لبنان في مهبّ الازمة السعودية الايرانية , ومضايا تصرخ من سيف التجويع المقاوم

 

السفير :

تكيّف اللبنانيون مع الفراغ الرئاسي والشلل الدستوري الى حد أن حالة التقاعد السياسي التي أصابت كل السلطات، باتت حالة طبيعية جدا، لا بل ان محاولات كسرها لم تعد محبذة اذا كانت ستعرض استقرارهم السياسي والأمني لأي اهتزاز.
بهذا المعنى، يتعاظم انشداد اللبنانيين الى المواضيع خارج السياسة. طوابير تصل ليلها بنهارها في الأمن العام طمعا بجواز سفر يكون مقبولا عند حدود الهجرة أو العمل أو التعلم. طوابير في المطار للعائدين من فرصة الميلاد ورأس السنة ممن انفقوا مبالغ طائلة على السهر والفرح (11 ألفا عادوا في يوم واحد). وفي المقابل، غادر مطار بيروت في يوم واحد حوالي 16 ألفا (6 ك2)، معظمهم من السوريين الذين كانوا يسابقون الزمن، قبل أن تقفل السلطات التركية حدودها البرية والبحرية والجوية أمام أي سوري لا يحمل تأشيرة دخول وذلك اعتبارا من منتصف ليل الخميس (امس) ـ الجمعة.
ويطرح الاجراء التركي أسئلة حول مستقبل النزوح السوري ربطا بالتطورات السياسية والميدانية المفتوحة على شتى الاحتمالات، خصوصا وأن لبنان صار نسبيا دولة الجوار الوحيدة المرشحة لاستقبال اللجوء القسري برغم الاجراءات الحدودية المعمول بها منذ شهور عدة.
وما يسري على الحدود البرية والجوية وجوازات السفر اللبنانية، يسري على ملفات أخرى يتعاظم اهتمام اللبنانيين بها، ولكنهم يفتقدون للمرجعية التي تتحمل المسؤولية وتلك التي تتولى الرقابة والمساءلة، ولعل أفدحها كيفية تعامل أهل السلطة مع ملف النفايات بوصفه من «أسرار الدولة».
فقد كان من المفترض ان يتم توقيع عقود ترحيل النفايات اليوم مع الشركتين اللتين تم التعاقد معهما، الا أن ترجمة العقود من الأجنبية الى اللغة العربية، من قبل مجلس الإنماء والاعمار، أرجأت التوقيع بعض الوقت، كما قال وزير الزراعة اكرم شهيب لـ«السفير» ليل أمس. الا أن ذلك لم يمنع الشركتين، بحسب شهيب، من دفع الكفالات البالغة خمسة ملايين دولار (كل واحدة 2٫5 مليون دولار)، وتوقع شهيب بدء عملية الترحيل نهاية هذا الشهر، اذا استمرت وتيرة التحضيرات نفسها.
في هذا الوقت، لا تزال الشركات تدرس كيفية تطوير معامل الكرنتينا والعمروسية لتوضيب هذه النفايات ونقلها. وقد يتم إدخال فرّامات جديدة وتطوير عملية توضيب البالات. اما المواد الكبيرة (العوادم) فسيتم الاستمرار في نقلها الى مطمر بصاليم ضمن عقد الجمع، كما أوضح شهيب لـ «السفير».
وإذ لم يشأ الأخير الكشف عن بنود العقد مع الشركتين ولا الوجهة (الدولة التي سترسل إليها النفايات)، علمت «السفير» من مصادر متابعة انه سيتم نقل النفايات المنتجة حديثا فقط (نحو 2500 طن يوميا) الى قبرص التركية والى دولة أوروبية، على الأرجح، وبالتالي، فان شروط العقد، لا تشمل تصدير النفايات التي تجاوز عمرها الـ45 يوما، مع العلم أن النفايات المتراكمة منذ حوالي ستة أشهر تقارب 200 ألف طن من دون حرق أو طمر. وهذه المسألة تطرح سؤالا مستقبليا حول كيفية التعامل معها، نظرا لحجمها الكبير، وخصوصا لجهة إيجاد حل بيئي مناسب لتخزين هذه النفايات بطرق آمنة بيئيا، إلى حين التوصل إلى حل لمعالجتها، فضلا عما تطرحه أسئلة العواصف والأمطار!
ازدحام في مراكز الامن العام
في سياق آخر، انشغل الرأي العام اللبناني، أمس، بقضية جوازات السفر اللبنانية التي لم تعد صالحة للسفر الى الخارج، الأمر الذي أدى الى حدوث ضغط بشري على مراكز الأمن العام، وخصوصا في بيروت، من أجل الحصول على جوازات سفر جديدة، ربطا بالموعد المحدد لبطلان التعامل مع هذه «الباسبورات» في العاشر من كانون الثاني الحالي.
وقال مرجع أمني معني لـ «السفير» ان القضية مطروحة منذ شهور بناء على طلب من منظمة الطيران المدني (ايكاو)، يقضي بعدم قبول جوازات السفر المجددة، أو تلك التي لا تشمل صاحبها فقط بل ايضا مرافقيه (أطفاله أو غيرهم)، وبالتالي، صار لزاما على الأمن العام أن يصدر جواز سفر مقروءا آليا لمرة واحدة فقط.
وأشار المرجع الى أن الأمن العام يواظب على التعميم منذ أكثر من شهر حول وجوب تبديل تلك الجوازات بجوازات سفر جديدة قبل العاشر من كانون الثاني 2016، وذلك لمن يرغبون بالسفر في هذه الفترة حتى لا يواجهوا أية مصاعب في الخارج، وناشد اللبنانيين الذين ليسوا مضطرين للسفر في هذه الفترة أو في الأشهر القليلة المقبلة ألا يبدلوا جوازات سفرهم الحالية، لأنهم سيكونون ملزمين باعتماد جوازات السفر البيومترية الجديدة اعتبارا من مطلع الصيف المقبل (تموز على الأرجح) وستكون أبواب الأمن العام مفتوحة أمامهم للحصول على الجوازات البيومترية التي تم تلزيمها وتجري حاليا عملية طباعتها.
وأكد المرجع أن كل مواطن غير مضطر، لا يجب أن يجدد جوازه لأنه سيضطر لدفع المبلغ نفسه وإجراء المعاملات نفسها بعد شهور قليلة، وكذلك من أجل إفساح المجال أمام المضطرين لأسباب تتعلق بعائلاتهم أو أعمالهم أو جامعاتهم الخ..
وأصدرت المديرية العامة للأمن العام بيانا أوضحت فيه أنه من أجل استيعاب الضغط الحاصل نتيجة وجود حوالي 200 ألف جواز بحاجة للاستبدال «تم تمديد دوام العمل طيلة أيام الأسبوع في كافة مراكز المديرية العامة للأمن العام لاستقبال طلبات استبدال الجوازات حتى الساعة الرابعة من بعد الظهر».
كثافة سورية في التوجه الى تركيا
وأفاد مصدر في الأمن العام أن معدل الدخول اليومي للمواطنين السوريين الى لبنان بلغ حدود 5500 شخص، في الأسبوع الأول من السنة الجديدة، وقال لـ «السفير» ان دوائر الامن العام في منطقة المصنع سجلت في الأيام الأربعة الماضية ومن خلال حركة الدخول المشار اليها عبور 10 الاف سوري الى الاراضي اللبنانية، وهم يحملون وثائق تؤكد حصولهم على حجوزات للسفر الى تركيا، قبل اقفال باب الدخول الى تركيا لغير حاملي تأشيرة الدخول.
وسجلت حالات من الانتظار على مدى ساعات، بسبب الضغط الذي تعرضت له نقطة المصنع تحديدا، فضلا عن الانتظار ساعات على طرقات لبنان وصولا إلى المطار الذي شهد في اليومين الماضيين ازدحاما غير مألوف منذ بداية الأزمة السورية حتى الآن.

