نصرالله مصرٌ على الرد مهما كلّف الامر , والمصارف ترد عليه نحن مع القرار الاميركي ...

 

السفير :

دخلت المعركة المفتوحة بين «حزب الله» واسرائيل في فصل جديد، مع خطاب الأمين لعام للحزب السيد حسن نصرالله أمس، والذي جزم فيه بأن الرد على اغتيال الشهيد سمير القنطار قادم لا محالة، ايا تكن التبعات، وان ساحته الجغرافية مفتوحة، ما دفع قوات الاحتلال الى الاختباء على طول الحدود مع لبنان، في حالة تشبه «منع التجول»، بينما يواصل القلق تمدده في داخل الكيان الاسرائيلي، يوماً بعد يوم.
أما المواجهة التي يخوضها «حزب الله» في سوريا الى جانب الجيش النظامي فستكون اليوم على موعد مع تطور بارز، من شأنه ان يطوي ملف معركة الزبداني، إذا سلك الاتفاق بين الجيش السوري والحزب من جهة، وفصائل في المعارضة المسلحة من جهة أخرى، طريقه الى التنفيذ اليوم، كما هو مخطط له، برعاية الأمم المتحدة.
وعلم ان الاتفاق يقضي بأن يغادر مسلحو الزبداني وعائلاتهم بسيارات الصليب الاحمر الدولي الى تركيا عبر مطار رفيق الحريري من خلال ممر آمن، على ان تُنقل في الوقت ذاته عائلات بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين المحاصرتين والواقعتين في محافظة ادلب نحو الحدود التركية، لكي يتجهوا جواً الى لبنان، حيث يفترض أن يتسلمهم الصليب الاحمر والامم المتحدة ليتم نقلهم الى سوريا.
وأبلغت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع «السفير» ان الاتفاق سينفذ في كل مراحله برعاية الامم المتحدة، مشيرة الى ان لبنان سيكون ممراً في الاتجاهين، سواء للمسلحين وعائلاتهم المغادرين الى تركيا، أو لعائلات بلدتي الفوعة وكفريا التي ستتوجه الى الاراضي السورية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري وحلفائه.
وأوضحت المصادر ان «داعش» و «النصرة» لا علاقة لهما بهذا الاتفاق، مشيرة الى أن مسلحي الزبداني ينتمون أساسا الى «جيش الفتح» وفصائل مسلحة أخرى.
وأكدت ان الاتفاق دقيق وتنفيذه يجب أن يتم بعناية شديدة، لان أي خلل طارئ قد يعرقله، لافتة الانتباه الى ان الزبداني ستصبح بعد تطبيقه منطقة خالية من المسلحين السوريين، مع ما يشكله ذلك من مردود أمني إيجابي على دمشق والمناطق اللبنانية المحاذية للحدود السورية.
رسائل «السيد»
على المقلب الآخر من الصراع، فإن العدو الاسرائيلي الذي أمضى أياماً من «الشد العصبي» بعد الخطاب الذي ألقاه السيد نصرالله في أعقاب استشهاد المناضل سمير القنطار، سيكون على الأرجح أمام نوبة قلق مضاعفة مرات عدة، بعد خطاب أمس في ذكرى الاسبوع، والذي ضمّنه نصرالله رسائل عابرة للحدود مع فلسطين المحتلة، لا تحتمل سوى تفسير واحد، وهو ان دم عميد الأسرى لن يذهب هدرا، بل سيعود الى فلسطين.. متفجرا.
في الرسالة الاولى، جزم نصرالله بأن الرد قادم لا محالة. كررها مرتين لتأكيد المؤكد. بهذا المعنى لم يعد هناك مجال لأي اجتهاد في تقدير إمكانية الرد من عدمها، لدى الاوساط السياسية والعسكرية الاسرائيلية التي توهم بعضها أن الحزب لن يبادر الى الثأر في هذا التوقيت، فأتى كلام «السيد» ليضع مبدأ الرد خلف ظهره.. وخارج النقاش.
في الرسالة الثانية، تحرر نصرالله من قيود الجغرافيا الطبيعية والسياسية، جاعلا مساحة الانتقام الحتمي مفتوحة، على امتداد انتشار الأهداف الاسرائيلية من الحدود اللبنانية - السورية مرورا بالداخل الفلسطيني المحتل وصولا الى الخارج، وكأنه يقول لإسرائيل إن اغتيال القنطار «اللبناني» في جرمانا «السورية» يمنح الحزب حق الرد في المكان الذي يراه مناسبا، بمعزل عن هويته. هي معادلة فضفاضة، من شأنها إنهاك العدو واستنزاف أعصابه أكثر فأكثر، كونها تتطلب منه جهوزية فائقة ومتواصلة، للإحاطة الامنية والاستخباراتية بكل الاهداف المحتملة، في كل الأوقات والأماكن، وهذه ستكون مهمة صعبة ومتعبة مع مرور الساعات أو الأيام.
في الرسالة الثالثة، شدد نصرالله على ان المقاومة لن تتأثر بأي تهويل وتهديد، وهي لا تستطيع التسامح مع سفك دماء المجاهدين من قبل الصهاينة، أيا تكن التبعات والتهديدات. هنا، يوحي نصرالله أن المقاومة ستمضي الى الرد على اغتيال القنطار من دون أي تردد، ومهما كانت الكلفة، حتى لو تدحرج الموقف الى مواجهة واسعة أو شاملة، لان الامر من منظار الحزب لا يتعلق فقط بالثأر للشهيد، وإنما كذلك بمنع تعديل واحدة من أهم قواعد الاشتباك مع العدو، والمتمثلة في توازن الردع الذي لو اختل أو سقط لاستسهلت اسرائيل لاحقا استهداف أي من قيادات المقاومة وكوادرها.
في الرسالة الرابعة، كشف نصرالله عن ان مسألة الرد أصبحت في يد «المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الأرض والعرض»، ملمحا بذلك الى ان عملية الثأر انتقلت من حيز اتخاذ القرار الى حيز المباشرة في تنفيذه، وبالتالي فإن مسار هذه العملية أصبح في عهدة الجهات المعنية في المقاومة، والمولجة بالتخطيط العسكري والتطبيق الميداني، وبالتالي لم يبق أمام اسرائيل ما تفعله سوى أن تتساءل: من أين يمكن ان تأتي الضربة، وكيف ستكون؟
في الرسالة الخامسة، أبرز نصرالله أهمية تنشيط المقاومة في الجولان وتحسس اسرائيل الزائد حيال دور القنطار على هذا الصعيد، الى حد أنها تجاوزت كل ضوابط قواعد الاشتباك لقتله والاخوان الذين كانوا معه عبر قصف جرمانا في ريف دمشق، معتبرة أن الموضوع على درجة عالية من الأهمية ويستحق المغامرة.
وسعى «السيد» الى إعادة تفعيل حضور القضية الفلسطينية ومحوريتها في وجدان العرب والمسلمين، بعدما كاد يحجبها غبار الحروب المستجدة والاستقطاب المذهبي الحاد. وكان لافتا للانتباه قوله ان الذين يقاتِلون ويقاتَلون الآن في سوريا والعراق واليمن، لو قمنا فقط بجمعهم، مع الإمكانات والسلاح والعديد والأموال التي يصرفونها، لكانوا وحدهم يكفون لإزالة إسرائيل من الوجود.
وكان نصرالله قد قال في كلمته عبر الشاشة في ذكرى مرور اسبوع على استشهاد القنطار ان «الرد على الاغتيال قادم لا محالة، وانظروا، عند الحدود من الناقورة إلى مزارع شبعا فجبل الشيخ الى آخر موقع إسرائيلي في الجولان المحتل، أين هم جنود وضباط وآليات العدو الإسرائيلي؟ أليسوا كالفئران أو كالجرذان المختبئة في جحورها؟ هذا الذي يهدد ويرعد ويتوعد، وأخرجوا لنا بالأمس وزير الحرب الإسرائيلي، ليقوم بإطلاق خطاب مباشر موجّه لي أنا. أين جنودهم وضباطهم وآلياتهم؟ إذا كنتم تستهينون بسمير القنطار فلماذا يخيفكم دمه إلى هذا الحد؟ إذا كنتم تستهينون بمقاومة سمير القنطار فلماذا يخيفكم تهديدها إلى هذا الحد؟ إذا كانت قراءتكم للمقاومة، وانشغالاتها وأولوياتها قراءة صحيحة، فلماذا أنتم مرتعبون إلى هذا الحد؟».
وأضاف: من واجب الإسرائيليين ان يقلقوا. هم قلقون الآن عند الحدود، وقلقون في الداخل وفي الخارج، ويجب أن يقلقوا عند الحدود، وفي الداخل، وفي الخارج. ان التهويل علينا كما حصل في الأيام القليلة الماضية، لن يجدي نفعاً، وإذا كان هناك أحد قد أخطأ بالتقدير أو يخطئ بالتقدير فهو الإسرائيلي وليس نحن.
وتابع: سأكون واضحاً جداً في الجواب على كل ما قاله الإسرائيليون خلال هذه الأيام من تهويل ومن تهديد. هذا لن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا على العمل، أياً تكن التبعات. أقول للصديق وللعدو، أياً تكن التبعات والتهديدات التي طبعاً لا نخافها، نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا من قبل الصهاينة في أي مكان في هذا العالم.

