في إنتظار الرد , القنطار شهيدا في سورية بخرق أمني تجاوز روسيا

 

السفير :

لن تطول على الأرجح «سكرة» الإسرائيليين باغتيالهم «الأسير الأغلى» المقاوم الشهيد سمير القنطار. هم اعتقدوا أنهم أقفلوا الفاتورة، لكن عندما ستنتهي آخر فقرة من خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، هذه الليلة، سيدرك الاسرائيليون أن فاتورة جديدة باتت تنتظر من يسددها.. وسيكون السعر غالياً، أقله بحسابات أهل المقاومة، الذين يدركون أن اسرائيل تحاول منذ تموز 2006، لا بل منذ التحرير في العام 2000، خلق قواعد اشتباك تترك لها «اليد العليا» في الميدان والاستخبارات والأمن، قبل أن يفاجئهم «حزب الله» بما هو ليس في الحسبان.
لم يكن استهداف القنطار من قبل الإسرائيليين مفاجئاً، لا للشهيد نفسه ولا للمقاومة ولا لعائلته. هو لطالما كان يردد «صدقوني لم أعد إلى هنا إلا لأعود إلى فلسطين. عدتُ لأعود..».
يريد القنطار أن يتوّج مسيرته شهيداً في الموقع الطبيعي لمقاوم كانت حياته في الأسر والحرية حافلة بالمقاومة، بدءاً من عمليته الأولى في نهاريا مروراً بالأسر الطويل (نحو ثلاثة عقود من الزمن) والحرية والالتحاق مجدداً بصفوف المقاومة وصولاً إلى الاستشهاد.
سقط «أبو علي» شهيداً، لكنه زرع بذرة في لبنان وسوريا وفلسطين، لن تذبل بل ستجد من يرويها دائماً وأبداً بالدماء الزكية التي باتت عنواناً للكرامة والعنفوان.. والانتصار.
في التفاصيل، ها هو الدفاع المدني السوري لا ينتظر كثيراً في جرمانا. جرافاته انطلقت الى رفع ركام المبنى الحجري الأبيض، ولم تكن قد مضت أكثر من 12 ساعة على قصفه وتدميره بأربعة أطنان من المتفجرات حملتها رؤوس أربع قنابل ذكية إسرائيلية.
الجرافات الضخمة انكبّت وسط عاصفة من الغبار، على افتراس أسطح الاسمنت المتدلّية، والطوابق التي تهاوت جدرانها، فور انتهاء رجال الأمن من رفع بقايا القنابل المجنحة، وزعانفها الفولاذية التي قاومت الانفجارات، للتدقيق فيها.
الجرافات مع ذلك انتظرت حتى الرابعة والنصف فجراً. لإجلاء آخر الضحايا، عندما عثر المسعفون على جثمان نزيل الطابق الثاني في المبنى، ورفعت عنه الأنقاض، ليتفحصوا الجروح التي أدمت الجانب الأيمن لقائد «اللجان الشعبية في الجولان المحرر»، الشهيد سمير القنطار. شهيدان اثنان أيضا هما محمد نعسو، مرافق الشهيد القنطار، وفرحان شعلان، أحد كوادر «لجان المقاومة الشعبية»، عُثر عليهما اولا بين الأنقاض، وكانت معجزة، أن يخرج سكان المبنى العشرون في تلك الساعة، جرحى لا قتلى، من بين الأنقاض.
وكانت طائرتا اف 15 إسرائيليتان قامتا بقصف المكان عن بعد، وهما تنتميان الى السرب 69، وقد أقلعتا من قاعدة هتساريم، جنوب فلسطين المحتلة، واتجهتا شمالا. وسجلت مراصد الجيش السوري، تحويمهما عند بحيرة طبريا، ثم إطلاقهما، من دون تجاوز خط الهدنة في الجولان، أربع قنابل ذكية مجنحة من طراز سبايس 2000، قطعت تسعين كيلومتراً من موقع إطلاقها في سماء طبريا، حتى انفجارها عند العاشرة والربع ليل امس الاول في المبنى الحجري الأبيض في جرمانا. وتقول مصادر سورية مطلعة لـ «السفير» إن الرادارات السورية لم ترصد دخول القنابل المجنحة الأجواء السورية إلا في الكيلومتر 15 قبل انفجارها في جرمانا.
وفي غياب أي رواية رسمية اسرائيلية لعملية الاغتيال، وصمت دمشق عن التفاصيل، بانتظار نتائج التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية والحزبية، تبدو الرواية التي تبنتها المقاومة، عن تنفيذ عملية الاغتيال بقصف جوي بالقنابل الذكية، هي الرواية الأكثر ترجيحاً، في مواجهة ما قالته القناة العبرية الأولى، من أن قصف جرمانا قد نفذته وحدة صواريخ أرض أرض.
ويشكل الاعتداء الإسرائيلي على جرمانا، اذا ما تم تأكيد تفاصيل العملية في الساعات المقبلة، تحولاً كبيراً في العمليات الإسرائيلية الجوية تجاه سوريا ولبنان. إذ يعد اللجوء الى القصف من الأجواء الفلسطينية، ومن مسافة 90 كيلومتراً، ومن دون اختراق الأجواء المجاورة، عملاً غير مسبوق في عمليات الاغتيال التي تنفذها اسرائيل.
وتطرح العملية الإسرائيلية أسئلة عن احتمالات الخرق التقني أو البشري الإسرائيلي. إذ إن انكشاف تحركات سمير القنطار أمام الرصد الإسرائيلي، كان جلياً، خصوصاً أنه لم يمض على وصوله الى دمشق، قادماً من بيروت، أكثر من 12 ساعة. كما أن تردده على شقة حي الحمصي في جرمانا، كان لا يتجاوز الزيارة الواحدة كل شهرين، من دون أن يمكث فيها أكثر من ساعات قليلة، حسب مصادر مطلعة.
وكان القنطار هاجساً اسرائيلياً كبيراً منذ إطلاقه عنوة من أسر استمر نحو ثلاثة عقود من الزمن في السجون، وذلك على مسافة عامين من عملية المقاومة في خلة وردة في خراج بلدة عيتا الشعب ضد دورية اسرائيلية، في تموز 2006، والإهانة التي تعرّض لها العدو الإسرائيلي، بإجباره على إطلاق سراحه، بعد استثنائه من كل عمليات تبادل الأسرى قبل هذا التاريخ.
وتحول القنطار حراً، الى هدف للمطاردة، وللثأر من الإهانة اولا، ومنع القنطار ثانيا، من المضي قدماً في تحصين البيئة الجولانية من الاختراق الإسرائيلي، ودوره في تأطير شبان القرى الدرزية في السفح الشرقي لجبل الشيخ، في لجان المقاومة الشعبية، للقتال الى جانب الجيش السوري والمقاومة في الجولان، ضد التهديد الإسرائيلي والتكفيري المزدوج للتجمعات الدرزية في ريف القنيطرة، خصوصاً في بلدة «حضر» التي تعرضت لمجزرة في الربيع الماضي على يد مسلحي «جبهة النصرة».
ولعب الشهيد القنطار دوراً كبيراً في منع انزلاق قرى سفح جبل الشيخ، نحو مظلة الأمن الإسرائيلي، التي كانت أصوات عربية اسرائيلية تدفع نحوه، واستنفرت لتسريعه بعد اقتراب فصائل عملية «عاصفة الجنوب» المسلحة من مطار الثعلة في حزيران الماضي، وتهديد مدينة السويداء.