النهار :

تجاوز الموعد الـ36 لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 8 شباط المقبل، اي بعد شهر تماما، الاطار الرمزي لأطول تأجيل للجلسة الانتخابية دشنت به السنة الجديدة منذ نشوء ازمة الفراغ الرئاسي، الى الاطار العملي للمعطيات القاتمة التي تطبق على هذه الازمة بعد اصابة المبادرة الاخيرة التي طرح فيها اسم النائب سليمان فرنجية للرئاسة بنيران التعطيل والانسداد كسابقاتها من المبادرات. وبدا واضحاً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري رحل الجلسة الـ36 الى فترة شهر بعدما عكست الجلسة الـ35 مستوى التراجع الكبير اللاحق بالملف الرئاسي بين امعان المعطلين في تعطيل النصاب وتراجع الحضور النيابي أمس الى 36 نائباً فقط.
وفي ظل ذلك تتجه الانظار الى جولتي الحوار الوطني والحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" الاثنين المقبل في عين التينة وما يمكن ان يصدر عنهما من نتائج واجواء جديدة. وعلمت "النهار" من اوساط فريق "المستقبل" الحوار مع "حزب الله" ان الرئيس بري يتولى متابعة أمر الجولة المقبلة من هذا الحوار الاثنين المقبل علما انه لم يتضح حتى الان موقف "حزب الله " من التصريحات الاخيرة التي صدرت عن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد والتي تضمنت قسميّن: الاول، مستوى التخاطب السياسي غير المسبوق. والثاني وهو الاهم موقف الحزب من الانتخابات الرئاسية بما يؤكد مسؤوليته عن تعطيلها من خلال إثارته ما سماه "صلاحيات رئيس الجمهورية" وكأنه يسعى الى تغيير النظام في لبنان. ولفتت هذه الاوساط الى ان الاجتماع الحواري الاخير كان إيجابياً، فعلى رغم تمسك فريق الحزب بترشيح العماد ميشال عون، أعرب عن تقديره لترشيح النائب سليمان فرنجية مع إبدائه التعجب من السرعة التي إنطلقت فيها مبادرة ترشيحه ومآخذه على إخراجها.
وقالت أوساط بارزة في تيار "المستقبل" لـ"النهار" إن اللقاء الذي جمع الرئيس بري ووزير الداخلية نهاد المشنوق أمس أبرزت رغبة مشتركة في الحفاظ على الاتصالات الحوارية وابقائها بعيداً من العواصف الكلامية الداخلية والاجواء الخارجية المتشنجة، بالاضافة الى ملء الوقت الضائع الرئاسي من خلال اعطاء دفع جديد للعمل الحكومي وتلبية المتطلبات الحياتية للناس. كما علم ان اتصالات جارية على خط بيروت – الرياض بين الرئيس سعد الحريري وقيادات "المستقبل" ستتكثف قبل نهاية الاسبوع من أجل الاتفاق على التوجهات التي سيحملها فريق "المستقبل" الى اجتماع الحوار مع "حزب الله" الاثنين المقبل.
وفي سياق آخر، استرعى الانتباه اطلاق الوزير المشنوق أمس التحضيرات الجدية لاجراء الانتخابات البلدية في موعدها في ايار المقبل، اذ باشر مشاوراته مع القيادات السياسية بدءاً بالرئيس بري الذي أيده في جهوده وشجعه على المضي فيها. وسيتابع المشنوق لقاءاته التي تشمل العماد ميشال عون والنائب وليد جنبلاط والنائب سامي الجميل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع كما سيطرح موضوع الانتخابات البلدية في الحوار مع "حزب الله".