النهار :

بعيداً من السياسة اللبنانية التي تراوح مكانها منذ زمن، فتتكرر المواقف المنقسمة بين فريقين متنازعين هما فريقا 14 و 8 آذار اللذان عادا الى الالتفاف بعد مرحلة من ضياع التوازن، يتركز الاهتمام على الوضع المصرفي العصب الاساسي للحياة الاقتصادية والمالية في لبنان.
وعلمت "النهار" ان وفداً من جمعية مصارف لبنان برئاسة رئيس الجمعية جوزف طربيه سيزور واشنطن ونيويورك في الأسبوع الأخير من كانون الثاني المقبل. وهذه الزيارة التي كانت مقررة سابقاً وتأجلت الى مطلع السنة الجديدة تترافق مع صدور القانون الأميركي الذي فرض عقوبات على "حزب الله"، ستتيح للوفد ان يشرح وضع القطاع المصرفي في لبنان ويجدد التزام المصارف اللبنانية القوانين والمعايير الدولية. وقالت مصادر مصرفية مشاركة في الوفد إن لا مشكلة لدى القطاع مع السلطات الأميركية التي تتابع عن كثب التزام لبنان القوانين الدولية وتقيده بها، ولكن مع صدور القانون الأخير لا بد من اعادة تأكيد هذا الالتزام. وكشفت ان اللقاءات في واشنطن ستشمل المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية والخارجية فضلا عن عدد من أعضاء الكونغرس الذين شاركوا في وضع القانون. أما في نيويورك فستكون للوفد لقاءات مع ممثلي المصارف المراسلة.
وأكدت مصادر مصرفية ان الزيارة ليست رداً على الرسالة القاسية التي وجهها الى المصارف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بعدم الانصياع للإرادة الأميركية، لكنها تعتبرها تحركاً استباقياً منعاً لأي ارتدادات سلبية عليها، ذلك أن المصارف التي تخضع أساسا لقانون النقد والتسليف وللسلطة النقدية المستقلة التي يمثلها مصرف لبنان لا يمكنها الخروج عن القوانين الدولية التي تخرجها من النظام المالي العالمي.
ورأت أوساط مصرفية ان "العقوبات التي فرضها الكونغرس الاميركي بجناحيه الديموقراطي والجمهوري على "حزب الله" ليست موضع استغراب، ولم تفاجئ المراقبين الذين لاحظوا ان فك التشنج الاميركي – الايراني اثر الاتفاق النووي لم تصل مفاعيله الى "الحزب" الذي بقي الموقف الأميركي منه على حاله، حتى انه ازداد تصلباً، اذ يبدو ان واشنطن قررت اللجوء الى خيار التضييق على شرايينه المالية كوسيلة ستفضي حتما الى اضعافه. واذا كان القرار الصادر عن الكونغرس اخيراً لتجفيف منابع تمويل الحزب يستهدف المصارف والمؤسسات المالية التي تقوم بمعاملات معه أو تبيّض أموالاً لمصلحته، فإن خبراء اقتصاديين أكدوا ضرورة استجابة المصارف اللبنانية له لمصلحة لبنان ومصارفه وحتى احزابه.
وفي هذا الاطار علمت "النهار" ان الحزب لم يسدّد المتوجبات المفروضة عليه لشهر تشرين الثاني كاملة، بل دفعات على الحساب، وكذا الحال في آخر كانون الاول الجاري، واعداً بالتعويض مطلع السنة الجديدة. واذ يتكتم الحزب على الموضوع، تحدثت مصادر عن معاناته ضائقة مالية وخصوصاً مع تراجع المال الآتي من العراق، وازدياد الأعباء، واستنفاد موازنة 2015، لكنه حتماً سيدفع كل المتأخرات مطلع 2016.
من جهة أخرى، علمت "النهار" ان تجاراً لبنانيين كباراً في نيجيريا بعثوا برسالة استياء من كلام السيد نصرالله عن الأوضاع في نيجيريا، بعدما تلقّوا بدورهم اعتراضاً من المسؤولين هناك، وتمنّوا عدم التدخل في شؤون البلاد لان ذلك يلحق ضرراً بالغاً بهم وبمصالحهم، خصوصاً ان أكثرهم من الطائفة الشيعية.