النهار :

لبنان على موعد اليوم مع أربع محطات: ظهراً طاولة الحوار الوطني التي لا يتوقع منها جديد بعدما تحولت مثل مؤسسات الدولة اطاراً بروتوكولياً جامعاً فيما تتخذ القرارات خارجها، وبعد الظهر تشييع لسمير القنطار (53 سنة) الذي سقط بصواريخ اسرائيلية قرب دمشق في عملية تعتبر تحد للنظام السوري وايران و"حزب الله" على السواء، وعصراً جلسة لمجلس الوزراء هي الاولى منذ 9 أيلول الماضي لإقرار حل تصدير النفايات بتكلفة مرتفعة تمنعت الامانة العامة لمجلس الوزراء عن اعلانها وتوزيعها قبل الجلسة تلافياً لأي عرقلة، ومساء إطلالة للامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله سيغلب عليها الحدث الامني - السياسي المتعلق باغتيال القنطار، وليس واضحاً ما اذا كان سيتطرق فيها الى الملف الرئاسي الذي صار في قبضة الحزب والمحور السوري - الايراني.
ولا ينتظر ان تحمل المدة الفاصلة عن الموعد الجديد لجلسة انتخاب رئيس للدولة في 7 كانون الثاني أي جديد في الملف المعلق، إن بسبب عطلة الاعياد، أم بسبب العلاقات الاقليمية الآخذة في التأزم والتي تنعكس سلباً على مجمل القرارات المتعلقة بالداخل.

اغتيال القنطار
وطغت جريمة اغتيال عميد الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية سابقاً،سمير القنطار، في عملية اطلاق صواريخ على مقر اقامته في جرمانا قرب دمشق، على مجمل الاحداث اللبنانية والسورية. وفيما لم تتبنَ اسرائيل العملية، حمّلها "حزب الله" مسؤوليتها.
وتولى القنطار مسؤوليات قيادية في "المقاومة السورية" التي اسسها الحزب والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في مرتفعات الجولان.
والعملية الاسرائيلية هي الثانية في 2015، بعدما اغتيل مسؤول عسكري ايراني وستة من "حزب الله" بينهم جهاد مغنية، نجل القائد العسكري لـ"حزب الله" عماد مغنية، في كانون الثاني الماضي.
ومساء اطلقت ثلاثة صواريخ "كاتيوشا" من سهل القليلة (صور) في اتجاه إسرائيل، اتبعت بقذائف وقنابل مضيئة في سماء المنطقة، وسرعان ما ضبط الوضع على جانبي الحدود بعد اتصالات اجرتها قوات "اليونيفيل". وصرح قائد هذه القوات الجنرال لوتشيانو بورتولانو ليلا: ان الوضع هادئ على طول الخط الأزرق والأطراف أكدوا التزامهم الحفاظ على وقف الأعمال العدائية، ومن الضروري تحديد مطلقي النار والقبض عليهم".

