كشفت مصادر مالية لبنانية مقربة من "حزب الله" أن الحزب الذي يعاني في الآونة الأخيرة من ضائقة مالية شديدة لا سابق لها في تاريخه، يواجه صعوبات متزايدة في كل ما يتعلق بأنشطته المرتبطة بشركات يمتلكها رجال أعمال لبنانيون شيعة، حيث يستخدمها لإدارة أنشطته المالية وخاصة تبييض الأموال.

وقالت المصادر إن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية أخيراً ومن ثم السلطات في المملكة العربية السعودية على رجل الأعمال اللبناني أدهم طباجة وعلى الشركات التي يمتلكها، ومن بينها مجموعة "الإنماء" للأعمال السياحية وفرعها في العراق المعروف باسم "الإنماء للهندسة والبناء"، الأمر الذي وضع عثرات كبيرة في وجه نشاطات طباجة الذي بات قريباً من إعلان إفلاسه.

ونقلت المصادر عن مديرين كبار في مجموعة "الإنماء" من بينهم عطا الله جميل شعيتو وآخرين من آل سعد قولهم إن فروع المجموعة في لبنان والعراق تواجه مصاعب مالية شديدة بعد العقوبات الأميركية والسعودية، خاصة بعد أن جمّد عدد من المصارف اللبنانية التي ترتبط بعلاقات مع مصارف أميركية الاعتمادات المخصصة للمجموعة بغية عدم التعرض للعقوبات، وبعد أن أبدت الجهات العاملة مع المجموعة خشيتها من أن تتعرض هي الأخرى لعقوبات مماثلة.وأضافت المصادر ان ما حصل لمجموعة "الإنماء" دفعها إلى إقالة عدد من الموظفين والتأخر في دفع رواتب الباقين، فضلاً عن تجميد بعض المشاريع وإلغاء البعض الآخر نهائياً، مشيرة إلى أن المديرين والموظفين يخشون من أن تطالهم العقوبات الاميركية والسعودية شخصياً بسبب تعاملهم مع أموال وممتلكات تابعة لـ"حزب الله".

ولم تتوقف مصائب مجموعة "الإنماء" عند هذا الحد بل تجاوزته إلى مجال التأمين، حيث أبلغت شركة "ترست كومباس" التي توفر خدمات التأمين لمجموعة"الإنماء للهندسة والبناء"في العراق أنها تدرس إلغاء عقد التأمين مع المجموعة أو رفع رسوم التأمين إلى مبالغ باهظة لا تستطيع المجموعة تحملها. وختمت المصادر ان أدهم طباجة الذي تضرر جداً من العقوبات الأميركية والسعودية وجّه رسائل شديدة اللهجة إلى قيادات "حزب الله" مفادها أنه وضع مجموعته وفروعها منذ سنوات عدة في خدمة الحزب وتحمل خسائر فادحة نتيجة ذلك وانه يشعر أن الحزب استغله وطعنه في ظهره.