بكركي والرئاسة
أما سياسياً، فلا جديد في الاتصالات الرئاسية أو الحكومية وسينسحب هذا المشهد على العطلة التي تمتد الى رأس السنة. وسجل أمس حدثان أولهما حضور رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذكرى الثانية لاغتيال الوزير محمد شطح في تأكيد لاستعادة فريق 14 آذار الروح، وهو ما أكده الرئيس فؤاد السنيورة. وثانيهما تأكيد السيد حسن نصرالله الرد على اغتيال سمير القنطار "أياً تكن التبعات". وهذه العبارة التي تكررت ثلاث مرات في كلمته توحي بأن ثمة عملية كبيرة تحضر، وربما كانت تبعاتها كبيرة، في استعادة لمشهد حرب تموز 2006.
واسترعى الانتباه تراجع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن دعمه ما سماه "المبادرة الجديدة والجدية" قبل ان يعيد تصويب الامور بحصر تأييده للمبادرة دون الاسماء. علما ان محطة "او تي في" التابعة لـ"التيار الوطني الحر" شنت عليه هجوماً لاذعاً مساء الجمعة واتهمته بـ"الالزهايمر الروحي".
وعلمت "النهار" من زوار الراعي انه يؤمن ان الاستحقاق الرئاسي يجب أن يتم وأن الطرح الذي جاء من الرئيس سعد الحريري يجب أن يؤخذ على محمل الجد، فلا تطرح حوله الاسئلة إنطلاقاً من صاحب المبادرة. ولفت الى ان بكركي قبلت المبادرة كديناميكية وليس كمرشح الذي يعود أمره الى القيادات السياسية. وشدد على إجراء الانتخابات الرئاسية كاستحقاق دستوري وعدم إنزلاقها الى تسويات تطاول رئاسة الوزراء وقانون الانتخاب والمحكمة الدولية. وأوضح هؤلاء الزوار ان البطريرك أبلغ وفد "حزب الله"، الذي جاءه اول من امس مهنئاً بالميلاد، أنه لا يقبل أن يكون انتخاب رئيس الجمهورية ضمن إطار تسوية شاملة وسلة متكاملة بل يجب أن ينتخب الرئيس ومن ثم يجري البحث في كل هذه الامور لاحقاً. وخلص إلى أن من لم ينجح في وضع قانون للانتخابات النيابية منذ التسعينات من القرن الماضي لن ينجح في هذه المهمة خلال تسعة أيام.

 

المستقبل :

على قدر قدسيّة الشهادة وسموّ بذل الذات في سبيل الارتقاء بالوطن نحو فضاء العدل والعدالة والاعتدال، حلّت الذكرى الثانية لاغتيال الوزير محمد شطح شهيداً للانفتاح والحوار والانسانية، عمل حتى الرمق الوطني الأخير لإحقاق الحق وإعلاء الديمقراطية وتكريس العيش الإسلامي - المسيحي الواحد في دولة واحدة موحّدة قادرة ومعتدلة. وللمناسبة الأليمة عبّر الرئيس سعد الحريري أمس عن افتقاده الشهيد شطح «لنستلهم من إصراره على الحوار ومد الجسور واجتراح الحلول»، معاهداً إياه البقاء على عهد الوفاء «لوحدة 14 آذار التي عمل الشهيد من أجلها» والتمسّك «بالعدالة إنصافاً له ولجميع شهداء ثورة الأرز». وبالتزامن جددت قوى الرابع عشر من آذار التزامها القضية الوطنية التي ناضل في سبيلها الشهداء، مؤكدةً خلال إحياء ذكرى استشهاد شطح إبقاء «القضية عصية على الخلاف».
الحريري، وفي سلسلة تغريدات عبر موقع «تويتر» أمس، قال: «في الذكرى الثانية لاغتيال الصديق الشهيد محمد شطح، نستذكر عقله الواسع وإنسانيته العميقة ولبنانيته الصادقة«، مؤكداً أنّ «محمد شطح كان واضحاً في رؤيته دؤوباً في عمله مخلصاً لبلده وعبقرياً في دفاعه عن السيادة والديمقراطية والعيش الواحد».
وأضاف: «أفتقد اليوم الشهيد محمد شطح صديقاً وأخاً ورفيقاً، لنستلهم من إصراره على الحوار ومد الجسور واجتراح الحلول لإعادة وطننا الى درب الدولة والكرامة. سنبقى أوفياء لوحدة آذار التي عمل الشهيد محمد شطح من أجلها، وسنواصل التمسك بالعدالة انصافاً له ولجميع شهداء ثورة الأرز». وختم الحريري قائلاً: «نحيي اليوم ذكرى محمد شطح ومعه جميع شهدائنا وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان محمد أحد أركان الحفاظ على إرثه وأمانته».
وفي قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الأمين وسط العاصمة، أحيت قوى 14 آذار الذكرى بحضور عائلة الشهيد شطح وعائلة مرافقه الشهيد محمد بدر، مؤكدةً (ص 2) الحفاظ على المشروع الذي «دافع عنه الشهيد وسخّر نضاله من أجله وتسبب باغتياله» وفق ما جزم رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة، مشدداً في هذه المناسبة على «نقطتين أساسيتين تحمّلنا جميعاً مسؤوليتين: الأولى المسؤولية التي يجب أن يتحمَّلها كل من ناضل ودافع عن مشروع 14 آذار مثل ما فعل محمد شطح لأن سقوط هذا المشروع يقضي على الأمل بقيام الوطن (...)، والتخلي عنه يعني أن تضحيته وتضحية جميع شهداء ثورة الارز قد ذهبت سدى الأمر الذي نرفضه وترفضه كل قوى 14 آذار ولم تقبل به تحت أي ظرف (...)، بينما تبقى المسؤولية الثانية تجاه شهدائنا هي جلاء الحقيقة حول عمليات الاغتيال وإحقاق العدالة«، متوجهاً إلى رجالات الرابع عشر من آذار بالقول: «لبنان يمر خلال هذه الفترة بمرحلة حرجة جداً فإمّا أن نظلَّ غارقين في ممارسات الحسابات الصغيرة ونتسبّب بضياع البلد وتدمير المستقبل الوطني، أو أن نغتنم الفرص المتاحة»، وسط تشديده في هذا المجال على كون «المدخل الرئيس والصحيح هو في المسارعة لانتخاب رئيس للجمهورية».