مجلس الوزراء
وفي ملف تفعيل العمل الحكومي، نقل وزير الاعلام رمزي جريج عن رئيس الوزراء تمام سلام اتجاهه الى توجيه الدعوة اليوم أو غداً الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد الأسبوع المقبل، على ان يرفق الدعوة بجدول أعمال من بنود تعتبر الأكثر الحاحاً من البنود المتراكمة والتي لها علاقة بتسيير شؤون والناس.
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية ان الموعد المبدئي لجلسة لمجلس الوزراء سيكون قبل ظهر الخميس المقبل، مشيرة الى أن رئاسة الوزراء كانت امس خلية لقاءات وإتصالات تحضيرا للجلسة التي يريدها الرئيس سلام، كما أبلغ المتصلين به، لا "جلسة فشة خلق" بل جلسة منتجة بمشاريع القوانين والمراسيم التي تمثل أولوية لدى الناس وتسدّ النواقص في مؤسسات الدولة لتصبح فعّالة في خدمة المواطنين. وقالت إن العقدة ما زالت في المواضيع الامنية التي ستتضح معالمها في الحوار النيابي والحوار الثنائي بين "المستقبل" و"حزب الله" الاثنين. ومع إبداء الرئيس سلام إرتياحه الى الاتصالات، فإنه ما زال حذراً حيال اتخاذ أية خطوة قد تكون ناقصة في بداية السنة الجديدة وسط الجو المحموم حاليا. وفي سياق متصل، قالت المصادر إن الاتصالات الديبلوماسية الدولية - الاقليمية لم تحرز تقدماً في الحصول على إلتزام إيراني لفصل الساحة اللبنانية عن الصراع الحالي في المنطقة.

 

المستقبل :

إنها مضايا. بلدة سورية كانت سبّاقة في استضافة الجنوبيين اللبنانيين الهاربين من العدو الصهيوني الغاشم عام 2006. لكنها أيضا كانت من أولى البلدات التي نادت مع بدء الثورة بإسقاط النظام صراحة، ما دفع جيش الأسد إلى قصفها في الشهر الأول من العام 2012، لتكر من ذلك الحين سبحة عذاباتها حتى بات أهلها يعيشون في ما يمكن تعريفه حرفيا بـ«هولوكوست»، اذ يموت السكان هناك جوعاً، ويضطر الأطفال لأكل لحوم الكلاب والقطط، والحشائش غير الصالحة للبشر.
وأمام هول المشهد، استغرب الرئيس سعد الحريري غياب الضمير العالمي تجاه الحصار على مضايا، واصفاً هذا الحصار بأنه «إعدام مدينة بسيف التجويع». وسأل في تغريدة أمس عبر موقع «تويتر»: «شهران من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 ألف مدني في مضايا. أين الضمير العالمي؟«.
الجريمة التي ارتكبتها مضايا ليس إشهارها المبكر لانحيازها للثورة، بل أيضا لأنها تقع على «طريق القدس» الذي رسمه الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله عبر الايغال في الدم والجغرافيا السوريين وصولا الى محاولة فرض محمية مذهبية لتبتلع كامل الحدود مع «بقاع لبنان الشمالي ـ الشرقي».
لهذا السبب استحقت مضايا وأهلها «العقاب» من «حزب الله» بالموت جوعا عبر حصار ممتد من 7 شهور، في مأساة سيحمل «خط الممانعة والمقاومة« وزرها لزمن طويل خصوصا وأن حكايات الموت وصوره أقسى وأوجع من أي منطق تبريري. 
ويفرض «حزب الله» حصاراً خانقاً على البلدة الصغيرة التي يعيش فيها الآن أكثر من 40 ألف نسمة، تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل العظمية، بسبب منع الغذاء عنهم، ولم تشفع الهدنة الأخيرة التي تم التوصل إليها بين النظام والمعارضة بتحسين أوضاع المحاصرين، إذ تخرج يومياً من البلدة صور لمدنيين قضى بعضهم جوعاً، رغم أنه من المفترض بحسب بنود الهدنة فك الحصار عنهم وإيصال المساعدات إليهم.
ويشير الناشط السوري علي إبراهيم التيناوي، وهو ممثل الحراك الثوري وأحد أبرز الإعلاميين في الزبداني وريفها، إلى دور ميليشيا «حزب الله« باستغلال مأساة المحاصرين في مضايا، لافتاً في تصريحات لموقع «14 آذار» إلى أن «النظام والميليشيا اللبنانية« يسعيان لتحقيق مكاسب مادية من تجويع السكان، وقال: قام كثير من السوريين المحاصرين بالذهاب بسياراتهم إلى هذه الحواجز واستبدال سياراتهم ببضعة كيلوغرامات من الطعام مثلاً، حتى إن سعر كيلو الرز أو كيلو البرغل تجاوز أرقاما خيالية، فأصبح يراوح ما بين 200 إلى 300 دولار على هذه الحواجز التابعة للنظام و«حزب الله«. وبات المحاصرون يتندرون بهذه المسألة حين طالبوا أن تُدرج هذه الأسعار في كتاب غينيس للأرقام القياسية.
