ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية عام وبداية عام جديد، وقد مرّ العام 2015 بكثير من الأزمات السياسية والامنية والإجتماعية والإقتصادية والبيئية ولم يكن لبنان جاهزا لمواجهة أي منها فبقيت الملفات مفتوحة على مصراعيها وسط تعطيل شبه كامل لكل مؤسسات الدولة .

شهد العام 2015 الاستمرار بالفراغ الرئاسي وسجل العام عجز المسؤولين اللبنانيين عن اجتراح الحلول المناسبة فبقيت الجمهورية بلا رئيس، واستطاع الفراغ أن يكون سيد الموقف وسط عجز تام عن الاتفاقات بين السياسيين والاحزاب ولو بالحد الأدنى . كما تصدرت الملفات المعيشية والأزمات البيئية الأحداث خلال العام 2015 فشهدت البلاد أزمة نفايات تاريخية أغرقت العاصمة بالنفايات والسموم البيئية وصل صداها الى جميع أنحاء العالم، ولم تستطع الجهات المعنية السيطرة على حدث من هذا النوع على خلفية تقاسم الحصص والمغانم من هذا الملف، وكانت كل الحلول مجتزأة حتى تم الإتفاق أخيرا على قرار الترحيل وهو قرار مؤقت لم يحل المشكلة في جذورها . شهدت بيروت وعلى خلفية أزمة النفايات مظاهرات عدة للمطالبة بحل الأزمة وتشكلت خلايا مدنية للمطالبة بالحل السياسي والبيئي الشامل، وأثبت هذا الحراك حضوره على أكثر من صعيد وأسس في بداياته لمرحلة سياسية لبنانية جديدة تميزت بالنشاط والحيوية في بداياتها، إلا أنها سرعان ما انكفأت في ظل الإصطفافات السياسية والطائفية التي تشهدها البلاد وعلى خلفية تداخل المصالح والأهداف بين مجموعات المجتمع المدني فلم تكن الأهداف واحدة ولم تكن الدوافع واحدة وسيطرت على هذا الحراك فوضى عارمة أفقدته فيما بعد روحه الوطنية والشعبية التي سادت عند انطلاقته .

يمضي العام 2015 بعجز شامل في معظم مؤسسات الدولة وشهد العام تعطيلا مقصودا لعمل المجلس النيابي وعمل مجلس الوزراء نتيجة المماحكات السياسية التي يمتهنها الساسة هنا فبقيت رهن الفوضى السياسية وسط اعتداءات سافرة على القوانين والدستور وكل ذلك دون حسيب أو رقيب . في 2015 فقد لبنان حضوره السياسي الخارجي نتيجة الفراغ الرئاسي ولم يستطع مواكبة التطورات والاحداث الجارية في المنطقة من جهة ولم يكن الوضع في لبنان على جدول أعمال أي من الدول المعنية بالوضع الداخلي نظرا لظهور أولويات وأحداث جديدة في المنطقة منعت المعنيين من تقديم الحلول او المساعدة فيما خص الملفات الداخلية اللبنانية ومن أهمها الشغور الرئاسي . وشهد العام 2015 ولادة أمل في التسوية السياسية في البلاد عبر المبادرة التي طرحها الرئيس سعد الحريري بترشيح سليمان فرنجية للرئاسة إلا ان عوامل داخلية عدة أجهضت هذه المبادرة وباتت مع نهاية العام في الرمق الأخير ما يستدعي إعادة بث الحياه فيها مع بداية العام 2016 .