بين حرية التعبير عن الرأي وإثارة الفتن المذهبية وقع القائد الديني الشيخ نمر النمر ضحية، وبين المطالبة بالإصلاحات والتعرض للرموز الدينية السنية خسر النمر حياته وقلب العالم العربي والدولي رأسًا على عقب.

ففي سنة 2011 اندلعت احتجاجات على خلفية ما سمي بالربيع العربي في الشوارع هناك، وكان النمر مرشدا زعيما لهذه الإحتجاجات مع مطالبة آلاف الشيعة بتعديلات سياسية والمزيد من الفرص الاقتصادية وغيرها من المطالب . أوقف النمر من قبل السلطات السعودية لأول مرة في العام 2012 بعد أن وجه انتقادات لتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد آنذاك خلفا للأمير الراحل نايف بن عبد العزيز.

وفي تموز/ يوليو اعتقلت السلطات السعودية النمر بتهمة "إثارة الفتنة في بلدة العوامية". وأشار بيان للداخلية السعودية آنذاك أن "النمر حاول ومن معه مقاومة رجال الأمن، وبادر بإطلاق النار والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب، و تم التعامل معه بما يقتضيه الموقف والرد عليه بالمثل، والقبض عليه بعد إصابته في فخذه". وحكم على النمر في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، بالإعدام بعد ثبوت إدانته بالتهم الموجهة إليه وتم تنفيذ حكم الإعدام فيه يوم السبت الماضي. وبمجرد إعلان خبر الإعدام تم توجيه الإنتقادات اللاذعة إلى النظام السعودي من قبل القيادات والشعوب أيضا كان ابرزها ذلك الخطاب التحريضي القاسي الذي وجهه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لبنان، فضلا عن إعتصامات عديدة أمام السفارة السعودية في بيروت.

أما في إيران فتم إحراق القنصلية السعودية من قبل الغاضبين والمعتصمين ما أدى إلى تداعيات خطيرة على إيران. فالطائفة الشيعية في كل البلدان العربية انتفضت ورفعت حالات التأهب بحسب ما ذكرت مصادر خاصىة لموقعنا، إلا أن هذه المصادر أكدت أن الداخل السعودي ليس متوترا كما الأجواء الخارجية، وأشارت هذه المصادر أنه لم يتم تسليم جثمان النمر إلى عائلته تجنبا لأي انفعالات قد تؤدي إلى تأجيج الفتن. فمن وجهة نظر الشيعة فإن النمر هو رجل إصلاحي يطالب بإصلاحات في السعودية وانطلاقا من هنا فهو شهيد رأي.

وأما من وجهة نظر النظام السعودي فهو رجل يستحق الموت لأنه يسعى إلى تأجيج الفتن الطائفية . وبحسب المصادر الخاصة فإن النظام السعودي لم يعتقله لأنه طالب بإصلاحات إنما بسبب التمرد الذي طال الملك والصحابة في خطاباته وأوضحت المصادر أن النظام السعودي طلب منه الإعتذار مقابل عدم إعدامه لكنه رفض وفضَل الموت .

وفي مشاهدتنا لعدد من كلماته المسجلة فقد استمعنا لخطابات حادة وقاسية أدت الى هذا الموقف المتقدم من قبل النظام السعودي والذي قضى بإعدامه مع العلم أن غالبية المراجع الشيعية لا تقبل بإهانة أي معتقد ديني آخر وفي النهاية تبقى حقيقة ما إذا كان النمر شهيد الرأي أو قتيلا لوأد الطائفية ضائعة في حسابات الدول ومصالحها وفي حسابات التحريض الطائفي والمذهبي