ويلخص التيناوي الوضع المأسوي في البلدة بحديثه عن إحدى الأمهات التي وجدت نفسها أمام أربع أطفال يتضورون من الجوع، حينها فقدت صوابها وأصيبت بالجنون وباتت تركض في شوارع المدينة. كما تم بحسب إفادته «تسجيل موت ما يزيد على 60 شخصاً حتى اللحظة بسبب الجوع وبمعدل بلغ شهيداً إلى شهيدين يومياً«.
ويؤكد التيناوي أن بلدة مضايا تخلو من وجود كتائب عسكرية تابعة لقوات المعارضة مقاتلة ومنظمة كما هي في حلب والقلمون وغيرها من المدن الثائرة ضد النظام «لذلك، ارتأى بشار الأسد وحزب الله إتباع أسلوب تجويع بلدة مضايا حتى الموت عبر فرض حصار مميت عليها بُعيد صيف عام 2015، بعد أن اجتمع فيها كل هؤلاء المدنيين. والغريب أن حواجز النظام وحزب الله سمحت بدخول أيٍ كان إلى مضايا ومنعت خروجهم، كما منعت دخول الإمدادات من طعام وشراب ومؤن وأدوية وأدوات طبية. وفي هذه الإجراءات خبث مُبيَت، يرمي إلى جمع أكبر عدد ممكن من الناس وتجويعهم، ومن ثم المساومة على حياتهم وربما تحقيق ترانسفير ديمغرافي وتهجيرهم على أساس طائفي، من دون أن يضطر النظام ومن معه لإطلاق طلقة واحدة أو القيام بمذبحة دموية علنية. مع الإشارة إلى أنه تم زرع المناطق المحيطة بمضايا بحقول من الألغام الفردية منعا للهروب من هذه المدينة القابعة تحت ألم الجوع«.
وبحسب التيناوي، يراوح عدد المحاصرين في مضايا بين 40 إلى 45 ألف شخص، نصفهم من البلدة، والآخرون نزحوا إليها من بقين، والغوطة، والمعضمية، والغالبية من المنطقة الشرقية لمدينة الزبداني، هُجِّروا قسرياً على يد قوات النظام وميليشيا «حزب الله».
وحذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس من ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال وكبار السنِّ في مضايا، نتيجة ندرة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية اللازمة لعلاج الأوبئة والأمراض الناتجة عن الحصار، وقال في بيان إنه «يضع المجتمع الدولي، ومعهم أصدقاء الشعب السوري، أمام مسؤولياتهم إزاء ذلك«.
وقد بدأ المدنيون يفقدون الطعام بشكل كامل منذ أكثر من مئة يوم، فحاول العديد من الشباب الخروج وجلب الطعام من خارج المدينة بطرق غير شرعية، ولم ينجح أحد منهم في فك الحصار حتى عن أسرته، كما لم يعد أحد منهم سالماً.
عشرات حالات بتر الأطراف سجلت نتيجة انفجار الألغام بمن حاول جلب الطعام من خارج المدينة، وحوالى ثلاثين شاباً لقوا حتفهم وهم يحاولون جلب القليل من الطعام لسد جوع أطفالهم.
واضطر الاهالي الى أكل أوراق الشجر أو المياه المغلية مع الحامض أو المياه المغلية مع البهارات فقط، وفي الثلاثين من الشهر الفائت سجلت أول حالة ذبح كلب في المدينة، وبعدها بدأ الناس بذبح القطط والكلاب وأكل لحومها.
وقال الناشط الإعلامي من بلدة مضايا أمجد (27 عاماً) للموقع الإلكتروني «كلنا شركاء«: «الوضع مأسوي جداً، وحالات كثيرة يئس ذويهم من حياتهم، ووجهوهم لجهة القبلة بانتظار وفاتهم في أي لحظة، حتى أن أمنية أطفال المدينة الوحيدة باتت أكل البسكويت، فهم لم يذوقوا طعمه منذ زمن«. وأضاف «لم نعد بحاجة لفتاوى الشيوخ أو العلماء لكي نأكل لحم القطط والكلاب، لأننا وضعنا بين نارين، إما الموت جوعاً أو الموت بالألغام التي زرعها الحزب، والتي تحيط بسجننا الكبير، سجن مضايا المركزي«.
ويقول أبو محمد (38 عاماً) عضو المجلس المحلي في بلدة مضايا: «المستشفيات مليانة بأناس تنتظر الموت«.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن نظام الأسد وافق على إدخال المساعدات الإنسانية في «أقرب وقت» إلى بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشق الغربي، وذلك بعد ساعات قليلة على صدور بيان للأمم المتحدة يتهم فيه النظام السوري بعدم الاستجابة لطلب إدخال مساعدات عاجلة إلى البلدة المحاصرة.
وعلقت المنظمة الدولية على موافقة «النظام السوري» على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مضايا وقريتي «الفوعة وكفريا» في ريف إدلب، مشيرةً إلى أنها تعمل على «تحضير القوافل لانطلاقها في أقرب فرصة«.