الديار :

بنبرته الحازمة والحاسمة، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليحسم الموقف للعدو والصديق ان «الرد على اغتيال المقاوم سمير القنطار قادم لا محالة مهما كانت التبعات وايا كانت التداعيات.
هو الوفي على كل قطرة دم تسقط من المقاومين، قالها بوضوح «الامر اصبح بين يدي المؤتمنين على دماء الشهداء»، هو اعلان واضح اكيد حازم على حتمية الرد صونا للتضحيات في كل الساحات.
«لا يمكن ان نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا في اي مكان في هذا العالم»، هكذا حسمها السيد نصر الله، مصوبا نحو العدو قائلا: «انظروا عند الحدود من الناقورة الى آخر موقع اسرائيلي في الجولان المحتل، فها هم جنود العدو كالجرذان مختبئة في جحورها».
«العدو اخطأ في التقدير، وعليه ان يقلق في الداخل والخارج وعلى الحدود»، اكد السيد نصرالله، «فلا مكان لليأس، ولا نريد اموال العرب ولا جيوشهم، فقط من يقاتلون في سوريا يكفون لازالة اسرائيل من الوجود»، وشدد على «ان المقاومة في لبنان وفلسطين وبامكانيات متواضعة استطاعت ان تصنع الانتصارات والصمود في مواجهة العدو الاسرائيلي، فكيف اذا تمت الاستفادة من امكانيات الامة».
السيّد نصرالله تحدث عن تواطؤ العرب وخيانتهم وتوجه الى الفلسطينيين قائلاً: «لا تنتظروا عاصفة حزم من العرب، ولا اعادة امل ولا تحالفاً اسلامياً عربياً، ولا تحالفاً دولياً لمكافحة الارهاب، فاسرائيل شريك يعترف بها العالم في الحرب على الارهاب حتى عند بعض الانظمة الارهابية».
واشار السيد نصرالله الى «ان الاسرائيلي كان يريد القضاء على اي مشروع للمقاومة الشعبية السورية في الجولان ولذلك كان يلاحق كل الافراد الذين ينتمون الى هذه المقاومة ومجرد الانتماء كان يعرض الشخص الى الاعتقال او القتل»، موضحا ان سمير «هو من كان يريد ان يكون في الخطوط الامامية وحصلت تطورات سورية وفتح الافق من اجل ان تكون هناك مقاومة شعبية سورية، وهو وجد انه يستطيع ان يساعد ويقدم شيئاً مميزا هناك، وطلب السماح له الالتحاق بالاخوة المقاومين في سوريا».
واوضح السيد نصرالله في خطابه ان «الصهاينة يتعاطون مع الجولان بهذه الحساسية لانهم لا يريدون ان يفتح عليهم باب من هذا النوع ليس فقط بسبب الخوف من تحرير الجولان بل لمجرد اعادة الجولان الى الخارطة السياسية، ولذلك سمير واخوة سمير كان لهم دور المساعدة ونقل التجربة الى المقاومة السورية الفتية التي تعلق عليها الامال ويخشاها العدو، ولذلك نجد مستوى التهديد الاسرائيلي عالياً جدا، وهذا يدل على حساسية هذا الموضوع بالنسبة الى الاسرائيلي وهو كان يحاول ان يلبس الموضوع لباسا ايرانيا، لان اسرائيل لا تعترف بالهوية الوطنية، وتعتبر ان من يقاتلها عميلاً ايرانياً».

نصر الله في ذكرى أسبوع الشهيد القنطار: لماذا يُخيفكم دمه الى هذا الحدّ؟
إسرائيل تريد القضاء على أيّ مشروع للمقاومة الشعبيّة السوريّة في الجولان

اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان «اسرائيل تريد القضاء على اي مشروع للمقاومة الشعبية السورية في الجولان، ولذلك كانت تلاحق كل الافراد الذين ينتمون الى هذه المقاومة». واكد «ان اسرائيل تحاول الباس موضوع المقاومة لباسا ايرانيا، لان اسرائيل لا تعترف بالهوية الوطنية وتعتبر ان من يقاتلها عميل ايراني».
واكد السيد نصر الله ان الشهيد سمير القنطار «لم يساوم ولم يضعف ولم ييأس رغم 30 عاما من الاسر، وان سمير القنطار كان يؤمن بزوال اسرائيل»، وشدد على «ان مدرسة سمير القنطار والمقاومة تؤكد ان لا مكان لليأس».
وقال السيد نصر الله: «لا نريد اموال العرب ولا جيوشهم، فقط من يقاتلون في سوريا يكفون لإزالة اسرائيل من الوجود»، وشدد على ان الرد على اغتيال سمير القنطار «قادم لا محالة».
اضاف: «لا يمكن ان نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا، وقرارنا حاسم وقاطع»، واعلن انه مهما كانت التبعات والتهديدات التي لا نخافها، فالرد على اغتيال القنطار اصبح بين ايدي المؤتمنين على الدماء».
وتوجه الى الاسرائيليين قائلا: «اذا كانت تقديراتكم لانشغال المقاومة قراءة صحيحة فلماذا ترتعبون الى هذا الحد، واذا كنتم تستهينون بسمير القنطار لماذا يخيفكم دمه الى هذا الحد؟».
«عليكم ان تقلقوا على الحدود وفي الداخل والخارج والتهويل علينا لن يجدي نفعاً».