 

مجلس الوزراء
بالنسبة الى مجلس الوزراء، أبلغت أوساط وزارية "النهار" أن جلسة عصر اليوم ليست مضمونة النتائج من حيث إقرار خطة ترحيل النفايات نظراً الى الكتمان الذي يحيط بها مما يطرح أسئلة أساسية عما تتضمنه الخطة، ومن هذه الاسئلة ما يتردد عن هوية الشركتين وكلفة الترحيل والتمويل واللجوء الى التراضي بدل المناقصة ومدة حل الترحيل هل هو مرحلي أم يتحوّل الى إجراء دائم. وصرّح وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" إن جلسة اليوم "غير مطابقة لمواصفات الآلية، لأنه من المفروض أن يتبلّغ الوزراء قبل 72 ساعة ليس عنوان البحث فحسب بل مضمونه، لذلك نتخوّف من أن تكون الجلسة للمناقشات فقط وليست للحل الذي نريده اليوم قبل الغد".

الحوار
وعلمت "النهار" أن اجتماع الحوار الوطني اليوم، الاخير لهذه السنة، سيتميّز بأهمية إضافية عن الاجتماعات السابقة نظراً الى أنه يأتي بعد تطورات المبادرة الرئاسية وإعلان السعودية الحلف الاسلامي لمواجهة الارهاب وإغتيال سمير القنطار وتداعياته، فضلاً عن أن الجلسة ربما كانت إما كاسحة ألغام للعقبات التي تعترض جلسة مجلس الوزراء بعد الظهر، وإما زارعة لمزيد من الالغام أمام الجلسة. كما علمت "النهار" أن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي قاطع أعمال الحوار في جلسات أخيرة سيعود عن مقاطعته اليوم بعدما تحقق مطلب انعقاد مجلس الوزراء لحل قضية النفايات.

 

المستقبل :

هي ضريبة مستنقع الدم المُراق في سوريا يدفعها اللبنانيون مجدداً على مذبح حرب «حزب الله» المستميتة دفاعاً عن بقايا حكم مترهّل متهلهل في دمشق، بينما يقف العدو الإسرائيلي متربصاً على ضفة المستنقع «الممانع» يتحيّن فرص الانقضاض على صيد ثمين هنا وآخر استراتيجي هناك منفذاً أجندة تصفيات واغتيالات تطال أفراداً استعصوا عليه في لبنان وفي عمق فلسطين المحتلة ليجدهم تحت «الوصاية الروسية» فريسة سهلة في العمق السيادي السوري. هكذا سقط عميد الأسرى المحرّر من سجون الاحتلال سمير القنطار، لم ينل مرتبة الشهادة لا في «نهاريا» ولا على جبهات الجنوب المحتل إنما اغتالته إسرائيل غيلةً في ريف دمشق تحت جنح الأجواء والقنوات السورية المفتوحة بين موسكو وتل أبيب.. وتحت أنظار منظومة «أس 400» الروسية المتطوّرة للدفاع الجوي! 
إذاً، شّنت المقاتلات الإسرائيلية ليل السبت الفائت غارة جوية على مبنى في مدينة جرمانا في ريف دمشق على بعد نحو 5 كيلومترات من قلب العاصمة السورية حيث قضى القنطار ومن كان معه من كوادر وقيادات، بالإضافة إلى عدد من المدنيين السوريين. وبينما تترقب الأوساط الإعلامية والسياسية الموقف الذي سيعلنه مساءً اليوم الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله رداً على اغتيال القنطار، جاء الرد الميداني المبدئي أمس على العملية بشكل غير مباشر من خلال إطلاق عدد من الصواريخ المجهولة المصدر من المنطقة السهلية في قضاء صور باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، الأمر الذي ردت عليه قوات الاحتلال بقذائف مدفعية على الأودية والأحراج المحاذية لصور بالتزامن مع إطلاق قنابل مضيئة وطلعات حربية استطلاعية مكثفة في أجواء المنطقة. في حين سارع الجيش اللبناني إلى اتخاذ إجراءات احترازية في المنطقة الحدودية ومتابعة الخروقات المعادية بالتنسيق مع قوات اليونيفيل.
ولاحقاً، أصدرت قيادة قوات الطوارئ الدولية بياناً أوضحت فيه أنّ ردارات اليونيفيل رصدت 3 صواريخ أطلقت من محيط منطقة الحنية في الجنوب باتجاه إسرائيل سقط أحدها في البحر، وعلى الأثر رد الجيش الإسرائيلي بما يقرب من 8 قذائف هاون عيار 120 ملم سقطت قرب زبقين الجنوبية من دون أن يسفر القصف عن إصابات في صفوف الجانبين. وبعد اتصالات حثيثة مع الأطراف المعنية دعا القائد العام لليونيفيل الجنرال لوتشيانو بورتولانو إلى ضبط النفس مؤكداً أنّ ما حصل «حادث خطير وانتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701»، مع إشارته إلى أنّ الوضع عاد إلى طبيعته على طول الخط الأزرق ليلاً، ناقلاً تأكيد «الأطراف التزامهم المستمر من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية».
التسوية الرئاسية
سياسياً، برزت أمس أجواء التفاؤل التي لمسها زوار «عين التينة» حيال التسوية الرئاسية المطروحة بحيث نقلوا لـ«المستقبل» أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أعرب أمامهم عن تفاؤله بحظوظ التسوية الوطنية المتاحة لإنهاء الشغور وانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، معرباً في هذا السياق عن كونه ينظر بإيجابية إلى مسارات التسويات المتقدمة في المنطقة باعتبارها تشكل مدعاة أمل وتفاؤل بقرب انعكاسها إيجاباً على الساحة اللبنانية.