الديار :

يقول مصدر في 8 آذار ان 14 اذار سلّمت بأن مرشح رئاسة الجمهورية الذي سيتم انتخابه هو بمستوى الوزير سليمان فرنجية، وبعدما سلمت 14 اذار بذلك، يقول المصدر لم تعد تقبل 8 آذار الا بسقف من الوزير سليمان فرنجية واعلى وليس ادنى بمعنى انها لن تقبل بمرشح وفاقي، والمرشح الوحيد الذي تقبل به بعد انتهاء تسوية الحريري - فرنجية، ووقوف حزب الله في وجهها، ووقوف العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع في وجهها لن تقبل 8 اذار الا بالعماد ميشال عون وان توافق عليه 14 اذار ليأتي رئيسا للجمهورية. والعماد ميشال عون مخوّل من 8 اذار ومن حزب الله مفاوضة القوى السياسية على طريقة الحكم في المرحلة القادمة.
ويقول المصدر ان تسوية سليمان فرنجية - سعد الحريري انتهت وليس كما يقولون انها في الثلاجة، بل بالنسبة لنا انتهت ولن نقبل بالثنائية التي تم الاتفاق عليها ان يكون الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية والرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة لان سعد الحريري سيكون بيده كل السلطات كرئيس للحكومة في ظل الطائف.
اما مع العماد ميشال عون وفي ظل شعبيته المسيحية وعدد النواب الذي يستطيع استقطابهم ويشكلون شبه أكثرية، وبعد حصول انتخابات نيابية على قاعدة النسبية فان العماد عون كرئيس للجمهورية قادر على الحكم في ظل الطائف، ولكن وفق أسلوب جديد غير الأسلوب الذي اتفق عليه الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري. فالعماد ميشال عون ليس على علاقة مع السعودية كما قال الوزير سليمان فرنجية ان علاقة آل فرنجية وعبد العزيز آل سعود علاقة قديمة وصورة جده الرئيس سليمان فرنجية ما زالت في الصالون مع الملك فيصل، كذلك فان العماد ميشال عون ليس على علاقة تسمح للرئيس سعد الحريري بأن يكون رئيسا للحكومة، بل ان العماد ميشال عون سيأتي برئيس حكومة آخر، او يكون الرئيس سعد الحريري مكبّل اليدين في ظل حكم العماد ميشال عون. ولذلك يذهب المصدر في 8 اذار ليقول: ارادت 14 اذار ان تنصب فخاً لنا عبر ترشيح الوزير سليمان فرنجية، لكنها وقعت هي في الفخ، وسلمت بمرشح من 8 آذار. وبعد الوزير سليمان فرنجية لم يعد لدينا الا مرشح واحد هو العماد ميشال عون، وان الأيام هي امام الوزير سليمان فرنجية ليصبح رئيسا لاحقا، اذا كانت الظروف لصالحه، اما الان فلم نعد نقبل كحركة 8 آذار الا بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وما يجري التكلم فيه عن إحياء التسوية التي تمت بين الوزير سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري وكلام الوزير سليمان فرنجية ان الكيمياء كانت كبيرة وأصبحت كبيرة بينه وبين الرئيس سعد الحريري هو كلام مرفوض خاصة في ظل الخلاف الحاصل بين الرئيس سعد الحريري وسماحة السيد حسن نصرالله حول الموقف من إعدام الشيخ النمر النمر.
وفي ظل الصراع بين حزب الله والسعودية وما يقوم به الرئيس سعد الحريري من دفاع عن السعودية ورد على السيد حسن نصرالله، فان الرئيس سعد الحريري لن يأتي رئيسا للحكومة، بل الأكثرية ستكون مع العماد ميشال عون، وسيتم ترشيح على الأرجح الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، خاصة بعد انتخاب بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ويكون باستطاعته جذب 65 نائباً هم مجموعة 8 اذار والنواب الذين سينقلبون ويمشون في مسار العماد ميشال عون بعد ان يصبح رئيسا للجمهورية.
ومن هنا، لم يعد الكلام جائزاً عن ان تسوية الرئيس سعد الحريري مع الوزير سليمان فرنجية هي في الثلاجة بل هي انتهت نهائياً وتبلغت الأطراف وحتى الرئيس نبيه بري قال منذ 10 أيام ان التسوية انتهت ولم يعد امامنا الا العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية. كذلك الأمير طلال أرسلان بات يعرف تماما الجو السوري الذي يريد العماد ميشال عون رغم الصداقة الكبرى بين الرئيس بشار الأسد والوزير سليمان فرنجية. لكنهم يفضلون في هذه المرحلة العماد ميشال عون، نظرا لصلابته في وجه السعودية، وفي وجه الرئيس سعد الحريري الذي لا يستطيع ان يحكم كما يريد عندما يكون العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
ويقول المصدر في 8 اذار ان العماد ميشال عون مع المسيحيين الذين يؤيدونه والشيعة وقسم من الدروز وقسم من السنّة، فانه يمثل 60 في المئة من الشعب اللبناني، ويكون متفوّقا على رئيس الحكومة، التي اهتزت علاقته مع حلفائه المسيحيين، حيث ان الرئيس سعد الحريري اصبح هنالك صدمة لدى الدكتور سمير جعجع منه، لانه رشح الوزير سليمان فرنجية دون ان يسأله، كما ان الرئيس امين الجميل اصابته النقزة عندما رشح الرئيس سعد الحريري الوزير سليمان فرنجية ولم يسأل عنه، وبالتالي بعد استهلاك مرحلة الوزير سليمان فرنجية وموقف التسوية التي انعقدت بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجية فلم يعد الا العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، والحديث عن مرشح وفاقي غير وارد كلياً عند 8 اذار وعند حزب الله بالتحديد.


والحل إما لا رئاسة جمهورية، واما العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وليس من حل وسط. ذلك ان 14 آذار لم يعد عندها عذر من رفض العماد ميشال عون بعدما وافقت على الوزير سليمان فرنجية من 8 اذار والعماد ميشال عون هو من 8 اذار ومؤيد من حزب الله ومن الرئيس بشار الأسد مثل الوزير سليمان فرنجية، لا بل مؤيد من حزب الله اكثر، وبالتالي لن يتخلى حزب الله عن العماد ميشال عون مرشحا للرئاسة والا سيشهد لبنان خرابا رئاسيا طويلا لحين قبول 14 اذار للعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
وينهي المصدر في 8 اذار كلامه بأن حركة المنطقة هي لصالحنا، وان ما يحصل في سوريا قد قلب الموازين وأصبحت 8 اذار في لبنان اقوى من الأول، نتيجة تحسن وضع نظام الرئيس بشار الأسد عسكريا وميدانيا، ونتيجة تراجع الوضع السعودي التركي القطري في سوريا، وبالتالي، ستجد 14 اذار نفسها مفككة وقد يؤيد الدكتور سمير جعجع العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وليس بعيدا ان يؤيده الوزير وليد جنبلاط لانهاء المشكلة في البلاد، ويلعب هذا الدور الرئيس نبيه بري مع الوزير وليد جنبلاط لاقناعه بالعماد ميشال عون مع مراعاة الوزير وليد جنبلاط بشأن قانون الانتخابات على أساس تحديد المناطق كي لا تؤثر النسبية على نتيجة الانتخابات في الشوف وعاليه. وعندها يمشي الوزير وليد جنبلاط بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وتصبح الأكثرية كلها تؤيد العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ولو وضع تيار المستقبل فيتو على العماد ميشال عون، فان تيار المستقبل سيكون معزولاً مسيحيا ودرزيا وشيعيا، وقسم من السنّة. وبالتالي، الأيام ستثبت لـ 14 آذار انهم اضاعوا وقتاً طويلا في عدم تأييد العماد ميشال عون الى ان وصلوا في النتيجة الى تأييده رئيسا للجمهورية.

 

ـ حوار المستقبل ـ حزب الله الاثنين ـ

نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه، انه سمع كلاماً ايجابياً من وزير الداخلية نهاد المشنوق بحضور جلسة الحوار مع حزب الله الاثنين، وان الرئيس بري يتوقع عقد الجلسة مساء الاثنين في عين التينة وسيسبق الحوار الثنائي جلسة للحوار الوطني صباحا.
واشار الرئيس بري امام زواره «ان الحوار الثنائي بين حزب الله والمستقبل هو أهم حوار أنجزه في حياته» وهو حريص على استمراره والامور ماشية.
وقال بري امام ز واره: يجب علينا العمل بكل قوة ضد الفتنة وبكل الوسائل واذا كانت هناك اجواء فتنة في الخارج فالاحرى بنا داخليا تحصين انفسنا ضدها.