أحيا «حزب الله» وآل القنطار ذكرى مرور أسبوع على استشهاد عميد الأسرى والمحررين الشهيد سمير القنطار، باحتفال تأبيني أقامه في مجمع «شاهد» على طريق المطار في ضاحية بيروت الجنوبية.
بدأ الاحتفال، بكلمة تعريف، أعقبها تلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم النشيد الوطني فنشيد «حزب الله»، فعرض فيلم وثائقي عن الشهيد القنطار، ثم ألقى كلمة العائلة شقيقه بسام التذي توجه إلى الحضور بالقول: «أيها الناظرون إلي. أتظنون أن صبري على فقدي شقيقي جهالة؟ أو ترك اعتراضي فيه على القضاء، ضلالة؟ أم أني نسيت من بطولته، وحزمه، وحلمه، ورفعته، وصدقه، وطاعته، وصبره واحتماله؟ كلا، بل إن الصبر العظيم، مطية من اتقى، والرضى والتسليم منارة من ارتقى».
وتابع مستذكرا عبارة الشهيد المعروفة «لم أعد من فلسطين، إلا لكي أعود إلى فلسطين»، قائلا: «كانت هذه العبارة في 17 تموز 2008، الخط البياني الذي رسمه سمير القنطار لنفسه، بعد ساعات من تحرره من سجون العدو الصهيوني. ولأن طريق العودة الى فلسطين هو طريق الحق».
ثم أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله عبر الشاشة، الذي حيا الحاضرين شاكرا إياهم على مشاركتهم في المناسبة باسمه الشخصي وباسم «حزب الله» و«المقاومة الإسلامية»، ثم بارك نصرالله للمسلمين والمسيحيين بـ «العيدين الكريمين المباركين، عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وعيد المولد النبوي الشريف لخاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله»، لافتا «نبارك هذا التزامن بين المناسبتين الكريمتين والجليلتين، وإن كنا نتطلع إلى اليوم الذي يستطيع فيه المسلمون والمسيحيون أن يعيشوا بحق أفراح الأعياد.
ثم تحدث عن صفات الشهيد سمير القنطار وقال: اختار طريق المقاومة منذ صباه، وهو يعبر عن كثير من الشباب اللبناني والعربي، خصوصا الذي التحق في تلك السنين بفصائل المقاومة الفلسطينية ومنظماتها المقاتلة، واشار الى ان سمير يعبر عن ذاك الجيل من الشباب الجاد، الشباب المسؤول، الشباب الواعي الذي آمن بفلسطين وقاتل على طريق فلسطين واستشهد كثيرمنهم على أرض فلسطين. انا أذكر في بعض عمليات التبادل كنا نستعيد بعض جثامين أو رفات هؤلاء الشهداء العرب ونعيدهم إلى بلدانهم وإلى عائلاتهم، هذا يرتب مسؤولية في هذا العنوان. نحن نعرف من عقود، هناك برنامج ثقافي وإعلامي وتربوي كبير وعريض، وفي إطار الحرب الناعمة كما تسمى، لإبعاد شبابنا وشباب شعوبنا وشباب أمتنا عن القضايا الكبرى وعن المسؤوليات الحقيقية وعن التصرفات الجادة، وإغراقهم في شؤون وشجون وقضايا وإلهائهم في ساحات لا ترسم مصيرا ولا تصنع مستقبلا حتى لأشخاصهم.
واكد ان لا مقاومة بلا تضحية وبلا استعداد للتضحية وبلا عطاء بلا حدود. البعض قد يقبل فكرة المقاومة، وحقها وحقيقتها، ولكنه لا يكون مستعدا للتضحية، لا بنفس ولا بمال ولا بعزيز ولا حتى بماء وجه، أو أن يتحمل موقفا قاسيا أو صعبا أو إساءة من هنا أو من هناك، بل يصل البعض من غير المستعدين للتضحية إلى التنكر للمقاومة وهو يعرف حقها، إلا أنه يجحد فقط ليتهرب من المسؤولية ومن العطاء، واكد انه في ذكرى سمير القنطار، نحن نحتاج إلى استعادة روح التضحية والاستعداد للبذل، لأن هذا شرط أساسي لقيامة شعب ولاستمرار مقاومة، وتحرير أرض وصنع مستقبل وعزة أمة.
وشدد على ان سمير القنطار في السجن كان يخاطب الفلسطينيين واللبنانيين والشعوب والمقاومين والمجاهدين ويحرّضهم ويعبئهم ويدعوهم الى الصبر، والى مواصلة الطريق وعدم المساومة، وهذا ما فعله طوال السنوات في سجنه.
اضاف السيد نصرالله أنا شخصيا طبعا تعرفت به بعد إطلاق سراحه، ولكن بكل صراحة أقول، إن الموقف الأهم في كل السنوات الماضية، الذي ترك فيّ وفي إخواني أثرا عظيما من الناحية الروحية والأخلاقية، هو عندما كنا نفاوض على تبادل أسرى ومعتقلين بعد عام 2000. بعد عام 2000 تذكرون أنه قامت المقاومة الإسلامية بأسر ثلاثة جنود من منطقة مزارع شبعا، بعدها بمدة، تم أسر الضابط تاننباوم، ودخلنا في مفاوضات طويلة. منذ اليوم الأول للمفاوضات وإلى آخر يوم، المشكلة الحقيقية كانت سمير القنطار. طبعا الإسرائيلي يقول للوسيط الألماني: مستحيل سمير القنطار، لا يمكن هذا الأمر.

 

الجمهورية :

