لقد تشاورت معه في مواضيع عدة منها تفعيل العمل الحكومي، ثم موضوع الاشتباك الإقليمي الكبير الحاصل في المنطقة، وأخيراً تحدثنا عن موضوع الانتخابات البلدية التي تستحق في شهر أيار (مايو). والرئيس عون مؤيد بطبيعة الحال لإجراء الانتخابات وعدم القيام بالتمديد مرة أخرى، لأن الناس تريد التعبير عن رأيها وتنتخب من يناسبها، خصوصاً في المجال البلدي الذي يفتح الباب واسعاً أمام اللامركزية الإدارية التي تسهل أمور الناس وتساعدهم على تطوير قراهم ومناطقهم». وقال: «في موضوع العمل الحكومي يعلم العماد عون من مسؤوليته الوطنية أن هذه الأيام الصعبة تفترض المزيد من العمل الحكومي والسعي لاكتمال النصاب الدستوري في البلد».

وزاد: «أما في موضوع الأزمة الإقليمية فإن الرئيس عون ميال إلى التهدئة وعدم الانغماس في هذا الصراع الإقليمي الذي لا يتحمله لبنان ولا يستطيع التأثير به ولا تغييره، يجب التخفيف عن الناس وألا نحملهم فوق طاقتهم».

وعما إذا كانت وزارة الداخلية جاهزة للانتخابات البلدية، أجاب: «نحن طبعاً اتخذنا كل الإجراءات اللازمة، وسؤال خاطر الرئيس عون هو لاستكمال التشاور مع القيادات السياسية الرئيسية في البلد حول هذه المسألة الحساسة، نحن جاهزون لإجراء الانتخابات. وتناقشنا مع العماد عون في موضوع الانتخابات الفرعية في جزين، وسنعمل على إيجاد الصيغة المناسبة لدمج الموضوعين».

قيل له: «هل تبلغتم من الجنرال أن وزراءه سيحضرون جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل؟» أجاب: «دعني أقول إن الحديث عن هذا الموضوع كان إيجابياً من واقع المسؤولية الوطنية للجنرال عون».

وقال رداً على سؤال: «طبعاً سنشارك كتيار المستقبل في جلسة الحوار الاثنين (غداً). وهي قائمة ومستمرة وستستمر، وهي طاولة الحوار الوحيدة في المنطقة التي في إمكانها أن تخفف من الأضرار قدر المستطاع».