 

الجمهورية :

في انتظار تبلوُر مستقبل المواجهة بين الرياض وطهران والتي استمرّت فصولاً، وكان آخر تجَلّياتها منع إيران التي تشهد تظاهرات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، دخولَ المنتجات السعودية إلى أراضيها واتّهام طيرانها بقصف سفارتها في صنعاء، أكّد وليّ وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أنّ «اندلاع حرب بين السعودية وإيران سيكون بدايةً لكارثة كبيرة في المنطقة، ولن نسمح بحدوث أيّ شيء كهذا». ولم يكن لبنان بعيداً من تجلّيات الأزمة السعودية ـ الإيرانية التي انعكسَت تعطيلاً جديداً لانتخاب رئيس الجمهورية فرُحّلت جلسة انتخابه إلى 7 شباط المقبل، فيما ظلّ الحوار الوطني بين رؤساء الكتَل النيابية صامداً وقائماً في موعده الاثنين المقبل. وكذلك الحوار الثنائي بين تيار «المستقبل» و«حزب الله» في اليوم نفسه. وعلمت «الجمهورية» أنّ نادر الحريري نَقل الى وزير المالية علي حسن خليل رسالةً من الرئيس سعد الحريري يؤكّد فيها تمسّكه بالاستمرار في الحوار. وأعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق من عين التينة أنّ «الجوّ سيكون من الآن إلى الاثنين المقبل إيجابياً ويَسمح بإتمام الحوار، لأنّ رغبة الرئيس سعد الحريري أيضاً هي رغبة تهدئة وليست رغبة تصعيد في مسألة الحوار». في هذا الوقت ظلّت الاتصالات واللقاءات ناشطة لتفعيل عمل الحكومة، وعلمت «الجمهورية» مساء أمس أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيدعو إلى هذه الجلسة اليوم لتنعقدَ الخميس المقبل بجدول أعمال خالٍ من بنود خلافية. وفي سياق متصل بموضوع مكافحة الإرهاب، استقبلَ رئيس مؤسسة الإنتربول الياس المر الأمينَ العام للإنتربول يورغن ستوك والمديرَ العام للوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا كيث بريستو، وجرى البحث في قضايا مكافحة الإرهاب، والتنسيق خلال العام 2016 لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة. تَوقّفَ الحديث في الأوساط السياسية عن الاستحقاق الرئاسي الذي «بات في الثلّاجة»، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ايام، لينصبّ الاهتمام على الحوار بشقّيه الوطني العام والحوار بين «المستقبل» و«الحزب»، الى درجة انّ بري وصفَ الحوار الاخير امام زوّاره امس بأنّه «الحوار الأهمّ»، لِما يَكتسب من أهمية على مستوى إبقاء لبنان في منأى عمّا يدور من فِتن مذهبية وطائفية حوله، وهي فِتن نرفضها بشدّة جملةً وتفصيلاً.
وأكّد بري أنّه سيركّز اهتمامه على هذا الحوار الى جانب اهتمامه بالحوار الآخر، لأنّ البلاد تحتاج الى تضافر جهود الجميع لإبعادها عن تداعيات كل ما يجري في المنطقة وانعكاساته.
وإذ أبدى بري ارتياحه الى التحضيرات الجارية للجولة المقبلة من الحوار بين «الحزب» و«المستقبل»، قالت مصادر معنية به لـ«الجمهورية»: «إنّ هذه الجولة الحوارية تكتسب أهمية كبيرة بعد كل ما جرى من تصعيد سياسي متبادل بين طرفي هذا الحوار خصوصاً، وبين الافرقاء السياسيين عموماً».
وأكدت «أنّ الجهود ستنصَبّ على تفعيل هذا الحوار، بما يَجعله أكثر إنتاجيةً على مستوى معالجة القضايا الواردة في جدول أعماله، الى جانب الحوار الوطني الذي سيهتمّ بتفعيل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها الحكومة ومجلس النواب، في انتظار انفتاح كوّة جديدة في جدار الأزمة الرئاسية المسدود».
وفي السياق، تخوّفَ مرجع كبير من أن يؤدّي إحراق السفارة السعودية في طهران وقصفُ الطيران السعودي للسفارة الإيرانية في صنعاء إلى مواجهة مباشرة بين البلدين، مستبعداً أن يَصدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب غداً السبت أكثر من استنكار وإدانة لحادثة السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية.
الجرّاح
وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح لـ«الجمهورية»: «لقد عبّرنا عن موقفنا برغبتنا في استمرار الحوار، وكنّا إيجابيين وتَجاوبنا مع مساعي الرئيس بري في هذا الموضوع، وأعتقد انّ الامور ستتضح اكثر من اليوم الى الاثنين».
وأضاف: «إنّ السبب الاساس للحوار كان انتخاب رئيس جمهورية وتخفيف مستوى التوتر المذهبي القائم في البلد، وهذا التوتّر تصَعَّد مع كلام الامين العام للحزب وكلام النائب رعد، واستدعى من الرئيس سعد الحريري ومن كتلة «المستقبل» ردّاً، فحصَلت مساعٍ لاستكمال الحوار، ونحن حريصون بكلّ صدق على عدم حصول فتنة مذهبية في البلد، ويبقى الطرف الآخر، وأعتقد أنّ الصورة ستتظهّر أكثر من اليوم وحتى الاثنين المقبل.
في غضون ذلك، لفتَ امس خُلوّ بيان كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها برئاسة رئيسها النائب محمد رعد من أيّ حديث عن موضوع الحوار الثنائي، حضوراً أو مقاطعةً، بل اكتفى بمواصلة الهجوم على السعودية على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر وعلى التنويه بعملية «حزب الله» الأخيرة في مزارع شبعا المحتلة، التي وضَعها «ضمن سياق تكريس معادلة الردع مع العدوّ الاسرائيلي، والتي فرَضتها عليه المقاومة الإسلامية لحماية لبنان وأمنِه وشعبه في الوقت نفسه الذي تتصدّى فيه للإرهاب التكفيري وفصائله المختلفة التي تَدعمها أنظمة البغيِ والفساد والتبَعية للأجنبي»، حسبَ البيان.
حوار «الكتائب» - «الحزب»
وكما ذكرَت «الجمهورية» منذ أيام، أكّدت مصادر نيابية أنّ لقاءً جمعَ رئيس كتلة نواب الكتائب النائب إيلي ماروني وعضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فيّاض في إحدى قاعات المجلس النيابي أمس، على هامش مشاركة الأوّل في الجلسة التي كانت مخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية، والثاني الذي لم يقترب من القاعة العامّة للمجلس حيث تجمّع نوّاب قوى 14 آذار، وتداوَلا في استئناف الحوار بين الطرَفين والظروف المؤاتية لـ«يقَلّع» مجدّداً من حيث انتهى إليه في المرحلة السابقة. وعلمَت «الجمهورية» أنّ الأسبوع المقبل سيشهد أوّل جلسة للحوار بينهما.
عون وجعجع
إلى ذلك، وفيما كثرَت التكهّنات في الآونة الأخيرة حول زيارة قريبة لرئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون إلى معراب، علمَت «الجمهورية» أنّ الكلام عن هذه الزيارة شأنٌ تفصيليّ، إذ إنّ الأساس بالنسبة إلى الرابية، هو الوصول إلى تصَوّر مشترَك، وهذا ما يجري العمل على إنضاجه راهناً.