ظلت أجواء الأعياد مخيّمة على البلاد وتلاحقت الدعوات الى الوحدة والحوار وملء الشغور الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد وإعادة العمل إلى مؤسسات الدولة. الّا انّ الهدوء السياسي الذي طبع العيد خَرقته في نهاية الاسبوع ثلاثة مواقف سياسية: الموقف الاول لبكركي حيث أوضح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي انه عندما نقول انّ المبادرة الرئاسية جدية ومدعومة، إنما نميّز بين المبادرة في حد ذاتها والاسم المطروح». والموقف الثاني مزدوج لكل من الرئيس سعد الحريري في الذكرى الثانية لاستشهاد محمد شطح اكّد فيه «البقاء أوفياء لوحدة ١٤ آذار»، فيما طمأن رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة الى أن «14 آذار باقية مهما تعاظمت المصاعب والإختلافات». امّا الموقف الثالث فكان للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في ذكرى استشهاد سمير القنطار ونأى فيه عن الاستحقاق الرئاسي وأي قضية داخلية، واكد انّ الرد على هذا الإغتيال «قادم لا محالة». في وقت انعكس تهديد نصرالله بالرد قلقاً واستنفاراً وترقباً إسرائيلياً من حدود لبنان الى الجولان السوري المحتل. في وقت لم يسجل أيّ تحرك سياسي عملي في شأن الاستحقاق الرئاسي وتوقف الحديث عن المبادرة التي طرحها الحريري، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره امس «انّ تفعيل العمل الحكومي وانعقاد مجلس الوزراء سيكون محور الاهتمام الاول مع بداية السنة الجديدة، لكنّ الاولوية تبقى لانتخاب الرئيس لأنّ هذا الانتخاب اذا حصل يحلّ كل المشكلات».
ورداً على سؤال، قال بري انّ مبادرة الرئيس سعد الحريري «لا تزال حية، وانّ المشكلة في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية باتت داخلية لأنّ الخارج يسير بهذه المبادرة والمطلوب منّا جميعاً في الداخل أن نعالج هذا الموضوع».
موقف جنبلاط
وفي سياق متصل قال وزير الصحة وائل ابو فاعور أمس في كلمة ألقاها باسم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط في «ذكرى شهداء بلدة عرمون»: «يبدو اليوم انّ التسوية السياسية مستعصية بسبب بعض من أمزجة وحسابات، وبسبب بعض من منطق «أنا ومن بعدي الطوفان».
واكد انّ ما يسعى إليه جنبلاط مع بري والحريري «هو وضع حد للتدهور الحاصل في المؤسسات»، ولاحظ انّ «هذه التسوية تستقبل بالأثقال السياسية الإضافية، مرة يقال: نريد قانون انتخاب، ومرة يقال: نريد التفاهم على حلول مستدامة في علاقات المؤسسات، ونريد التفاهم على حلول مستدامة في علاقات المكونات اللبنانية بعضها ببعض. كل هذا لا يغدو كونه محاولة إثقال التسوية لإسقاطها».
وأضاف ابو فاعور: «قيل إننا نريد رئيساً من الأقطاب الأربعة، ذهب جنبلاط والحريري وبري واختاروا واحداً من الأربعة، فإذا بالثلاثة ينتفضون على الرابع.
قيل اننا نريد تسوية سياسية بين 14 و8 آذار، ذهب وليد جنبلاط وسعد الحريري ونبيه بري، ومعهم مكونات كثيرة الى أقصى الخيارات السياسية، واختاروا رمزاً من 8 آذار، فإذا بالبعض من قوى 8 آذار ينقلب على هذا الخيار قبل ان ينقلب آخرون في تحالف 14 آذار.
إذاً، ليست المشكلة في الخيار ولا في الإسم، وليست المشكلة في اسم سليمان فرنجية، المشكلة في غياب الإرادة السياسية بالتسوية السياسية. يبدو أنّ هناك عدم نضوج محلي وامتداداً إقليمياً لفكرة التسوية السياسية في البلاد. كل هذا الى أين يقود؟ يقود الى محصّلة واحدة: المزيد من التداعي في المؤسسات والإنهيار فيها».
ودعا ابو فاعور «الى أن تتغلب مشيئة التسوية السياسية على كل العقبات، وأن تتغلب هذه المشيئة التي نحن على اقتناع تام بأنها في لحظة ما سيحين أوانها».
الراعي
وفيما غاب الأقطاب الموارنة عن قدّاس عيد الميلاد في بكركي، أكد البطريرك الراعي «اننا ما زلنا نطالب باستمرار، بإسم الشعب اللبناني الذي يعبّر لنا كلّ يوم، بانتخاب رئيس للجمهورية وقيام المؤسسات وبناء دولة القانون والحقوق.
وعندما ندعو الكتل السياسية والنيابية إلى مقاربة المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، فلأنّ انتخابه هو المدخل الأساس، وعندما نقول إنّ المبادرة جدّية ومدعومة، إنما نميّز بين المبادرة في حدّ ذاتها والاسم المطروح»، مطالباً «الكتل بالتشاور بشأنها في شقّيْها ولاتخاذ القرار الوطني المناسب، انطلاقاً من الوقائع المتوافرة.
فليس من المقبول إسقاط مزيد من فرص التوافق لأجل انتخاب رئيس، فالبلاد لا تتحمّل، بعد سنة وثمانية أشهر من الفراغ مزيداً من الخراب والدمار للمؤسسات الدستورية وللمواطن اللبناني، إفقاراً وإهمالاً وإذلالاً وتهجيراً».
مصادر كنسيّة
وأكدت مصادر كنسيّة لـ«الجمهورية» أن «لا مرشّح للراعي ولا يهمّه الإسم سواء كان رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية او غيره، بل هو يعمل على مبدأ ملء الفراغ الرئاسي، لذلك يكرّر في كل عظاته دعوته الكتل الى انتخاب رئيس من دون إغفال دور القيادات المارونية في هذا الأمر، مع العلم انّ اتفاق الموارنة بعضهم مع بعض ما زال بعيد المنال».
زوّار بكركي
والى ذلك، نقل زوّار الراعي عنه تأكيده انه حاول استمزاج رأي الاقطاب الموارنة الأربعة بلقاء في بكركي، لكنه لم يتلق اجوبة إيجابية من بعضهم.
وحول المبادرة الرئاسية، نُقل عن الراعي قوله «إنّ مقاربة هذه المبادرة يجب ان تكون جدية بحيث نستفيد من الطرح لتسريع انتخاب رئيس من دون ان يعني ذلك الالتزام بإسم محدد».
وأضاف الراعي: «انّ انتخاب رئيس الجمهورية هو استحقاق دستوري وليس تسوية سياسية»، وتعجّبَ «من الذين يريدون ربط انتخاب الرئيس بسلة متكاملة او بتسوية شاملة، او بإقرار قانون انتخاب نيابي اولاً، فانتخابات رئاسة الجمهورية لا تخضع لهذه المعايير السياسية التي يمكن البحث فيها بعد انتخاب الرئيس».

اللواء :