الديار :

عشية اصدار مجلس الامن قرار بحل الازمة السورية سياسياً، وهو قرار صدر بالاجماع، لم تنم اسرائيل على حقدها وعبّرت عنه باغتيال الشهيد سمير القنطار، في منزله في جرمانا احد احياء دمشق وفق روايتين، رواية تقول ان غارة جوية تم شنها على المبنى الذي يسكنه الشهيد سمير القنطار، والرواية الاسرائيلية التي تقول ان قاعدتين صاروخيتين اطلقت صواريخ على المبنيين فدمرتهما، وبالنتيجة استشهد الاسير الشهيد سمير القنطار، بعد ان سُجن في سجون العدو الاسرائيلي 27 سنة وهو عميد الاسرى في السجون الاسرائيلية، وحرره حزب الله بتبادل غير مباشر بينه وبين اسرائيل بأسرى وجثث بين الطرفين، انما بصورة غير مباشرة.
اليوم الاثنين، جنازة الشهيد سمير القنطار، وبعده يأتي السؤال: هل تردّ سوريا على اسرائيل بعدما قصفت حتى الان مرة في مطار دمشق ومرة على صاروخ السكود والان على احد شوارع دمشق واغتيال مقاوم شهيد ام ان حزب الله سيتولى الردّ بالاسلوب الذي يراه مناسبا والمكان الذي يختاره؟ فلربما البعض يعتقد دائما ان الخط الازرق خط الانسحاب الاسرائيلي هو المكان الذي سيضرب فيه حزب الله، وربما يضرب حزب الله في مزارع شبعا بعد اختراق عميق وضرب موكب لاليات اسرائيلية متعددة في معركة كبيرة. وربما يردّ حزب الله باستعمال صواريخ كورنت على دورية اسرائيلية تمر على الخط الفاصل بين فلسطين المحتلة ولبنان، وربما يرد بصواريخ على الجولان على مواقع الجنود الاسرائيليين بصواريخ تصيب مراكزهم، وتكون كثيفة، حتى تطالهم لان لديهم تحصينات كبيرة هناك. وربما يردّ حزب الله بعملية خارجية تؤدّي الى أذى كبير للعدو الاسرائيلي.
هذه هي الاسئلة بعد استشهاد سمير القنطار. لكن العارفين بالامور يدركون ان حزب الله سوف يردّ، ولن يترك دماء سمير القنطار تذهب هدرا، ولن يترك العدو الاسرائيلي يرحّب باستشهاد سمير القنطار، بل ان حزب الله سيوجع العدو الاسرائيلي بردّ قويّ لا يشعل حرباً، لكنه يؤذي العدو الاسرائيلي وينتقم هكذا حزب الله المقاوم للشهيد سمير القنطار.
ارجح الظن ان حزب الله سيصبر وقتاً معيناً وسوف يردّ بضرب دورية اسرائيلية ربما على الخط الازرق، وليس في مزارع شبعا، ذلك ان اسرائيل خرقت كل الخطوط الحمراء بقصف صواريخ على دمشق، فاعتبر السيد حسن نصرالله ان تحالف حزب الله وسوريا هو حلف واحد وان المقاومة قد ترد في حال حصول اعتداء على لبنان او سوريا. ولا فرق من أين يأتي الرد، فاذا قصفت اسرائيل في سوريا مركزاً مقاوماً فان المقاومة ستردّ عليه في اي مكان، وهذا ما اعلنه السيد حسن نصرالله في خطاب له ادلى به منذ اشهر، ولذلك فان عملية على الخط الازرق، ولو تم اعتبارها اختراقاً للقرار 1701، غير مستبعدة حتى لو كانت هنالك دوريات دولية ودوريات للجيش اللبناني، الا ان حزب الله قادر على ضرب دورية اسرائيلية بوضوح، وباصابات مباشرة على الخط الازرق وتكون الدورية الاسرائيلية على الطريق قبالته، وبينه وبينها لا يفصل الا 50 مترا او 100 متر. وعندئذ تكون الاصابة اكيدة، والخسائر لدى العدو الاسرائيلي كبيرة.