«التيار الحر»
وفي هذا السياق، أكدَت مصادر في «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» أنّ الاتصالات بين «التيار» و«القوات» قائمة منذ «إعلان النوايا» بين الطرفين، وتَفعّلت خلال التنسيق الذي سَبق انعقاد الجلسة التشريعية ورافَقها وقانون استعادة الجنسية الذي أنجِز من خلال هذا التنسيق، ما فتحَ الباب واسعاً للطرفين امام محاولة توحيد مواقفِهما من القضايا الوطنية والاستراتيجية أكثر فأكثر. وعند تحريك الملف الرئاسي ظهرَت الحاجة الى استمرار التواصل، وبالتالي تستمر الاتصالات بين الرابية ومعراب للوصول الى إنضاج موقف حيال الملف الرئاسي».

«القوات»
في المقابل، لم تستغرب مصادر في «القوات» الحديثَ عن زيارة عون الى معراب، وقالت لـ«الجمهورية»: «إنّ هذه الزيارة واردة في أيّ وقت، فانطلاقاً من التنسيق الجاري بيننا وبين «التيار الوطني الحر» من الطبيعي أن تكون زيارة الجنرال إحدى نتائجه».
في هذا الوقت، قالت مصادر ديبلوماسية عربية إنّها «تستبعد أن يسير رئيس حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع بترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بصفتِه رمزَ الخطّ الإيراني، في ظلّ بلوغ الاشتباك السعودي ـ الإيراني مستوى غيرَ مسبوق».
العمل الحكومي
وفي ظلّ استمرار أجواء التوتر في المنطقة، وتراجُع الاهتمامات الدولية والإقليمية والمحلّية بالملف الرئاسي، انصَبّت الاهتمامات على تفعيل العمل الحكومي.
وكانت مصادر وزارية قالت لـ«الجمهورية» إنّ سلام تلقّى نصيحة من بعض العاملين على خط إحياء العمل الحكومي بعَدم الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء قبل التفاهم مع أصحاب الملاحظات على آليّة العمل الحكومي، مخافة ان لا تكون جلسة منتِجة في ظلّ الخلاف القائم على تصنيف البنود الضرورية وغير الضرورية التي تعنى بشؤون الناس كما يصَنّفها هو.
وذكرَت المصادر «أنّ بري لم يتبَلّغ حتى الساعات الأخيرة بأيّ جديد إيجابي في ما خصَّ مساعيه لعَقد الجلسة الحكومية ولم يتبَلّغ لا مِن «حزب الله» ولا مِن «التيار الوطني الحر» ملاحظاتهم على مسعاه، كما أنّ النائب وليد جنبلاط رفضَ الدخول في أيّ وساطة جديدة حول هذا الموضوع بعد فشَل مساعيه السابقة والتي فُسِّرت على غير ما أراده.
إلّا أنّ المصادر أكدت «أنّ سلام سيدعو الى الجلسة الحكومية، أياً كانت الملاحظات، وهو لن يناقش أحداً في هذا الموضوع، باعتبار أنّ ما سيقوم به رهنٌ بالصلاحيات التي لديه، وهو أمرٌ لن يؤدّي إلى جلسة منتِجة، ذلك أنّ عدداً مِن الوزراء المسيحيين قد ينضمّون الى تسجيل مزيد من الملاحظات على أدائه، في ما يمكن تسميته تجاوُز حدّ السلطة الممنوح له في ترتيب جدول الأعمال أو اختصار الموقف الحكومي بموقفه، مثلما جرى في شأن «التحالف الإسلامي» في شأن مكافحة الإرهاب، والذي أدّى إلى تعطيل كلّ المساعي الخاصة بالموقف الرسمي من هذا التحالف الذي أعلنَته الرياض.

