تناولت مقالة نشرها موقع “ذا سايكر” العلاقة التاريخية والمعقدة بين موسكو وتل أبيب التي يحكمها تعتيم يمارسه الصهاينة على وسائل الإعلام الانكليزية، إذ لعب اليهود الروس دوراً بارزاً في توجيه سياسة موسكو في القرن العشرين، ولم يتبوأوا أعلى المناصب في أهم الشركات الغربية إلاّ بالعنف.

 ولفتت المقالة التي حملت عنوان “بوتين وإسرائيل – علاقة معقدة ومتعددة الطبقات” إلى أنّ اليهود البلشفيين سيطروا على روسيا بشكل شبه كامل، خلال الفترة الممتدة بين 1917 و1939 تقريباً، واضطهدوا مواطنيهم، لاسيّما المسيحيين الأورثوذكسيين.

وأكّدت أنّ “العلاقة بين موسكو وتل أبيب تأثرت بعوامل عدّة أهمّها هجرة اليهود الروس إلى إسرائيل”، لافتة إلى أنّ المتعصبين بأغلبيتهم اختاروا المغادرة، وأضافت إنّ 20% تقريباً من غير اليهود توجهوا إلى إسرائيل أيضاً، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية آنذاك، ما يعني أنّه سيكون لأي حرب تشارك فيها إسرائيل تداعيات في روسيا.

وتابعت المقالة إنّ أغلبية المافيا الروسية تتكوّن من روس يهود في الغرب، وإنّ في موسكو عصابات يهودية، وهي تتعاون في ما بينها، ما أدى إلى قيام علاقات “عمل” قوية بين الروس الأوليغارشيين (حكم الأقلية) وإسرائيل.

وألمحت إلى أنّه خلال حكم بوريس يلتسن من العام 1991 حتى 1999، احتكر اليهود نسبة 50% من الاقتصاد الروسي، مستطرداً أنّ أغلبية الوزراء ومستشاريهم كانوا يهوداً أيضاً، مؤكداً أنّ هذه الفئة حكمت البلاد أيضاً في الفترة الممتدة من العام 1917 إلى 1939 أيضاً.

إلاّ أنّ كاتب المقالة اعتبر أنّ المرحلتين مختلفتان، ففي أوائل القرن العشرين، عارض اليهود في السلطة الإمبرطورية الانكليزية إيديولوجياً، أماّ في أواخر القرن نفسه، فشكَّلوا عملياً امتداداً للإمبرطورية الانكليزية الصهيونية.

بوتين رهينة الأنكلو – صهيونية

 

في هذا السياق، رأى الكاتب أنّ فلاديمير بوتين ورث نظاماً أسسته الإمبرطورية الأنكلو – صهيونية، فوصل إلى سدة الرئاسة خلفاً لبوريس يلتسن بناء على تسوية بين جهاز الأمن الروسي وأصحاب المال في موسكو الذين دعموا ترشيح ديميتري ميدفيديف.

واعتبر أنّ داعمي بوتين، أرادوا جعل روسيا عنصراً أساسياً في قارة أوراسيا، أمّا داعمو ميدفيديف، فأرادوا أن تقبل الإمبرطورية الأنكلو – صهيونية بلادهم ضمن تركيبة القوى الغربية.

ورأى أنّ الأخيرين يسيطرون على القطاع المالي والمصرفي وعلى أهم الوزارات الاقتصادية في روسيا، ويشكلون تهديداً لحكم بوتين وداعميه، علماً أنّه لا يوافق على سياستهم وينتظر الوقت المناسب لإحداث تغييرات يطالبه بها مناصروه، مؤكداً أنّ بوتين احتاج إلى سنوات للتخلص من الأوليغارشيين اليهود، ونفذ إصلاحات تدريجية انتهت بإبعاد الصهاينة عن مناصب القوة.

في المقابل، لم يتوقع الكاتب أن يطيح انقلاب ببوتين الذي تقع الحقائب السيادية بين أيدي وزرائه، لأنّه يحظى بدعم 90% من شعبه، محذراً من الخطر الذي يشكله الطابور الخامس في البلاد.

وذكَّر بتنازلات بوتين الكثيرة، فلم يقض على جميع الأوليغارشيين بل على الذين خططوا لانقلاب ضده فحسب، واضطر إلى إعلان دعمه لسياسة ميدفيديف الاقتصادية التي يعارضها، ولم يسجن وزير الدفاع السابق أناتولي سيرديوكوف المتهم بالفساد، بالرغم من سلطته كرئيس.

وأخيراً، تناول علاقة روسيا بإسرائيل من جهة، و”حزب الله” من جهة ثانية، فخلص إلى أنّ حماية الأخير ليست على سلّم أولويات بوتين، إذ يفضل الحفاظ على علاقة متينة مع تل أبيب، ويبقى رئيساً في ظل سيطرة صهيونية واسعة النطاق في موسكو.

(لبنان 24)