لم يعد هنالك من خط ازرق بيننا وبين العدو الاسرائيلي، فالخط الازرق وهمي، انه خط ليس لحماية لبنان، بل خط لحماية اسرائيل من المقاومة، وان الخط الازرق تخرقه اسرائيل يوميا عبر خرقها للاجواء اللبنانية بالطائرات الحربية، ولذلك فخرق الخط الازرق ليس جريمة طالما ان اسرائيل تخرقه يومياً جوياً، واحياناً بحرياً.
وفي خضم الازمة اللبنانية، وفي خضم الصراع داخل سوريا بين التكفيريين والارهابيين من جهة، وبين نظام الاسد فان الطاولة السوداء التي يجلس إليها اركان العدو الاسرائيلي تخطط لقتل المقاومين في صفوفنا، وتخطط لايقاع اكبر اذى ممكن في مواقعنا، ولذلك فلا بد من الانتقام لدم سمير القنطار.
اسرائيل لن تذهب الى الحرب الشاملة، واذا ذهبت فهي الخاسرة، لان حرباً عربية تشتعل الان على جبهة الجنوب ستخفف من مساوىء الحرب العربية الدائرة داخل الكيانات العربية، لان اسرائيل تريد حروباً عربية ـ عربية، وليس حرباً عربية ـ اسرائيلية، وحزب الله قادر على ردع اسرائيل وضربها على الحدود اللبنانية وضرب دباباتها وقواتها البرية، اضافة الى اطلاق عشرات الاف الصواريخ على اسرائيل وتدمير منشآت لها وهزّ الكيان الاسرائيلي، وارتجاجه من جذوره. والعدو الاسرائيلي يعتبر ان ميزان القوى هو لمصلحته، ويعالون وزير الدفاع الاسرائيلي الذي اغتال الشهيد خليل الوزير في تونس، وكان قائد المجموعة، له استراتيجية في الحرب مفادها انه اذا حصلت الحرب بين غزة واسرائيل فما على اسرائيل الا تدمير كل شيء، وهذا ما جعله يدمّر 10 الاف منزل ويسقط الفي شهيد ويوقع 10 الاف جريح. الا انه لم يستطع التقدم الى داخل غزة، وله استراتيجية تجاه لبنان تقوم على استعمال الطيران بأقصى طاقاته لتدمير كل شيء، حتى كل المناطق المدنية ولو سقط الاف الشهداء وتدمير كل البنية التحتية في لبنان، ومحاولة تقدم بري. وبالنسبة للتقدم البري، فان اسرائيل عاجزة عن الانتصار فيه. وبالنسبة للقصف الاعمى الذي سيقيمه على المدنيين وعلى المدن والقرى والبنية التحتية، فان اسرائيل ايضا ستصاب بعشرات الاف الصواريخ التي تصيب منشآتها وبنيتها التحتية، ومطار بن غوريون وميناء حيفا، وسيتم تدمير قسم كبير من مطارها، وسيتم ضرب الصناعة البتروكيمائية في تل ابيب، وسيتم ضرب مفاعل ديمونا وسيتم ضرب كل البنية التحتية لاسرائيل، وخلق خوف كبير لدى الشعب الاسرائيلي، نتيجة الصواريخ التي ستنزل على رؤوسه، لانه شعب يخاف ولا يتجرأ على المعارك الا بالطائرات عن علو شاهق والبوارج من مدى بعيد، اما عندما يقتحم برياً فهو ينهزم هزيمة نكراء، لجبن جنوده.
قد لا نصل الى هذه المرحلة، لكن اذا ضربت اسرائيل ودمّرت في لبنان فسيلحق بها تدميرا ايضا كبيرا، وكبيرا جداً لانه ما من بنية تحتية في اسرائيل الا وستصاب، كما ان لبنان سيصاب بأذى كبير لكن يستحق ان يتحمّل اللبناني هذا الاذى، لينهي مرة لكل المرات تهديدات اسرائيل ومخططاتها في الحرب على لبنان، وقتل المقاومين واستباحة كل شيء.

الجمهورية :