اللواء :

ثلاثة عناوين على جدول الاستحقاقات الزمنية خلال الـ72 ساعة المقبلة، من شأنها ان تؤشر إلى وضعية لبنان، في ظل اشتداد التوتر الإقليمي والعربي الإيراني، واشتداد الضغط على المدنيين في سوريا.
موقف لبنان في اجتماع وزراء الخارحية العرب الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية، الأحد في القاهرة لتحديد موقف من العدوان الذي استهدف سفارة المملكة في طهران وما ترتب على هذا التصرف من قطع للعلاقات العربية - الإيرانية موقف العلاقات التجارية ورحلات السفر بين هذه البلدان وإيران، على خلفية رفض تدخل طهران في الشؤون العربية، سواء في اليمن أو البحرين أو سوريا والعراق وحتى في لبنان.
وفي المعلومات عن هذا الاستحقاق والذي كان موضع حذر وتنبه من المسؤولين، ان وزير الخارجية جبران باسيل هو من سيمثل لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وأن تنسيقاً حصل بينه وبين رئيس الحكومة تمام سلام، حتى لا يكون هناك ازدواجية في الموقف اللبناني، بحيث يكون ما سيقوله باسيل في المؤتمر لا يخرج عن موقف الدولة اللبنانية الذي يتضامن مع أشقائه العرب فيما يتخذونه من قرارات.
الحوار
والعنوان الثاني من حيث الاستحقاق الزمني، هو جلستا هيئة الحوار الوطني والحوار الثنائي بين «حزب الله» و«المستقبل»، في ظل تجاهل كتلة «الوفاء للمقاومة» في بيانها الأسبوعي أمس، الإشارة إلى الحوار أو الوضع السياسي والتسوية الرئاسية، والاكتفاء ببيان «امني» يتحدث عن عملية مزارع شبعا وما يجري في كل من سوريا والعراق، وتوقع وزير الداخلية عضو فريق «المستقبل» المشارك في الحوار نهاد المشنوق انه «يكون الجو ايجابياً من الآن إلى الاثنين المقبل».
وأكّد المشنوق بعد لقاء الرئيس نبيه برّي في عين التينة ان رغبة الرئيس سعد الحريري هي أيضاً رغبة تهدئة وليست رغبة تصعيد في مسألة الحوار.
ولم يختلف موقف رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة عن هذا التوجه، لكنه حرص على القول بأن موضوع مشاركة «المستقبل» في جلسة الحوار الثنائي مع الحزب ما يزال موضع تشاور داخل تيّار «المستقبل»، لافتاً النظر إلى ان التيار يمتاز بحيوية عالية وبديمقراطية يتسع للاختلافات لكن لا خلاف فيه على الإطلاق.
اما «حزب الله» فقد أكدت مصادر قيادية بارزة في 8 آذار مطلعة على أجواء الحزب لـ«اللواء» ان الحزب لن ينسحب من الحوار مع «المستقبل» تحت أي اعتبار عملاً بمبدأ مد اليد وعدم قطع جسور التواصل مع شركائه في الوطن.
تجدر الإشارة إلى ان الرئيس الحريري وفي تغريدة له عبر موقع «تويتر» تساءل: «اين ضمير العالم بعد مرور شهرين من الحصار ومنع الغذاء والدواء عن 40 ألف مدني في بلدة مضايا السورية»، واصفاً الحصار بأنه اعدام مدينة بسيف التجويع».
مجلس الوزراء
اما العنوان الثالث فيتعلق بجلسة مجلس الوزراء التي من المتوقع ان تعقد الأسبوع المقبل، حسبما أكدت مصادر وزارية بارزة لـ«اللواء».
ونشطت دوائر السراي الحكومي بالعمل على تحضير جدول أعمال الجلسة التي يمكن ان توجه الدعوة إليها من قبل الرئيس تمام سلام اليوم أو غداً.
ويتضمن الجدول ما لا يقل عن مائة موضوع من دون استبعاد التطرق مجدداً إلى ملف النفايات.
وبرزت ليل أمس، ثلاثة شروط كشف عنها وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب أبرزها: التمسك بالآلية القديمة، وإدراج مسألة تعيين أعضاء المجلس العسكري وقيادة قوى الأمن الداخلي على جدول الأعمال، وعدم اتخاذ القرارات من دون الأخذ بعين الاعتبار مسألة الشغور الرئاسي وما يترتب عن ذلك من ضرورة توقيع كل الوزراء على القرارات، بحسب ما فهم من كلام بوصعب.
ووفق معلومات 8 آذار، فإن «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» لم يحسما موقفهما من المشاركة في الجلسة، وأن الاتصالات جارية بين الرابية وحارة حريك لتقرير مسألة المشاركة أو عدمها.
لكن المصادر قالت أن الموقف لا يمكن أن يتبلور قبل توجيه الدعوة إلى الجلسة وجدول الأعمال.
وحرصت مصادر السراي الحكومي على التأكيد لـ«اللواء» أن البنود التي يعمل على إدراجها على جدول الأعمال هي بنود غير خلافية وذات أهمية قصوى بالنسبة لتسيير شؤون المواطنين الذين توقفت أعمالهم بسبب الخلافات الوزارية.
وقالت هذه المصادر أن الدفع الذي مارسه الرئيس نبيه برّي باتجاه تفعيل العمل الحكومي بعد تجميد التسوية الرئاسية سيساهم في تحريك العجلة الحكومية بالحد الأدنى من قوّتها، بحسب تعبير أحد الوزراء الذي أوضح أن الرئيس سلام سيحاول السير بين النقاط لإنجاح الجلسة الأولى، لعلّها تكون جلسة مثمرة وتكون بداية لحل الأمور الحياتية الأساسية والضرورية، وفاتحة لعقد جلسات مقبلة لإقرار معظم البنود المكدسة منذ أشهر، في ظل استمرار الفراغ الرئاسي والتأزمات الإقليمية المحيطة.
وأبلغ وزير الإعلام رمزي جريج «اللواء» بأن الرئيس سلام مصمّم على دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد الأسبوع المقبل، وأنه قد يوجّه الدعوة في اليومين المقبلين بعد إعداد جدول الأعمال.
وأمل الوزير جريج أن يحضر جميع الوزراء الجلسة، معلناً أن من لن يحضر يتحمّل المسؤولية أمام الرأي العام، لافتاً إلى أن سلام سيعتمد التوافق من دون اللجوء إلى التصويت.
سياسياً، تحدثت مصادر عن احتمال عقد لقاء بين النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لكن أوساطاً ديبلوماسية على اطلاع استبعدت أن يكون موضوع تأييد القوات لترشيح عون بين الرجلين، باعتبار أن «القوات» ما تزال تنظر إلى «التيار الوطني الحر» ورئيسه من ضمن 8 آذار الذي يدور في الفلك الإيراني في ضوء التطورات الجارية في المنطقة.