أزمة ليست غريبة عن لبنان بدأت بوادرها تتضخم مع بداية اللجوء السوري، فاللبناني كان عاطلا عن العمل وما زاد الطين بلة وزيادة نسبة البطالة هي دخول اليد العاملة السورية إلى لبنان بغزارة نتيجة الحرب الدائرة.

فالبطالة تمثل عدد الأشخاص العاطلين عن العمل من إجماليّ القوة العاملة والتي يبلغ عمر مكوناتها 15 عاماً وأكثر.

 ويُعتبر قياس نسبة البطالة عملية معقّدة وغير دقيقة، ذلك لأن الحدود بين البطالة والعمل والخمول هي حدود مبهمة، ليست دائماً واضحة، الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى رسم "هالة" حول البطالة. وتختلف البطالة مع إختلاف العمر، الجنس، الوسط الاجتماعي (من المدينة أو من القرية)، نوع ومستوى التعليم.

وقد أعلن وزير العمل سجعان قزي في حديث لأحدى الصحف أنه في لبنان لا يوجد سوريون بلا عمل إنّما يوجد لبنانيون عاطلون عن العمل وقد أوضح أن نسبة البطالة بلغت فيه 25 % وبطالة الشباب 36% وعدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت سقف الفقر 27.3 %.

هذا الحديث جاء إثر طرح من قبل مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون السكّان واللاجئين السيّد سيمون هانشاو لقزي حول إمكانية وضعِ برنامج لإيجاد فرَص عمل للنازحين السوريين لكي يساهموا في بناء بلادهم حين يعودون إليها.

ولعل هذه المفاجأة ليست بغريبة عن لبنان إذ أن للبطالة اسباب كثيرة وهي موجودة في لبنان منذ زمن لكنها زادت مع اللجو السوري حيث ظهرت سيطرة هذه اليد بشكل قوي على كل القطاعات حتى أنه بتنا نلاحظ في المحلات وفي الصحف المختصة بإعلانات للعمل شروط مختصة بأن المتقدم للعمل يجب أن يكون سوري (ة) الجنسية.

كما لعبت السياسة دورا مهما في زيادة نسبة البطالة حيث وقع الكثير من المغتربين  اللبنانيين العاملين في دول خليجية، ودول أوروبية، ودول شمال أفريقيا نتيجة الوضع الإقتصادي، ضحية إلى جانب أزمة الديون السيادية والإضطربات التي تصيب العالم العربي فضلا عن الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان بعدما ضُرب قطاع الخدمات، وقد أدى رفع الحد الأدنى للأجور الى صرف قسم من الموظفين والعاملين.

والملفت في الأمر أن كل هذه القصص تلعب دورا في زيادة البطالة لكن ما قاله الوزير يعكس ظاهرة أخرى وهي استئثار السوريين بمجال العمل، وبالطبع فما يفعله السوري لا يقوم به اللبناني إلا أن السؤال الذي نطرحه هنا من المسؤول عن هذا الموضوع؟

بالطبع، فمجيء السوريين إلى لبنان مرتبط بما يجري في بلادهم من حرب عليهم والتي لولا تدخل حزب الله به لما جاؤوا إلى لبنان بل كانت الحرب انتهت دون أي تداعيات.

وختاما تبقى المسؤولية بالكامل ملقاة على الدولة اللبنانية التي لم تستطع أن تحمي دولتها من تداعيات "خبصة" الدويلة