بعد ترحيل الملف الرئاسي الى مطلع السنة الجديدة، يفتح الاسبوع اليوم على جملة محطات ومواعيد بدءاً بمعاودة الحكومة اجتماعاتها اليوم بعد طول انقطاع لبتّ ملف النفايات في ضوء خطة ترحيلها الى الخارج، مروراً بجلسة الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية في عين التينة والتي لن تتناول مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية، وصولاً الى إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مساء، في ظل قلق اسرائيل وترقّبها طبيعة ردّ الحزب على اتهامه لها باغتيال عميد الأسرى المحررين من سجونها سمير القنطار في غارةٍ استهدفت امس الاول، مبنى سكنيّاً كان بداخله في مدينة جرمانا بريف دمشق، وما تبع ذلك من توتر جنوباً بعد إطلاق صواريخ من الاراضي اللبنانية في اتجاه اسرائيل. ينتظر ان يستحوذ اغتيال القنطار على القسم الاكبر من كلمة السيد نصرالله في مقابلته المتلفزة في الثامنة والنصف مساء اليوم عبر شاشة «المنار». وعلمت «الجمهورية» انه سيتحدث بداية عن تاريخ القنطار، من المقاومة وحتى الاستشهاد، لينتقل الى الحديث عن ظروف عملية الاغتيال وطريقة حصولها وليشدد بعدها على حق المقاومة في الرد على هذه العملية في المكان والزمان والتوقيت المناسب، ويذكّر بأنّ المقاومة ما تعودت يوماً عدم تنفيذ ما تتوعّد به، وما عملية مزارع شبعا الاخيرة للرد على اغتيال اسرائيل جهاد عماد مغنية في القنيطرة سوى خير دليل على ذلك.
الحوار
وستسبق كلام نصرالله جلسة الحوار الوطني في عين التينة ظهر اليوم. وعلمت «الجهورية» أنها ستتناول مواضيع تفعيل عملَي الحكومة ومجلس النواب وقانون الانتخابات في ضوء ما توصلت اليه اللجنة النيابية المختصّة في الاجتماعين اللذين عقدتهما في شأنه حتى الآن.
ولن يبحث المتحاورون، كما في الجلسة السابقة، في المبادرة التي طرحها الرئيس سعد الحريري والتي ترشّح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، في اعتبار انّ بند الرئاسة قد بحث من حيث مواصفات الرئيس العتيد والامور المتصلة به. لكنّ هذه المبادرة لن تغيب عن اللقاءات الجانبية بين المتحاورين.
وفي موازاة ذلك قالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإدراكاً منه لحراجة الموقف، سيحاول إبعاد كأس البحث في الإستحقاق الرئاسي تحت عنوان مصير «التسوية الرئاسية» تجنباً لأيّ إشكال قد يشهده الإجتماع على خلفية العلاقات المتشنجة التي باتت قائمة بين المرشح الجديد فرنجية والمرشح الدائم رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» العماد ميشال عون إذا حضر.
بري
وقال بري أمام زواره رداً على سؤال انه اذا لم يتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على احدهم فإنّ ذلك يفسح في المجال للبحث في انتخاب مرشح آخر: «إنّ هذا الكلام لا يستهدف المبادرة التي ترشّح فرنجية بل على العكس، القصد منه هو الحضّ على انتخاب رئيس جمهورية».
تراجع وبلبلة
وقالت اوساط سياسية مشاركة في الاتصالات في شأن رئاسة الجمهورية انّ أسهم فرنجية الرئاسية تراجعت في ضوء ما يحصل حول ترشيحه وما يتخذه من مواقف أدّت في جانب منها الى إحداث بلبلة في اوساط حلفائه وغيرهم.
واشارت الى انه في خلال إطلالته التلفزيونية الاخيرة، حاول فرنجية إعادة رفع منسوب أسهمه، لكنه ارتكب جملة من الأخطاء زادت من هبوط هذه الاسهم، علماً انّ الأجواء الاقليمية لا توحي بوجود استعجال لدى غالبية الافرقاء الاقليميين لتسريع خطى الحل اللبناني، ما يعني ان لا شيء قريباً ومتوقعاً على مستوى الاستحقاق الرئاسي.