حفل «الويك أند» الأخير من هذا العام بأكثر من موقف ومحطة، إلا أنها التقت جميعها على نقل «أثقال» هذا العام إلى العام المقبل، وسط خشية من أن يؤدي تعطيل التسوية الرئاسية مجدداً إلى مزيد من التآكل في بنية الدولة ومؤسساتها، وعودة الاستقطاب إلى الساحة السياسية، من دون أن تتمكّن القوى الوسطية الرافضة للاستقطاب بين 8 و14 آذار، مدعومة من مرجعية بكركي، من تثبيت مسار المبادرة الرئاسية التي تبنّاها الرئيس سعد الحريري ودعمها كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط، وأيّدها سرّاً وعلانية البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي تعرّض لهذا السبب لحملة مقاطعة لقدّاس عيد الميلاد والتهاني به من قِبَل الأقطاب الأربعة، وحملة من «التيار الوطني الحر» وصلت الى حدّ وصفه بالإصابة «بالزهايمر الروحي» الأمر الذي اضطّره إلى إصدار توضيح يقول فيه أنه يميّز ما بين المبادرة والشخص المرشّح للرئاسة، أي النائب سليمان فرنجية.
وفي ظل هذا الجو الرمادي، دخلت البلاد فعلياً في عطلة رأس السنة، وغادر الرئيس تمام سلام وعدد من الوزراء والنواب بيروت إلى الخارج، في ما يشبه إجازة تفرض استمرار الشلل، ما خلا إجراءات أمنية تتخذها القوى الأمنية لحفظ الأمن في رأس السنة الجديدة.
ويشهد مطار بيروت اليوم محطة، حيث ينتقل إليه، في إطار تنفيذ إتفاق الزبداني، 123 جريحاً من المسلّحين والمدنيين السوريين من الزبداني، في الطريق إلى تركيا، كما أن مجموعة أخرى تقدّر بحوالى 300 مدني ستنتقل من كفريا والفوعا إلى تركيا، ومنها إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومنه تنتقل برّاً إلى سوريا مجدداً، حيث ستقيم في أماكن وفّرها لها النظام و«حزب الله».
أما المحطات - المواقف، فتمثّلت في الآتي:
1- إعادة اللُحمة إلى قوى 14 آذار التي رأى فيها الرئيس فؤاد السنيورة أن سقوط مشروعها يقضي على الأمل بقيام وطن الاعتدال والتسامح.
وأكد السنيورة في كلمة له في الذكرى الثانية لاستشهاد الوزير محمّد شطح أن تحالف قوى 14 آذار سيبقى قائماً ومستمراً ومتماسكاً، فهو لا يعبّر عن قضية عابرة بل ضرورية لحياة الشعب اللبناني.
وأشار إلى أننا لن نقتنع أو نوافق على انزلاق وتورّط حزب الله في الآتون السوري، لافتاً إلى أن التصدي للإرهاب لا يكون هكذا، وهو الذي يشكّل مع أنظمة الاستبداد وجهين لعملة واحدة، واصفاً «عودة شبّان حزب الله» في نعوش من سوريا بالمشكلة الكارثية التي قد تُطيح بالسلم الأهلي في لبنان والمدمّرة للعلاقات الأخوية التي يجب أن تسود بين الشعب اللبناني بكل مكوّناته والشعوب العربية الشقيقة الأخرى.
وأكد السنيورة، في الحفل الذي حضره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في مسجد محمّد الأمين، أن المدخل الرئيسي والصحيح هو المسارعة في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، داعياً الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلى تفعيل دورها في الحفاظ على الوحدة الإسلامية - المسيحية، منتقداً عدم حصول تقدّم في ملف التحقيقات في اغتيال الشهيد شطح.
2- المخاوف التي برزت مع خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في أسبوع استشهاد سمير القنطار، بأن الردّ على اغتياله قائم لا محالة، وتأكيده «أقول للصديق والعدو، أياً تكن التبعات والتهديدات التي لا نخافها، نحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وأخواننا من قِبَل الصهاينة في أي مكان في هذا العالم»، لافتاً إلى أن المسألة أصبحت في يد «المؤتمنين على دماء الشهداء».
يُذكر أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعالون حذّر السبت الماضي «حزب الله» من الردّ، متهماً إيران بمحاولة فتح جبهة في مرتفعات الجولان.
وردّ نصر الله على هذه التهديدات، مؤكداً «أن التهويل علينا لن يُجدي نفعاً، وإذا كان هناك أحد أخطأ بالتقدير فهو الإسرائيلي وليس نحن».
وتوجّه إلى الإسرائيليين قائلاً: «إذا كان تقديركم وقراءتكم للمقاومة وانشغالاتها وأولوياتها قراءة صحيحة فلماذا أنتم مرتعبون إلى هذا الحدّ?». ولاحظ أنه من واجب الاسرائيليين أن يقلقوا كما هم قلقون الآن عند الحدود وفي الداخل وفي الخارج، ويجب عليهم أن يقلقوا عند الحدود وفي الداخل والخارج.
وزار نصر الله، بعد انتهاء الكلمة التي ألقاها في مجمع شاهد على طريق المطار، ضريح الشهيد القنطار يرافقه رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي الذي شارك في ذكرى الأسبوع، كما زارا سوية ضريح الشهيد عماد مغنية في الضاحية الجنوبية.
3 - وإذا كان البطريرك الماروني شدّد في عظة الأحد على واجب الكتل السياسية والنيابية مقاربة المبادرة الجدية والفعلية الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية بموجب الدستور، فتلتقي حول هذه المبادرة المدعومة دولياً، لتدارسها والوصول إلى قرار وطني بشأنها، مشيراً إلى انه يُميّز بين المبادرة بحد ذاتها والاسم المطروح، فان وزير الصحة وائل ابو فاعور حذر من أن تكون التسوية مستعصية بسبب بعض من امزجة وحسابات ومنطق «أنا ومن بعدي الطوفان»، ملاحظاً ان المشكلة ليست في الخيار ولا في الاسم، وليست في اسم سليمان فرنجية، بل المشكلة في غياب الإرادة السياسية بالتسوية، متسائلا: كل هذا إلى أين يقود؟ وأجاب انه يقود إلى محصلة واحدة وهي المزيد من التداعي في المؤسسات والانهيار.
وجدّد أبو فاعور، باسم النائب جنبلاط، دعوة الرئيس تمام سلام إلى أن يدعو عاجلاً إلى جلسة لمجلس الوزراء بعد الأعياد، فلا يجوز أن نستمر في منطق التعطيل والتشظي.
عودة إلى الحكومة
وفي هذا السياق، أوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» انه بعد استئخار الحل في الملف الرئاسي لتشابك عوامل داخلية وإقليمية، لا يجوز أن تبقى الأمور مجمدة، لا سيما بالنسبة إلى عمل المؤسسات الدستورية، اي الحكومة والمجلس النيابي.
ولفتت هذه المصادر إلى أن هناك نوعاً من التفاؤل بإمكانية انعقاد جلسات للحكومة في الفترة المقبلة وان المعترضين مضطرون إلى أن يبدوا رغبة بالمشاركة كي لا يُشكّل ملف الفراغ الرئاسي ضغطاً عليهم.
ورجحت المصادر نفسها أن تنعقد الجلسات بعد فترة الأعياد وأن يوجه الرئيس سلام دعوة للمجلس على أن يتحمل المعطلون مسؤولية التعطيل، مؤكدة انه راغب في أن يسود التوافق لكنه لا يمكن الانتظار إلى ما لا نهاية من دون انعقاد الحكومة.
وحدة 14 آذار
وأوضح مصدر نيابي في تيّار «المستقبل» أن الداعي لإحياء ذكرى الشهيد شطح كان 14 آذار، وبالتالي فان جميع مكونات قوى 14 آذار كانت حاضرة في الاحتفال، لكن مشاركة جعجع شخصياً، وإن كان امراً طبيعياً، فانه كرّس عملياً وحدة هذه القوى، وهو ما اراد جعجع ان يقوله، وهو انه قرر الحفاظ على 14 آذار، من دون التضحية بها.
ونفى المصدر أن يكون تغييب المبادرة الرئاسية في خطاب الرئيس السنيورة بقصد إرضاء جعجع، إذ أن الهدف من الاحتفال كان تأكيد لحمة 14 آذار، وليس رئاسة الجمهورية في هذه المرحلة، علماً أن «المستقبل» لم يقل بعد إن هناك مبادرة.