ولكنّ مصادر متابعة لهذا الاستحقاق تحدثت عن تجدد الحراك الفرنسي في شأنه من خلال زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه الحالية لطهران حيث طلب الرئيس فرنسوا هولاند منه إثارة موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية مع المسؤولين الايرانيين.
وكان لارشيه التقى الرئيس الايراني حسن روحاني ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني ورئیس مرکز الابحاث الاستراتیجیة الدكتور علي اکبر ولایتي.
وأعرب لارشیه، بعد لقائه رفسنجاني، عن مخاوفه من الاوضاع في لبنان والتفجیرات التي تحصد أرواح الابریاء بین الحین والآخر في هذا البلد، وقال: «انّ لبنان یحظی بأهمیة لدى فرنسا وایران والسعودیة، ومن المستحسن ان تكون آلیّاتكم في اعتبارکم شخصیة حكیمة، منار طریق للمسؤولین في هذه البلدان الثلاثة».
عودة «الكتائب»
وعلمت «الجمهورية» انّ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل سيعاود المشاركة في الحوار اليوم بعدما دعا رئيس الحكومة تمام سلام مجلس الوزراء الى الانعقاد بعد الظهر للبحث في ملف النفايات، وهو ما كان الجميّل قد ربط حضوره أي جلسة للحوار به.
وقالت المصادر انّ الإجتماع المشترك لكتلتي نواب الحزب ووزرائه قبل ايام، قد قرر العودة الى الحوار لأنّ المرحلة تقتضي المشاركة فيه عقب التطورات المتسارعة، ولا سيما منها المبادرة الرئاسية واعلان التحالف الإسلامي لمكافحة الارهاب بقيادة الرياض، بالإضافة الى التطورات الأخيرة وسبل مقاربة قرار مجلس الأمن ملف اللاجئين السوريين والحديث عن «طوعية» العودة لهم الى اراضيهم، فكلها قضايا لا يمكن تجاهل انعكاساتها الخطيرة على الوضع في لبنان من جوانبه المختلفة.
مفاجآت!؟
وفيما لا تعقد آمال كثيرة على إمكان اجتماع الأقطاب الموارنة الاربعة في بكركي بعد التباينات والاختلافات التي باتت ظاهرة للعيان، خصوصاً بين الثنائي عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع من جهة، وفرنجية من جهة أخرى، ووقوف حزب الكتائب حتى الساعة مع الطرف الأول مطالباً فرنجية بضمانات في شأن الملفات الخلافية المطروحة، قد تشهد الساحة المسيحية مفاجآت من نوع آخر، وبالتحديد على خطّ الرابية - معراب.
وفي هذا السياق، برزت تغريدة لافتة لعضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم على «تويتر»، إذ قال: «اذا كانت الرئاسة الاولى تتجه حصراً نحو فريق «8 آذار»، فمنطق الأمور يقضي ان تكون للعماد عون».
وقالت مصادر قيادية قواتية لـ«الجمهوريّة» إنّ «تغريدة كرم هي تعبير حاسم عن موقف «القوات» ممّا وصلت اليه المعركة الرئاسيّة، وأتت بعد محاولات إقناع الدكتور سمير جعجع بالسير في ترشيح فرنجية. ولفتت المصادر الى أنّ موقف «القوات» بات واضحاً بأنها بين عون وفرنجية سترشّح عون حكماً».
الراعي
وفي هذه الأثناء، دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السياسيين الى «المسارعة للتشاور في شأن المبادرة الجديدة الخاصة بانتخاب رئيس للجمهورية، وكشف أوراقهم، والإقلاع عن مماطلات لا جدوى منها سوى مزيد من الشلل والضرر والفوضى، وإلى اتخاذ القرار الوطني الشامل والمشرِّف، والحضور إلى المجلس النيابي، وإجراء الانتخاب وفق الدستور والممارسة الديموقراطية».
الرئاسة
وفي حين تأخذ قضية إعلان فرنجية ترشيحه مداها في الاوساط السياسية، لفتت زيارة السفير السعودي علي عواض عسيري لمعراب امس الاول، مؤكداً بعد لقائه جعجع، حرص بلاده على ملء الفراغ الرئاسي، ومباركاً «أي خطوات وأي توافق لبناني - لبناني لكي يكون للبنان رئيس في أقرب فرصة»، ولافتاً الى انّ السعودية «تترك الخيار للبنانيين في اعتبار انّ المجلس النيابي يقرر من سيكون الرئيس

اللواء :

ادخلت إسرائيل باغتيال عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار (54 عاماً) نفسها في توتر مع لبنان، بدءاً من الحدود الجنوبية ومع حزب الله، باعتبار القنطار هو من قياديي المقاومة في سوريا، وقد اغتالته في غارة جوية على منزله الكائن في مدينة جرمانا في ريف دمشق، قبيل منتصف الليلة الماضية.
ونسبت الإذاعة الإسرائيلية إلى ما وصفته بمصادر سياسية ان القنطار، وما لا يقل عن تسعة كوادر قتلوا في هذه الغارة في المبنى المكون من ستة طوابق.
وفيما لم تعلن إسرائيل رسمياً، نسبت اذاعة الجيش الإسرائيلي إلى وزيرة العدل الإسرائيلية ايليت شاكير ترحيبها بالاغتيال.
وقبل ان يشيع «حزب الله» الشهيد القنطار اليوم، شهدت الحدود الجنوبية قصفاً وقصفاً مضاداً، إذ دوت صفارات الانذار شمال إسرائيل اثر سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا أطلقت وفق بيان قيادة «اليونيفل» من محيط منطقة الحنية قضاء صور، عند الخامسة والنصف غروب أمس.
وقالت ان الجيش الإسرائيلي ابلغها بأن صاروخين سقطا في الشمال (في منطقة نهاريا) وسقط الثالث في البحر، فيما ردّ الجيش الإسرائيلي بحوالى ثماني قذائف هاون من عيار 120 ملم، سقطت قرب زبقين في المنطقة المجاورة، من دون وقوع اصابات على جانبي الحدود.
وأعلن القائد العام لليونيفل الجنرال لوتشيانو بورتولانو ان ما حصل «خرق للقرار 1701»، واصفاً ما حدث «بالخطير» وانه يهدف إلى «تقويض الاستقرار في المنطقة»، كاشفاً عن دوريات تحرّكت على الأرض بالتنسيق مع الجيش اللبناني لمنع أي حوادث، داعياً إلى ضبط النفس.
وكشف قائد «اليونيفل» ان جميع الأطراف أكدت له «الالتزام المستمر من أجل الحفاظ على وقف الأعمال العدائية»، مضيفاً بأن الوضع الآن هادئ على طول الخط الأزرق.
وعقد المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل جلسة طارئة على الفور، في حين حمل افيخاي ادرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ان الجيش اللبناني هو المسؤول الوحيد عن كل ما يحدث على أراضيه، معتبراً ان لا تعليمات جديدة لسكان المنطقة الذين هرعوا إلى الملاجئ.
ووصف مصدر أمني (أ.ف.ب) التطور الميداني جنوباً بأنه ردّ محتمل على اغتيال القنطار.
اما موقف «حزب الله» من هذا التطور الميداني الخطير، وبعد تشييع القنطار، وتقبل التعازي الذي بدأ أمس، فسيعبر عنه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله في إطلالة إعلامية عبر «المنار»، عند الساعة الثامنة والنصف من مساء اليوم، وتتضمن كلمته، وفقاً لما اشارت محطة «المنار» أجواء اغتيال إسرائيل للمناضل القنطار وموقف الحزب منه. (راجع الخبر ص 5).
الحوار: الجلسة 12
في هذا المناخ المستجد، تستأنف هيئة الحوار الوطني جلساتها في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه برّي، في إطار مناقشة جدول الأعمال المقرّر من الرئاسة الثانية.
وتسبق الجلسة 12 بساعات جلسة مجلس الوزراء لترحيل النفايات، وهو الأمر الذي يستبعد ان تتطرق إليه جلسة الحوار، فضلاً عن الترشيح الرسمي للنائب سليمان فرنجية، وفقاً لما نقل من أوساط عين التينة.
ولاحظ مصدر وزاري مشارك في الحوار ان الجلسة المؤجلة من الاثنين في 14 الماضي بسبب وفاة شقيقة الرئيس برّي، بإمكانها الانتقال إلى بنود أخرى على جدول الأعمال، بوجود مرشّح رسمي لرئاسة الجمهورية هو فرنجية، لا سيما تفعيل عمل الحكومة ومجلس النواب وقانون الانتخاب، وهي البنود التي جرى التداول بها في الجلسة الأخيرة.
ولم يعرف ما إذا كان النائب ميشال عون سيغيب عن الجلسة أم لا، وما إذا كان المجتمعون سيتطرقون إلى ترشيح فرنجية، في ضوء المواقف التي أطلقها في المقابلة التلفزيونية الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى ان الرئيس نجيب ميقاتي سيغيب عن الحوار اليوم بسبب وفاة شقيقته واضطراره إلى البقاء في طرابلس لتقبل التعازي ومن ثم إلى بيروت غداً وبعده في «البيال».
ورأى قطب بارز ان الجلسة تنعقد في أجواء متقدمة رئاسياً، وهي تُكرّس استمرار طاولة الحوار لمواكبة التطورات كافة بصرف النظر عن ترحيل محاولات انتخاب الرئيس إلى السنة الجديدة.
ترحيل النفايات
وفي تقدير مصدر نيابي، انه باستثناء الكلام في العموميات في الحوار اليوم، فإن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام سيحاول الإفادة من وجوده على الطاولة لتحضير ملف ترحيل النفايات بعد الظهر، خصوصاً وأن الوزراء العونيين سيحاولون إثارة مشاكل في وجه إقرار الخطة الموضوعة.
لكن مصدراً وزارياً توقع ان تقر الخطة رغم المعارضة العونية استناداً إلى ان أغلبية الوزراء يوافقون عليها، ولان الخطة لا تحتاج لأكثر من النصف زائداً واحداً، على اعتبار انه قرار عادي، سواء اعترض وزيران أو أكثر، والمقصود هنا وزراء حزب الكتائب الذين ستكون لديهم تساؤلات وهواجس، لكنهم في المبدأ لا يعترضون على مبدأ الترحيل.
وعلم في سياق تمويل الخطة ان بعض الوزراء سيقترحون رفع سعر صفيحة البنزين الفي ليرة لتغطية كلفة الترحيل من خزينة الدولة.
ونقل زوار الرئيس سلام امله بالوصول الى خاتمة سعيدة لملف النفايات في جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم.
وردا على سؤال «للواء» حول ما اذا كان متفائلا بانهاء هذا الملف نقل عنه زواره انه غير متفائل  وغير متشائم واعتبر ان الامر مرتبط بكيفية التعاطي مع هذا الملف داخل الجلسة والمتوقع ان تشهد مناقشات واستفسارات حول  هذا الملف. ونقل الزوار تمني الرئيس سلام بان تنجح خطة التصدير التي عمل عليها وزير الزراعة اكرم شهيب وبذل كل ما يمكن بذله ولنوفيه حقه، خصوصا بعد ان كان شهيب بذل جهودا سابقة للوصول الى حل للنفايات من خلال الطمر والذي لم يكتب لهذه الجهود النجاح.
وردا على سؤال حول ما سيكون موقفه في حال طرح وزراء موضوع التحالف الاسلامي اعتبر سلام،  انه بالكاد هناك وقت لبحث ملف النفايات، في اشارة غير مباشرة على عدم موافقته طرح اي موضوع اخر غير ملف النفايات في جلسة اليوم.