الاخبار :

أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن «التهويل الإسرائيلي لن يجدي نفعاً»، الردّ على جريمة اغتيال الشهيد سمير القنطار «قادم لا محالة أياً تكن التبعات والتهديدات... والمسألة أصبحت في يد المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء»، داعياً الإسرائيليين إلى «أن يقلقوا عند الحدود، وفي الداخل والخارج»

  

شدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على أن الردّ على اغتيال الشهيد سمير القنطار «آتٍ لا محالة»، وأن على الاسرائيليين «أن يقلقوا عند الحدود، وفي الداخل والخارج». وأكّد أن «التهويل علينا كما حصل في الأيام القليلة الماضية لن يجدي نفعاً ولن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا». وقال: «قرارنا حاسم وقاطع منذ الأيام الأولى، والمسألة أصبحت في يد المؤتمنين الحقيقيين على دماء الشهداء ومن نصون بهم الأرض والعرض والباقي يأتي»، و»إذا كان هناك أحد أخطأ أو يخطئ بالتقدير فهو الإسرائيلي لا نحن». وحسم نصرالله بأن «كل التهويل والتهديد الاسرائيليين لن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا على العمل، مهما تكن التبعات.

وأقول للصديق وللعدو، مهما تكن التبعات والتهديدات، التي لا نخافها، فنحن لا نستطيع ولا يمكن أن نتسامح مع سفك دماء مجاهدينا وإخواننا على يد الصهاينة في أي مكان في هذا العالم». وفي ذكرى أسبوع القنطار في قاعة «مجمّع شاهد» أمس، سأل نصرالله الاسرائيليين: «إذا كنتم تستهينون بسمير القنطار فلماذا يخيفكم دمه إلى هذا الحد؟ وإذا كنتم تستهينون بمقاومة سمير القنطار فلماذا يخيفكم تهديدها إلى هذا الحد؟ وإذا كانت قراءتكم للمقاومة وإنشغالاتها وأولوياتها صحيحة، فلماذا أنتم مرتعبون إلى هذا الحد؟»، لافتاً الى أنه «عند الحدود من الناقورة من البحر، إلى مزارع شبعا إلى جبل الشيخ، الى آخر موقع إسرائيلي في الجولان المحتل، جنود العدو وضباطه وآلياته كالجرذان المختبئة في جحورها (...) وعلى الإسرائيليين أن يقلقوا كما هم قلقون الآن، عند الحدود وفي الداخل والخارج». وأكّد أن «هذه معركة مفتوحة، لم تغلق ولن تغلق في يوم من الأيام. ولا يمكن لحساب القدس وفلسطين ومجازر دير ياسين وقانا وسيل شهدائنا وشهداء بقية الفصائل وشعبنا وبقية الشعوب أن يُغلق عند منعطف طريق أو عند محطة تهديد».


الإسرائيلي يخطئ التقدير، والتهويل لن يجدي نفعاً ولن يمسّ بإرادتنا وتصميمنا
وتحدث نصرالله عن صفات القنطار الذي «أضحى مدرسة ورمزاً»، والذي «اختار طريق المقاومة منذ صباه. وهو يعبّر عن جيل من الشباب الواعي الذي آمن بفلسطين وقاتل على طريقها منذ انطلاقته في صفوف المقاومة الفلسطينية وحتى شهادته في صفوف المقاومة الإسلامية على أرض سوريا». وقال إن القنطار كان يحمل «صِفة الإستعداد للتضحية بلا حساب وبلا حدود»، وهو قضى «ثلاثين عاماً في الأسر، لكنه لم يتراجع ولم يساوم أو يضعف أمام سجانيه». وقال إن القنطار بعد إطلاقه «كان يستطيع أن يعيش حياته الطبيعية، لكنه قال: أريد أن أكون مقاتلاً مقاوماً عسكرياً في هذه المقاومة، وطلب أن يلتحق بدورات عسكرية ليرفع كفاءاته... إلى أن حصلت تطورات سوريا وانفتح المجال لانطلاقة مقاومة شعبية سورية، فطلب الالتحاق بالإخوة المقاومين في سوريا».
ولفت نصرالله الى أن الاسرائيلي «منذ اللحظات الأولى التي أشار فيها الرئيس بشار الأسد إلى فكرة مقاومة شعبية في الجولان أو عند الحدود السورية، تعاطى بحساسية مفرطة مع هذا المشروع»، كما كان «يتعاطى بتوتر عالٍ جداً وبرد فعل غير متناسب مع أي عمل بسيط يحصل في تلك الجبهة، لأنه يريد أن يئد هذه المقاومة السورية وهذا المشروع المقاوم في مهده، لأنه يدرك ماذا يمثّل مشروع مقاومة شعبية سورية في مجمل الصراع القائم مع العدو الإسرائيلي»، وأن «هذا المشروع يمكنه أن يعيد طرح الجولان بقوة على خارطة المعادلة السياسية والإعلامية والشعبية والوجدانية على مستوى العالم وعلى مستوى المنطقة في الوقت الذي يريد فيه العدو الصهيوني أن تصبح هذه الأرض نسياً منسياً». وأشار الى أن الاسرائيلي «يحاول أن يلبس المقاومة في الجولان أو عند الحدود السورية لبوساً إيرانياً»، مؤكداً أن ما جرى ويجري على هذه الجبهة «منذ اليوم الأول هو إرادة سورية وإرادة سوريين، وكان لسمير وبعض الأخوة الذين استشهدوا قبل عام في منطقة القنيطرة دور المساندة والمساعدة ونقل التجربة والوقوف إلى جانب هذه المقاومة الفتية التي تعلق عليها الآمال ويخشاها العدو. ولذلك نجد أن مستوى التهديد الإسرائيلي عالٍ جداً عندما يتصل الأمر بهذه المقاومة هناك». وعزا حساسية الاسرائيليين في التعاطي مع الجولان الى أن العدو «لا يريد أن يفتح باباً من هذا النوع، بعدما بذل وما زال يبذل جهوداً عند الإدارة الأميركية وعند حكومات غربية للحصول على اعتراف دولي بضم الجولان إلى دولة الاحتلال». ورأى أن «من يتطلع إلى الجولان بهذه الطريقة، ومن يدرك قيمته الاستراتيجية عسكرياً وأهميته مائياً لن يتحمل حتى الحديث عن مقاومة سورية في الجولان أو عند الحدود مع الجولان. ولذلك كانت جريمة سمير القنطار». ورأى ان الاسرائيلي «يتصرف في هذا الملف بحساسية وهو تجاوز كل الضوابط وقواعد الاشتباك بقصف جرمانا ليقتل سمير وإخوته الذين كانوا معه، لأنه يرى أن هذا الموضوع على درجة عالية من الأهمية ويستحق هذا المستوى من المغامرة».